لي مع السيارت حكاية اخرى
لا ادري هل هناك من يتفق معي في ان الماضي رغم قساوته في كثير من الفترات الزمنية الا انه يحمل نكهة وطابع يشدنا ويجبرنا على الحنين اليه.
عندما كنا اطفال مثلا كنا لا نحمل هم المستقبل ولا ندرك اهمية الغد بقدر ما كنا نستميت في البحث عن المتعة واللعب في يومنا ولحظتنا التي كنا نعيشها.
من عاش طفولة السبعينات واوائل الثمانينات وما قبلها يلاحظ الفرق الذي حدث في مجتمعنا مقارنة مع اليوم فقد كان قليل القليل يسعدنا ويمدنا بالنشوة والفرح فحتى لعبة ( شختك بختك ) التي لا تكلف اكثر من ربع ريال كانت تمثل لنا الشئ الكثير وكانت هي وغيرها من الالعاب البسيطة تمثل حلم للكثير منا .. اما اليوم فان الوضع قد اختلف كثيرا ,, فطفل العاشرة لا يرضيه الا جوال الفيصلية والبلايستيشن اخر مديل وعندما يراهق يبحث عن السيارة والتحرر.
وليسمح الجميع بان اذكر هذه القصة:
كان لدى والدي قلاب دايهاتسو او ديهاتسن كما يطلق عليه هناك... وكان يمثل له ثروة وراس مال لا يرضى في حقه الهوان والعبث... وكنت في اوائل سن المراهقة احلم بقيادة السيارة وفي احد الايام كان والدي في سفر و قررت ان استغل فرصة غيابه لاسطو على هذا القلاب التعيس .. استطعت بعد مساعدة بعض المنتفعين في البيت ان احصل على المفتاح ولازلت اتذكر السعادة والنشوة التي غمرتني حينما توجهت مسرعا لاخذ مقعدي خلف المقود وابدأ رحلة المغامرة مع قيادة هذا القلاب العجيب ... طبعا كان لدي وقتها الكثير من مبادئ القيادة وكنت على علم باسلوب قيادة السيارات بشكل عام وليس في هذا النوع تحديدا.... ادرت المحرك وانتظرت حتى تم احماءه ومن ثم بدأت رحلة الانطلاق التي لم تتجاوز الثلاثة امتار .. لانني بعد التحرك مباشرة ولان المكان الذي اتحرك فيه ذو تضاريس صعبة فقدت السيطرة على القلاب ولم اجد نفس الا عالقا في صخرة كبيرة .. استدعت حضور جمع غفير من الناس وعربات الدفع الرباعي لتحرير هذا القلاب من هذه الصخرة وكذلك تحريري انا من الضغط النفسي الرهيب الذي وجدت تحته بعد ان علقنا .. عموما مر على هذا الحدث سنين طويلة وبفضل جهود الحاضرين ونخوة وشهامة اهل البيت الى الان لم ياخذ والدي خبر بما حصل.
الذي اريد ان اصل اليه انني اتذكر جيدا مدى الرعب والخوف الذي لازمني فترة طويلة من الزمن بعد هذه الحادثة وكل ذلك خوفا من ان ياخذ والدي خبر بما حصل
شكلي اليومين هذي رغم اني وعدتكم بالاجمل شكلي قاعد اتكلم عن نفسي كثير لكن ودنا تعذرونا والقادم اجمل ان شاء الله
( دعوني اختم بهذه الطرفة)
( يقولون كان فيه واحد اعمى من يوم ان الله خلقه .. وفي يوم اراد الله انه يرجع له بصره للحظات .. اول ما فتح شاف ديك .. ولمدة ثواني معدودة وانعمى مرة ثانية ... بعدها كل ما جو الناس يوصفون له شي قال لهم < وين هو عن الديك > يعني لو وصفوا له قلاب ديهاتسون قال وين هو عن الديك ... وسلامتكم)
تحياتي
بعد الوعد جيت بدقايق
|