منتديات بني عمرو

منتديات بني عمرو (https://forum.baniamro.co/index.php)
-   رياض الصالحين (https://forum.baniamro.co/forumdisplay.php?f=6)
-   -   رسالة إلى مازح (https://forum.baniamro.co/showthread.php?t=23287)

حبيب ال طلحة 03-20-2006 02:47 PM

رسالة إلى مازح
 
رسالة إلى مازح

· أيها المازح 000
· يا من تنشر المرح والأنس في المجالس 000
· يا من جعلت للمزاح وقتاً في حياتك 000
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فإن المزاح خُلق إنساني وسلوك بشري له ضوابطه وحدوده ، وهو خُلق يشتمل على المداعبة والمضاحكة والمفاكهة بقصد الترويح عن النفوس وإدخال السور والبهجة إليها حتى لا تمل و لا تكل 0 وللمزاح آداب وضوابطه تجعله جزءاً لا يتجزأ من حياة المسلم ، فعن قتادة رضي الله عنه قال : ( سئل ابن عمر رضي الله عنهما : هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون ؟ قال : نعم ، والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبال )
وهنا أوجه هذه الرسالة إلى أخي المسلم ليضبط مزاحه بضوابط السُّنة النبوية والتربية الإسلامية فأقول مستعيناً بالله وحده :
· يا من تُروِّحُ عن النفس بالمزاح احرص على أن يكون مزاحك حقاً لا كذب فيه و لا إثم ، وأن يكون غير مؤذٍ لك أو لغيرك فإن بعض ما يسميه الناس مزاحاً يكون مؤذياً للمازح أو المُمازح أو مؤدياً إلى الغضب والقطيعة ووقوع البغضاء – والعياذ بالله – يقول بدر الدين أبو البركات محمد الغزي في كتابه ( المُراح في المزاح ) : ( يُندب إلى المزاح بين الإخوان والأصدقاء والخلان ، لما فيه من ترويح القلوب ، والاستئناس المطلوب ، بشرط أن لا يكون فيه قذف ، ولا انهماك فيه يُسقط الحشمة ، ويُقلل الهيبة ، ولا فحش يورث الضغينة ، ويُحرك الأحقاد الكمينة )0
· يا من تؤنس الصاحب وتُسعد الجليس ، إياك أن تُروع أحداً من المسلمين أو تخوفه ولو كنت مازحاً كأن تستحدث عليه خبراً كاذباً لتفزعه ، أو تخوفه في ظلام ، أو تفاجئه بنبأ غير سار بقصد المزاح ، فإن ذلك أمر منهي عنه لما من التخويف والترويع واحتمال إلحاق الضرر به 0 فقد روى عبدالرحمن بن أبي ليلى قال : حدَّثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رجل منهم ، فانطلق بعضهم إلى حبل معه ، فأخذه ففزع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يحل لمسلم أن يُروِّع مسلماً ) رواه أبو داود 0
وهنا نلاحظ أن مراعاة شعور المسلم واحترام حرمته أمرٌ واجب في الجد والهزل ، ولا يمكن أن يكون المزاح وسيلة تؤخذ بها الحقوق أو تستحل بها الحرمات ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يأخذن أحدكم عصا أخيه لاعباً ولا جاداً ، ومن أخذ عصا أخيه فليردها إليه ) رواه الترمذي 0
وفي رواية أبي داود : ( لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعباً ولا جاداً )
· يا من عُرفت بالمرح والدعابة ، إياك واختلاق القول أو افترائه على الآخرين بحجة المزاح ؛ فإن اصطناع الكلام وتلفيق الكذب وإشاعته بين الناس أمر محرم لا يجوز ، كما أنه سلوك منحرف يترتب عليه الكثير من المتاعب والمشكلات بين الأفراد والجماعات 0
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ويلٌ لمن يحدِّث فيكذب ليُضحك به القوم ويلٌ له ، ويلٌ له ) رواه أحمد والترمذي وأبو داود والدرمي 0
فالحذر الحذر من الوقوع في هذا الأمر الخطير ولو كان بقصد الإضحاك ، والتسلية ، والمتعة ، فإن في المزاح بالحق والصدق غُنية عن ذلك والحمد لله 0
· يا من ترسم البسمة على الشفاه ، ليكن مزاحك خفيفاً لطيفاً معتدلاً حتى لا يمس المشاعر ، ولا يجرح الخواطر ، ولا يسيء إلى الغير أو يؤثر عليهم 0 وليكن مرادك منه التسلية البريئة والترفيه عن النفس ، فإن النفس تمل والقلب يكل 0 قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( روحوا القلوب ، واطلبوا لها طُرف الحكمة ، فإنها تمل كما تمل الأبدان )
واعلم - أخي المازح – أن للمزاح المعتدل دوراً عظيماً في تربية النفوس وشحذ الهمم ، وفتق الأذهان وترويح القلوب ، وطرد السآمة والملل ، وإذهاب الهموم عن النفس 0 وفي هذا المعنى يقول الشاعر :
أروح القلب ببعض الهزل *** تجاهلاً مني بغير جهل
أمزح فيه مزح أهل الفضل *** والمزاح أحياناً جلاء العقل
· يا من تُكثر المزاح والمداعبة ؛ لا تنس أن الإكثار منه يُسقط الهيبة ، ويُزيل محبة الرجل من القلوب ، ويخدش المروءة ؛ ويخل بالوقار 0
وفي ذلك يقول سعيد بن العاص لابنه : ( اقتصد في مزاحك ، فإن الإفراط فيه يفُض عنك المؤانسين ، ويُحش منك المُصاحبين )0
ويقول أبو الفتح البُستي :
أفد طبعك المكدود بالجد راحة *** يُجَمُّ وعلِّله بشيء من المزاح
ولكن إذا أعطيته المزاح فليكن *** بمقدار ما تعطي الطعام من الملح

