سأحرق كل أحرفي وأرمي برمادها إلى كل الفصول

[c]
سأحرق كل أحرفي وأرمي برمادها الى كل الفصول




بعد الحيرة والتردد والأهات
والإنتظارمع الأيام
على شواطيء الملل
أجر قيود الحسرة والتعاسة
لأن بيني وبين الأيام حكاية
عندما داعبتني نشوات الضجر
ومتاهات الضياع
ألقيت بنفسي في حضن الذاكرة
على آخر يوم عانق همسات الفراق
لأنني بدأت أعيش الحزن والألم
بعد بلوغي قمة اللوعة
اللتي هوت بي الى منحدرات المعانات
وبحرقة الشوق ..
وأقواها..لهيباً
أعيش أطولها عذاباً
وأتذوق أمرها طعماً
وأعاني أشدها لسعاً
لتلك الحبيبة اللتي هي بمحيطي..
وليست عندي
أريد أن أراها وليس بمقدوري
أمنياتي أن أكلمها..
ويمنعني عهدي
أريد أن أرسل لها رسالة
وليس بوسعي
اللتي أحس ((مرحها)) يعصف بقلبي
وصدى صوتها لايفارق مسمعي
واللتي أراها في كل لحظة من لحظات عمري
وأرى حبي يرحل من قلبها..
ليحل الذبول
وتتحول حياتي الربيعية
إلى صحراء تعصف بها رياح الفراق
تتدثر بالصفار
وتتلثم بالسواد
وتنتعل الأشواك
وتنذر بموت قادم
لحياة ضاحكة سعيدة
أشيائي الجميلة تتناقص الى حد النهاية
وأحاول جاهداً ...
بكل ما أملك من ينابيع الحب
وأنهار الشوق
وقطرات دموع الفراق
أن أضللها بسحائب العشق والهيام
لتمطرها برذاذ الحب
لينعش قلبها
وتتفتح ورود الحب وتورق شجرة اللقاء
لترجع إلي
أو أن يرجع جزء يسير منها
أعيش
لحظات بائسة حزينة
وانا أنظر إليها ..وهي تريد المغادرة
وأراها أوشكت على الإنطفاء...
كما تنطفىء شمس الغروب أمامي
وليس بوسعي منعها
أراها تغيب كما يغيب شعاع ذلك اليوم
مخلفة ورائها أياماً كئيبة
ليس بأستطاعتي ايقافها
ليحل بعدها
ظلام دامس يجلل معالم حياتي
ومن خلاله
أبقى لوحدي
في مكان مخيف..
موحش...مقفر..
أرى من خلاله تحول الأشياء الى غير مدلولاتها
أرى ذلك الجنس الناعم الرقيق تحولت
الى مخلوق أصم تحوي قلب صلداً
وأرى الورود الرقيقة أشواك سامة
والجمادات الجميلة أطلال
تنعق من فوقها طيور الشئم
وغربان الموت
أرسل نظراتي البائسة على من حولي
علها تجد من يستوعبها وتستوطنها ويؤنسها
فترتد منكسرة مضاعفة مرارتي
لتكشف لي من شباك معاناتي
حياتي الجديده الموعودة بكل أنواع الألم
وأرسل نظرتي الأخيرة
نظرة الوداع الحتمية

مودعة بقايا طــــيـــف تلك الحبيبة
مع أنني لاأستطيع فراقها
ولم أجد وسيلة
غير أن أصرخ بقلبي..
أرجوكِ لا....لا..أرجوكِ لا..لا..تفعلي .. أرجوكِ ..
لكنها تمضي في قرارها..
وتصر على رأيها .. لتتلذذ بعذابي
وترسم لوحة شقائي
مستخدمة فرش مرسمها من نظراتي
وألوانها خليط من دموعي ودمي
وتختم بتوقيعها فرحاً بنهاية الرسمة
بداية أيام شقائي
لتتبادرأمامي أسئلة فورية
هل سوف ينطفئ عشقي..؟
هل سيموت الاشتياق في قلبي..؟
هل ستنتهي قصة حياتي..؟
أم هل أصل الى سماء الفضاء..؟
وإلى لمعان النجوم..وإلى أقمار الكون..!
بل الى كل مدارات الأفلاك
حتى أنثر أحرفي مغلفة بشوقي وحنيني
ومرسلة إلى حبيبتي ...
لأنني أعلم أنهم ملتقى أنظارنا
وسقف أنفاسنا
ولكن...!!!
هل تستطيع قراءة أحرفي على بعد المسافات
وأستشعار عظم.. عشقي.. حبي..؟
وآخر أسئلتي المبحوحة المتقطعة
هل سوف تسمع أنيني ونحيبي؟
مع ذلك أخاف الحقيقة ..
وهي أنني سأظل حبيس أيامي
في دوامة لاتنتهي
أتأمل رحيل حبي من قلبها ..وقلبي يتفتت حزناً..
وأنا أبكي...وجرحي ينزف...وحياتي تستعجل نهايتها
دون أن أستطيع أن أحرك ساكناً من قلبها...
ليتني كنت أعلم نهايتي...
فأحرق كل أحرفي وأرمي برمادها الى كل الفصول
من أجلك أنتي ...


نعم أنتي ...



لكم كل محبتي


طيف
[/c]