01-08-2004, 01:54 PM | #31 |
|
اكرهك حبيبتي ..
الرابعة عصراً .. تأخرت في الاستيقاظ .. فلم أنم إلا في السابعة من صباح هذا اليوم .. اليوم الثالث لنا في عمان ! جاء أحدهم يستفسر عن برنامج الرحلة .. فغداً اليوم الرابع وهو آخر أيام عمان حسب البرنامج .. اجتمعنا في الصالون الكبير نحتسي القهوة والشاي والعصير صرنا تسعة رجال .. بين العشرين و الخامسة والأربعين من العمر .. كنت أنوي الذهاب إلى مكتب الحجز .. ولكن ثلاثة من مرافقي إلى عمان اقترحوا أن نبقى في عمان .. فلا عمان ولا بيروت تكفيها أربعة أيام !.. فكرت بهذه الجملة و هم يتناقشون في الأمر .. !! فعلا .. لا توجد عاصمة تكفيها أربعة أيام سياحية ! وكان القرار أن اعتذر لبيروت .. ولمن أوصتني بزيارة بيروت .. لرحلة أخرى خاصة ببيروت !! أتريدين الحق ؟ .. لا أطيق أن أزور بيروت .. وأنا فردياً يتيم !! نعم .. فبيروت مدينة العشاق .. ولا يجب أن يزورها سوى العشاق .. !! احتاج أن أكون زوجياً في زيارة بيروت أو ستجبرني بيروت على أن أخونكِ !! خيانة .. !! ما رأيك أنتِ ؟ .. هل سأكون خائناً إن أمسكت يوماً بيد أنثى و مشينا معاً على شاطئ بيروت .. أو في شارع الحمراء .. ؟ المنطق يقول أنني سأكون خائناً لو كنتِ تتوسدين الآن وسادتي في غرفتي .. ! آه .. ما رأيك أن تذهبي إلى تلك الوسادة البيضاء تلك التي ما زالت مكانها تتأوه للقياكِ .. وبعدها سأكون أكبر خائناً لتلك الوسادة التي تؤنسني في وحشة ليلي الطويل .. سأكون أكبر خائناً لتلك الصورة التي ما ملت من طول تأملي لها .. فقط كوني هناك وسأكون الخائن الأكبر !! أصر أبو خالد على أن يكون الغداء في مطعم " ريم البوادي " .. وتذكرت أن هذا المطعم المفضل لخالي الأكبر ! أحببت أن أرى هذا المطعم القديم جداً .. حيث أرغفة التنور في بوابته .. ورائحة الزهور البرية تعطر جوانبه .. هذا هو ذات المطعم الذي دعانا عمي الأكبر إليه يوماً في حالة أن زرنا عمان معاً !! و لكن لم تحتفي عمان بعد بأن أكون معكِ بها !! فهل تظني أنها ستحتفي يوماً بنا معاً !!؟ مدينتان فقط من مدن الكون .. تستحقان أن تختفيا بنا معاً .. مدينة السور الأبيض وعروس البحر الأحمر .. رغم أن الثانية أنهت حفاوتها بألم شديد !! كم هو جميل طراز هذا المطعم .. و خصوصاً جلسات الطعام فيه .. مريحة جداً كان الكرسي الذي اجلس عليه ، يكفي لي و لكِ .. ليتكِ هنا .. لتتذوقي معي قطع الروبيان التي لم أستطع يوماً إقناعك بأن تأكليها .. ولكن صدقيني هنا مذاقها مختلف عن جدة .. خصوصاً أنها من يدي !! ما ألذ هذه السلطة .. وجدتها أخيراً .. السلطة الأرمنية التي نحبها كثيراً ! كنت كثيراً ما أتمنى أن أجد أنثى تستحق كل هذا الحب !! و لكني كنت أسأل نفسي ... هل سيكون كل هذا الحب لولا وجودكِ أنتِ ! هل أستطيع أن أقوم بتحويل كل هذه المشاعر لأنثى أخرى !! هل يمكن أن نتحكم بالحب ؟ كنا نضحك كثيراً .. فأنتِ تذكرين كم يقوم أبن عمي .. بعمل المقالب للآخرين خصوصاً مع وجود شخص يمكن أن يتكرر معه ذات الموقف بدون أن يشعر .. وعلى هذه الضحكات وجمال المكان وروعة المذاق غادرنا المكان . هذا اليوم الثالث .. وقد قررت المجموعة أن تكون السهرة في المنزل .. نعم( بيتوتية ) كما كنت معكِ .. رجل ٌ بيتوتي كما يقول أهل الشام اقترحت أن أسبقهم مع محمد إلى المنزل ، على أن يلتقوا بنا في العاشرة ليلاً . في المنزل .. جئت بحقيبتي الجلدية التي لا تحتوي سوى أوراقي وأقلامي .. وصورة !! هذه هي ذات الصورة .. اليتيمة و لكنها أفضل حالاً مني .. فهي تحتوي على عدد زوجي .. تحتوي على أجمل عريسين في الكون ! كعادتي .. فأول شيء أمسكه من داخل الحقيبة الباريسية .. صورتنا معاً .. !! تأملت الصورة كثيراً إلى أن دخل محمد الذي تأخر لإحضار بعض السجائر .. ووضعتها في مكانها المخصص .. قد خصصت لها محفظة صغيرة داخل الحقيبة .. لتبقى متألقة ! بدأت و محمد حديث عن (جدة) .. وكرر بعض الأسئلة عن أقربائه فيها.. و فجأة رمى بالقنبلة !! (( و أنت .. أما تغيرت بك الحال ؟ : أرى أنك مثل آخر زيارة لك قبل سنتين .. لم تتغير .. ما زال الحزن يكسو عيناك .. وما زلت تكتب !! )) لم أكن لأسمح له و لا لغيره بمثل هذا الحوار و لكنني أردت أن أكمل الحوار بطريقتي أنا .. قلت له أنني احفظ هذه الكلمات وهي باللهجة اللبنانية وأريد رأيك بها : "" .. كان في طفلة زغيرة زهرة بجنينة شارعنا كان فيه طفلة حنونة عصفورة تغرد بمسامعنا عصفورة زغيرة إسما .. نانا شو حلوة نانا راحت عالمدرسة بباص المدرسة بإيدا لعبة و مسطرة كتاب و قلم و محبرة حلوة سمرا .. شو طويل شعرا .. و كبرت نانا صارت أحلى .. بنت كبيرة نانا تغير لونا و ين البسمة و ين الهمسة دبلت الزهرة يا ربي شو تمنيت ما تكبر نانا .. . )) "" نظر إلي محمد و قال : (( يجب أن تكون أقوى .. أنت رجل ولا يمكن لشخص مثلك انا يخضع لأنثى )) ضحكت في أعماقي على فلسفة اهل قبيلتنا .. الطيبة !! أتعلمين أن هذا الرجل .. و الذي يبلغ السابعة و الثلاثين من عمره و لديه ثلاث بنات ، أتعلمين أنه ما زال يحتفظ بخزانة كاملة تحتوي ذكرياته و حبيبته التي رحلت بحادث سير مروري !! رغم أن زوجته الحالية .. أم بناته معه وتنام بجانبه .. إلا أن تلك الخزانة مقفلة لا يستطيع أحد أن يقترب منها !! هذا الرجل الذي يحدثني عن سلبية الخضوع لكِ .. تخرج من جامعة أوربية .. و يتحدث لغتان عالميتان .. و رغم ذلك يحاورني عن الخضوع في عالم الحب !! مرة آخرى .. تصبحين على خير .. يا من كبلت قلبي بأسوار من حزن أسود ! الى لقاء |
"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"
" أنوريه دى بلزاك" |
01-08-2004, 03:17 PM | #32 |
الدعم الفني
|
يا سيدي
قرئتك وتابعت جديدك لا ارى الاروع والاجمل وكأنني كنت معك في رحلتك يا سيدي عندما وقفت مع كلماتك عن صديقك محمد وانت تقوول: نظر إلي محمد و قال : (( يجب أن تكون أقوى .. أنت رجل ولا يمكن لشخص مثلك انا يخضع لأنثى )) ضحكت في أعماقي على فلسفة اهل قبيلتنا .. الطيبة !! علمت ان تضاريس وجهك بالفراق بانت وبعذاب الروح ارتسمت رغم كل محاولاتك بالفرار عن واقع مرير واللجوء الى جمال الشام الطبيعي علمت ان ما في القلوب لا يتغير وان تغيرت الارض واهلها علمت انني اقف اقلب صفحاتي عندما اقرائك احاكي نفسي اوجه لومي لانني بالفعل احسست بالاحياء اهل هو اعجاب ام هو شريط ذكريات ام قصه عشاق ستكتب يوما ما لكنني ايقنت عندما علمت بمحمد وقصه خزانته ان لكل منا خزانته الخاصه بدواخله ربما يحتاج يوما لفتحها وتقليب محتواه وتذكر ولو شيا بسيطا من ذكراها يا سيدي اني متعطش لقراءت جديدك فلا تبخل علينا بما هو في يديك ودمت سعيدا ما حييت |
[glow=CC0000]
بني عمرو في قلبي الى الأبد [/glow]
التعديل الأخير تم بواسطة السيكا ميكا ; 01-08-2004 الساعة 03:19 PM
|
01-12-2004, 04:22 AM | #33 |
الله يعطيك العافيه( كلمة شكر قليله عليك)
|
بلزاك
بعد أن أخذت رابط الموضوع ... دار حوار بيني وبين نفسي هل أرى هذا الموضوع وهو قابع في قسم لا أزوره كثيرا ... لأني لا أجيد السباحة في بحر الحروف . أم لأني رأيت عدد صفحاته الثلاث والذي ممكن أن يصيبني بالملل... ومن طبعي كره الملل والهروب منه . قررت أن أقرأ فما زال لدي الكثير من الوقت ... واختباري بعد الظهر وانا الآن الفجر . دخلت الموضوع قرأت أول سطرين .. أصابني الملل لأني لا أجيد فنون الغزل فأنا مجرد منه . خرجت وما أن لبثت في موقع اخر حتى ... شعرت بعدم الرضى عن نفسي ... وكأنها تحدثني ... مما تخاف لماذا لم تكمل قراءة الموضوع ... هل تخشى أن تعود ذكريات حبك القديم ... ههههه رددت عليها أي حب فأنا لا أعرف من الحب سوى حرفيه (ح ، ب ) . قررت الدخول في هذا الكهف قرأت ... قرأت ... قرأت ... كل شي سحرني أسلوبك . بلزاك اقسم بالله انك صاحب قلم مبدع رائع كما لا يفوتني ان اشكر اختي العنا صاحبة القلم المبدع في متابعتها لما تنثره من درر فتطرزه بكلماتها الرائعه كل الردود تنبئ عن قوة اصحابها وروعتهم مجمل الموضوع عباره عن ملحمه متكاملة الاركان لا أريد أن اطيل دمت عاشقا |
الحسن ...
