![]() |
مشاهد من يوم القيامة >>>>>العشماوي
مشاهد من يوم القيامة
عبد الرحمن العشماوي [poet font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,white" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] وقفت جميع مشاعري تتأمل *=* وفمي عن النطق المبين معطل ما كنت في حلم ولا في يقظة *=* بل كنت بين يديهما أتململ أرنو إلى الأفق البعيد فماأرى *=* إلا دخانا تائهـا يتجول وحشود أسئلة تجر ذيولها *=* نحوي وباب الذهن عنها مقفل أحسست أن إرادتي مسلوبة*=*وشعرت أن مخاوفـي تترهل وشعرت أني في القيامة واقف *=* والناس في ساحاتها قد هرولوا يسعون كالموج العنيف عيونهم *=* مشدوهـة وعقولهـم لا تعقـل والكون من حولي ضجيج مرعب *=* والأرض من حولي امتداد مذهل قد أخرجت أثقالها وتأهبـت *=* للحشر وانكسر الرتاج المقفـل والناس أمثال الفراش تقاطروا *=* من كل صوب هاهنا وتكتلـوا كل الجبال تحولت من حولهم *=* عهنا وكل الشامخـات تزلـزل وجميع من حولي بما في نفسهم *=* لاه فلا معـط ولا متفضــل كل الخلائق في صعيد واحـد *=* جمعت فسبحـان الذي لايغفـل وأقيم ميزان العدالـة بينهـم *=* هـذا بـه يعلـو وذلك يـنزل وتجمعت كل البهائم بعضهـا *=* يقتص من بعض وربـك أعـدل حتى إذا فرغ الحساب وأنصفت *=* من بعضها نزل القضاء الأمثـل كوني ترابا يا بهائم .. عندهـا *=* صاح الطغاة وبالأماني جلجلـوا يا ليتنا كنـا ترابـا مثلهــا *=* يا ليتنا عـن أصلنـا نتحـول هيهات لا تجدي الندامة بعدما *=* نصب الصراط لكم وقام الفيصل ومضيت أقرأ في الوجوه حكاية *=* إجمالهـا عنـد الذكي مفصـل ورأيت مالا كنت أحلم أن أرى *=* حولي وقد كشف الستار المسدل هذا هو النمرود يندب حظـه *=* والدمع مـن هول المصيبة يهطل وهناك فرعون المألـه نفسـه *=* يسعى بغـير بصيرة ويولول وهناك كسرى تـاه عند إيوانه *=* مترنـح فـي سـيره متملمـل وهناك قيصر نفسـه مكسورة *=* وبقـلبـه ممـا يعانـي مرجـل وهنا ابو جهل يراجع نفسـه *=* عينـاه توحـي أنـه يتـوسـل يارب أرجعنا لنعمـل صالحـا *=* غير الذي كنـا نقـول ونعمـل هيهات قد طوي الكتاب ألم يكن *=* فيكـم نـبي بالهدايـة مرسـل سبحان ربك هؤلاء جميعهـم *=* كانـت لهـم دار هنـاك تبجـل لكنهم كفروا بمن أعطاهــم *=* ملكـا وعاثوا في البـلاد وقتلـوا ورموا بشرع الله خلف ظهورهم *=* عزلوه عن حكم الزمان وعطلـوا جمع الطغاة هنا وقد هانوا علـى *=* ربـي وعـد المؤمـن المتبتـل وقفوا وآلاف الضحايا حولهـم *=* فاليوم ينظر في الأمور ويبطل واليوم يسعـد مؤمـن بيقينـه *=* واليوم يشقى الفاسق المتحلل واليوم يمتد الصراط فمسـرع *=* نحو النعيم وزاحف متمهل ومحمل بالذنب زلـت رجلـه*=*فهوى ونار جهنم تستقبل فأجلت طرفي ساعة فرأيت من *=* أمر القيامة مايروع ويذهل هذا أب يسعى إلـيه وحيـده *=* وبمقلته ترقب وتـوسل أبتاه أرهقني المسـير وحاجـتي *=* شيء يسير لايمض ويثقل شيء من الحسنات ينقذني وقـد *=* خفت موازيني وفيك أؤمل أنت الذي عودتني فيما مضـى*=* بذلا ومثلك في المصائب يبذل وإزور وجه أبيه عنه مـرددا *=* نفسي أحق بما تقول وأمثـل ومضى كسيف البال يسأل نفسه *=* ماذا جرى لأبي .. أهذا يعقل ؟ وبدت له بين الجموع حليلة *=* كانت تفضله وكـان يفضـل وغدا يناديها رويدك زوجتي *=* فأنا الحبيب وليس مثلك يجهل ريحانتي أنسيت أيام الصبا *=* أيام كنا من هوانـا ننهـل ؟ أنا من وهبتك في فؤادي منزل *=* ماكان فيه لغير حبك منزل شيء من الحسنات ينقذني وقد *=* خفت موازيني وفيك أؤمـل قالت له والهـم يشعـل قلبهـا *=* لهبا وفي أحشائهـا يتغلغـل عذرا فـأنت رفيق عمري إنمـا *=* نفسي أحق بما تقول وأمثـل ومضى كسيف البال حتى لاح في *=* وسط الزحام خيال من لايبخل أم رؤوم راح يركـض نحوهـا *=* جذلا وهل بعد الأمومة موئل ؟ حملته في أحشائهـا وتحملـت *=* من أجل راحته الذي لايحمـل أمـاه ياأمـاه مـدي لي يـدا *=* فلكم بذلت إذا أتيتك أسـأل شيء من الحسنات ينقذني وقد *=* خفت موازيني وفيـك أؤمـل قالت له والدمع يغلب صـبرها *=* نفسي أحق بما تقـول وأمثـل ونقلت طرفي لحظة فرأيت مـا *=* لاتستريح له النفـوس وتقبـل بشر كأنهم الحوامل قد مشـوا *=* مشيا ثقيـلا والمصيـبة أثقـل من هؤلاء ؟ فقال من يدري بهم : *=* أهل الربا بئس المقام المخجـل أكلوا الربا جهرا ولم يتورعـوا *=* عن أكله ومشوا إليه وأرملـوا ماصدهم عن أكلـه بطلانـه *=* وكذاك باطل كـل قـوم يبطـل وأخذت ناحية أفكـر بالـذي *=* يجري وأرسل ناظـري وأنقـل ماذا أرى رجل يحيـط برأسـه *=* طوق وفي رجليه قيـد محجـل من ذلك الرجل التعيس ؟ فقال لي *=* من عنده خـبر يقـين ينقـل هذا الذي خان العهود وعاش في *=* دنياه يغتصب الحقوق ويأكـل يسطوا على مال الضعيف وأرضه *=* واليوم يجـني ماثـراه ويحمـل الشبر في الدنيـا يقابلـه هنا *=* سبع من الأرضين بئس المحمـل ورأيت قومـا يدعسون كأنـهم *=* نمل وقد ذاقـوا الهوان وجللـوا من هؤلاء البائسـون أراهـم *=* هانوا ومن كتب الكرامة أعقلوا فأجابني : هم كل مختـال لـه *=* فيما مضى كـبر عليـه يعـول وذهلت عنهم حين أبصر ناظري *=* رجل يساق الى الجحيم ويعتــل ووراءه امرأة يحيـط بجيدهـا *=* حبل يلف مـن الجحيـم ويفتـل من ذلك الرجل الشقي وهذه *=* تجـري علـى أعقابـه وتولـول هذا أبو لهب وزوجتـه الـتي *=* كانت تجول على النـبي وتجهـل وأخذت ناحية فـلاح لناظـري *=* روض وأزهـار ونـور مقبـل غرف بطائنهـا الحريـر وتربها *=* مسك بماء المكرمـات مبلـل ونساؤهـا حور فوجه مشـرق *=* كالشمس ساطعة وطرف أكحل أنهارهـا عسـل وخمـر لـذة *=* للشاربـين وشربهـا لايثمـل وبناؤها من فضـة من فوقهـا *=* ذهب وعند الله ماهو افضـل أقـل من فيهـا نصيبا حظـه *=* أضعاف دنيانا وربـك يجـزل رأيت فيها الساكنين ربوعهـا *=* نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا على الأرائك يجلسون حديثهم *=* مستبشرين بما رأوه وحصلـوا يتذكرون حوادث الدنيا الـتي *=* صمدوا لها وعلى الإله توكلـوا طوبى لكم هذي منازلكم فمـا *=* خابـت مساعي من يجد ويعمل أجلت طرفي في الوجوه فـلاح لي *=* وجه بدا وكأنما هـو مشعـل وجه الرسول يشع نورا صادقـا *=* قد جاء في حلل السعادة يغفل ورأيت أصحاب الرسول وقد مضوا *=* نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا ورأيت مؤمن آل فرعون الـذي *=* نبذوا .. وصفحة وجهه تتهلل والكوثر الرقراق لاتسـأل فمـا *=* مثلي يجيب وليس مثلي يُسأل نهر كأن الـدر يجـري بينـه *=* أو أنه النور الذي يتسلسـل سبحـان ربك هاهنا حصل الذي *=* ماكان لولا فضل ربك يحصل ورفعت طرفي لحظة فرأيت مـن *=* لاشيء يشبهـه وليس يمثـل نور تجلـى للخـلائـق كلهـا *=* فتواضعـوا لجلالـه وتذللوا وقعوا سجودا يلهجون بذكـره *=* والكون بالصمت المهيب مكلل سجدوا وأما المبطلون فحاولـوا *=* أن يسجدوا لكنهم لم يفعلـوا وصحوت من حلمي ونفسي بالذي *=* شاهدت مؤمنة وعيني تهمـل وشعرت أن مظاهر الدنيا الـتي *=* لهوى .. مظاهر نشوة لا تكمـل وعلمت ان الله يمهـل عبــده *=* عطفـا عليـه وأنـه لا يهمـل وهنا وقفت وفي فؤادي دوحـة *=* تحنـو علي غصونهـا وتظلـل هي روضة الإيمان يجري نهرها *=* عذبـا ويشدوا في رباها البلبل [/poet] |
الف الشكر لك يا أبوفارس على التنسيق الجميل للقصيده .
|
الساعة الآن 11:01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By
Almuhajir