#1
|
||||||||
|
||||||||
أمي
أمي للشاعر اليمني / عبدالله البردوني تـركـتني هـا هـنا بـين الـعذاب و مـضت ، يا طول حزني و اكتئابي تـركـتني لـلـشقا وحــدي هـنا و اسـتراحت وحـدها بـين الـتراب حـيـث لا جــور و لا بـغي و لا ذرّة تـنـبي و تـنـبي بـالـخراب حــيـث لا سـيـف و لا قـنـبلة حـيث لا حـرب و لا لـمع حـراب حـيـث لا قـيـد و لا ســوط و لا ظـالـم يـطـغى و مـظلوم يـحابي *** خـلّـفتني أذكــر الـصـفو كـما يـذكـر الـشـيخ خـيالات الـشباب و نــأت عـنّـي و شـوقي حـولها يـنشد الماضي و بي – أوّاه – ما بي و دعـاهـا حـاصـد الـعمر إلـى حـيث أدعـوها فـتعيا عـن جوابي حـيـث أدعـوهـا فــلا يـسمعني غـير صـمت الـقبر و القفر اليباب مـوتـها كــان مـصـابي كـلّـه و حـيـاتي بـعدها فـوق مـصابي *** آه " يــا أمّـي " و أشـواك الأسـى تـلهب الأوجـاع فـي قـلبي المذاب فـيـك ودّعــت شـبابي و الـصبا وانـطوت خـلفي حـلاوات التصابي كـيـف أنـسـاك و ذكـراك عـلى سـفـر أيّـامي كـتاب فـي كـتاب إنّ ذكـــراك ورائــي و عـلـى وجـهتي حـيث مـجيئي و ذهـابي كــم تـذكّـرت يـديـك وهـمـا فـي يـدي أو فـي طعامي و شرابي كـــان يـضـنيك نـحـولي و إذا مـسّـني الـبـرد فـزنـداك ثـيابي و إذا أبـكـانـي الـجـوع و لــم تـملكي شـيئا سـوى الـوعد الكذّاب هـدهـدت كـفـاك رأســي مـثلما هـدهـد الـفجر ريـاحين الـرّوابي *** كــم بـكـت عـيـناك لـمّا رأتـا بـصري يـطفا و يطوي في الحجاب و تـذكّـرت مـصـيري و الـجوى بـين جـنبيك جـراح فـي الـتهاب ***
هــا أنــا يـا أمّـي الـيوم فـتى طـائـر الـصـيت بـعيد الـشهاب أمــلأ الـتـاريخ لـحـنا وصـدى و تـغـني فـي ربـا الـخلد ربـابي فـاسمعي يـا أمّ صـوتي وارقـصي مـن وراء الـقبر كـالحورا الـكعاب هــا أنــا يـا أمّ أرثـيك و فـي شـجو هـذا الشعر شجوي و انتحابي |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|