لماذا الإفراط في التفاؤل

عاد بالأمس من عمله ليلقى صاحبه منتشيا تعلو محياه الفرحة ففرح لفرح صاحبه معتقدا أن هناك بالفعل ما أفرحه ورأى أن الصحبة الصادقة تستوجب مشاركة الصاحب حتى في مشاعره ،ولكنه مالبث أن سأل صاحبه وما الذي يفرحك ياصاحبي0
قال مستغربا ومتعجبا! ألم تعلم بالذي حدث
قال وماذا حدث؟
قال : فاز أوباما
قال وما الجديد في ذلك ،أهذا ما سرك وأفرحك
قال بالتأكيد ،وهذا ماكنت أرجوه منذ أن بدأت الحملات الانتخابية
قال أريد أن أفرح معك ولعلك علمت شيئا لم أعلمه لكثرة متابعتك للأخبار000أجبني ياصاحبي لأشاطرك فرحتك:
1-أتراه وعد بتحقيق السلام في فلسطين وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم وإقامة دولتهم والعودة إلى ماقبل 67م على الأقل وإيقاف الاستيطان وإعادة الجولان وعودة اللاجئين؟
قال : لا
2- أتراه وعد بالخروج من العراق ليعود العراق مستقلا شامخا ووعد بتعويض ما نهبوه من هناك؟
قال: لا
[2-أتراه وعد بالخروج من أفغانستان لترك الأفغان وشأنهم ،أم تراه وعد بعدم التدخل في دارفور أو الصومال أو غيرها؟
قال: لا
قال : فعلام السرور والانبساط إذا؟ وشيء من ذلك لن يتحقق؟
قال: يكفي أنه أزاح ذلك المشؤوم وأزاح الجمهوريين من سدة الحكم 0يكفي أنك ترى الديموقراطية بعينها 0يكفي أن أباه مسلم0
قال : وماذا يفيدنا إذا ذهب الجمهوري وأتى الديموقراطي0
وأما الديموقراطية فيفرح بها الأمريكان لوحدهم لأنه لا فائدة من فرحنا نحن بها ،ومن حق كل ذي عرق أسود في العالم أن يفرح بهذا لأن حاكم أمريكا أسود ومن أصول أفريقية0
أما كون أبوه مسلما فقد تنصل أما م الملأ من ذلك ،والإسلام لا يفخر بمثله0
يجب أن لا يغيب عنك ياصاحبي أن همه الأول هو أمن إسرائل والتنكيل بأعدائها ولايفوتك أنه لن يأتي بجديد فالنظام هناك لن يتغير بتغير الرئيس ،يتمتع بحدائق البيت الأبيض وبطائرته العملاقة فحسب وما تمهيد الطريق لأوباماإلاّ محاولة أخيرة لإعادة بريق القيّم الأمريكية والتي مُنيّت بسوء سمعة و نكسة ثقافية وحضارية 0 بعد أن لطخت يديها بالدماء 0
وأما السياسة فلها حكومات ظل متعددة وكما يقال (لها أهلها0)
قد يزداد الأمر سوءا في العالم على يديه ولن يستفيد منه المسلمون أو العرب شيئا ،وستذكر ما أقول لك0