الحمد لله الذي أعادك إلينا... دمت بين اخوتك...
التعديل الأخير تم بواسطة الهاشم ; 01-12-2004 الساعة 06:49 AM
|
01-16-2004, 02:30 AM | #34 |
|
الأخ : السيكا ميكا الحب أتراه يعيش بنا ؟ أو نحن نولد به قبل الولادة ؟ ... ألم نكن " نتاج " لحظة " حب " حميمة ؟؟ وعند أول لمساته : كيف اعترتنا تلك الدهشة ! انه يفأجانا من حيث لا ندري ... يستحكم باستبداد ... و يؤلم بلذة متناهية ! يجمع حشود من المتناقضات ... ولا نرى إلا إنها متناغمة ! حبي هو أحساس ولكنه .... ابحثُ عنه في طيات صحائفي وذاكرتي واتسائل .. أين هو منى الآن؟ هل أجده في الخزانة ؟!!! كم أتمنى ذلك ؟!!! تبقى دائما وأبدا بحروفك الحنونة أجمل دواء لكل قلب عاشق تحياتي لك أيها الطيب -------------- سرني وجودك جدا أيها الهاشم
آثار عطرك نبهتني انك مررت من هنا .. وأنت تروض الليل.. لتجد الفرصة لتدنو مني بهمساتك الجميلة ، فلك التحية على هذه الروح الطيبة . غابت عن سمائك شمس الأحزان بإذنه تعالى . تحياتي |
"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"
" أنوريه دى بلزاك" |
01-16-2004, 03:33 AM | #35 |
|
[ اكرهك حبيبتي ]
أخيراً اتفقت المجموعة على أن نقضي بقية الإجازة في عمان .. إلا ابن عمي الذي يحب بيروت مثلي .. أصر على أن يكمل رحلته إلى بيروت ، فذهبت به إلى مكتب الحجز و حصل على تذكرة عمان – بيروت – عمان .. كنت متأكداً أنه لن يعود إلى عمان بذات التذكرة !!
في طريق العودة من مطار الملكة علياء .. كان مطعم النخيل الجميل على يساري ، فقررت أن تكون وجبة الغداء هناك .. كانت الساعة تقترب من الخامسة و النصف مساءً .. ! نعم لم أتناول أي شي ء منذ أن صحوت في الواحدة ظهراً .. سوى فناجين القهوة و هذه اللفافات البيضاء التي أجهدتني طويلاً .. لكنها أخف من أن أتذكرك! ليتها تعوضني عن ذكراك .. لأنهيت علبة سجائر كل ساعة .. كل البشر يموتون .. جميعاً نعلم أنه ذات يوم ستكون نهايتنا .. لكن كل البشر تأقلموا مع هذه القناعة فراحوا يفرحون بحياتهم قبل الموعد الأخير إلا أنا .. فقد قررت أن يصلني ذاك الموعد بهدوء مميت !! "" سير علينا يا هوى سير علينا مشتاق لعيونك .. سير علينا سير وشوف اللي جرى في غيبتك حالي برى النوم من عيني سرى و أنا أنتظر منك الوصال """ دائماً فنان العرب معي .. دائماً مع أوراقي وتلك الصورة .. !! كانت المجموعة تغني مع فنان العرب .. فرق كبير بينه وبينهم .. كما الفرق بينكِ و بين نساء الكون ! أنت لا تشبهين نساء الكون .. فأنتِ أول أنثى من هذا الكون تمنع الوسم عن ربيعها .. أنتِ الأنثى الوحيدة التي رفضت كل شيء لا لشيء !! أنتِ الأنثى الوحيدة التي تبوح بعشقها علانية و تحطم عذريته بلهفتها و تخالف قوانينهم بجرأتها .. ثم ماذا ؟ ثم تدفن نفسها .. عشقها .. فرحها .. طيبتها .. عنادها .. غرورها .. محبة الناس لها .. قد دفنت كل شيء في مقبرة سوداء .. سوداء .. قاحلة .. حتى بلا بقية عظام !! فماذا فعلت نفسكِ لتعاقبيها هذا العقاب ؟ أي إثم ارتكبت نفسك لتقبعي بها خلف الأسوار ؟ مررت بمقهى شعبي وسط عمان .. أحببت أن أتذوق سوائل الفقراء .. كانوا من مختلف الأعمار لكن ذوي الشعر الأبيض كانوا الأغلبية ! بأيديهم ورق اللعب المستطيلة .. هناك عند تلك الأوراق رأيتك .. كم كنت ِ تحبين أن تغلبينني في لعب الورق .. "" تعال سوف ألاعبك هذا المساء .. و إن خسرت سوف تدعوني لمطعم _ فالنتينو _ "" كان ذاك المطعم القابع وسط (جدة ) من أحب المطاعم لنا معاً ! "" تعال سوف ألاعبك الليلة .. وإن خسرت سوف تصحبني إلى الصحراء لأقود السيارة "" في الصحراء لا توجد قوانين .. كم كنتِ تحبين أن تقودي السيارة بسرعة جنونية ! """ تعال سوف