الإهداءات


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-20-2009, 03:34 PM
مركز تحميل الصور
alsamr99 غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11509
 تاريخ التسجيل : Jul 2007
 فترة الأقامة : 6423 يوم
 أخر زيارة : 08-19-2009 (04:39 PM)
 المشاركات : 15 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : alsamr99 is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ثقافة العزل بين الجنسين وموت الخنفساء



أول شي أتمنى من كل القراء الهدوء وعدم الإنفعال وقراء الموضوع بحياديه وهو مقال للدكتور عبدالرحمن الوابلي وأختر هذا المقال لأن فيه فوائد كبيره ....مع العلم أنه قد نشر في جريدة الوطن مؤخرا...
حسن العمري-صيدلاني بالمستشفى الجامعي


يقال إن الخنفساء تموت بعنادها الغبي وذلك عندما تنقلب على ظهرها الأملس، فهي تقوم بتحريك رجليها ويديها وكل أعضائها، كي تتحرك من مكانها. وهي لا تدرك بأن حركة أرجلها وأيديها، لا نفع أو فائدة منها، طالما هي ممدة بالهواء، وليس على الأرض. ولكن عدم قدرتها على فهم حقائق الأمور وأسس الأشياء وطبيعتها وحركتها، يجعلها، بعنادها الغبي، تجهد نفسها وتستنفذ كل طاقاتها من أجل أن تتحرك وهي على ظهرها, وهكذا، تموت على ظهرها وهي تلف وتدور في مكانها على ظهرها الأملس، بعد أن تلفظ آخر أنفاسها مع آخر طاقة يستطيع جسدها مدها بها.
وموت الخنفساء على ظهرها جراء عنادها وفهمها الغبي والمغلوط لطبيعة الأشياء، التي أودعها الله سبحانه وتعالى، لنواميس الحياة وديناميكية الحركة فيها، تذكرني، وللأسف الشديد، بثقافة العزل الاجتماعي التام بين الذكور والإناث في مجتمعنا؛ برغم المشاكل والكوارث الإنسانية والمادية التي جرتنا وتجرنا إليها، حيث ما زلنا نؤكد على سلامته وأنه الحل الأمثل والوحيد لإدارة حركتنا في الحياة، دون باقي البشر من خلق الله.

ولو كانت سياسة العزل في مجتمعنا، قد ميزتنا عن غيرنا من المجتمعات القريبة عنا والبعيدة، بالتفوق عليها من ناحية الاختراعات وغزو الفضاء ومخرجاتنا التعليمية والتنموية بشكل عام؛ لصفقت لهذه السياسة وطالبت بالمزيد منها. لكننا وبرغم الإمكانيات المادية الهائلة التي تتدفق علينا منذ عقود وما زالت تتدفق علينا؛ ما زلنا نقبع في مؤخرة العالم في كثير من منجزاتنا البشرية، ويمدنا العالم بما نحتاج إليه، حتى من مقومات الحياة العادية. كما أننا المجتمع الوحيد الذي تزداد البطالة فيه، وبنفس الوقت، تزداد أعداد الوافدين من جميع أنحاء العالم للعمل وطلب الرزق فيه. كذلك، كلما زاد دخلنا القومي من الثروات، زاد الفقر بيننا، وغيرها من المتناقضات العجيبة التي لا تحدث إلا لنا.

وثقافة العزل العنصري بين الذكور والإناث، التي ابتلينا بها، لم تكن، ولله الحمد، نابعة من إرث اجتماعي تاريخي. ولو كانت كذلك، لمات مجتمعنا منذ قرون، كما تموت الخنفساء على ظهرها. ولكن كان اقتصاد القبيلة لدينا قائم على الذكور والإناث، بنفس الدرجة. فكانت المراعي تزدحم بالرعاة ذكوراً وإناثاً. وكانت المرأة، هي من تستقبل الضيوف من الرجال وترحب بهم، عند غياب زوجها وهي من تعمل لهم القهوة وتصنع الطعام وتقدمه لهم.

هذا يدل على أن سياسة العزل الاجتماعي بين الذكور والإناث في مجتمعنا، لم تكن موروثة. إذاً فما الذي جعل منها ثقافة، والثقافة هي عادة ما تكون نتاج إرث وتراكم تاريخي؟! إنها التعمية والتزوير الثقافي، أي خلق سياسة اجتماعية طارئة وتكثيفها والضغط عليها، والإدعاء، زوراً بأنها امتداد وجزء من عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية ومورثونا الديني. أي تمَّ، خلق قطيعة معرفية سلبية، مع ماضينا، القريب جداً، فما بالنا بالبعيد عنا؛ وخلق امتداد وهمي، له ليحل بديلاً عنه. وتكثيف الزخ الإيديولوجي، بواسطة مئات الآلاف سنوياً، من المحاضرات والندوات والمخيمات لدعم هذه الثقافة الطارئة، ناهيك عن خطب المساجد المتشنجة وأشرطة الكاسيت ذات النبرات التراجيدية الزاعقة، والكتيبات والمنشورات المدبجة بكل وسائل الإيضاح وتزييف الحقائق وتزويرها. مع تركيز المناهج الدراسية واللوحات الحائطية في المدارس لتكريس سياسة العزل. وهكذا تحول خطاب العزل العنصري بين الذكور والإناث في مجتمعنا إلى سياسة تطبق على أرض الواقع ثم تحولت، بعد التكثيف والزخ الإيديولوجي إلى ثقافة، تخاطب وتحرك الأعصاب لا العقول. ولذلك أصبحت ثقافة عصابية مريضة لدينا وصلت عند بعضنا لحد الهستيريا. فإذا أردت أن تجلب انتباه مجموعة من شبابنا، فانتقد ولو بحياء، ثقافة العزل هذه؛ عندها ستجد أن وجوههم ستحمر من الغضب وترتفع أصواتهم، ولا تستبعد، أن يبصق بوجهك أو يقذفك أحد منهم بجسم حاد أو ثقيل ولو كان ابن أخيك أو أختك.

فكلما ظهرت مشكلة اجتماعية نتيجة هذا العزل، مثل معاكسة النساء، تتم معالجتها بالمطالبة بالمزيد من العزل، فتتفاقم المشكلة، ويظهر التحرش بالمحارم، ثم يطالب كهنة العزل العنصري بالمزيد منه كذلك؛ مثبتين أن ما كانوا يخشونه حقيقة وقد أثبتها الواقع. أي يكون معالجة الداء بحقن الجسد بالمزيد منه؛ وتظهر أعراضه أكثر ثم تتم المطالبة بالمزيد والمزيد من حقن الجسد بنفس الداء. وهكذا تطالب فيروسات المرض، بحقن المزيد منها في الجسد المريض. والثروات التي تنهال علينا، مع أحدث ما تنتجه التقنية العالمية من تقنيات؛ ساعدتنا على توفير آليات العزل وتسهيلها وانتشار فيروساته المؤذية في جسدنا الاجتماعي. فخلقت لنا ظهراً أملس، كظهر الخنفساء نلف وندور حوله وعليه.

وظهر لسياسة العزل العنصري لدينا، كهنة ومنظرون وحراس أشاوس ومداهنون وخائفون وخانعون وتجار طامعون يقتاتون عليه ويطالبون بالمزيد منه ويتغنون بنجاحاته، الكارثية، غير المسبوقة. وهكذا أصبح جزر إنسانيتنا وسفك دمها، شاهر يا ظاهر. فتمت متابعة حركاتنا وسكناتنا وحتى النوايا منا تم ألقاء القبض والحكم عليها، باسم حماية وحراسة مجتمعنا الطاهر من كارثية ما سيجلبه عليه الاختلاط من ويلات إنسانية.

وعليه تم تعطيل حياتنا وشلها. وتم استبدال وصف الله لنا بـ" ذكر وأنثى" بثنائيات أدبيات العزل العنصري البغيضة" ذئاب ونعاج" و " نار وبنزين" وغيرها من ثنائيات بذيئة ومؤذية لإنسانيتنا ومدمية لكرامتنا. ومن يعترض عليها، فسيوف الاتهام بالفسق وحب نشر الرذيلة والعمالة للغرب، جاهزة لتهوي على عنقه؛ ساعتها يفر من حوله، ليس فقط رفاقه، وإنما أيضاً والده وبنوه وصاحبته وأخوه.

ولعل الإصلاحات الجديدة التي دشنها خادم الحرمين الشريفين، عبدالله بن عبدالعزيز، هي السبيل في وضع رجلي مجتمعنا ( الذكر والأنثى ) على الأرض؛ لنتحرك مثلنا مثل غيرنا من مجتمعات خلق الله.
فالقطاع الصحي لدينا، والذي سلم من سياسة العزل، أثبت وبلا أدنى شك بأننا مجتمع حي وقابل للتطور والتطوير إذا تحرك بكلتا رجليه. فقد كنا قبل عقدين نرسل مرضانا للخارج، أما الآن فأصبحنا نستقبل المرضى من دول سبقتنا في المجال الصحي ولعقود طويلة؛ نعالجهم ونرسلهم لبلدانهم أصحاء معافين. فهل نتعظ من أنفسنا بأنفسنا؟؟؟ " حتى لا نموت ميتة الخنفساء" مقالي القادم.




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رفع الكلفة بين الاعضاء من الجنسين إلى أين؟ سحابة خير مواضيع الحوار والنقاش 62 08-28-2011 06:10 PM
حكم المزاح بين الجنسين من خلال المنتديات دايم السيف وسع صدرك 38 04-14-2011 10:22 AM
" ثقافة العيب سيطرت على ثقافة الحرام " حـلــ الروح ـــوة مواضيع الحوار والنقاش 12 06-28-2008 05:10 AM
الغزل <-يا اهل الغزل قصيده غزليه مختصره بس حلوه فارس بني عمرو عطر الكلمات 2 08-21-2007 02:56 AM
وأنت داخل المنتدى إكسب حسنة وأنت خارج إكسب حسنة المليحي مكافحة البدع والمواضيع المشبوهة 105 01-27-2007 09:53 PM


الساعة الآن 01:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir