الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
المدرسة ... لماذا ؟؟
المدرسة ... لماذا ؟؟
د.علي بن عبدالخالق القرني كثر الحديث عن دور المدرسة وقصورها عن تحقيق الأهداف الخلاقة التي أنشئت من أجلها، وعندما يتأمل أحدنا الأسباب التي دعت إلى وجود المدرسة، وإلى التحاق الشباب بها، ويتأمل النشاطات التي تجري بداخلها، فإنه يبدو واضحاً أن مهمة المدرسة الأساسية تكمن في تسهيل التعليم وتطوير القدرات الذهنية. إلا أن هذا القول يعارضه الذين يرون أن المدرسة يجب أن تعنى أساساً بجوانب أخرى منها : الأخلاق . التكيف مع الحياة . بناء المجتمع . الثقة بالنفس . وهذه جوانب لا ينكر أحد أهميتها، ولكننا يجب أن نمعن التفكير فيها ونتساءل : ألا يسهم التعليم في تكوين كل من هذه الجوانب ؟ هل نعتبرها بدائل، أم مسوغات للتعلم ؟ وهذه التساؤلات تقودنا إلى أن نتساءل أيضاً : هل يجب إعطاء هذه الجوانب الأولوية عند تحديد مهمةالمدرسة ؟وهل نعتبرها غايات بعيدة المدى في الحياة أكثر من كونها وسائل تستخدمها المدرسة للوصول إلى هذه الغايات؟ إن من يرى أن مهمة المدرسة، يجب أن تتركز في بناء الشخصية الخلاقة، وتحقيق التكيف في الحياة، والثقة بالنفس، والمساهمة في بناء المجتمع، إنما هو ينتقد التركيز على التعلم في المدارس. فهم يرون أن المحبة تؤثر أكثر من التعليم، وتؤدي إلى السعادة، كما أن الإيمان هو الطريق الأفضل لقيادة الناس إلى الحياة الكريمة .. إن هؤلاء ينزعون إلى التقليل من أهمية ومعارضة المواقف التعليمية، وتحديد الأهداف السلوكية، ويعارضون التقويم الموضوعي للتحصيل، كما أنهم لا يرون فائدة من درجات الاختبارات والتقارير التي تكتب عن تحصيل الطالب. هم يقولون: إن المهمة الأساسية للمعلم هي إرسال الأطفال إلى بيوتهم في نهاية اليوم الدراسي، وهم أكثر فخراً بأنفسهم مما كانوا عليه في الصباح. ويقولون: إن سعادة الطفل أهم للمجتمع من قدرته على القراءة، رافضين بذلك الدور الأساسي للتعلم في نشاطات المدرسة. وهم بذلك يجدون سهولة في إعفاء أنفسهم من التدريس، وإعفاء طلابهم من تعلم أشياء محددة. وفي الجانب الآخر، لا يتفق كثير من المعلمين مع الذين يضعون للمدرسة أهدافاً " أعلى " من التعلم، مع اعترافهم بالأهمية القصوى للشخصية الخلاقة، والتكيف والثقة بالنفس والمجتمع الفاضل. وهؤلاء يرون أن هناك سببين على الأقل لعدم استبدال التعلم بأي من هذه الأهداف " الأعلى " كمهمة رئيسة للمدرسة. أولاً : أن المدرسة مؤسسة اجتماعية ذات مهمة خاصة، صممت وطورت لتؤدي مهمة خاصة، هي تسهيل التعلم. وأن هناك مؤسسات أخرى تقع عليها مسؤولية الأجزاء الأخرى للمهمة المعقدة، المتمثلة في مساعدة الطلاب على تحقيق السعادة في الحياة . فهناك العائلة، والمسجد، والسلطة التشريعية، والمحكمة، ودار النشر، والمكتب، والشركة، والسوق، والمؤسسة المالية، ووسيلة الإعلام. إن الاعتقاد بأن المسؤولية الكاملة في بناء الشخصية والتكيف مع الحياة، وبناء المجتمع الفاضل، وتحقيق الثقة بالنفس، يجب أن تقع على عاتق المدرسة أمر في غاية الحماقة. وينطلق هذا الشعور من أهمية عدم التشكيك في قدرة التعليم على تطوير الإنسانية، وفي ذات الوقت من أهمية عدم ارتكاب الخطأ في افتراض أن المدرسة قادرة، بل وأن عليها أن تقوم بشكل مباشر بحل مشكلات العالم (الحرب، الاضطهاد، الفقر، الاستغلال، التضخم، البطالة، القلق، اليأس، التخلف .. الخ) ولو أخذت المدرسة على عاتقها حل مشكلات العالم، فإن عليها أن تتخلى عن المهمة الأساسية المتمثلة في التدريس والتعليم، إذ إن هذه المهمة تمثل في حد ذاتها تحديًا كبيرًا، يملأ كل وقت المدرسة، ويستغرق كل طاقاتها ومصادرها. ثانياً : أن التعليم مهم جداً لكل ما يتعلق بالإنسان، فالموهبة اللغوية خصوصية إنسانية مكنته من التعلم، والتميز العقلي هو التميز الإنساني الفريد على بقية المخلوقات، وتعتمد إنسانيته وسعادته وتأثيره في الحياة على ما يملكه من معارف. إذاً كيف تستطيع المدرسة أن تساعد الطالب على تحقيق الأهداف العليا في الحياة بأسلوب أفضل من تزويده بالمعرفة عن نفسه والعالم من حوله؟ وما الأساليب الأخرى – غير التعلم – التي يمكن أن تحقق بناء الشخصية والتكيف مع الحياة، وزيادة الإسهام في بناء المجتمع؟ ألا يؤدي التعلم والقدرات العقلية إلى تحقيق هذه الأهداف ؟ إذا كان هناك أسلوب آخر – غير التدريس وتسهيل التعلم – يؤدي إلى تحقيق هذه الأهداف، فإنه لابد وأن يكون متعلقاً بالعمليات النفسية، التي تعرف " بالتعلم الشرطي (Conditioning) "، وفيها يستخدم الثواب والعقاب، لاستنارة استجابة محددة، في ظروف محددة، لا تلبث أن تصبح عادة مكتسبة. إن أكثر سلوكياتنا تتبلور غالباً في السنين الأولى من الحياة من خلال التعلم الشرطي، بل إننا، ونحن كبار، نظل خاضعين لتأثير التعلم الشرطي. وإذا كانت المدرسة معنية فقط بترسيخ سلوكيات محددة غير متغيرة، فإنها يجب أن تعتمد على التعلم الشرطي، الذي سيؤدي المهمة بطريقة أسرع، وأكثر تأثيراً من تطوير العمليات العقلية، أو بالأحرى من التعلم. إلا أن التعلم الشرطي لا يعطي الشخص المرونة والحرية، ولا يمكنه من الإبداع، وهو بذلك أكثر ملاءمة لتدريب الحيوانات منه لتعليم الإنسان كيف يحيا حياة حرة كريمة وسعيدة. إن الذين يعارضون تركيز المدرسة على التعلم كمهمة رئيسة لها ربما ينطلقون من تخيل أن التعليم هو عبارة عن تخصصات أكاديمية، صممت لتهيئ الفرد لمزيد من التعلم، بصرف النظر عن أهميتها في الحياة. ولا شك أن بعض ما تقوم به المدارس قد أدى إلى ترسيخ هذا المفهوم، إلا أن التعلم يجب أن يكون سُبُلَ الطالب إلى حياة منتجة، وعندما يكون التعلم، كذلك فإنه يستحق الاعتراف بأن يكون، ولا شيء غير ذلك، المهمة الأساسية للمدرسة. لا تحرمونا من ارائكم البناءة |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عرضة على ارض المدرسة | المهندســ | الصوتيات والمرئيات والفنون الشعبية | 7 | 06-06-2012 02:36 AM |
مسرحية المدرسة | سيد الموقف | الصور والأفلام والفلاش | 4 | 10-30-2010 01:41 PM |
لماذا يرن جرس المدرسة بعد 45 دقيقة ؟ و بعدها تبدأ حصة ثانية | ابو فجر القشيري | التربية | 16 | 09-07-2009 06:44 PM |
لماذا نناشد الملك بالتدخل في الأسعار؟! .. أين الوزير؟ لماذا لا يحل مشاكل وزارته؟! | سيد الموقف | مواضيع الحوار والنقاش | 4 | 12-19-2007 10:15 AM |
دمع في المدرسة | بنوتي | وسع صدرك | 20 | 05-05-2004 01:04 PM |