დ فًوائِد مُعً ــامَلةْ الآخَرٍينْ بِلُطف..დ

فوائد معاملة الآخرين بلطف

أن تكون لطيفا مع الآخرين، قد يعود عليك بالنفع

منذ فترة يسعى علماء النفس السويسريون إلى التوصل للأسباب الكامنة وراء اتجاه الإنسان خلال تطوره نحو التعاون مع بني جنسه بدلا من التصرف بأنانية في معظم الأحوال
واخترع هؤلاء العلماء لعبة في مختبرهم يعطي من خلالها المتطوعون النقود لبعضهم البعض. وتمنع قواعد اللعبة اللاعبين من رد الجميل مباشرة إلى مانح النقود، ولكن ينبغي لهم إعطاء هذه النقود لشخص ثالث ومع تطور اللعبة شيئا فشيئا لاحظ الباحثون أن أكثر اللاعبين كرما هم بالفعل الذين جمّعوا أكبر قدر من النقود. وتوصل الباحثون إلى أن فعل الخير يزيد من معاملة الآخرين لنا معاملة طيبة

جينات الأنانية

وقد اختبر كلوس ويديكيند ومانفريد ميلينيسكي اللذان يعملان في جامعة بيرن فرضية تعرف باسم السلوك غير الأناني لتفسير هذه الظاهرة. وقد استخدمت هذه الفرضية في وصف المواقف التي تصدر فيها ردود الفعل على السلوك غير الأناني عن مصادر لا تكون واضحة في بداية الأمر ويشرح كلوس ويديكيند ذلك فيقول إنني لو رأيتك وأنت تعطي نقودا لشحاذ فإن هذه النظرية تتنبأ بأنني -على الأغلب- سأعطيك شيئا فيما بعد إذا كنت في حاجة، لأنني رأيت أنك كريم مع الآخرين

وهذا يعرف بالتبادل غير المباشر، لأنك لا تستفيد من الشخص الذي تعطيه النقود مباشرة، وأنا لا أستفيد منك مباشرة ومثل هذا النوع من البحوث قد يساعدنا في فهم السبب وراء وجود هؤلاء الأشخاص غير الأنانيين في عالم مليء بجينات الأنانية ويقول دكتور ويديكيند إن معظمنا يفهم التطور الذي قال به داروين على أنه صراع وتنافس حيث يقاتل كل شخص الآخر. وطبقا لهذه النظرة لا مكان للسلوك غير الأناني. غير أن هناك افتراضات أخرى يمكن أن تفسر السبب وراء العائد الذي يعود على من يتلطف مع الآخرين على المدى الطويل

الفرنكات السويسرية

معظم الأبحاث في هذا المجال تركز على فكرتين، الأولى تشرح السلوك غير الأناني في ضوء علاقات القرابة، أي مساعدة أقرب الناس إلينا وأعزهم لدينا إعلاء من شأن جيناتنا التي تربطنا معهم والفكرة الأخرى فهي التبادل المباشر: إذا ساعدتني فسأساعدك
أما فكرة التبادل غير المباشر فقد برزت فقط قبل عامين عن طريق اللعبة التي اخترعها الباحثون السويسريون وجربوها في مختبرهم وقد شارك في اختبار اللعبة نحو 80 طالبا. واستخدموا فيها الفرنكات السويسرية أخذا وعطاء. وقد جلس الطلاب على شكل نصف دائرة وأعطوا بعضهم بعضا النقود عبر أداة غريبة من الأزرار والخيوط والأضواء المتشابكة
ولم يعرف الطلاب أي شيء عن هوية الأشخاص الذين يعطونهم النقود، وما قدم إليهم من معلومات هو فقط ما يتعلق بتاريخ هذا الشخص من حيث سخاؤه مع الآخرين أو عدم سخائه
ويقول الباحثون إنهم توصلوا إلى أن الطلاب في المختبر تصرفوا كما كان متوقعا. إذ كانوا كرماء مع من كانوا كرماء مع غيرهم..

منــــقووول ..