المسبحة والجوال !!

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الزمن الماضي كان الرجال يفرحون باي تجمع لهم ليتبادلوا فيه العلوم والاسعار وعلوم السيرة والديرة والاشعار ويختمون مجلسهم بكلمة طيبة تعطر المجلس تجنبا لوقوعهم في معنى حديث الرسول الكريم :

( عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ ثُمَّ تَفَرَّقُوا مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ وَصَلاةٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلا قَامُوا عَنْ أَنْتَنِ مِنْ جِيفَةٍ ) .

ثم يكثروا في الخير وكل يذهب الى بيته .

وفي الزمن القريب كنا نفرح بتجمعنا للسوالف واخذ علوم بعضنا بعض وتبادل النكت والتعليقات التي تشعرك بحبنا لبعض وفرحة بعضنا بلقاء بعض .

امّا في هذا الزمن فاصبح المجلس الا من رحم الله اشبه بالمأتم .

من عمرهوصل الى ثلاثين سنه اواقل يمسك بجواله ويقلب كل ما فيه من غث وهزيل وربما سمين لايتحدث اليك ولا يستمع منك وحتى زميله ورفيقه بجنبه كل منهما في فلك يسبح .

ومن هو فوق الثلاثين تجده بمسبحته يقلبها يمينا وشمالا وهو صامت لايتفوه ببنت شفه ينظر اليك ولكنه لايراك سارح الفكر وشارد الذهن .
وان كان بجانبه احد سأله اجابه او اراد سوأله سأله ثم عاد وخيم عليهما الصمت !!

لم تعد مجالس الرجال بتلك المجالس التي اشبه ما تكون بموسوعة يستفاد منها دينا ودنيا ,
يتكلم الرجل فينصت الرجال .
يطلبون الشاعر او من يحفظ الشعر فيطربون لما يقول .
ينتهي المجلس وانت تتمنى انه لم ينته !

فماذا حصل لنا ايها الرجال ؟

وهل وصل الحال الى مجالس النساء ؟

والسلام عليكم .