الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
تقرير سري وهام .....
كان الرئيس يجلس في مكتبه.. دق جرس الهاتف وكان المتحدث علي الجانب الآخر دونالد رامسفيلد وزير الدفاع.. قال رامسفيلد بصوت كسير: لقد حصل أعضاء لجنة القوات المسلحة علي اعترافات خطيرة حول وقائع التعذيب التي جرت في سجن أبو غريب، وأنهم ضمنوه تقريرا ربما يجري تسريبه للصحافة.
لم يصدق جورج بوش الأمر، لكنه بادر بضرورة العمل علي اخفاء معالم هذا التقرير بأقصي سرعة، قال: عليكم بإجراء الاتصالات المكثفة مع أعضاء اللجنة، قوموا بزيارتهم في منازلهم، يجب وضع حد لهذا الأمر فورا. تحرك رامسفيلد وكونداليزا رايس وجورج تينت وبول وولفويتز والعديد من القيادات العسكرية الأمريكية لمحاصرة الفضيحة قبل إعلانها.. والتكتم علي نتائج التحقيقات التي قررت اللجنة إجراءها مع بعض الشخصيات العسكرية المعنية مباشرة. كان التقرير مفجعا أعدته اللجنة بعد استقصاء، وأرفقت به أسطوانة مدمجة بها أكثر من ألفي صورة جري التقاطها عبر كاميرا الكترونية حديثة من خلال أحد الجنود الأمريكيين الذي قاد مجموعة مصغرة لتكشف هذه الفضائح، هذا الجندي اسمه 'جوزيف داربي' من الفرقة 372 للشرطة العسكرية. أدرك رامسفيلد وكبار معاونيه أن وصول هذا التقرير والصور المرفقة إلي وسائل الإعلام يمكن أن يعصف بكافة النتائج السياسية والاستراتيجية والعسكرية للعمليات العسكرية الأمريكية ضد العراق. وراح ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي يرفع شعار 'انقاذ سمعة أمريكا في العالم' ويحث أعضاء اللجنة علي ابراز حبهم للولايات المتحدة والوقوف إلي جانب إدارة الرئيس بوش في استيعاب النتائج الخطيرة التي يمكن أن تسفر عنها هذه الفضيحة! أسفرت الجهود التي بذلت عن تعديل التقرير وحذف الكثير من وقائعه الخطيرة، لكن التقرير سرب بواسطة أحد الأعضاء إلي خارج اللجنة، لكنه بقي طي الكتمان حتي الآن. البداية كان أعضاء اللجنة في سباق مع الزمن، بدأوا مرحلة استقصاء لإعداد هذا التقرير الخطير، استمعوا إلي عدد من قيادات وجنود الجيش الأمريكي في العراق، الذين أعلن عدد كبير منهم مؤخرا عن تمردهم علي وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وقيادات البنتاجون.. كانت المعلومات تشير إلي أن هناك حوالي 46 ضابطا أمريكيا منهم 23 ضابطا يحملون رتبا عسكرية رفيعة ويعدون من قيادات الجيش الميداني قد أرسلوا مذكرات ورسائل إلي البنتاجون ولجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، هددوا فيها بالتمرد ضد تعليمات القيادة وعدم اطاعة الأوامر العسكرية وأشاروا في رسائلهم إلي أنهم علي استعداد للمثول أمام المحاكم العسكرية الأمريكية لمحاكمتهم إذا لم يتم نقلهم خارج العراق في خلال شهر من تاريخه. كانت هناك تقارير سابقة قد تحدثت عن حركات التمرد العسكري التي بدأت تنتشر بين الضباط والجنود الأمريكيين وتسربت معلومات عن قيام الضابط الأمريكي 'مارشيل تولاز' بإرسال رسالة إلي الجنرال 'جون أبو زيد' قائد المنطقة الوسطي أكد له فيها أن جنوده يرفضون تنفيذ أوامره العسكرية وأنهم يصيحون في وجهه بكلمات الرفض وأنهم عازمون علي عدم حمل السلاح إلي أن يتم رحيلهم من القوات الأمريكية. وقد رصد تقرير لجنة القوات المسلحة قيام القيادة الأمريكية بترحيل ما يقرب من 250 ضابطا أمريكيا وأكثر من 150 جنديا أمريكيا خارج العراق، حيث تجري محاكمتهم في سرية تامة داخل الولايات المتحدة، وهؤلاء جميعا انقطعت كافة وسائل الاتصال بينهم وبين ذويهم منذ قرار الترحيل الذي جري خلال شهري فبراير ومارس الماضيين. وكان دوي الرسالة الأخيرة كالصاعقة علي رأس القيادة، ذلك أن ال23 قيادة عسكرية التي أعلنت تمردها علي رامسفيلد يشغلون مواقع متميزة في العراق ويؤدون دورا مهما علي صعيد الحرب الميدانية، وأن البنتاجون لايزال حتي الآن مترددا في استدعائهم أو إجراء التحقيق معهم