الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
المرأة السعودية .. التي ظلموها!!
لقد ظلموا المرأة عندما جعل بعضهم من مشكلاتها، الحقيقية أو المتخيَّلة، منفذًا للتلميع الشخصي واللهاث الإعلامي والتضخيم الذاتي؛ فوجدت «المرأة السعودية» أن اسمها وحياتها وخصوصياتها وقيمها ومشكلاتها هي موضوعات إثارة وضوضاء في الفضائيات لم تكن كلمة الشيخ صالح الحصيِّن في ختام (اللقاء الوطني السابع للحوار الفكري) خارج سياق الأحداث كما ألمح بعض الكتَّاب، ولكنها في الواقع توَّجت ذلك اللقاء لتعيد (التوازن) إلى ما أصاب مجتمعنا من تشنجات عاطفية واندفاعات فكرية وتهويمات كلامية تتمحور حول (المرأة) ليس فقط فيما يتعلَّق بتوظيفها وتطوير مهاراتها لتُسهم في (العملية التنموية)، ولكن أيضًا في المطالبة بتغييرات جذرية لواقع (المرأة السعودية) وطبيعة حياتها وعلاقاتها مع صنوها (الرجل) ليواكب ما يراه البعض تقدمًا وتحررًا وانفتاحًا! عندما يؤكد الشيخ الحصيِّن على تجربتي روسيا وأمريكا ومعاناتهما من افتقاد (دور المرأة التربوي والأسري)، فإنه يطرح الأسلوب العلمي لتحليل تجارب (عمل المرأة) في العالم ليستفيد منه العقلاء أينما كانوا، وعندما تصحب تلك الاستفادة ضوابط قيَمية لا يمكن الإفلات منها في مجتمع مسلم محافظ، فإن الرؤية تكتسب تكاملها وعنفوانها، وأما الباحثون عن الضجيج وافتعال الإثارة فحظُّهم من التحليل العلمي ليس فقط معدومًا، ولكنه أيضًا الأمر الذي لا يريدونه لأن ما يشغلهم هو (حالة انبهار) يصوغونها بكل المفردات إلَّا مفردات العلم والقيم والمنطق، وما يهيمن على طرحهم هو (حالة استسلام) يعيشونها ويعشقونها. أما عندما يذكِّرنا الشيخ الحصيِّن بالمهمة الرئيسة للمرأة ودورها القيادي في رعاية النشء وتماسك الأسرة وتربية الأجيال، فإن الطرح، في رأيي، يتجه نحو استعادة بعض (التوازن) في ظل هذا الركض المحموم لدفع المرأة إلى كل مجال، وإشغالها بأيِّ شيء، طالما كان العالم المتقدِّم قد أقرَّه ومارسه وسعى إلى فرضه، وأطرف تلك الدعاوى ما طبَّل له البعض مطالبين بمشاركة المرأة السعودية في (الأولمبياد العالمي) وإلَّا فإنهم سيحرموننا من المشاركة في هذا (الحدث التنموي المصيري!)، وسيمنعون عنا خزائن السماء وكنوز الأرض ومنافذ الهواء! لقد ظلموا المرأة عندما جعل بعضهم من مشكلاتها، الحقيقية أو المتخيَّلة، منفذًا للتلميع الشخصي واللهاث الإعلامي والتضخيم الذاتي؛ فوجدت (المرأة السعودية) أن اسمها وحياتها وخصوصياتها وقيمها ومشكلاتها هي موضوعات إثارة وضوضاء في الفضائيات وغيرها من وسائل الإعلام شمَّر لها البعض عن سواعدهم، وتركوا لأفواههم وأقلامهم العنان، فما من قضية في الأرض أو على المريخ إلَّا صاح مناديهم: (إنها المرأة السعودية المسكينة التي حجبتم عنها الهواء والضوء والحرارة)! بطبيعة الحال ليس بيننا من يماري في دور المرأة الجوهري في (عملية التنمية)، ومن أهمها التنمية النفسية والتربوية والعقلية للأجيال، وليس بيننا من يماري في إسهام المرأة في آليات التنمية وفعالياتها، بل إني أجزم بأن (المرأة السعودية)، بالرغم من تباكي المتباكين، هي من أكثر نساء العالم العربي إسهامًا في مجالات التعليم والطب وغيرهما إذا أخذنا في الاعتبار قصر الفترة الزمنية لتعليمها، ويحق للمرأة السعودية أن تفخر بأنها ملأت قاعات التعليم بأنواعه ومستوياته طالبةً ومعلمةً وإداريةً، ويحق لها أن