ألاعبك الليلة .. و إن خسرت سوف تزور معي عائلة فلان وفلان "" كم كنتِ تصرين على أن ندخل سويةً لعائلات الأصدقاء والأقرباء .. !! كنتِ تستغربين كثيراً كيف أنكِ تفوزين فقط حين تضعين شروط اللعبة .. في كل مرة كنت أقابل استغرابك بابتسامتي التي تعشقينها و تقبلينها شارف الزمن على محطة الحادية عشر ليلاً .. سهرة الليلة في نادٍ ليلي .. صاخبة على الطريقة العربية .. ! نعم إنها سهرات تحيات العروبة .. من جديد أعود إليها لأجامل رغبات الآخرين ! أراكِ في الغد يا أنثى صارت كل الأوقات !! |
|
01-16-2004, 03:49 AM | #36 |
|
[ اكرهك حبيبتي ]
جلست مع المجموعة لمدة نصف ساعة .. لم يكن هذا المكان جدير باحتوائي .. خصوصاً هذه الليلة !! اتصلت بصديق من أهل عمان .. فمنذ زيارته الأخيرة قبل عام للاماكن المقدسة لم أراه . "" بلزاك في عمان .. لا يعقل " .. كانت جملته بموسيقاها الصاخبة دليل كرم وحفاوة .. كنت قد سمعت أن أهل الأردن من أكثر الشعوب العربية ثقافة وأعرف أنهم أيضاً أهل كرم وعزيمة ! كان صديقي " فواز " من علية القوم .. بالإضافة إلى أنه يربطني به سنين غربة لا تنسى .. لذلك كنت أشعر بالراحة حين أجلس معه . أرسل سائقه إلى الشارع الذي أحب أن أمارس هواية المشي فيه ، و طلبت من السائق أن يتوقف في منزلنا المستأجر حيث أخذت معي بعض الأوراق ، فقد أخبرني فواز بنوع السهرة و لأن من سلبياتي أنني لا أحفظ عن ظهر قلب ما اكتب أو ما أقرأ .. كان يجب أن تكون أوراقي معي ! حملت الحقيبة الجلدية .. التي استغربت !! .. تحسب أنني مسافر !! .. فقد اعتادت على أنني لا احملها سوى للمكتب أو في رحلة خارج جدة !! في الفيلا البيضاء الجميلة .. مررت وسط حديقتها إلى الصالة التي يفصل بينها و بين الحديقة مسبح صغير . . !! كنتِ أيضاً هنا .. أمسك بيديك .. أختال غروراً أمام كل تلك الزهور .. فستانكِ البحري الذي أحب .. و ذاك الوشاح الحريري الملفوف على عنقك .. و حقيبتك الكلاسيكية كلون السماء .. ! و لون الليل الساحر المنتشر على كتفيك ِ أتذكركِ يوم عدتِ من حفل زواج قاعة الأسطورة بفندق الدار البيضاء .. كنت تضحكين .. كم امرأة من الحظور حاولت خطبتكِ لابنها ! ضحكت كثيراً يوم صاحت خالتنا بهن .. "" هذه امرأة متزوجة .. من سنتين "" و كيف أمسكت برأسكِ و راحت تقرأ المعوذات ! هل تعتقدين أنها قرأت كل المعوذات ؟!! أتذكرين تلك العجوز التي صادفتنا في محلات " سيدتي " في السوق الدولي ! لقد كنتِ خائفة من نظراتها .. نعم شعرت بخوفكِ حين سألتني تلك العجوز المصرية : "" أهذه زوجتك "؟ لماذا خفتِ .. لقد دعت لنا بالتوفيق و السعادة .. ! و لكن هل تعتقدين أن دعوتها كانت من أعماق نيتها ؟ استقبلني فواز .. بحفاوة بالغة .. مرحباً مسروراً بزيارتي الأولى لمنزله الجديد . في الصالة التي صُممت على الطراز الإسباني كما أخبرتني أميرة المنزل الرائع الرائعة .. كان في الصالة ستة من الجنسين فصرت سابعهم !! لماذا تقف ضدي عمان ؟ .. لماذا تكشف لي أنني دوماً ذاك الرقم الفردي اليتيم !!؟ لا تتسرعي بالحكم .. فهذا الرجل مثلي لا يحب فتيات الليل .. !! ثم أننا نجلس في بيته .. و طفليه نائمين في غرفتهما كما توقعت .. و في الصالة كانوا جميعاً أصدقاء .. اعتادوا أن يجلسوا معاً كل شهر مرة على الأقل .. يغنون .. يضحكون .. يقرؤون الشعر والنثر .. مجموعة رائعة طالما حكى لي عنها فواز في رسائله .. سريعاً ما يتأقلم المرء معها بعضهم كان يعرفني من خلال كتاباتي التي أرسلها لفواز عبر البريد الإلكتروني .. أو تلك التي يقرؤونها في المنتديات التي اكتب بها! هذه " أمية " .. شابة في السنة الأخيرة من عمرها الجامعي .. و تلك " أسماء " جاءت مع زوجها " أحمد " .. و كلاهما أنهى دراسته الجامعية ! و هذه الجميلة جداً .. " داليا " ..