الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
ملتقى القبائل العربية تعلموا انسابكم لتصلوا ارحامكم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
رجال ال حجريعودون الى كنده القبيله العريقه
وتنسب قبيلة كندة إلى : ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن يشجب بن زيد بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام .
ولقب ثور بن عفير بكندة لأنه كند نعمة أباه وتبع أخواله ، وعرفت كندة ( بكندة الملوك ) لما تشغله من مركز القوة والصدارة وتولي الحكم. ملوك كندة والأماكن التي حكموها بعد أن هاجرت قبائل كندة بعد انهيار سد مأرب وانتشروا في الجزيرة العربية وأصبح لهم ثلاث مناطق لهم القوة والنفوذ فيها، فكان ابن الجون الكندي معاوية بن عمر بن حجر الزعامة في البحرين، كذلك كان لهم حكمهم في الحجاز ونجد وتولى حجر آكل المرار بن عمر بن معاوية كذلك بنو الأشرس بن ثور بن كندة من قبائل الصدف والسكون وتجيب كانت لهم نفوذهم بحضرموت بعد أن تغلبوا على الدولة الحميرية وكان ذلك بعد أن ضعفت الدولة الحِمْيَرية واستطاعت قبائل كندة من مزاحمتهم في أراضيهم والسيطرة عليها . وقد قويت سيطرة قبائل كندة على حضرموت بعد قتل ابن الجون الكندي يوم شعب جبلة (1) انتقل سبعا وثلاثين ألف من قبائل كندة إلى حضرموت .والمفهوم أن ذلك لم يكن إلا لأنهم رأوا لهم بحضرموت ظهراً وملجأ يمتون إليه بلحمة النسب وأواصر القرابة . وهم السكاسك والسكون .ومن هذا العهد الذي أرخ بنهاية الدولة الحميرية سنة 525م استطاعت كندة أن تقيم مملكتها في حضرموت ومنها بدأ اتساع دولة كندة وامتد سلطانها إلى الحجاز ونجد والعراق والشام والحيرة. وقد كانت لكندة بحضرموت صلات وعلاقات متينة بينهم وبين إخوانهم من أفراد القبائل الكندية فقويت شوكتهم وعلا شأنهم . وقد استطاعت قبائل كندة من إزاحة قبائل حضرموت الحميرية التي كان لها ملك تقارب ملك التبابعة إلى اليمن بعد حروب هائلة أسفرت عن هجرة إلى أرض اليمن واختصاص كندة بحضرموت. ملوك كندة عرفت كندة لدى الإخبار يين ( بكندة الملوك ) ربما لأن الملك كان لهم على بادية الحجاز من بني عدنان (2) حيث أنهم نصبوا أولادهم على القبائل ولأنهم كانوا يتعززون بنسبهم إلى كندة وإلى آكل المرار وذلك لأنهم كانوا ملوكاً ولأنهم ساسوا العباد وتمكنوا من البلاد. ومملكة كندة كانت أقرب ما تكون اتحاداً فيدرالياً قبلياً تشغل فيه قبيلة كندة مركز القوة والصدارة وتتولى فيه الحكم أسرة من أسرها (3). الأول : مرتــع بن معـاوية بن ثـور: واسمه عمرو ولقب بمرتع لأنه كان يقال له ارتعنا في أرضك فيقول قد أرتعت مكان كذا وكذا. ويقول المؤرخ اليعقوبي : هو أول ملوك كندة بعد أن تأسست في حضرموت فملك عشرين سنة ، ثم ملك ابنه ثور بن مرتع إلا أنه لم يلبث إلا يسيراً حتى مات، فملك بعده معاوية بن ثور وبعده الحارث بن معاوية بن ثور ودام ملكه أربعين سنة، ثم ملك وهب بن الحارث عشرين سنة . الثاني : حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية . كان ملكهُ عشرين سنة وهو الذي حالف بين كندة وربيعة العدنانية وكان محالفهم بالذنائب، وآكل المرار هو أول من دانت له الرقاب وذللت له الصعاب واتسع نطاق ملكه