قتل طفله وإدخال والديها العناية المركزه بالمستشفى العسكري ..

في أمان الله قدمت تلك الأسرة التي تقطن في حي الملز في مدينة الرياض من التسوق
الساعة الرابعة عصرا يوم الأحد الموافق 12/12/1430هـ في سيارتهما وكان بداخلهما
أم وإبنتها ذات العشر سنوات، وإبنها وزوجته وإبنته الضحية دانا ذات السنة والشهرين
وأثناء قيام الأم بتنزيل الأغراض من شنطة السيارة قدمت سيارة نوع مرسيدس بداخلها ثلاثة
شباب أخرج أحدهم يده وسحب شنطة الأم من يدها وقامت بالصراخ وكان بداخلها جهاز جوالها
ومبلغ 1500 ريال وجواز سفر ولاذوا بالفرار ...وقام الإبن بمطاردتهم وبداخل السيارة زوجته وإبنته
وعندما وصلوا إلى ماقبل دوار المطار القديم عند فندق المطلق قام المجرمون بصدم السيارة
عدة صدمات أدت إلى إنحراف سيارة الرجل وفقد السيطرة عليها مما أدى إلى أن تصطدم بسور
الشارع وكبينة هاتف وشجرة فوق الرصيف ...فقام المجرمون بالفرار بعد مشاهدة الحادث والدمار
الذي لحق بالسيارة ونتج عن الحادث وفاة الطفلة دانـــا وهي جالسة على كرسي الأطفال الذي
طار بعيدا عن السيارة من قوة الإصطدام متأثرة بضربة بالدماغ وأدخل والديها العناية المركزة
في المستشفى العسكري ......

إنتهى الخبر


والسؤال الذي يفرض نفسه الآن حول هذه الحادثة المؤلمة للدوريات الأمنية

المطاردة بدأت من حي الملز بشكل مثير حتى وصلوا إلى ماقبل دوار المطار القديم أمام فندق
المطلق ..ألم يصادفوا دورية أمنية طوال هذه المسافة ؟!!
لتنقذ هذه الأسرة ...وتحسم الأمر قبل
إستفحاله والقبض على هؤلاء المجرمين ؟ وخاصة أنهم لاذوا بالفرار على جنوط السيارة !!
يعني أن سيارتهم تسير بدون كفرات ( مبنشرة )!!
أين الدوريات الأمنية في وقتها ؟..هل هي مرابطة على الحدود في جيزان ؟!
أم مرابطة في مدينة جدة المنكوبة ؟ أو مرابطة في المشاعر لخدمة الحجيج ؟
مع العلم أن صاحب السمو الملكي النائب الثاني ووزير الداخلية حفظه الله
صرح بأن أمن المناطق الأخرى لن يتأثر بمرابطة الأمن في المشاعرالمقدسة !!
إن الواقع الملاحظ الآن سوء خدمات دوريات الأمن ...فبالكاد ترى دورية أمنية تجوب الأحياء
ولقد صرح لي أحد رجال دوريات الأمن يوما ما.. أنه مسؤول عن ثلاثة أحياء بكاملها وهي حي
الجزيرة وحي الفيحاء إلى خشم العان في النسيم...تصوروا ..دورية واحدة فقط لثلاثة أحياء
كبيرة !!....هل هذا يعقل ؟ ....وبسبب هذا التراخي وعدم الجدية لعب المجرم لعبته القذرة بعيدا
عن العقاب ، وبعيد عن عين الأمن الساهرة
هذه الحوادث وماشاكلها كثرت في الآونة الأخيرة في مدينة الرياض
في ظل ضعف هيبة السلطات الأمنية..وفي ظل تواضع إنتشار الدوريات الأمنية
في الأحياء ..قبل فترة ليست بالبعيدة تعرضت خالتي لنفس الموقف ألا
أن خالتي تركتهم بحال سبيلهم ...وكادوا يقطعون يدها وكانوا راكبين دراجة نارية
...وأعرف الكثيرين وقعت لهم نفس الحوادث المشابهة ولكن خلت من النتائج
الخطيرة كما في الجريمة أعلاه ....
تتكرر هذه المشاهد بشكل يومي وخاصة في الأسواق أو في مواقف السيارات أو من أمام المنازل ...ونخشى أن يتجرأ هؤلاء المجرمون ذات يوم ويدخلوا منازلنا عنوة ...
.طالما أن الأمن الداخلي ممثلا في الدوريات الأمنية ضعيفة وغير متواجدة
وغير منتشرة في الأحياء والشوارع الرئيسية ...إن هذه الظواهر المخلة بالأمن تتطلب
حلا عاجلا وحازما من قبل وزارة الداخلية قبل أن تستفحل ويمسي الأمر مزمنا يصعب علاجه ...وتضرب بيد من رصاص على هؤلاء المجرمين الذين إعتادوا أن يقتاتوا من
المال الحرام والسرقة وقتل الآمنين مع سبق الإصرار والترصد ...ولا نقول إلا حفظ الله أمننا
ونسأل الله أن يشفع دانا في والديها وأن يبدلهما خيرا منها وأن يخرجهما سالمين معافين
وأن يعجل بهلاك من تسبب في قتلها

جريدة الجزيره ..