الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
رجلٌ تقــــــــــودهُ امرأةٌ
من العدلِ أنْ ينصف الكاتب قلمه إذا نثر حبرهُ بين السطور، أنْ يفطن القارئ الكريم بمغزى
ما أراد من خلال عنوان مقالته ، وأُشهد الله أني لم أكنْ لأعدل هاهنا فيما قصدتُ إلا احتراماً وإجلالاً لشخصكم الموقّرْ أن ينسابَ قلمي خجلاً ليكون عنوان مقالي هو : ( ذكرٌ تقودهُ امرأه ) . ولستُ بصددِ الحديث عن هذهِ المرأة التي استضعفتْ بعلها حتى أردتهُ في وادٍ سحيق ، بعد أنْ كان على شفا جرفٍ هارٍ ، فارتجينا نجاتهُ ولا حيلة بعد إذْ . غيرَ أنّ القيادة في هذه الحالةِ أتتْ لمثلها على طبقٍ من ذهبْ حين رأتْ من ذلك الساذج قد أسرجَ بيدها اللجامْ ، وأوكلها في جميعِ الأمورِ الزمامْ ، متى أرادتِ الإقدامَ والإحجامْ ، فاللهمَّ سلّمْ سلّمْ . كيف لا ، وقد استقرّ بداخلهِ أنّ قطعَ العهدِ لرضاها وصالْ ، ونقضُ المواثيقِ تبعاً لهواها من كريمِ الخصالْ ، فكان رضاها حينئذْ غايةٌ تُدركْ وإنْ أصبحَ على الناس كاذبْ وهواها مطلبٌ يُسلكْ ولو أمسى للخلقِ غاضبْ . فكانَ لها ما لمْ يكنْ لغيرها إنْ رغبتْ منه’ شيئاً ليجده’ أنْ يقلبَ البحرَ طحينْ ، وبرجليه يدوسهُ وباليدينِ أيضاً يستعينْ ، حتى يصبحَ كالعجينْ ، مغبّة الوقوعِ في بركانها إنْ ثارَ دون أنْ ينطقْ ببنتِ شفهْ ، ولكمْ أنْ تتخيّلوا أيها النبلاء حالهُ إنْ أمرتهُ يوماً ما كيفَ هو يكونْ ؟ !!! ليضعَ نفسهُ بعد أنْ رفعهُ الله عنها درجهْ ، ويذلّ روحهُ حتى ارتمى في الحضيضِ عند النّاسِ قدرهْ ، حتى انسلخَ من رجولتهِ كما تُسلخ الشاة’ من جلدها . بيدَ أنّي رأيتُ ألاّ أُسهبَ في المقالِ بذكرِ مواقف مضحكةٍ مبكيةٍ لمثلِ هؤلاء الشّرذمة من البشرِ حين لا أشكُّ برهةً أنّ الصمتَ عنها أبلغُ منَ التّعبير ، إلاّ للعظةِ و للفكاهةِ إنْ شئتمْ ولا مجالَ لها هنا . سوى أنّي ارتجيتُ ممّا أملاهُ عليّ خاطريْ أنْ يطرقَ عقلَ عبداللهِ هذا وقلبهُ ليستفيقَ منْ سباتهِ العميقْ ، ويعودَ لرشدهِ بعدَ أنْ سقطَ في واديهِ السحيقْ ، ليعلمَ ويستيقنَ أنّ تلك الّتيْ تدّعيْ أنّها في التعاملِ لطيفهْ ، وعنْ دروبِ اللؤمِ شريفهْ ، إنّما هي حيّةٌ رقطاء ، تحسيهِ سمّاً زُعافاً ، وتطعمهُ منْ زقّومها ، بغيةَ التعاليْ والسلطة ، ولو كانَ على حسابِ رجولتهِ وتاللهِ لنْ أبالغَ إنْ قلتَ ولوعلى حسابِ دينهِ . نسألَ اللهَ السلامة . بقلم / ( أبو بشرى ) |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|