بجزيرة العرب حتى كان لكندة الملك باليمن والحجاز والبحرين والمشقر ودومة الجندل ونجران وغمر ذي كندة واليمامة وغيرها . إن السبب الذي اتسع به ملك حجر هو ما ذكره الكثير كابن خلدون من أن حجر آكل المرار كان أخا حسان بن تُـبّـع لأمه فلما دوّخ حسان بلاد العرب وسار في الحجاز وهم ّ بالانصراف ولّى على معد بن عدنان كلها أخاه حجر بن عمرو هذا وهو آكل المرار فدانوا له، وسار فيهم أحسن سيرة. ذكر هذا ابن خلدون نقلاً عن الطبري عن هشام بن محمد الكلبي وما ذكره أبو الفرج الأصبهاني قال : أخبرني بخبره - يعني آكل المرار - محمد بن الحسن بن دريد إجازة قال : حدثني عمي عن ابن الكلبي عن أبيه، عن الشرقي بن القطامي، قال أقبل تبع أيام سار إلى العراق فنزل بأرض معد، فاستعمل عليهم حجر بن عمرو وهو آكل المرار فلم يزل ملكاً حتى خرف وله من الولد عمرو، وهو المقصور ومعاوية وهو الجون (4) ولقد ذكر المؤرخون أنه في أواخر القرن الخامس للميلاد اتجه حجر بن عمرو إلى قلب نجد وانتزع جانباً من الأرض التي كانت تحت سيطرة المناذرة ثم نزل مكان يدعى بطن عاقل (جنوب وادي الرمة على الطريق بين مكة والبصرة ) (5). وحجر هذا هو حجر بن عمرو بن معاوية بن ثور بن مرتع (6) وحجر في معظم الروايات هو أول ملوك كندة منذ أن نزل ببطن عاقل (7) وكان السبب تملكه بنجد أن سفهاء بكر بن وائل كانوا قد غلبوا على عقلائها وغلبوهم على الأمر وأكل القوي الضعيف فنظر العقلاء في أمرهم فرأوا أن يملكون عليهم ملكاً يأخذ للضعيف، من القوي، فنهاهم العرب، وعلموا أن هذا لا يستقيم بأن يكون الملك منهم لأنه قد يطيعه قوم ويخالفه آخرون فساروا إلى بعض تبابعه اليمن وكانوا للعرب بمنزلة الخلفاء للمسلمين وطلبوا منه أن يملك عليهم ملكاً فملك عليهم حجر بن عمرو آكل المرار فقدم عليهم ونزل ببطن عاقل وأغار ببكر فانتزع عامة ما كان بأيدي اللخميين من أرض بكر وبقي كذلك إلى أن مات فدفن ببطن عاقل، فلما مات صار عمرو بن حجر آكل المرار وهو المقصور ملكاً بعد أبيه (8)، ولقد عرف حجر بن عمرو بآكل المرار وسمي آكل المرار أن بعض أمراء غسان خالفه في بعض غزواته فاكتسح له مالاً وسبى له جارية وأوغلوا بالجارية يريدون المال خوف التبع، فأقبلت الجارية تلفت، فقيل لها ما تلفتك؟ فقالت : كأنني بحجر قد كر بكم، فاغراً فاه كأنه جمل أكل مراً فلم يلبس أن لحق على تلك الهيئة فسمي آكل المرار (9). ويعللون ذلك : أن حجراً قد سار بقبائل ربيعة لغزو البحرين فعلم بذلك (زيادة بن الهبولة) من سليح بن حلوان من قضاعة، فأغار على غمر كندة وقتل من وجد من الرجال، واستولى على الأموال وسبى النساء ومن بينهم هند زوج حجر نفسه، وما أن علم بهذا الأمر، حتى أسرع فأدرك زياد عند (البردان) فنزل على ماء يقال له (الحفير) على مقربة من عين أباغ بين الفرات والشام، وأرسل رجالاً ليأتوه بخبر زياد وهنا يعلم - عن طريق رجل يقال له سدوس أن هنداً إنما راضية عما حدث وأنها قد أجابت زياداً عندما سألها عن موقف حجر إنه والله لن يدع طلبك حتى تعاين القصور الحمر- يعني قصور الشام - وكأنني به في فوارس من بني شيبان، يذمرهم ويذمرونه، وهو شديد الكلب تزيد شفتاه كأنه بعير أكل مرار، فالنجاء النجاء، فإن وراءك طلباً حثيثاً، وجمعاً