تفخر بأنها برزت كطبيبة ماهرة وأستاذة جامعية ومثقفة متميزة، وهي جاهزة لخوض كل مجالات العمل والإبداع والإنتاج إذا تهيأت لها (البيئة المناسبة) التي ترعى ما رضعته من قيم، وما اعتنقنه من مبادئ، وما نشأت عليه من محافظة والتزام وتديُّن. لذا فإن ما ألمَّ بقرارات (عمل المرأة) من تراجعات تكتيكية أو إستراتيجية، سمِّها ما شئت، تؤكِّد أن المشكل في عمل (المرأة السعودية) ليس رفض العمل كعمل، ولكنه رفض لبيئة العمل، وهذا ما تدعمه الحقائق على الأرض؛ فعلى مدى عقود شهدنا إقبال المرأة المتزايد على الوظائف التعليمية ومجالات الطب ومراكز العمل غير المختلط، فهل نستكثر على بناتنا وزوجاتنا وأخواتنا أن نوفِّر لهن (البيئة السليمة) التي تنسجم مع قناعاتهن، وتتناغم مع المنظومة القيَمية للمجتمع؟ وهل لا يمكن للتنمية أن تتحقَّق إلَّا إذا استوردنا قيم الآخرين وثقافتهم، ودفعنا بالذكر والأنثى إلى معترك الاختلاط والالتقاء والتعارف والتودُّد والملاطفة والصداقة؟ قد يحلو للبعض الخوض في معاني (الاختلاط) ودلالاته ودرجة حرمته ومدى حليَّته، ولكن الحقيقة التي لا مهرب منها أن التوسُّع في هذا الباب هو مفضاة لمشكلات اجتماعية وأخلاقية ونفسية لا حصر لها مما أثبته واقع التطبيق في الشرق والغرب، ونحن بطبيعة الحال نحسن الظن بالجميع إلَّا أننا نعرف أنه لا يوجد مجتمع ملائكي ونؤمن بأن (الشيطان يجري في الإنسان مجرى الدم)، وأما الزعم بأن السماح للمرأة بأن تعمل في (القطاع الصحي) ينبغي أن يقود إلى الزجِّ بها للعمل في الأسواق والساحات المختلطة، فهو زعم باطل لأن بيئة هذا القطاع وصفات العاملين فيه ذات مواصفات خاصة، والعمل فيه هو من الضرورات ويحرص الجميع على سلامته عبر وضع الضوابط التي تضمن مزيدًا من الحماية والرقابة، وأما الأسواق وغيرها من النطاقات المفتوحة فهي مقصد كل حابل ونابل، وتكثر فيها، شئنا أم أبينا، التحرشات والمشاكسات والمعاكسات. لا نستطيع أن نزعم أن وضع (المرأة السعودية) على خير ما يرام، ولكن من قال إن المرأة في الغرب أو الشرق قد دخلت جنة النعيم على الأرض؟ وأما قضايا العنف الأسري ومشكلات عضل (المرأة السعودية) وحرمانها من حقوقها المشروعة فهي قضايا ملحَّة تحتاج إلى معالجة حاسمة عبر تطوير الآليات والأنظمة، وفي هذا الأمر لا تنفرد المرأة وحدها في الحاجة إلى مثل هذه الأنظمة؛ فالرجل والطفل والمعاق أيضًا في حاجة إلى منظومة متكاملة تفتح لهم فرص الحياة الكريمة والتعبير الصحيح؛ فالتنمية الحقيقية تقوم على (الإنسان)، ذكرًا كان أم أنثى، ونجاح التنمية هو في تفعيل قدرات هذا (الإنسان)، وتحقيق (التوازن) مع معتقداته وركائز مجتمعه. د. خضر الشيباني منقووووول ودمتم سالمين .... |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من هي المرأة التي لا ينساها الرجل أبدا ؟؟ | سد الوادي | المواضيع العامة والإخبارية | 12 | 07-21-2011 02:27 AM |
صفات المرأة التي اريد .............. | الألف | مواضيع الحوار والنقاش | 38 | 02-08-2010 02:40 AM |
جثة المرآة التي رفضت نزول القبر!! | القناص2006 | الصوتيات والمرئيات الإسلامية وأناشيد الأطفال | 3 | 11-01-2009 08:33 PM |
من هي المرأة التي يكرهها كل الرجال | بن عجلان | المواضيع المكررة | 2 | 04-22-2008 05:59 AM |
المرأة التي لا تستطيع أن ترى الكعبة | غلا.....ي | منتدى القصص والروايات | 3 | 10-10-2005 12:08 AM |