رســالة إلـى غــافــل ..........ارجو من الكل قراءتها

بسم الله الرحمن الرحيم

رســالة إلـى غــافــل




قــال تعــالـى : (( و أذكـر ربـك في نفسك تضرعـاً و خيفـــة و دون الجهـر من القول بالغدو و الآصال و لا تكن من الغافلين )) ... صدق الله العظيم .

أخي المسلم .. أحييك بتحية الإسلام ، فالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...

ظلام الغفلة قد خيمت في قلوب الناسين لأهوال يوم العرض ، و السائرين في درب الحياة بلا زاد الذكر هم الجائعين في شتاء القيامة حيث لا ثمر يجنى و لا مدر يزرع فيه إلا ما حصد في وقت الحصاد ..

تزود من التقوى فإنك لا تدري ** إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر

أخي الحبيب :

كم يحز في نفسي أخي أن اراك غافلاً منشغلاً عن ذكر الله .. كم أراك الوحيد في قائمتي الذي تتسطر أمام شاشة الحاسوب لتستخدم ما يسمى بالتشات ... كم يحز في نفسي وأتألم لأوقاتك التي تضيعها في مكانك هذا ... كم أشعر بالألم و الأوجاع عندما تهدر وقتك في ما يسخط الله عليك ، و في ماذا ؟؟؟ و من أجل ماذا ؟؟؟؟ و إلى ماذا ؟؟؟

متى ستتنبه أن عليك ملائكة يحسبون ما تفعله و عليك رب يعلم سرك و إخفائك ، متى سيحين ذلك الوقت الذي تعلم فيه أنك ستموت و أنك ستنزل في القبر وحيداً شريداً لا صديق و لا رفيق !! لا فتاة و زميلة !! لا ماسنجر و لا تشات !! وحدك بدون أهلك و لا عشيرتك و لا أمك و لا أبوك !! و لا تملك حتى نفسك !! في ظلام و وحشة و حساب مرير وضغطة قبر و برزخ !! و ديدان تنهش جسدك !! و حيات تقرع أحشاء كل هامل وغافل!!

إنا لله ..... كم قست القلوب !! كم قسى قلبك و أنت تتربع على كرسيك هذا ببرود دون إحساس و لا ضمير !! دون خوف من بطشة جبار كبير!!

أم أنك نسيت يوم البعث .... أجل يوم البعث .... يوم تخرج من ذلك الظلام الحالك ، ومن ضغطِ هالك... إختلفت فيه أضلاعك ، لتقوم من قبرك حي دون لباس و لا ستر إلا ستر ربك عن مصائبك في الدنيا .... هل نسيت هذا ؟؟؟

أم نسيت أنك محاسب على كل دقيقة و كل برهة من حياتك ..... (( يوم تعرضون لا تخفى منكم خافيه ))

أم أنك لم تقرأ قول الله العلي القدير (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد و جاءت سكرة الموت بالحق ، ذلك ما كنت منه تحيد ))

فمتى تقرأ هذه الآيات و أنت من صباحك إلى ظهرك في العمل و من الظهر إلى المغرب في سبات عميق و من المغـرب إلى صباح اليوم الآخر في حاسوبك أو ساهر مع رفقائك، و ما أدراك من هم رفقائك !!!

لا تسـأل عن المـرء و اسأل عن قرينه ** فكــل قـــرين بالمقــارن يقتـــــدى

فهـل رفقائك من يذكروك إذا نسيت ؟؟ من يشجعونك إذا غفلت ؟؟ من إذا حان وقت الصلاة قالوا لك قـم فصلي مع الجمـاعة ؟؟ أم هم من الذي إن تمسكت بشيء من الدين سخروا منك و أستنقصوك حتى يخرجوك من نور صلاحك إلى ظلام طلاحـك ؟؟

فمتى ستقرأ القرآن ؟؟؟ و بأي حال ستقرأ القرآن !! حسبي الله عليك .... ألم تعلم بأن أناملك هذه ستشهد عليك يوم الحساب ، يوم النكران و العقاب ، يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم !!

صحيح أن الله رؤوف رحيم ، لكنه ذو عقاب أليم ..... فبأي شيء تتحدى الله ؟؟؟ لو شاء قصمك و ما جعل لك من ذكر إلا عقابه و عذابه....

فتنبه أخي قبل فوات الأوان و عد إلى الخالق الباريء عسى ان يكفر عنك خطاياك .....

آآه .... ليتك تشعر بما أقوله ، ليت يدخل في شغف من شغاف قلبك و لو قليلا مما أشعر به .

هذه وصيتي لك .... لا أريد منك مالا و لا صدقة ، (( لا نريد منكم جزاءاً ولا شكورا ، إنا نخاف من ربنا يوماً عبوسـاً قمطريرا ))..... و تأكد جيداً بأنه ليس أصحاب التوجه الديني سيحاسبون عند الله ... بل كل الناس من قائد و مقود ، و سيد و مسود ، أنت و انا و كلنا سنموت ثم نبعث من جديد و لكن لا رجوع فقد حان وقت إبراز أعمالك خيرا كانت أم شرا ......... و الله المستعان .. عد إلى الله ما دمت في مهل ، ودع أيام الغفلة وكن من الذين قال الله تعالى عنهم : (( الذين يذكرون الله قياماً و قعوداً و على جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض )) ثم ردد بإخلاص (( ربنـا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النـار )) .

أعلم هداني الله و إياك أن أصحاب الجنة لا يتحسرون على شيء في الدنيا غير ساعة مضت لم يذكروا فيها الله !! تأمل هذه الآيات جيداً ، و أقرأها بعين المعتبر لا بعين الناظر ، قــال تعــالى : (( و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداوة و العشي يريدون وجهه ، و لا تعدُ عيناك عنهم ، تريد زينة الحياة الدنيا ، و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و أتبع هواه و كان أمره فرطـا )) ... صـدق الله العظيم .

و قال تعالى : (( و الذاكرين الله كثيراً و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة و أجراً عظيمـا )) .. فهل نبغي غير المغفرة و الرضوان أخي العزيز ؟؟

احسبك أخي قد محيت ذكريـات الماضـي و شحذت الهمة للمستقبل من أجـل عمر جديد مليء بالذكر مع الذاكرين..

.... وفيكم الأمـــــــــــــــــــل ،،

اللهم فك اسرانا واسرى المسلمين
اخوكم ومحبكم في الله
ابو عبيده

حي على الجهاد