كذاك الود يكتب في الحنايا ،،،،،، ويمحى عندما يمحى الوفاءُ

بسم الله الرحمن الرحيم

آخر ما كتبت ..

وإني أتمنى من الشاعر المذقع والأديب الأريب
الأخ / سعيد بن عوض العمري أن يجاري هذه
القصيدة في معناها .. وإنها لسابقة في تاريخ
الأدب أن يجاري الأستاذ تلميذه .. ولكن لعل في
شاعريته "المتوقدة" ما يستطيع التعبير عما قلّت
حيلة مفرداتي عن التعبير عنه.

×: وإليكم القصيدة :×

جذورُ الحبّ يُوهنها الجفاءُ=كدفئِ الشمسِ يوهنهُ الشتاءُ
وسيفُ البعدِ يطعنُني بحبّي=وحبي شامخٌ فيهِ الإباءُ
ألا قلْ للأحبةِ أين غابوا=يموتُ الوردُ إنْ غابَ الضياءُ
إذا كان الوفاءُ يشيدُ حبّاً=فإن الحبّ يهدمهُ الجفاءُ
ويحمي صحبةَ الأحبابِ وصلٌ=كعودِ الغصنِ يحميهِ اللّحاءُ
ومهما في السماءِ علا نخيلٌ=سيسقطُ إن تأخرَ عنهُ ماءُ
كذاكَ الودُ يكتبُ في الحنايا=ويُمْحَى عندما يُمْحَى الوفاءُ
أبيتُ الليلَ في سَهَرٍ وحزنٍ=كذاك الحرّ يقصدهُ البلاءُ
تكادُ تهدُّني الأحزانُ حتى=أقومُ وقدْ فعلتُ ولمْ أشاءُ
أسيرُ بقارعاتِ الحيّ ليلاً=ويحدوني التفاؤلُ والرجاءُ
لعلّي لستُ أعدمُ من يواسي=فيـُجلى من على القلب الوباءُ
فتلقاني منازلهمْ فأجثو=على ركبي ويغشاني البكاءُ
وأذكرُ عمرنا الماضي ودهراً=جميلاً زانه منّا الصفاءُ
وأذكرها ليالٍ خالياتٍ=أضاءَ ظلامها ذاكَ النقاءُ
وأياما قضيناها سويا=يسودُ الحبّ فيها والإخاءُ
وبتْنا اليومَ في بعدٍ وهجرٍ=قدِ انقطعَ التواصلُ واللقاءُ
وباتَ ودادنا كشعاع شمسٍ=أزال بهاءها عنّا المساءُ
أيا دمعَ العيونِ تبيتُ تهمي=وبالهجرانِ يأتيكَ الجزاءُ
تروحُ إليهمُ بالحبّ دوماً=وبالحرمانِ هذا اليومَ جاؤوا
ألا فلْتَلْقَ بالبعدِ ابتعاداً=ولا تبدي التسامحَ إنْ أساؤوا
ولا تبدي لهمْ يا دمعُ ليناً=فإنّ رجاءَكَ الموتى هباءُ
فتنزلُ دمعةٌ وتجيئُ أخرى=ويزدادُ التدفقُ والعناءُ
يقولُ لئِنْ جريتُ اليومَ هوناً=فكمْ عنْ مطلعي للخدّ ناؤوا
وإنْ كانَ الظلامُ غشاكَ جهلاً=فكمْ من ليلةٍ فيها أضاؤوا
وإنْ منهم أتاكَ اليومَ ضيرٌ=فكم عمّا يُضيرُكَ قدْ أناؤوا
فإني لا أزالُ أسيلُ حزناً=ويكتبُ خالقي لي ما يشاءُ
جروحُ يدٍ ومعصمها تداوى=وجرحُ القلبِ ليسَ لهُ دواءُ
إذا طُعِنَ الفؤادُ بموتِ خلٍّ=يخفُّ وطعنةُ الجافي فناءُ