لاتكره الحق إذا جاء ممن تكره
لي صديق حميم من بني عمرو وكلهم أصدقاء بل إخوة . هذا الصديق أجله وأحترمه وهو أهل للاحترام لما يتصف به من صفات الرجولة والوفاء ولما حباه الله به من ثاقب البصيرة وسداد الرأي ولكنه مبتلى ببغض بعض من تربطني وتربطه بهم وشائج القربى وروابط الإخوة وعدة أسباب مشتركة .
والإنسان لايسلم من وغر الصدر وغبش الرؤية والانحدار مع تيار العاطفة فيخسر بذلك خسارةفادحة من خلال نسيجه الاجتماعي .
ويبقى الكمال لله وحده فلا يسلم مخلوق من عيب إلا من اصطفاه الله من عباده وعصمه .
صديقي هذا مرت به تجربة معي حيث اختلفت وجهات نظرينا إزاء شخص ثالث يكرهه صديقي ولا يريد له خيرا بل لايطيق له ذكرا .
وكان صديقي هذا يعتقد أني سأكون معه كما قال الشاعر الجاهلي :
وهل أنا إلا من غزيـــــــة إن غــــــوت = غـــــويت وإن ترشــــد غزية أرشـد
بمعنى أنه يريد أن أميل مع رأيه أينما مال في حق أو باطل وكان الحق مع ذلك الشخص الذي يبغضه صديقي وكان صديقي ينتظر مني أن أرفض الحق الذي جاء من ذلك الشخص ولكني أبيت ذلك وناصرت صاحب الحق دون النظر إلى علاقتي بصديقي فاستشاط غضبا وأنكر علي بل شتمني وما كنت انتظر منه مثل ذلك
إن الإنسان من طبعه أن يحب ويكره ولكن أهل النظر البعيد والحكمة والأناة لايكرهون الحق لكراهة مصدره بل يقبلونه ويفرحون به .
قال تعالى : ((ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألاتعدلوا )) ومن العدل قبول الحق بغض النظر عن قائله وبعيدا عن العاطفة وهوى النفس .
اللهم بصرنا بالحق ووفقنا للعدل آمين
|