لأن ذلك سيترتب عليه ثغرة عسكرية كبري في الجيش الأمريكي في العراق. لقد أعدت المجموعة المتمردة رسالة حادة اللهجة طالبت فيها بعزل رامسفيلد من وزارة الدفاع والتحقيق معه، ووصفته الرسالة بالرجل المتخبط الذي لا يفهم شيئا في الأمور العسكرية الاستراتيجية وألقوا عليه باللوم في فشل الاستراتيجية الأمريكية في العراق كما ألقوا باللوم علي الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الأركان المشتركة ووصفوه بأنه متعهد الخطط العسكرية الفاشلة في العراق، كما وصفوا 'لجنة التخطيط التابعة للبنتاجون' التي تخطط لحركة الأحداث في العراق بأنهم مجموعة من المراهقين عسكريا، وأنها شلة فاسدة تضع مصالحها الشخصية فوق كل اعتبار، وألقوا عليهم جميعا باللائمة في حوادث التعذيب التي وقعت علي أرض العراق. كانت هذه الرسائل مثار انتقاد شديد من البيت الأبيض الذي طلب مستشاروه علي الفور من الرئيس الأمريكي بوش أن يظهر الدعم العلني لرامسفيلد حتي يقضي علي بوادر أكبر حركة تمرد عسكري في الجيش الأمريكي في العراق وحتي يحد أيضا من تزايد أعدادها يوما بعد يوم بما يجعل الجيش الأمريكي في العراق ضد إدارته. وربما ذلك هو ما دفع الرئيس بوش تحديدا إلي زيارة رامسفيلد في أعقاب الجلسة الصاخبة التي استجوب فيها امام لجنة القوات المسلحة. وبعد اللقاء راح الرئيس بوش يصف رامسفيلد بأنه أفضل وزير دفاع في تاريخ أمريكا وأنه يقوم بعمل رائع وأن الأمة الأمريكية يجب أن تمتن لهذا الرجل كثيرا. عودة إلي التقرير كان التقرير الذي أعدته لجنة القوات المسلحة يضم بين دفتيه 250 صفحة يتعرض فيها لوقائع جري التكتم عليها وظلت أسرارها مقصورة علي أفراد قلائل داخل البيت الأبيض والبنتاجون. يقول التقرير: 'إن كافة التقديرات التي قدمت للإدارة الأمريكية حول استعداد العراقيين للتعاون مع الجيش الأمريكي لإسقاط صدام حسين كانت خاطئة، وأنه حتي بعد زوال النظام 'السابق' لم يغير العراقيون كثيرا من مواقفهم، بل ظلوا ينظرون للقوات الأمريكية علي أنها قوات محتلة جاءت لتخريب العراق والاستيلاء علي ثرواته'. وأشار التقرير إلي أن المقاومة في العراق انطلقت منذ الأيام الأولي لسقوط بغداد في التاسع من ابريل 2003 وأن أشكال المقاومة تعددت من عمليات 'الإرهاب' إلي المقاومة السلمية وعمليات التحريض إلا أن الأخطر هو هذه الحركة السرية التي انطلقت علي يد مجموعة من الشباب اطلقت علي نفسها 'جماعة الله' هدفها اقناع الضباط والجنود الأمريكيين بدخول الإسلام والزواج من المسلمات العراقيات. ويقول التقرير: إن الحركة بدأت بخمسة أفراد جميعهم يجيدون اللغة الانجليزية بطلاقة ومنهم محمد الزرقاوي وعبيد الزيادي إلا أنها وبعد أشهر قليلة وصل عدد أعضائها إلي 700 شاب عراقي، وقد تولي قيادة هذه الحركة عشرة شباب منهم خمسة قتلوا علي يد القوات الأمريكية في شهر فبراير الماضي وهم رمضان تيمور المحمداني، ومحمد البلهاوي، وطوبان التكريتي، وسليمان المجلح وسيار المتولي'. وهذه الحركة لم تكن حركة عسكرية ولا علاقة لها بالمقاومة المسلحة، حيث قرر أعضاؤها أن يكثفوا نشاطهم بعيدا عن بغداد، وذلك بسبب انتشار أعمال المقاومة العسكرية فيها وكذلك تربص الجنود الأمريكيين بكثير من الشباب العراقي. وقد تجمع لدي هذه الحركة كميات من نسخ القرآن الكريم المترجمة والكتب الإسلامية المترجمة باللغة الانجليزية. اتجه أعضاء 'جماعة الله' حيث الأماكن الهادئة في العراق وحيث يستخدم الجنود الأمريكيون المساجد للنوم فيها أو الذهاب لدورات المياه الملحقة بها في بعض الأحيان، وبدأ الشباب العراقي يتصلون بهم بشكل فردي ويقدمون إليهم المصاحف المترجمة، ثم بدأت اللقاءات تتحول إلي شكل جماعي. وبدأ الشباب العراقيون يطلبون من الجنود ارتياد المساجد للمشاركة في جلسات دينية طويلة، وراح الجنود والضباط يدخلون إلي هذه المساجد بعد خلع أحذيتهم وغسل الوجه والرجلين (يقصد الوضوء). كانت أعداد الجنود في تزايد مستمر، وهو ما لم تتداركه القيادة العسكرية منذ البداية، حيث كانوا يدخلون إلي المساجد بادعاء النوم تارة أو ادعاء التسامر تارة أخري، كما أن هؤلاء الجنود والضباط كانوا يقومون بحماية هؤلاء الشباب والتستر عليهم حتي لو وردت أسماؤهم في بعض لوائح الاتهام الأمريكية. وثبت بعد ذلك أن هذه المجموعة هي عراقية خالصة وليس بين صفوفها عربي أو أجنبي واحد، وهي تعبر عن القطاع الإسلامي المعتدل المنتشر داخل العراق، وهذا القطاع لا يعمل لحساب القاعدة أو أية تنظيمات 'إرهابية' أخري علي حد وصف التقرير. ويزعم التقرير أن هذه المجموعة كانت تتلقي دعما من بعض الأمراء السعوديين كما أن لديها اتصالات ببعض الشخصيات العامة في الأردن، وأن القائد الأساسي لهذه المجموعة هو محمد البلهاوي، حيث عثرت القوات الأمريكية علي العديد من الوثائق التي كانت ممهورة بتوقيعه، وأن الوثائق جميعها كانت تؤكد تفاصيل مهمة لخطة تحرك هذه المجموعة في أوساط الجنود والضباط الأمريكيين. وأشارت إحدي الوثائق التي تم العثور عليها لهذه المجموعة إلي أن العمليات العسكرية المتبادلة لن يكون لها تأثيرها الحاسم حاليا، لأن القوات الأمريكية لديها من المعدات والطائرات والأجهزة الحديثة ما يجعلها قادرة علي إبادة الشعب العراقي بأكمله، وأن ذلك قد يؤدي إلي استشهاد عشرات الآلاف من أبناء وطننا العزيز دون أن يؤدي إلي انسحاب القوات الأمريكية وعودة الحرية للعراق. ورأت هذه المجموعة أن الجهاد ضد المحتل قد يتخذ أشكالا عدة، وأن أفضل الجهاد هو ما كان متناسبا مع حجم قوة العدو وكيفية النفاذ إليه واختراقه، لأن المسلمين ما كان لهم أن يجعلوا العالم يدين بفضلهم إلا عندما دخلوا بلاد الفرنجة فاتحين، ولكنهم اقنعوا الفرنجة بعد ذلك بعظمة هذا الدين، فدخلوا فيه أفواجا، واليوم ينتشر الأمريكيون والبريطانيون تدعمهم العديد من دوائر الصهيونية والامبريالية العالمية للسيطرة علي موارد العراق الاقتصادية ونهب خيرات هذا الشعب العظيم، فلماذا لا ندير حركة جهاد جديدة في أسلوبها، جديدة في معطياتها، تجبر القوات الأمريكية علي الاعتراف بعدالة القضية العراقية؟. وتقول الوثيقة التي اهتمت بها الدوائر الأمريكية كثيرا: إن جهادنا سيكون بالقرآن الكريم، إنه جهاد الفكر والعقل وليكن ذلك ايذانا بنشر الإسلام، ومبادئه السمحة بينهم، لأنه قد ثبت فعليا أن هؤلاء الضباط والجنود لم يسمعوا من قبل عن الإسلام الحق، وأن كل معلوماتهم عن هذا الدين بدأت مع أحداث 11 سبتمبر 2001، وأنهم سمعوا من قادتهم أن هذا الدين عنيف وأهله يرتكبون جرائم القتل والسرقة، ويسخرون المرأة لخدمة أغراضهم الشخصية. وقرر محمد البلهاوي زعيم 'جماعة الله' كما وضح في وثيقته أن يستدعي كل من يتقن الحديث بالانجليزية ويعطيه دروسا مكثفة في الدين الإسلامي وكيفية التعامل مع الضباط والجنود الأمريكيين. وقد أثمرت الحركة في البداية عن قناعة 40 شابا بدأوا حركة الأسلمة بين الجنود والضباط الأمريكيين، وفي أقل من شهر أسلم علي أيديهم خمسة من الجنود واثنان من الضباط، وهكذا توالت حركة الأسلمة سريعة. ورويدا رويدا كانت التقارير القادمة من بغداد قد أشارت إلي خطورة هذه الظاهرة التي أدت إلي انفلات في الجيش الأمريكي وعدم اطاعة الجنود للأوامر العسكرية باطلاق النيران مباشرة علي العراقيين. يتبع |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عاجل وهام | المهراس | اخبار بني عمرو | 12 | 03-29-2010 08:26 PM |
راء الرجوله &&وهاء التأنيث | هند آل فاضل | مواضيع الحوار والنقاش | 8 | 11-19-2008 11:40 PM |
تحذير وهام | بن ضيف الله | الأسهم السعودية | 3 | 05-10-2006 08:28 PM |
خبر عاجل وهام ....... | بن فارس | المواضيع العامة والإخبارية | 13 | 09-17-2005 02:04 AM |
عاجل وهام جدا للادارة | الذيب | قسم القرارات الإدارية | 4 | 01-24-2004 04:36 AM |