فتاة تتهم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتشويه سمعتها

بسم الله الرحمن الرحيم

رداً على أتهام فتاة جامعية لرجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة بتشوية سمعتها فقد أصدر مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي بياناً توضيحياً نفى فيه ماورد في القضية وقال أن حقيقة الأمر انه شوهد أحد السائقين الوافدين يقوم بأعمال مشينة مع الفتاة التي كان يقلها فتم استيقاف السائق بناء على ذلك وأقر السائق بما شوهد عليه .

بيان هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
في إشارة للاتهام الصادر من قبل فتاة جامعية لرجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي قامت بنشره أحد الصحف المحلية وما تضمنته من أمور مخالفة للواقع نود ايضاحها فيما يلي :

أولاً : نص في أول عنوان من تلك الصفحة بأن رئيس الهيئة رفض التعليق بينما يتضح التعليق على الموضوع في نفس الصفحة في آخر العمود الأخير منها وقد لوحظ أنه جري تحريف لفظة منه وهو في النص التالي ( ماثبت من تصرفاته ( المريبة ) والصحيح الذي صرحت به ( المشينة ) وهذا يتنافى مع المصداقية المطلوبة في النقل فان كلمة المريبة تدل المشكوك فيه بينما الحقيقة أن ما وقع مشين ولا يصلح للذكر .

ثانياً : ذكر في العنوان الأول أن اعترافات السائق مشكوك فيها وهذا أمر تعنى به جهات التحقيق وما ثبت من اعترافات السائق في هذا الموضوع نتحفظ عن التصريح به للاعتبارات الشرعية التي تستوجب حفظ سمعة الأفراد والمجتمعات واعترافات السائق لدى الجهات المختصة التي تتولى التحقق من صحتها أو عدمها والهيئة لم تمل شيئاً من تلك الاعترافات على السائق المشار اليه وانما أثبتته كما هي ودعوى مشكوك فيها لا مستند له سوى ماذكر في الصحيفة .

ثالثاً : أن ما ذكر في العنوان الثاني في تلك الصحيفة باتهام رجال الهيئة لتشويه سمعة الفتاة وابرازه بالبنط العريض أمر لا حقيقة له ، ففي أي شيء قام رجال الحسبة بتشويه سمعة الفتاة المشار إليها والملاحظ أن المقصود هو تشويه صورة الهيئة لما لا حقيقة له ، أما الفتاة فقد تركتها الهيئة لحال سبيلها ستراً عليها ولم يتخذ بحقها أي إجراء حتى يقال هذا والله المستعان .

رابعاً : مانشرته الصحيفة بعنوان بارز أن شقيقة المتهمة ذكرت أن تجاوزات الهيئة ألحقت العار بأسرتها ينطبق عليه ما أشير اليه في (ثالثاً) وأين تجاوزات الهيئة في ضبط من شوهد وهو يقوم بتصرفات مشينة يعاقب عليها الشارع وكان ذلك فيه حماية للفتاة التي ينقلها السائق ولأسرتها من الاساءة فأين تجاوز الهيئة في ذلك وأين الدليل على إلحاق الهيئة العار بأسرة الفتاة ، دعاوى لا مستند عليها والمستغرب صياغته بهذه الطريقة وبهذا الإخراج .

خامساً : ما أشير إليه في التعليق المجاور للصورة من دعوى (أن هذه قضية ساخنة تضاف إلى غيرها من القضايا التي امتلأت بها سجلات مراكز الشرطة وأطاحت بسمعة بعض العائلات في مسلسل مأساوي) ... إلى آخره .

إن هذه الترويسة البارزة في هذا التعليق الذي لا حقيقة له جملة وتفصيلا الملموس منها أنه يقصد بها تهييج وإثارة الرأي العام بالمبالغة والتهويل و أن هناك سلسلة من القضايا أطاحت بسمعة بعض العائلات . . . الى آخر ماذكر ؛ فأين حقيقة هذا وهل كل من أبرز في الصحف قضية بشيء من المبالغة وقلب الحقائق يعد صادقاً فيما ادعاه. ان الهيئة عندما تتحفظ في كثير من التصريحات عن ذكر الكثير من التفاصيل حفاظاً على المجتمع وافراده وعملاً بأحكام الشارع وابتغاء مرضاة الله لا يعني ذلك انها تتعسف في اجراءاتها كما هو الملاحظ من هذا التعليق والجهات المسؤولة الرقابية التي تستقبل جميع أعمال الهيئة تتطلع على كافة اجراءاتها ولها الحق بأن تتخذ الاجراءات اللازمة لمن يخالف الأنظمة والتعليمات المنظمة لضبط المخالفين ولم تتلق الهيئة ولله الحمد شيئاً من ذلك وأعمال الهيئات تحت نظر الحاكم الإداري وأمام هذه الجهات الرقابية التي تعلم حقائق وتفاصيل هذه الموضوعات المطروحة بأسلوب مليء بالمبالغة وقلب الحقائق والذي يثير تساؤلاً حول ماهو الغرض من تلك المبالغة والتهويل والاختلاق .