في السنة الثانية .. و هناك بالطبع كانت السيدة أماني .. السيدة الكريمة جداً التي كانت تقدم لنا العصير بيديها رافضة أن يقوم الخدم بمهامهم .. على الأقل مع أصدقائها ! أمية طبيبة عيون .. ليت أمية تمنحني وصفة أرى من خلالها طريق الفرح ! و أسماء و زوجها أحمد .. تخرجا من كلية الفنون الجميلة قبل عام مضى .. حين تزوجا .. و لديهما طفلة جميلة رأيت صورتها . . اسمها نادين ! كل شيء يجب أن يذكرني بكِ .. فنادين تملك ذات الحرف الذي به تُنادين !! " النون " .. هذا الحرف الذي عشقته .. كم كنت أود لو أغير اسمي لاسم يبدأ بالنون !! .. فهذا الشيء الوحيد حسياً الذي لم نكن شريكان به !! أتعلمين .. كانت المفاجأة التي أذهلتني كثيراً .. حين سألتني داليا مستأذنة بأن تفتح حقيبتي !!!؟ داليا .. تدرس فن التشكيلي .. و لها لوحة أهدتها للسيدة أماني .. كانت لوحة رائعة ، رغم أنني كنت محرجاً جداً من تحليل اللوحة ، و لكنها كانت بحق لوحة مرسومة بريشة مبدعة ! استغربت سؤال داليا .. و ابتسمت لها و لكنني لم أعطيها الحقيبة ! شعرت أنني لا أريد أن أعطيها الحقيبة .. فاقتربت مني و بهمس لا يسمعه غيري قالت : " " أريد أن أرى الصورة .. أريد أن أرى صورة الأنثى التي جعلتني أبكي مع بداية النهاية .. و رسائل عشقك الجميل (اكرهك حبيبتي) "" !!! أصابني ذهول شديد .. وبذات الهمس سألتها كيف لها أن تعرف أن صورتكِ في الحقيبة !!؟ و ابتسمت في داخلي حين تذكرتكِ و أنت تعاتبينني منذ سنوات طويلة .. على أن بعض أفراد العائلة يقرؤون أوراقي التي اكتبها لكِ ! تعالي و انظري .. فقد تجاوزت أوراقي إليكِ حدود العائلة .. و القبيلة .. و حتى الوطن ! نعم .. لقد قلت لكِ ذات مساء حب .. "" سوف اكتب لكل هذا العالم عن عشقنا "" لكنني لم أكن أتخيل أنني سأكتب ألم هذا العشق .. أنني سأبكيه في جوانب الكون ..!! كان لداليا ما أرادت و شاهدت صورتكِ .. كانت داليا جداً جميلة .. لكنها اعترفت أنكِ أجمل نساء الكون و لم أكن اهتم لمجاملة داليا لأنكِ أجملهن .. لأنكِ أجملهن .. و لكنكِ أشدهن ظلماً !!! كانت السهرة طويلة .. امتدت حتى الثانية بعد منتصف الليل .. أمضيناها في التعارف و الشعر و الأدب و الثقافة .. وأيضاً العشاء ودعتهم و شكرتهم على حسن الضيافة و الاستقبال و خرجت مع سائق فواز إلى ذاك المنزل حيث وجدت مجموعتي نائمة بعد إرهاق السهر !! كانت هناك ورقة بيضاء .. تتأوه لقلمي أن يسكب خمره و يراقص حروفها حد الثمالة .. .. .. .. .. . يـقـولـون أن في الـغـدِ عـيـد .. . و أن الأســـماء تـتـوحـد .. . بــــســـــعـيـد !! .. . مـمـلـوءة هـي الشـوارع .. . مغـرورة كـأن بـها فـتح مـبـيـن ! .. . و أنـا هـنا .. مع الـجـمر العـنـيـد .. . الـتـحـف الصقـيع ! .. . يـشـتـتـني .. .. . فـردي أحـمـق غـبي .. . و أيـضاً يتـيم مسـكـيـن ! .. . كيف تحـيا في الصقيع لهفةٌ ؟ .. . و لـما تـحـتـويـنـي .. ؟ .. . كـيف صـرتِ لـهـبـاً .. . يــؤنـــس وحـدتـي ؟ .. . و لـما كـل هذا الحـنـيـن ؟ .. . أيـزهـو الـورد في غـير الربـيع ! .. . أيـعـود الـرمـاد جـمـراً ؟ .. . فـكـيف إذا ..!! .. . و لماذا .. صرتِ أنتِ ؟ .. . ربـيـع العـمر و جـمـر السـنـيـن .. . قـد جـئـت عـمـان هـارباً .. . لأنـســى .. !! .. . لأثـمـل .. !! .. . فصـرتِ سـكرة مــسائي .. . و خـمـر الأنـيـن .. . فـيـا ذات العـالـيات من الأسماء .. . لا تـحـرريـنـي . . .. . شــــدي مـن وثـاق ظـلـمـكِ .. . فـكـل عـيـدٍ و أنت حـــزن .. . و كـل عـيـد و أنا ذات السجين !! -------------- تحياتي والــى لقــاء |
|
01-16-2004, 05:06 PM | #37 |