كثيفاً، وكيداً متيناً ورأياً صليباً وما أن ينتهي (سدوس) من روايته حتى يعبث حجر بالمرار ويأكل منها، غضباً وأسفاً، ولا يشعر أن يأكله من شدة الغضب فسمي يومئذ بآكل المرار. وقد ذكر أن حجر أغار عليهم واسترد ماله وقتل هند غيرة عليها مما قالت لابن هبولة (10). الثالث : عمرو المقصور الكندي : هو عمرو بن حجر بن عمرو (11) تولى الملك بعد أبيه وعرف بالمقصور لأنه قصر على ملك أبيه (12) أي اكتفى بما تركه له أبوه من الملك ثم لم يتلقب بلقب ملك بل اكتفى أيضاً بأن يدعى سيد كندة. وتولى معاوية الجون (الأسود أخو عمرو اليمامة) وحسنت سياسة عمرو المقصور نحو اليمن فتزوج بنتاً لحسان بن تبع أسعد الأكبر وحسنت صلاته بالغساسنة فتزوج هند الهنود بنت ظالم بن وهب (وكانت أختها ماريا زوجة للحارث الأكبر الغساني فيما قبل) ثم تقرب إلى القبائل التي كان يحكمها في نجد فتزوج أم إياس بنت عوف بن محلم الشيباني من بكر بن وائل(13). وكذلك كانت صلات عمرو المقصور بالمناذرة حسنة فقد تزوج الأسود ابن المنذر ملك الحيرة بنتاً لعمرو فولدت له النعمان بن الأسود الذي حكم الحيرة أربع سنوات (499-403) (14) وظلت اليمن تعين آل كندة على حكم نجد، ولكن آل كندة كانوا يضعفون في ذلك الحين وظهر وائل بن ربيعة المعروف بكليب وائل في بني تغلب فانتزع من عمرو المقصور السيطرة على جميع قبائل ربيعة بن نزار فلم يبق لعمرو سلطان إلا على كندة وحدها، كما كان الشأن قبل أيام حجر والد عمرو ويبدو أن قبائل ربيعة انحازت إلى كليب من تلقاء نفسها(15). وفي رواية في المفصّل تاريخ العرب قبل الإسلام دكتور جواد : أن ربيعة حينما قصرت عمرا عن ملك أبيه، استنجد عمرو المقصور (مرثد بن عبد ينكف الحميري) على ربيعة فأمده بجيش عظيم فالتقوا بـ(الفنان)، فشد عامر الجون على عمرو المقصور فقتله (16).ويوجد رواية أخرى أن علاقة عمرو المقصور بالغساسنة كانت علاقة عدائية وأن عمرو إنما كان في أحيان كثيرة يكثر من الإغارة على بلاد الغساسنة، فتلقاه الحارث بن أبي شمر الغساني في إحدى هذه الغارات وهزمه وقتله (17). الرابع : الحارث بن عمرو بن حجر الكندي: هو أكبر أبناء عمرو المقصور من ابنة حسان بن تُبّع وفقاً لما رواه ابن الأثير وكان الحارث أقوى ملوك كندة على الإطلاق، وأشدهم بأساً وأكثرهم طموحاً (18) وكان الحارث أشهر ملوك كندة وأعظمهم . وكانت بكر وتغلب في حرب البسوس قد ذهبت بأبطال القبيلتين وشتت جهودهما فاستطاع الحارث أن يعيد سلطان كندة على قبائل ربيعة في نجد وعلى بني أسد وبني كنانة وبني بكر خاصة ثم طمع بغزو التخوم الفارسية والرومية طمعاً بالبلاد التي كان يحكمها المناذرة والغساسنة) (19). ويذكر الدكتور جواد علي أن قبائل معد لم تعترف برئاسته وبتاجه عليها إلا لما رأته فيه من القوة، وإلا بعد استعمال القوة والعنف مع عدد من القبائل ، فرضيت به ملكاً ما دام قوياً والأمر بيده(20).وقد نجح الحارث في مد نفوذ كندة حتى الحيرة في الفترة من 524م إلى 528م بموافقة كسرى قباذ (21) وقبل أن ينتهي القرن الخامس الميلادي قبل 125ق.