كيف تساعد طفلك فى واجباته المنزلية ؟

كيف تساعد طفلك فى واجباته المنزلية ؟


عبير طوسون أحمد ( ماجستير علم نفس )

" ليس ما تفعله لأطفالك هو ما يجعلهم ناجحين بل ما علمتهم أن يقوموا به بأنفسهم "
الواجب المدرسى مشكلة تؤرق العديد من الأسر والأطفال وأحيانا ما تتحول المشادات بين الطفل والوالدين الى ما أشبه بالعراك بسبب الواجبات المدرسية وبغض النظر عن مالا يعرفه الوالدين فأن معظمهم لايزالون قادرين على مساعدة أطفالهم وبصورة بارعة على أداء الواجبات المدرسية فلا ينبغى عليك أن تصبح خبيرا فى كل مادة دراسية ، ولا أن تكون ملما بأحدث طرق التدريس ، بل أن كل ما عليك أن تفعله هو أن تهتم وتعتنى بطفلك وتكون راغبا فى قضاء كثير من الوقت معه ، ونحن هنا نؤكد على كيفية أكساب الطفل مهارات الأستذكار والتى عادة لايتعلمها الطفل بالمدرسة ، وعندما يتعلم الطفل مهارات الأستذكار ، فأن ذلك سوف يساعده فيما بعد أن يستذكر بمفرده ، ونحن نتوقع أنك أذا ما قضيت وقت أطول فى تعليم تلك المهارات لطفلك فأنك ستقضى فيما بعد وقت أقل فى مساعدته على الأستذكار فى المستقبل ، وسيؤدى ذلك بالطفل أن يصبح أكثر أستقلالا فيما بعد ، أن الواجب المدرسى لايجب أن يكون مملا ، بل يجب أن يكون ممتعا قدر الأمكان ، ويجب أن تلاحظى أذا ما كان عبء الواجب المدرسى لايترك لطفلك وقتا للعب ، فناقش ذلك مع معلم طفلك فقد يكون كم الواجب أكثر من اللازم ، وحاول أن تفكر معه فى حل لتلك المشكلة وقد يستغرق بعض الأطفال وقتا أكثر من غيرهم فى أتمام الواجب الدراسى ، ويكون المعدل الشخصلى لأتمام الواجب الملائم للطفل هو 30 دقيقة لطلاب الفصل الدراسى الأول و 90 دقيقة لطلاب الفصل الدراسى السادس من المهم تحديد جدول للطفل للقيام بواجباته وذلك لأن هناك العديد من الأطفال يماطلون بطبيعتهم ، ولو أنك تركت لهم أمر تحديد موعد أداء الواجب فسوف يؤجلون ذلك .

نصائح لمساعدة طفلك على أداء الواجب :
1. أجعل قنوات الأتصال متبادلة بينك وبين طفلك ، فلا تكتفى بالقاء النصائح على طفلك بل أستمع الى ما يقوله وتفاعل معه .
2. لاتعط لطفلك حق الأختيار الا أذا كنت تعنيه فعلا فبدلا من أن تقول له " هل تود أداء واجب مادة العلوم " قل له " حان وقت أداء واجب مادة العلوم "فعل صياغة العبارة بطريقة تجعل طفلك يختار ماتريده أنت .
3. شارك طفلك فى وضع الأهداف المطلوبة ، ثم قم بالتركيز على هدف واحد وليس على كل الأهداف فى نفس الوقت ،أبدأ بالهدف الذى تضمن أن طفلك سيحققه ، وهذا سيجعل باقى الأهداف تبدو جذابة ويضمن أحتمالية النجاح .
4. عليك أن تتوقع تقدم طفلك فجميعنا يتجاوب مع توقعات الأخرين منا ، فأذا كانت توقعاتك تجاه طفلك ضئيلة فمن المحتمل أن تكون أنجازات طفلك فى حجم توقعاتك .
5. أجعل طفلك على بتحسن مستواه الدراسى وكافئه على تقدمه ، ولايستلزم ذلك أن تقدم هدية على كل أنجاز ولكن يكفى أن تعبر له ببساطة عن تقديرك لتقدمه .
6. أمدح طفلك كثيرا ولكن كن صريحا معه سيفقد المديح تأثيره لو أنك مدحت الطفل على كل شىء وسيكتشف أنك لست صريح، ولكن أمدحه فقط فى المهمة التى أستطاع أنجازها .
7. حاول الا تظهر الأحباط لو أنك طفلك لم يستطع أنجاز المطلوب منه كما كنت ترغب
8. كن متحمسا وتحل بروح الدعابة حينما تبدأ جلسة عمل الواجب .
9. أستخدم ساعة الأيقاف وعنصر المنافسة بحكمة فساعة الايقاف تحفز بذل الجهد وتضع حدا للمماطلة والتأجيل بالنسبة لبعض الأطفال وساعد الطفل على أن يتفوق على نفسه دون مقارنته بأخوته أو أصدقئه لأن ذلك يفسد علاقته بهم .
10-أستخدم مجسمات لتسهيل عملية التعلم خاصة لو كنت تذاكر لطفل صغير .
ساعد طفلك على أقامة الروابط بين ما يعرفه بالفعل وبين ما يتعلمه .
11-وفر لطفلك الوقت الكافى للممارسة فلا يجب أن يكتفى الطفل بتعلم المواد الدراسية فقط بل يجب عليهم أن يحفظوها حتى تنتقل للذاكرة طويلة المدى .
12- أضف عناصر التنوع عند الأستذكار فلا تجعله يشعر بالسأم من أستذكار مادة واحدة ، ولكن أجعله ينتقل لمادة أخرى وبين المادتين يمكن تبادل الحديث الخفيف معه أو مشاركته فى شىء محبب له .
13- شجع طفلك على الأبداع ، على الرغم من الألتزام بالقواعد هام ولكن قدر من الأبداع يساعد طفلك على عملية التعلم سهلة وممتعة .
14- شجع طفلك على الأستقلال بذاته وأنتهز كل فرصة على بناء تقدير الطفل لذاته وهذا من خلال أن تشعر طفلك أنه جدير بالتعب الذى تبذله من أجله وأنه شخص مهم .
15- لاتظهر للطفل أن لديك مشاكل مع المعلم والأدارة المدرسية ولكن أظهر له أحترامك للمدرسة والمعلمين .

كيف تعالج مشاكلك :
لقد أثبتت التجارب أن تربية الطفل ليست سهلة وكلما قمت بتغيير الطريقة التى تتعامل بها مع طفلك فتوقع مشاكل كثيرة ، وقد تفشل أفضل خططك بسبب الصراعات بينك وبين طفلك ماالذى يمكنك أن تفعله لو كنت تعانى من صعوبات فى مساعدة طفلك على الأستذكار ؟
حاول الأ تفترض أن كل مشكلة متعلقة بالواجب المدرسى تكون بسبب خطأ طفلك أو المعلم أو المدرسة ، فحتى الآباء لايصلون الى الكمال ، النقطة الأساسية هى أن تؤمن بأن تلك المشكلات يمكن حلها وكل ما يستلزمه الأمر منك هو الرغبة فى أن تراجع توقعاتك وسلوكياتك وتقوم بتعديل تلك التوقعات والسلوكيات التى تعوقك عن الوصول الى ماتريد .
ذكر نفسك بتلك الحقيقية البسيطة : أنت أنسان بالغ وراشد ، وطفلك لايزال صغيرا ، لديك سنوات من الخبرة ترجع اليها عند الحاجة ولكن طفلك لايزال حديث العهد بالعالم من حوله ، أنت قادر على تحليل المشكلات والتفكير المنطقى ، ولكن طفلك يفتقد لتلك المارة وفى أغلب الأحيان حينما يتمرد الطفل ويكون أكثر مقاومة فأن ذلك دليل على أن الطفل يدعو والديه بطريقة غير مباشرة أن يتولى دفة الأمور ، وكلما أصبحت أكثر حزما وثباتا على موقفك فسيكون الأمر أسهل وسيتجاوب معك طفلك بشكل أكبر .
هل تعامل طفلك بالطريقة التى كان يعاملك بها والديك ؟ هذا قد يكون له تأثير سلبى لسببين : أنت لست مثل والديك ، وطفلك ليس مثلك ، على الرغم من الآباء يقسمون أنهم لا يسلكون مثل آبائهم ألا ان البحوث أظهرت أننا نميل لتكرار سلوك آبائنا .
عند مساعدة طفلك فى المذاكرة حافظ على التوازن بين كونك مهتما بالطفل وكونك تفرض عليه الضغوط وتتوقع منه الكثير ، ومن الأفضل والأكثر فاعلية أن تهتم حقابما يفعله أطفالك وما يمرون به ، وأن تستمع لما يريدون قوله لك وأن تجعل ردود أفعالك لصالحهم .
تأكد من الطفل يجلس بشكل مريح أن لاتكون هناك مشتتات وأن تكون التهوية جيدة
"نحن نعرف كيف نبحث عن اللآلىء الكامنة فى قلب الأصداف ، وعن الذهب فى قلب الجبال ، وعن الفحم فى بطن الأرض ، ولكننا مازلنا نجهل طريقة أكتشاف الجواهر الكامنة فى قلب الطفل " ماريا منتسورى