|
*
** |
، إذا أردت التحليق مع الصقور فلا تضيع وقتك مع الدجاج ! [/CENTER]
التعديل الأخير تم بواسطة )OPEN~M!ND( ; 01-16-2004 الساعة 07:34 PM
|
01-16-2004, 05:09 PM | #38 |
|
مكبلة..أنا
***
أقف دومًا أمامكَ أستاذ/ بلزاك.........مكبلةً.. أشعر بعظمة ما تكتب ...وعظمة كلماتك هذهِ الـتي جعلتني أرسم صورةً في مخيلتي.. * * * أستاذي/ بلزاك: كلماتك تداعبني وتستبطن ذاكرتي...لكني قد أعجز عن إظهارِ ملامح هذا النص وأبجدياته..لأنَّـه محاط بأسوارِك التي قيدتنا بها..!!! هل هي الرهبة منكَ أيُّــها العزيز؟!!! * * * ما يهم هو أنني تهت في مدن كلماتك الَّتي توسدت كل أجزائِي.. فما أجملها تلك التفاصيل التي أمتعتنا سيدي بلزاك بها .! * * * لقدومك .... أنــا * * ولإنتظــار عودتك .. والتي أعرف أنها ستكون أكثر عمقا وتركيزا .. * * أيضا .... أنــا * * * ولك خالص.... ودي |
، إذا أردت التحليق مع الصقور فلا تضيع وقتك مع الدجاج ! [/CENTER]
التعديل الأخير تم بواسطة )OPEN~M!ND( ; 01-16-2004 الساعة 07:31 PM
|
01-16-2004, 10:22 PM | #39 |
|
استبيحك عذرا (بلزاك)...
بدخولي في موضوعك الاكثر من رووووعة... احساس لا يملكه الا ذو مشاعر صادقة... وجدان لا يداعب ناضريه الا ذو عواطف جياشة... لا ندري اذالك عتاب ام وداد... اتلك آمـــــــــــــال ام آلام... ام كراهيه ام حب... ام هجر ام خصام ... اقف اجلالا لكلماتك التي تهز الابدان وعواطفك التي تحرك الوجدان لا اقولها مجاملة بل قلمك يرد على احرفي المتواضعة لا يسعني الا القول لك (سلمت اناملك على ما خطته لنا من اجمل معاني وارق احرف واروع ابداع) ولك كل الاحترام. اخوك/ aasw الولهـــــــــــــــــان aasw |
|
01-18-2004, 07:22 PM | #40 |
|
مساء.............لاينقطع ابداً
* ** لحظة..... ودون أن يتسلل لحروفي أحد غيرك .. حاول أن تمنحها بعض ماتيسر لك من عدالة.. ودعني أراها كما اتصور .. !! فمنذ أفترقتم سيدي.. وهي تسقط في تلك البئر المعتمة بذكرياتها معك.. تهوي .. وتتضرع لتلمس القاع أخيراً.. وتسال نفسها .. من إي الأبواب تخطو إليك وأنتم أوصدتمها فيما بينكم وبإتقان.. فخختوها..وزرعتوا في الوادي الألغام.. ونسفتوا الجسور..وعدتم لقواعدكم بالهزائم والآثام.. ومن يعاقب السيد الحزين؟ وحبه زمن بعيد المدى.. هالة حزن تبتلع سنوات الزمن القادم وزمن قد مضى.. وأصرخ من له قلب فليتبعني ...!! لا انتقم منك ومن حبك ومن قلبي فأغامر بركوب طائرة الحب ثانية.. فأجد حبك تعويذة سحرعابر.. لقارات البعد والنسيان..!! من يعاقب السيد الحزين؟ فقط قل لي : من يعاقب السيد الحزين ؟ وهو كعابر سبيل يمضى باوجاعه ويترك بعض منه في قلبي أنا .. والآن من آخر الأحتمالات .. تأتي مجرد من الحذر.. لتقتحم قلب معتزل.. اعلن الأنكسار.. و االتحف البكاء.. ليدفعه اليقين المتاح بأنك تملك خارطة تفاصيله.. إلى إماطة الصمت عنه ليصرخ بصوت مثخن بالجراح.. ((اكــــــــــــــرهك حبيبي!!)) وللحظة يتسع امامي الأفق وأشعر بحريتي من سطوة حبك.. والحقيقة ..ولاأنكر البته أني لم اتجاوز بصوتي حدود الكلمة التي لااجد لها في واقعي.. غير أنك ماتزال حبيبي!! *************************** حقيقة .. ولا أنكر البتة : إني قد تردد كثير في إضافة هذه المشاركة البسيط ولكن .. الحقيقة أن بلزاك .. من الكتاب الذين لهم أثر كبير في توجيه قلمي نحو كتابة ( أفضل ) ..! وأشكره .. لتشجيعه المتواصل.. ولك كل التحايا ودمت لي ولمن يزور هذه السطور..!! |
، إذا أردت التحليق مع الصقور فلا تضيع وقتك مع الدجاج ! [/CENTER]
التعديل الأخير تم بواسطة )OPEN~M!ND( ; 01-18-2004 الساعة 07:25 PM
|
01-19-2004, 05:08 PM | #41 |
