البداية الرشيدة للمقبليين على الزواج

البداية الرشيدة».. برنامج لـ«الصحة» لتدريب المقبلين على الزواج

د. خالد الحليبي لـ«الشرق الأوسط»: نسبة الطلاق في السعودية بين 20% و27%

د. خالد الحليبي

الأحساء: سعيد الدوسري
كشف الدكتور خالد بن سعود الحليبي، مدير مركز التنمية الأسرية بالأحساء، أن القلق والاكتئاب يشكلان 42 في المائة من أسباب المشاكل الأسرية، إضافة إلى الوحدة والوسواس والشعور باليأس والغيرة المرضية.
وذكر الدكتور خالد الحليبي لـ«الشرق الأوسط»، أن نسب الطلاق في السعودية تراوحت بين 20 و27 في المائة في المناطق والمحافظات المختلفة، مشيراً إلى أن منطقة الرياض تسجل الحصة الأكبر في نسب الطلاق، حيث وصلت النسبة الى 40 في المائة من حالات الطلاق، موضحا أن الإحصاءات التراكمية لحالات الطلاق وصلت إلى 20 في المائة في السنوات الأخيرة، ووصف هذا الوضع بالخطير، حيث دعا إلى تضافر الجهود لمواجهة تفكك الأسرة بالأساليب العلمية الدقيقة، وبجهد مؤسسي قادر على التعامل مع أطراف القضية بمهنية عالية.
وأشار الحليبي إلى أن مركز التنمية الأسرية بمحافظة الأحساء سعى في استصدار موافقة من وزارة العدل لفتح قسم للصلح في المحكمة، تحال إليه قضايا الطلاق والخلع قبل إتمام الحكم فيها، لينظر فيها أو يحيلها إلى المركز ليدرسها ويراجع أصحابها. وقد قامت الوزارة بتشكيل وحدة لافتتاح أقسام الصلح في جميع المحاكم على مستوى السعودية.
وأوضح الحليبي أن المركز قدم ورقة عمل بعنوان «مسوغات التأهيل للحياة الزوجية»، في مؤتمر الزواج الصحي الأول الذي أقيم في مدينة الرياض قبل عدة أشهر، نتج عن هذه الورقة فكرة برنامج تدريبي ضخم، تعمل على تنفيذه وزارة الصحة السعودية على مستوى البلاد، تحت مسمى «البداية الرشيدة»، لتدريب الشباب والشابات المقدمين على الزواج، يشارك المركز في بنائه، وسوف تكون الأحساء أنموذج التطبيق. وبين الحليبي أن جمعية البر في المنطقة الشرقية تبنت الفكرة الأسرية منذ أربع سنوات تقريباً، حيث تحول مركز تيسير الزواج إلى مركز للتنمية الأسرية، لتشمل أهدافه الأسرة بجميع أفرادها، وبجميع فئاتها من دون استثناء، كما تبنت جمعية البر بالأحساء نفس الفكرة، فأنشأت مركز التنمية الأسرية بالأحساء.
وقال إن مركز التنمية الأسرية في محافظة الأحساء عمل على رفع مستوى الوعي لدى المجتمع في مجال التعامل الأسري، من خلال نشر الوعي الاجتماعي حول المشاكل التي تؤثر في البنية الأسرية، وتأهيل الشباب المقدمين على الزواج، والتأهيل التربوي للآباء والأمهات ليكونوا محاضن سليمة لجيل متميز.
ويبين أن المركز عمل على حل الخلافات الأسرية قبل الوصول إلى مرحلة الطلاق، أو تفكك أسـري، أو جنوح أولاد، أو الانجراف نحو الجريمة، والتعامل المهني مع الحالة.
وأضاف الحليبي أن من أبرز الأنشطة التوعوية التي يتواصل من خلالها المركز مع المجتمع في المسارين الإنمائي والوقائي إقامة محاضرات عامة بلغت 40 محاضرة، وأخرى خاصة تقام في الدوائر الحكومية والمؤسسات، والمدارس والجامعات، والمساجد، والسجون، ودور الرعاية الاجتماعية للفتيات، بلغت أكثر من 200 محاضرة، فاق عدد مستفيديها 52 ألفا في الأحساء وحدها. كما يقيم المركز كل عام منتدى يخص الأسرة، ويحضره أكثر من عشرة آلاف مستفيد ومستفيدة.
وأضاف: قدم قسم التدريب والتطوير في المركز 75 برنامجا تدريبيا في مجال الأسرة وحضرها 2655 متدربا ومتدربة، كما أهل المركز خمسين مدربا في هذا المجال على مستوى المنطقة الشرقية، ليسهموا في العملية التدريبية بعد ذلك.
ويشير الحليبي الى أن المركز تلقى العديد من المشاكل الأسرية وكان القلق والاكتئاب أعلى الآثار النفسية المسببة لها، حيث بلغت نسبتهما 42 في المائة من أسباب المشاكل الأسرية.
وأشار مدير مركز التنمية الأسرية بالأحساء، إلى أن للهاتف الاستشاري بالمركز دورا بارزا في التعامل مع المشكلات الأسرية والنفسية والتربوية، ويستقبل المكالمات ويقوم بالرد عليها فريق مكون من خمسين رجلا وامرأة، تم تأهيلهم للقيام بهذا الواجب الاجتماعي، مشيراً إلى اعتماد دبلوم الإرشاد الأسري من قِبل كلية المعلمين التابعة لجامعة الملك فيصل، حيث ينفذ في المركز في مقره لمستشاريه ومستشاراته، كذلك الراغبين في هذا التخصص، ويدرس فيه حاليا سبعون دارسا ودارسة، لكي تكون الاستشارة المقدمة نابعة عن علم ومهارة ومهنية وخبرة. وأن الهاتف الاستشاري أحد قنوات المركز قدم خدمته لأكثر من 9500 متصل حتى الآن، تلقاها من 64 منطقة ومحافظة على مستوى السعودية، مشيراً إلى أن 80 في المائة من المتصلين من النساء.
وبين الحليبي أن كثيرا من المشاكل الأسرية يمكن حلها بأسلوب بسيط، حيث ذكر أن إحدى النساء اتصلت بقسم إصلاح ذات البين، طالبة مساعدتها في الحصول على ورقة الطلاق، فعرض عليها المستشار أن يتدخل بينها وبين زوجها، وبعد أن أقنعها، اتصل بالزوج وأقنعه بالفكرة، ووضع بين الزوجين ورقة اتفاق تحل كل المشكلات التي كانت بينهما، كما أن أحد الرجال طلق زوجته طلقة، وله منها بنت، جاء يزور المركز لاستشارته في قضية مختلفة عن طلاقه من زوجته، فعرض عليه القائمون أن يعود إلى امرأته، وبعد محاولات عاد إليها.