واما دعوى أن سائقها اقتيد الى مركز الهيئة فغير صحيح وعبارة اقتيد تثير اشمئزاز القراء فلعل من قام باختيار هذا اللفظ لم يوفق في اختيار العبارة الصحيحة وماصرحت به الصحيفة من ان الفتاة تحدثت اليهم بصوت مخنوق الى آخره من عبارات فيها استعطاف للرأي العام لحالة هذه الفتاة التي تدعي أن الهيئة تعرضت لها بهذه الاساءة المزعومة ترك التعليق على هذه الجمل التي يستجدي بها تعاطف القراء هو الأجدر عندي احتراماً لعقول القراء والمنطق السليم في تقييم المكتوب فان القارئ اليقظ عليه ان يحفظ عقله من التأثر بزخرفة النصوص التي لا حقيقة لها بل الحقيقة مناقضة لها تماماً .

فإن حقيقة الموضوع أنه شوهد أحد السائقين الوافدين يقوم بأعمال مشينة مع الفتاة التي كان يقلها فتم استيقاف السائق بناء على ذلك وأقر السائق بما شوهد عليه وقد تركت الفتاة تغادر الموقع ستراً عليها وذلك بعد التعرف على هويتها وبالاتصال على شقيقها ذكر أنه ليس بمكة وشكر الهيئة وطلب تأديب السائق المشار إليه ووعد ببعث من يستلم السيارة وبطاقة الفتاة إلا أن أعضاء الهيئة فوجئوا بعد ذلك باتصال من يدعي أنه زوج أختها يهددهم ويتوعدهم وقد اكتفت الهيئة بإحالة السائق إلى مركز اللشرطة وانتهى دور الهيئة بذلك .

وحفاظاً على سلامة الرأي العام أحببنا ايضاح أهم الجوانب التي لوحظت على طريقة اخراج هذا التحقيق وعناوينه البارزة بما يتنافى والحقيقة والواقع .

ومن باب إعطاء القارئ الكريم صورة عن قصة الفتاة سوف نضعها أمامكم لا لشيء وإنما لكي يكون القارئ في الصورة الكاملة :

يأتي بيان الهيئة في تحقيق صحفي قامت به الزميلة "فاطمة الصاعدي" المحررة الصحفية بصحيفة "الندوة" حيث أشارت في تحقيقها إلى تعرض فتاة جامعية لتشويه سمعتها من قبل رجال الهيئة وكذلك اتهام شقيقة الفتاة أن تجاوزات الهيئة ألحقت العار بأسرتها حيث تقول الفتاة في سردها لقصتها أنها تعودت من خلال السنوات الماضية من دراستها المرحلة الثانوية حتى التحاقها بالجامعة على الذهاب مع سائقها الخاص الذي يعمل تحت كفالة أسرتها فهي فتاة يتيمة الأبوين تقيم مع بعض أشقائها في الدور العلوي بينما يقيم سائقها في الدور السفلي ، وأضافت : لم تكن تربطني به أي علاقة لا من قريب أو بعيد سوى علاقة عمل فقط وقد دأبت منذ فترة على اصطحاب أطفال شقيقتي للعودة بهم من مدارسهم وفي تلك الأثناء فوجئت برجال الهيئة يحيطون بالسيارة الواقفة امام المجمع المدرسي ويقبضون على سائقي ويركبونه سيارتهم عنوة ولم يكتفوا بذلك بل حاولوا أخذ هاتفي الجوال ولكني رفضت أن اعطيهم إياه بعد ذلك طلبوا مني الصعود لسيارتهم ولكني رفضت منعاُ للإحراج أمام الطالبات والمعلمات وكذلك المتجمهرين في الوقت الذي أتهمني فيه أحد رجال الهيئة بأني مذنبة في علاقة مريبة مع سائقي حيث اعترف بذلك وقد قام بتوقيع ورقة دونت فيها اعترافاته .

شقيقة الفتاة ذكرت بأنها تلقت إتصالاً من أحد رجال الهيئة بعد تقديمهم لشكوى في مركز شرطة التنعيم يطالبهم فيها بعدم تصعيد الموقف وإلا سوف يقومون بتسليم الورقة التي دون فيها السائق اعترافاته وقام بالتوقيع عليها بخط يده والتي تحتوي على اعترفات خادشة للحياء كما تسميها .