الدعم الفني
|
بلزك
احببت ان اسجل تواجدي مع تلك القصه وتلك الكلمات التي تجعل من قلبي يتفطر وتعجل قلمي يرتجف ويرتعد فدعني صامتا ارتقب بقلب متحسر مع علمي بان الماضي مهما كان اليم ففيه صفحات للبياض تجعلنا نتذكر ونبتسم ودمت بفائق احترامي غصب عني اقوول سيدي مع احترامي لك |
[glow=CC0000]
بني عمرو في قلبي الى الأبد [/glow] |
01-20-2004, 01:15 AM | #42 |
|
)OPEN~M!ND(
.. ما ابدعُ اطلالتك ... .. كلما اتلفت ... .. اجدكِ دوماً في الاتجاه الخامس... .. ليس شمالاً او جنوب ... .. ولا شرق ... ولا غرب ... .. انه اتجاه... .. مصوّب الى داخلي .. .. اتجاهٌ شامخ .. .. الى اعلى ... .. حيثُ انتي ..... .. التاجُ ... والهامةُ .... والقمة .. اخيتي : إذا كان الحبيب قتل الحب بكل قسوة الدنيا .. فعلى المحب أن يدفنه بكل رقيّ الدنيا ..! لابد أن ندرب أنفسنا كي نكون في هجرنا على ذات المستوى من الرقيّ مع أيام وصلنا .. لابد أن نكون في تعاستنا على ذات المستوى من الشموخ أيام سعادتنا ،، فقط نسقطه من حياتنا والسلام ، ونقول له بكل هدوء : أنت في حياتي .. خطأ مطبعي ! شكراً من الأعماق على كل حرف دون في ردكِ ثُلاثي الإبداع . |
"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"
" أنوريه دى بلزاك"
التعديل الأخير تم بواسطة $بلزاك$ ; 01-20-2004 الساعة 01:18 AM
|
01-20-2004, 01:23 AM | #43 |
|
الولهان
عزيزي :
شكراً لك من الأعماق على مرورك من هنا ومشاركتك لي هذا الطرح . لك مني تحية مغلفة بالتقدير . |
"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"
" أنوريه دى بلزاك" |
01-20-2004, 01:29 AM | #44 |
|
صديقنا الرائع السيكا ميكا
يسـعدني كثيراً مرورك ،
ففي كل مرة أجد شهادة جديدة موقعة بأناملك بأجمل عزف .. اخي : ربما صار ناي الحب يوماً خنجر الحياة ! أقول ربما .. ! والعكس صحيح ! ------- لكل المودة و الصدق الذي أجدهما بين ثنايا حروفك لا املك سوى أن أقول لك مني سلام الأصدقاء . |
|
01-20-2004, 01:36 AM | #45 |
|
[ اكرهك حبيبتي ]
صحوت باكراً رغم أنني لم أنم إلا في الرابعة و النصف ، ولكن ما أن شارف الزمن على محطته الجزئية في العاشرة لهذا النهار إلا و كنت في المطبخ أعد كوب قهوتي . صحوت من أجل أبي خالد ، فلديه موعد في المستشفى و قد تهرب منه في الأيام الماضية ، فقررت أن أرافقه هذه المرة ، لأنني اعلم أنه مثلي يكره المستشفيات !
لكنني وجدت ورقة فوق التلفاز ، يخبرنا أنه ذهب إلى السفارة الفرنسية! رباه .. كم يعشق هذا الرجل باريس!! لو علم ( شيراك ) بهذا الرجل لمنحه الجنسية الفرنسية ، ولكن أبو خالد سعودي ويفخر بأنه ينتمي لذات السيفين والنخلة بحيث يرفض عليها مزايا العالم الغربي مجتمعة ! اتصل فواز(صديقي الأردني) الذي أشار ببداية حديثه أن هناك تعليمات بإلقاء القبض علي وأن أرافقه في الثانية عشر ظهراً إلى مكان مجهول !! حفل الشواء .. أعددناه معاً .. منتصف غابة المنتزه الوطني على الطريق إلى مطار الملكة عالية . كانت الأجواء جداً رائعة .. قطرات المطر الخفيفة كدموع طفل تكاد تقطر من على خديه بعد أن حصل على لعبته من أخته الصغيرة !! كدموع فرحة حبيبة مع حبيبها الذي غاب عنها قرناً كاملاً !! أتعتقدين أنني سأرى دموعك إذا ما عدت بعد كل هذا الغياب ؟ أنا لا أعتقد !! نسمات الهواء الدافئة .. نعم .. نعم تلك التي كانت تلفح خصلات سوداء لامعة من على كتفي داليا ، كأنها أشرطة حريرية هبطت من السماء ! رباه .. ما أروع هذا المشهد ، يذكرني بالأمواج المتناثرة من أعلى نافورة الملك فهد بجدة ، تلك الأمواج العريضة التي صرخت حين رأيتها أول مرة : انظروا .. ألا تشبه هذه الأمواج خصلات شعر أنثى غجرية يداعبها هواء السماء بكل غرور ؟! كانت الوجبة ذات مذاق رفيع ، فأماني كانت ماهرة جداً و كما يقول أهل الشام " الطبخ نفس " .. ونفس هذه المرأة جداً أنيق .. وجدته في الطبخ وتصميم المنزل وتربية الطفلان وتحمل صاحبي فواز .. لقد أكلت بشهية جداً رائعة كما لم أكل منذ أيام خمسة ! نظر إلي أحمد متسائلاً .." ألا تعتقد أن العيش في الطبيعة أمنية كل إنسان "؟ ليت أحمد يجرب العيش لشهرٍ واحد في صيف مدينة جدة ! ولكن قبل أن أنهي ابتسامتي لأجيب أحمد ، كانت داليا قد قررت مسك دفة الإجابة : " أعتقد أن للطبيعة سحر خاص ، مهما اختلف البشر تجد أن للطبيعة وبكافة أشكالها عشاقاً .. فمثلاً .. البدو يعشقون الصحراء بكل حالاتها ، وأهل المدينة لا يمكن أن يعشقوا الحياة في غير المدينة " ! لا يا سيدتي .. نظرت إليها و أكملت : لم تعد الطبيعة تملك ذات العشاق .. و لا ذات الوفاء !! فهكذا نحن البشر .. دوماً نبدأ إنهاء العلاقة بالحصول على تذكرة المغادرة على متن خطوط الخيانة !! اتجهت للشمال من جلستنا .. أبعثر دخان سيجارتي الأمريكية البيضاء في أنحاء الغابة ، وبيدي علبة السفن آب الباردة جداً .. ! كانت جداً باردة .. علها تخفف من وطأة هذه الحمم المتوقدة في أعماقي ! نظرت للسماء التي ما زالت تبكي بهدوء شديد .. حد الإثارة ! ليس هناك أجمل من أن تستقبل دموع السماء وسط عينيك !! و تسمع لموسيقى المطر حيث تتصادم قطراته بمعطفك الجلدي !! على مسافة ساعات من هنا .. هناك تمكث مدينة السور الأبيض .. يتيمة .. سوداء .. قاحلة !! من جديد ارحل مخيراً مع ذكريات السور الأبيض .. أحب كثيراً أن ارحل بذكرياتي إلى هناك .. لأنها الأجمل .. الأصدق .. الأنقى .. وعلى الأقل هي أكثر منك وفاءاً !! شاءت داليا والسيدة أماني أن تقطعا رحلتي بسؤال من السيدة أماني ..! سؤال أتعبني كثيراً .. جداً ! وفي ومضة صمت .. تلاقت ثلاث ابتسامات .. اعتذار الأماني و سخرية ألم يلتحفني .. ووقفت طويلاً عند ابتسامة العطف التي رُسمت على شفتي داليا !! أتعلمين .. ؟ كنت تائهاً .. بين الابتسامات الثلاث .. ابحث للحظة عن حريتي !!! تسلقت شجرة كبيرة و قلت لهما : أحب كثيراً تسلق الشجر .. ففي قريتي كنت أتسلق شجر العرعر والشوك وخاصة عندما تتدلى من بين أغصانه خصلات العنب الأسود الحامض قليلاً .. رغم الاختلاف البسيط في إحجام الشجر بين هنا وهناك إلا أنني لن أتجرأ على ممارسة هوايتي في تسلق الشجر !! ترد داليا التي وافقت على تغيير أجواء السؤال – القنبلة : "" أنا أيضاً أحب التسلق..هات يدك سوف أسابقك على أغصان هذه الشجرة"" ضحكنا معاً .. ووسط موسيقى قهقهة السيدة والآنسة يأتي صوت ليعجل بعودتنا للمجموعة !! فواز و أماني و طفليهما .. أحمد و أسماء و طفلتهما نادين .. داليا و أمية .. في حديث يبدو نسائياً .. مجبراً مرة أخرى .. أن أبقى فردي يتيم ! من جديد .. يشتد سوطكِ الذي تركتيه هنا .. حول عنقي ! ليتكِ أخذتيه معكِ .. ليتكِ مزقت الصورة اليتيمة .. ليتكِ أحرقت الفستان البحري .. ليتكِ مسحتِ بقايا القبل .. ليتكِ سحقتِ العشق .. ووأدتِ الحب .. تلك بقايا تسعة و عشرون أمنية .. فيا ليتكِ ما كنتِ .. أنتِ !!! |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حبيبتي | محمد بن صوفان | عطر الكلمات | 3 | 11-07-2010 12:45 AM |
هي حبيبتي | حفيد الملوك | عطر الكلمات | 4 | 06-17-2010 12:31 AM |
لانني احبك لن اكرهك ( وداعا حبيبتي ) ... | الحب الحب | عطر الكلمات | 6 | 05-02-2004 12:49 AM |
ابى اكرهك لكن........ | هنوفا | عطر الكلمات | 8 | 03-21-2003 03:09 PM |
اكرهك بالرغم من حبى | هنوفا | عطر الكلمات | 1 | 02-17-2003 03:30 AM |