عندما أصبح المسروق .. لصّـا

بسم الله االرحممن الرحيم

مها ابنة ( 22 ) عاما والمبتعثة بأمريكا تتصل على صديقتها
نوف ابنة ( 17 ) عاما طالبة الثانوية العامة بالرياض

مها : الووو.
نوف : مرحبتين هلا مها.
مها : هلا بك ، كيفك يا نوف.
نوف : الحمد لله بخير كيف دراستك.
مها : والله تمام .. شفتي الصور ؟
نوف : اي صور ؟
مها : اللي ارسلتها لك عالايميل.
نوف : ايه شفتها ما شاء الله .. هذي امريكا ؟
مها : ههههه .. لا هذي ولاية من ولايات امريكا اسمها " سان فرانسيسكو ".
نوف : الله يهنيكم ديرتكم حلوة .
مها : اي والله بالحيل حلوة مو مثل التخلف اللي بديرتنا.
نوف : صادقة والله الله يعيننا .. بس شفت صورة لك بدون حجاب.!
مها : ايييه من زمان رميناها.
نوف : وشهي ؟
مها : الخيمة السوداء.
نوف : اش تقصدين .. العباءة.
مها : ايه نعم .. ليش انتوا باقي تلبسونها ؟ أصلا هذي علامة على التخلف والرجعية
شوفي الغرب كيف عايشين ومتهنين وشوفي نساءهم كيف عايشين بحرية مو مثل عندنا.
نوف : اش الفرق بيننا وبينهم ؟
مها : أشياء واجد تفرق .. هم عندهم " حرية " ماحد يقول لك ليش تسوين كذا او ليش
ما تسوين كذا .. انتي حرة في حجابك في لبسك في اكلك حتى في دينك.
نوف : يا حظهم.
مها : لا وبعد عندهم انتي حرة يكون عندك صديق تروحين وتجين معاه.
نوف : لا عيب.
مها : ليش عيب ؟ المتخلفين اللي عندك هم يقولون عيب ولا وش فيها .. بالعكس تصيرين
تعرفين الشاب زين وتعرفين اخلاقه واذا اعجبك تتزوجينه وانتوا متفاهمين زين .
نوف : بصراحة .. الله يهنيكم .. ان شاء الله اتخرج من الثانوية واطلب ابتعاث وألحقكم.. شوقتيني
عشان اطلع من الحياة التعيسة والتعقيد اللي هنا .
مها : ان شاء الله .. بس اهم شي أصري على أهلك انك تبتعثين وتحرري من التخلف اللي
في السعودية .. يالله حبيبتي .. سي يو .
نوف : مع السلامة .

لا يخفى على كل ذي عقل أن أبناءنا وبناتنا المبتعين في دول الغرب والذين يصل
عددهم إلى أكثر من 80 ألف من الذكور والاناث يتعرضون لهجمة فكرية كبيرة جدا
تهدد فكرهم ودينهم وعقائدهم وتعرضها للخطر وتجعلها عرضة للتبديل والتعديل
بسبب ما يواجهونه ويرونه من افكار فاسدة وديانات باطلة وأخلاقيات منحطة.

إلا أن بناتنا المبتعثات على وجه الخصوص هن المتعرضات للخطر الأكبر فالشاب
يجب عليه الحفاظ على دينه ، إلا ان الفتاة يجب عليها الحفاظ على دينها وعفافها
وحجابها على حد سواء.

من المبتعثات من استطاعت بكل قوة المحافظة على دينها وحجابها وصبرت في
سبيل ذلك أمام كل ما واجهته من ضغوطات للتنازل عن مبادئها العظيمة ومثلها
نشد على يدها وندعو لها بالثبات - مع تحفظي على ابتعاثها من الاساس خصوصا
اذا كان دون حاجة ملحة - .

إلا ان هناك من المبتعثات للأسف من خدعت بزخرف القول من الغرب وانساقت
خلف شعارات الغرب الزائفة من حرية وديموقراطية وحقوق المرأة وحرية الصحافة
ومفهوم الحوار والتقارب و و و الخ .. فندعو الله لهن بالهداية.

إلا انه من الخطورة بمكان ان تصبح أولئك الفتيات المخدوعات طريقا لانتشار هذه
الافكار بين بناتنا المسلمات العفيفات المتمسكات بمنهج أمهات المؤمنين في
حجابهن وعفافهن وفي انقيادهن لأوامر الله سبحانه وتعالى.

واتحدث هنا حول هذه النقطة الحساسة فانتقال افكار الغرب الى بناتنا عن طريق
المبتعثات هو للأسف ما يحدث هذه الأيام ،فقد أخذت بعض أولئك المخدوعات على
عاتقها نشر أفكار الكفار بين أقرانهن من بنات المسلمين - علمت بذلك أم لم
تعلم - وذلك يعد تهديدا حقيقيا لديننا وبلادنا، النساء هن مصانع الرجال وفساد المرأة
هو فساد للمجتممع بأسره..

الأم مدرسة إذا أعددتها ................. أعددت شعبا طيب الأعراقِ

تقوم بعض أولئك المخدوعات بإرسال بعض الصور والمقاطع المرئية إلى صديقاتهن
في المملكة وتصنع في ذهنها صورة ناصعة للغرب وأخلاق الغرب وحرية الغرب وتعامل
الغرب وتحضر الغرب .. حتى تجر تلك الفاسدة خلفها عددا كبيرا من بناتنا إلى طريق
الفساد والخروج عن دين الله وأوامره.

وللأسف تنتشر هذه الأفكار بهذه االطريقة شيئا فشيئا كما تنتشر النار في الهشيم
خصوصا إذا وجدت أمامها شبابا وفتيات أصحاب عقيدة مهزوزة وإيمان ضعيف
وثبات هش.

رسالة إلى الآباء والأمهات وأولياء الأمور

يقول صلى الله الله عليه وسلم :

(( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع
في أهل بيته ومسئول عن رعتيه، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، ... ))

العالم اليوم هو كغرفة صغيرة يوجد بها المسلم والكافر والتقي والفاجر واليهودي
والمسيحي والبوذي والامريكي والاوروبي والخليجي والصيني والابيض والاسود
والصغير والكبير والذكر والأنثى والعاقل والمجنون والأمين والخائن والصادق والكاذب.

الحجب والمنع من الاطلاع على الغير إذا خشي الانسان على أهله من الانحراف
أمر مهم خصوصا لدى من لم يكتمل عقله ويتم نضوجه ولكنه بلا شك في يوم من
الايام سيكبر الصغير وسيكشف الغائب وعندها إذا لم يكن لدى هذا الابن والبنت
عقيدة راسخة ويقين متأصل في نفسه بأن هذا الدين هو الحق ومنهج النبي صلى
الله عليه وسلم هو المنهج التام والكامل الذي لا يحتاج إلى زيادة والذي يحتاجه
كل إنسان ليحيى الحياة الكريمة في الدنيا والآخرة ، إذا لم تكن لديه هذه العقيدة
فإنه سيصبح عرضة للخطر والانحراف وصيدا سهلا للمنحرفين والمخدوعين
حتى يصبح نكالا على الاسلام بدلا من أن يكون عونا له ونصرا لأهله.

إن ترسيخ الإيمان وتعميق المبدأ هو أهم ما ينبغي أن يعتني به المربون الآن
في عصر يصبح فيه الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا.

سيد الموقف