هـ كان ملوك اليمن لا يزالون يعينون آل كندة. وكان على عرش فارس قباذ بن فيروز (488م-531م) وفي الحيرة المنذر بن ماء السماء ، وفي الشام الحارث بن جبلة الغساني. وكان إمبراطور الروم أنسطاسيوس الأول (491م-518م) وكانت بلاد الروم خاصة مشغولة بالقلاقل الداخلية وبالمؤامرات على العرش، وبالنزاع الديني الذي كان حرباً كلامية فأصبح حرباً بالسلاح بين الحزب الحاكم والأحزاب الباقية، وكذلك كانت قبائل البلغار والصقالبة قد بدأت تتغلغل في التخوم الشمالية للإمبراطورية (22) ، وكان الحارث بن عمرو قد أرسل (نحو عام497م) جيشاً بقيادة ابنه حجر لغزو فلسطين، ولكن رومانوس (الحاكم الرومي في فلسطين) هزم حجراً ،وقد كان الحارث بن جبلة الغساني قد سار في نحو ذلك الحين إلى غزو فلسطين أيضاً فأسره رومانوس(23). الحـارث الكندي يحكم الحيرة : ويرجع السبب الذي دعا قباذ إلى استعمال الحارث على الحيرة في رأي ابن الأثير إلى أن مزدك دعا الناس إلى الزندقة في عهد قباذ بن فيروز، فأجابه قباذ إلى ذلك، وأراد قباذ أن يحول المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة معه إلى المزدكية فامتنع عن ذلك، فعزله قباذ ونصب الحارث بن عمرو الذي كان قد أبدى قبولاً للمزدكية(24)، ولما ملك الحارث الكندي الحيرة بين عام (524م-528م) (25) فرق أبناءه في القبائل (جعلهم ملوكاً على القبائل : جعل حجراً (والد امرئ القيس) على بني أسد بن خزيمة وعلى غطفان، وجعل شرحبيل على بكر بن وائل بأسرها وعلى عدد من القبائل الأخرى، وجعل معد يكرب (وكان يلقّب »غلفاء« لأنه كان يغلف رأسه بالطيب) على قيس عيلان وطوائف من غيرهم ،وجعل سلمة على بني تغلب بن وائل والنمر بن قاسط وعلى بني سعد بن زيد مناة من تميم (26) ويروي ابن خلدون رواية لهشام بن محمد قال فيها أن العرب انتهزوا فرصة ضعف قباذ وتوثبوا على المنذر الأكبر ابن ماء السماء وهو ذو القرنين ابن النعمان بن الشقيقة، فخرج المنذر هارباً منهم حتى مات في إياد (27)، وترك ابنه المنذر الأصغر فيهم، واستدعى عرب الحيرة الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار فملكوه على بكر بن وائل وحشدوا له وقاتلوا معه وكان المنذر قد طلب من قباذ أن يمده بجيش، فامتنع عن مساعدته فكتب المنذر إلى الحارث بن عمرو يطلب منه بأن يسمح له بأن يضمه إليه، فحوله الحارث إليه وزوجه ابنته (28) .. وفي رواية لابن الكلبي أن النعمان بن المنذر بن امرئ القيس لقي مصرعه في المعركة التي دارت بينه وبين الحارث بن عمرو الكندي وأن المنذر ابن النعمان وأمه ماء السماء أفلتا وأصبح الحارث يملك ما كانوا يملكونه ، وطمع الحارث في مد نفوذه في العراق على حساب الفُرس بعد ما رآه من حالة الضعف التي آل إليها ملوكهم، فطمع في ضم إقليم السواد بأرض العراق، فأمر عسكره بأن يقطعوا الفرات ويشنوا الغارة على السواد، فيما وراء الفرات، وبلغ قباذ الخبر، فأدرك أنه قد أصبح تحت رحمة الحارث وأراد أن يدرأه عن نفسه فاستدعاه إليه وأعطاه ستة طساسيج مجاورة للحيرة، فبعث إلى تبع ملك اليمن يطمعه في بلاد الفرس، فلم يتردد عن تلبية رغبته، ونزل الحيرة وحارب تبع وأخوه شمر ذو الجناح كسرى قباذ وهزماه (29). وقد جاء المنذر الثالث وتتبع الحارث الكندي وأهله حتى أسر اثني عشر أميراً من بني حجر بن عمرو ثم قتلهم في دير بني مرينا- بين دير هند والكوفة في العراق. إلا أن هناك رواية تذهب إلى أن المنذر قد