فكان واجباً على المازح أَلاَّ يجعل جُلَّ وقته للمزاح والفكاهة والدعابة لأن في ذلك
ضياعاً للوقت وقسوة للقلب وانشغالاً بالهزل على حساب الجد الذي هو الأصل في
حياة المسلم 0
جاء في كتاب ( المُراح في المزاح ) : ( ويذم المزاح إذا وصل إلى حد المثابرة والإكثار
، لأن فيه حينئذٍ إزاحة عن الحقوق ومخرجاً إلى القطيعة والعقوق )0
أسأل الله العظيم لي ولك التوفيق والسداد ، وأن نكون ممن يمزحون بالحق فيؤنسون به الصاحب ويتوددون به إلى المخاطب ، ويروحون به عن النفس 0 وألا ينسينا مزاجنا وضحكنا لقاء الله واليوم الآخر ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات 000


غالي الأثمان 03-20-2006 06:19 PM

رد: رسالة إلى مازح
 
بارك الله فيك اخي حبيب ال طلحة

عذب السجايا 03-20-2006 06:24 PM

رد: رسالة إلى مازح
 
كمان ما طلعت عندي شوفو لي حل

علي احمد العمري 03-20-2006 06:48 PM

مشاركة: رسالة إلى مازح
 
جزاك الله كل خير حبيب ال طلحه

لك منى أجمل تحيه al_mohajer

Royal 03-20-2006 08:51 PM

رد: رسالة إلى مازح
 
بسم الله الرحمن الرحيم

اخي الفاضل حبيب ال طلحه
جزاك الله خيرا" على هذا الطرح المبارك

الإسلام لا يرفض اللعب واللهو المباح، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح مع أصحابه
ولا يقول إلا حقَّا.

طبعا"المزاح لابد منه لكن هناك آداب يجب أن نقف عندهاومنها:

الصدق في المزاح: فالمسلم يبتعد عن الكذب في المزاح، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب في المزاح، فقال: (لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء) [أحمد والطبراني].
الاعتدال في المزاح: قال صلى الله عليه وسلم: (لا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب) [الترمذي]. كما يجب على المسلم أن يدرك أهمية الوقت فلا يقضي وقتًا طويلا في المزاح واللعب يترتب عليه تقصير في الواجبات والحقوق.
البعد عن السخرية: يجب على المسلم أن يبتعد في مزاحه ولهوه عن السخرية والاستهزاء بالآخرين، أو تحقيرهم، أو إظهار بعض عيوبهم بصورة تدعو للضحك والسخرية. يقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} [الحجرات: 11].
النية الطيبة في المزاح: مثل مؤانسة الأصحاب والتودد إليهم، والتخفيف عن النفس وإبعاد السأم والملل عنها.
اختيار الوقت والمكان المناسبيْن: هناك أوقات وأماكن لا يجوز فيها الضحك والمزاح واللهو، مثل: أوقات الصلاة، وعند زيارة المقابر، وعند ذكر الموت، وعند قراءة القرآن، وعند لقاء الأعداء، وفي أماكن العلم.
عدم المزاح في الزواج والطلاق والمراجعة: فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المزاح في هذه الأشياء الثلاثة وبيَّن أن المزاح والجد فيها جد، فلو مزح إنسان وطلق زوجته أصبح الطلاق واقعًا.
قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاث جدهن جد وهَزْلُهُن جد: النكاح والطلاق والرجعة (أي أن يراجع الرجل امرأته بعد أن يطلقها) [أبوداود].
عدم المزاح بالسلاح: المسلم لا يُرعب أخاه، ولا يحمل عليه السلاح، حتى ولو كان يمزح معه، فربما يوسوس له الشيطان، ويجعله يقدم على إيذاء أخيه المسلم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من حمل علينا السلاح فليس منا) [مسلم].
وكذلك المسلم لا يتطاول على أخيه، فيمزح معه مستخدمًا يده؛ لأن ذلك يقلل الاحترام بينهما، وربما يؤدي إلى العداوة.
عدم المزاح في أمور الدين: المسلم يحترم دينه، ويقدس شعائره، لذلك فهو يبتعد عن الدعابة التي يمكن أن يكون فيها استهزاء بالله -عز وجل- وملائكته وأنبيائه، وشعائر الإسلام كلها.


هذا والله أعلم

تحيااااااتي


الساعة الآن 07:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir