عفواً أيها الزمن !!

في هذا الزمن (العجيب ) المختلف !! نسير في أرجاء واسعة لكنها قد تكون في بعض الاحيان (مملة!!) فبعد تمعن طويل وعميق قد نتساءل هل
الزمن تغير.. هل القيم تغيرت ؟ هل تغيرت المبادىء؟ قد يظن البعض أن مايحدث هو تطور ومواكبة للعصر والتقدم لكنني لاأعتقد ذلك بعد أن تغيرت مشاعرنا تجاه بعضنا البعض.. وتغيرت نظرتنا لعلاقاتنا الإنسانية.. قَست قلوبنا حتى على أقرب الناس لنا.. انعدمت في قلوبنا الرحمة والرأفة والعاطفة..
وقد تجد الجميع يقول بأن الزمن تغير ويجب علينا أن نتغير لنلحق بالركب السائر أو الموضة الطاغية.!!.
لست أدري هل مظاهر الحياة تخدعنا أم نحن الذين نخدع أنفسنا؟.. ولماذا ندعي دائما أن الزمن تغير وننكر أننا نحن الذين تغيرنا وغيرنا من تصرفاتنا وعاداتنا وتقاليدنا وأحاسيسنا ومشاعرنا وشخصياتنا؟ حتى لغتنا (لغة القرآن) غيرناها! والسبب كما ندعي تغير الزمن ... مسكين هذا الزمن كم يتحمل منا.. لقد صدق الشاعر حين قال:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
لست ضد التغير والتغيير.. والتطور ومواكبة العصر.. بل يجب أن نغير من أنفسنا ونتطور ولكن دون أن نفقد أو نتخلى عما كان عليه (الاوائل) من حب وتواد ورحمة ورأفة وطيبة.. فجميل جداً أن نتغير ولكن نحو الأفضل ..
في هذا الزمن الذي نعيشه الآن غيرنا كل المفاهيم.. بل غيرنا كل شيء.. أصبحنا نصول ونجول !!.. نصعد على أكتاف من ساعدونا وساندونا ووقفوا بجانبنا حين كنا نحتاج المساعدة.. ثم نتنكر لهم وندعي أننا وصلنا بمجهودنا وقدراتنا ..
حتى علاقاتنا الإنسانية مع أهلنا وأحبائنا تغيرت.. أصبح الفرد منا مشغولا عن (أمه وأبيه وأخته وأخيه).. أصبحت صلة الرحم بيننا شبه معدومة.. ربما نتذكر صلة الرحم ونتذكر أحباءنا في هذا الشهر الكريم فقط!! أو في الأعياد وما عدا ذلك فالمشاغل كثيرة ولكل منا مشاغله.. ومن المستحيل الاجتماع سوى في مناسبة كبيرة وكبيرة جدا"!! أين السؤال عن الاخرين من (الاهل والاقارب ) وعن مشاكلهم وهموهم ؟
باتت الثقة طريقا" للخيانة !! وبات السر طريقا" للفضيحة !! وباتت الشكوى سبيلا" للشماتة !! وباتت الصداقة وصفاء النفس علامة للتخلف !! بات الوفاء معدوم .. وبات الحسد والبغض والكراهية عنوانا" للكثيرين!!
حياتنا للأسف أصبحت في معظمها مبنية على المصالح الشخصية والنظرة المادية للحياة..
ياللعجب أ ن نر ى هذا ونشاهده في حياتنا ومع ذلك فهذا قدرنا !! وأخيرا" أنا أن ما أتحدث به (هنا) لا أقصد به شخصاً بعينه.. بل أتكلم عن فئة معينة من البشر قتلت ضمائرها وتجاهلت أقرب الناس لها حتى تواكب العصر والتطور(كماتدعي ذلك ) ولأقول للزمن عفوأ" فأنت (بريء ) مما يقال عنك لاننا نحن الذين تغيرنا أما أنت فبقيت (الزمن )!! ولم تتغير .. وكل مافي الامر أننا نحملك جميع أخطائنا بكل جرأه وبدون حق !!!!!