لحق بالحارث في أرض كلب فهرب الحارث تاركاً ماله وإبله فانتهبها المنذر، وأسر ثمانية وأربعين من بني آكل المرار- من بينهم عمرو ومالك ولدي الحارث- فأمر المنذر بهم فقتلوا في ديار بني مرينا (30). على أن رواية ثالثة تذهب إلى أن الذين قتلوا الحارث إنما هم بني كلب بينما تذهب رابعة أن الحارث خرج يتصيد فرأى جماعة من حمر الوحش فشد عليها وانفرد منها حماراً فتتبعه وأقسم ألا يأكل شيئاً قبل كبده فطلبته الخيل ثلاثة أيام حتى أدركته، وأتى به وقد كاد يموت من الجوع ثم شوي على النار وأطعم من كبده وهي حارة فمات. ولا تخلو الروايات المتعلقة بموت (الحارث) ونهايته من مؤثرات العواطف القبلية التي صبغت كل الأخبار التي يرويها الإخباريون بهذه الصبغة ،فكلب تدعي أنها هي التي قتلته وكندة تنكر ذلك مدعية أنه مات كما يموت سائر الناس وأهل الحيرة يقولون أنهم هم الذين قتلوه في حرب (31). وفي عام 541م (91ق.هـ) توفي قباذ فخلفه ابنه كسرى الأول أنوشروان، ولم يكن على رأي أبيه في المزدكية فأبعد الحارث ثم رد المنذر ابن النعمان إلى حكم الحيرة فلما عاد المنذر إلى عرض الحيرة عزم على الانتقام من الحارث الكندي فتعقبه حتى أسره مع جماعة من أهل بيته ثم قتلهم جميعاً في دير بني مرينا العباديين (نصارى الحيرة)، بين دير هند والكوفة وكان الحارث قد بقي في الحكم نحو خمساً وثلاثين سنة (32) وقد اختلفت الروايات في كيفية وصول الحارث الكندي إلى عرش الحيرة فبعضها يزعم أن ذلك إنما كان بأمر من قباذ نفسه، بعد أن رفض المنذر اعتناق المزدكية ومن ثم فقد حل الحارث مكانه في الحيرة وأن الأخير قد اصطنع المنذر بعد ذلك وزوجه من ابنته هند وأن المنذر قد قبل ذلك بعد أن أصبح لايملك من أسباب القوة ما يعيد إليه عرش الأسلاف، ومنها ما يزعم أن الحارث إنما استولى على عرش الحيرة بحد السيف فقد قتل النعمان بن المنذر، ثم أجبر (قباذ) بعد ذلك أن يزيد من أملاكه فيما وراء الفرات ثم استعان بملوك اليمن الذين حاربوا قباذ فانتصروا عليه وقتلوه ثم استمروا يفتحون البلاد في اتجاه الصين شرقاً والقسطنطينية غرباً(33). هذا وقد اختلف المؤرخون في مقر الحكم الذي اختاره الحارث الكندي في العراق فذهب رأي إلى أن الحارث كان مقر حكمه في الحيرة عاصمة اللخميين، ثم يرى رأي ثاني أن مقر الحكم كان في (الأنبار) وتقع على مسافة أربعين ميلاً إلى الشمال الغربي من بغداد، على أن هناك رأي ثالث رأى أن الرجل إنما كان سيارة في أرض العرب(34). بينما المؤرخون الذين تحدثوا عن كندة يرون أن الحارث خرج إلى الصيد فاصطاد تيس من الضباء، فأعجزه فآلى أن لا يأكل أولاً إلا من كبده فطلبته الخيل ثلاثاً فأتى بعد ثالثة وقد هلك جوعاً فشوى له بطنه فتناول فلذة من كبده فأكلها حارة فمات (35). ويظهر من الروايات التي رواها أهل الأخبار عن نهاية الحارث أنها قد اختلفت فيما بينها وتضاربت في موضوع نهايته، ويفهم من بيت في ديوان امرئ القيس أن مُلك الحارث قد امتد من العراق إلى عُمان، وكان للحارث زوجات ثلاث هن : أم قطاع بنت سَلَمة بن مالك بن الحارث بن معاوية ، وأسماء ورقية أَمة أسماء، وقد زعم ابن الكلبي أن أم قطاع وأسماء كانتا شقيقتين وأما رقية فكانت أمة لأسماء وقيل أيضاً (هن أخوات فجمعهن جميعاً وزوجه بعض الإخباريين بامرأة أخرى هي (أم أناس) بنت (عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان) وهي والدة عمرو بن الحارث المعروف عندهم بـ(ابن أم أناس) أو ابن أم إياس (36) . الخامس : أبناء الملك الحارث بن عمرو بن حجر الكندي : أ) - حجر بن الحارث بن عمرو الكندي كان أكثر أبناء الحارث ذكراً عند الإخباريين لأنه كان والد الشاعر امرئ القيس، وكان الحارث قد ولى حجراً على أسد وكنانة المضريتين، أما أسد فكانت مواطنها في زمنه في جنوب جبلي طيئ: أجأ وسلمى، الواقعتين على جانبي وادي الرمّة، ولم يكن حجر يقيم في منازل أسد وكنانة، وإنما كان يقيم بتهامة، ويبدو أنه كان يدرك أنهم يبغضونه ويسعون للتخلص من حكمه لسوء سيرته فيهم(37) ، وكان حجر يبعث رسله كل سنة لطلب الإتاوة، وظل على هذا النحو فترة من الزمن حتى مات أبوه، فانتهز بنو أسد هذه الفرصة وعزموا على القضاء عليه. وكان القائم على بني أسد علباء بن الحارث أحد بني ثعلبة(38)،فلما بعث جباته إلى بني أسد لتحصيل الإتاوة السنوية، منعوها عنهم، وضربوا الرسل، وطردوهم، فسار إليهم حجر بجند من ربيعة ومن قيس وكنانة، فاستباحهم وقتل أشرافهم، وسير من أسرهم إلى تهامة، وحبس جماعة من أشرافهم من بينهم الشاعر الأبرص، فقال شعراً يستعطفه، فرق له وأرسل من يطلق سراحهم ويردهم إليه، فلما أصبحوا على مسافة يوم منه تكهن كاهنهم وهو عوف بن ربيعة بن عامر الأسدي، فقال لهم من الملك الصهلب، الغلاب غير المغلب. في الإبل كأنها الربوب. هذا دمه يتثعب. وهو غداً أول من يستلب. قالوا : ومن هو؟ قال : لولا تجيش نفس خاشية لأخبرتكم أنه حجر ضاحية). فركبوا كل صعب وذلول حتى بلغوا معسكره، فجمعوا عليه في قبته فقتلوه، وتولى قتله علباء بن الحارث الكاهلي، وكان حجر قد قتل أباه. فلما قتل (قالت بنو أسد : يا معشر كنانة وقيس، أنتم إخواننا وبنو عمنا، والرجل بعيد النسب منا ومنكم. وقد رأيتم سيرته، وما كان يصنع بكم هو وقومه، فانتهبوهم)، فانضمت كنانة وقيس إلى أسد وهجموا على معسكر حجر ونهبوه، ثم إنهم لفوه في ربطة بيضاء وألقوه على الطريق (39) ،وقيل إن حجراً لما رأى اجتماع بني أسد عليه خافهم، واستجار عويمر بن شجنة أحد بني عطارد ابن كعب بن زيد مناة بن تميم لبنته هند بنت حجر وأولاده، ووعد بني أسد أن يرحل عنهم. فلما ودعهم ورحل عنهم، جمع جموعاً من قومه، وعاد إليهم ليقاتلهم، وأدرك بنو أسد أنهم إذا انهزموا في ذلك اليوم سيلحقهم الذل،، فآثروا الموت كراماً، واشتبكوا مع حجر في معركة ضارية انتهت بمصرع حجر وانهزام كندة. وقيل أنه أسر ووضع في قبة فوثب عليه ابن أخت علباء بن الحارث . وطعنه بحديدة كانت معه (40). ب ) - شرحبيل، وسَلَمة ابني الحارث : كان أبوهما قد ملك شرحبيل على بكر بن وائل من ربيعة ، وحنظلة ابن مالك وبني أسد والرباب من بني مضر ، وكان نصيبه القسم الشرقي من أملاك أبيه ما عدا البحرين ، أما أخوه سلمة فقد كان على تغلب بن وائل والنمر بن قاسط وسعد بن زيد مناة ، وكانت ديارهم تجاور ديار مضر وربيعة. وكان المنذر ملك الحيرة ، لما عجز عن القضاء على أولاد الحارث بن عمرو، قنع بالتفريق والدس بينهم، فوجه إلى سلمة هدايا، ثم دس إلى شرحبيل من قال له : أن سلمة أكبر منك وهذه الهدايا تأتيه من المنذر، ومازال المنذر يغري كلا منهما على محاربة الآخر حتى نشبت الحرب بينهما (41)، فزحف شرحبيل فيمن معه من الجيوش لمحاربة أخيه، فنزل الكلاب ، وهو ماء بين البصرة والكوفة، وأقبل سلمة فيمن معه من تغلب والنمر بن قاسط ، وانضم إليه الصنائع وهم قوم من شذاذ العرب المرتزقة يسيرون مع الملوك ، واشتبك الأخوان في قتال شديد، فانخذل بنو حنظلة وعمرو بن تميم والرباب عن جيش شرحبيل ، فانهزم شرحبيل، وفر من أرض المعركة، فتتبعه ذو السنينة التغلبي وقتله (42)، وقيل قتله عصيم بن النعمان بن مالك التغلبي (43)، فجزع سلمة على أخيه وتبين له أن المنذر إنما أراد أن يقتل بعضهم بعضاً (44). وذكروا أن سلمة بن الحارث أخرجته تغلب بن وائل عنه، فالتجأ إلى بكر بن وائل فأذعنت له، ولكن المنذر ملك الحيرة أرسل إليهم يدعوهم إلى طاعته، فأبوا ذلك، وتشبثوا برئاسة سلمة ، فأقسم المنذر ليسيرن إليهم، فإن ظفر بهم فليذبحنهم على قلة جبل أوارة حتى يبلغ الدم الحضيض ، ثم زحف إليهم بجموعه وهزمهم وقتل منهم على جبل أوارة خلقاً كثيرين (45)، ويعرف هذا اليوم بيوم أوارة الأول . وذكر ابن خلدون أن سلمة أصيب بفالج فمات(46). ج) - معد يكرب بن الحارث : كان أبوه قد ولاه على قيس عيلان من مضر، وذكر تيوفانيس أن شيخاً عربياً يسمى مادي أريوس قام بغارة على فلسطين وأوغل في البلاد، وأوقع الذعر في جند الروم، كما ذكر أن هذا الشيخ العربي كان شقيقاً لشخص يسمى أوجاروس، وواضح أن الشيخ الأول هو معد يكرب والثاني حجر بن الحارث. وكان من نتائج هذه الغارات أن عقد الإمبراطور الروماني انسطاسيوس صلحاً مع الحارث بن حجر والدهما. وعلى هذا الأساس يصبح واضحاً أن غارة معد يكرب على جنوب الشام حدثت في عهد الحارث في حدود عام 502م(47). وقد ظل معد يكرب رئيساً على قيس عيلان بعد مقتل أخويه شرحبيل وحجر وموت أخيه سلمة، وقضى حياته الأخيرة حزيناً على فقد إخوته، وزاد حزنه (حتى اعتراه وسواس هلك به ) (48). وهكذا قضي على أولاد الحارث بن عمرو، وكانت اليمن قد خضعت للأحباش منذ سنة 525م، فولت ربيعة ومضر وجهها شطر الحيرة، ولم تلبث أن انفصلت قبائل أخرى عربية عن اليمن مثل طيئ التي انضوت في سلك دولة المناذرة اللخميين . امرئ القيس بن حجر الكندي : امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو المقصور ابن الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو آكل المرارا بن معاوية الأكرمين بن الحارث ابن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن ربيعة بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وأمه فاطمة بنت ربيعة بن حارثة بن زهير أخت كليب والمهلهل ابني ربيعة التغلبيين ،ويكنى أبا الحارث وأبا وهب ويلقب بالملك الضليل وبالزائد وبذي القروح. ومعنى امرئ القيس رجل الشدة واسمه حندج، ومعنى حندج الرملة الطيبة المنبت، وكان ولادته في نجد بقرية مدات عاصمة مملكة أبيه بجبل عاقل (ديار بني أسد) في واد طي حنيفة في أجواد عام 38 قبل الميلاد وكان أصغر إخوته . وأكبرهم نافع ولم ينجب منهم غير امرئ القيس. وقد نشأ في كنف أبيه نشأة أبناء الملوك، وكان جميلاً أصفر اللون مشوباً ببياض، أبيض الأبطين دقيق الساقين أحمشهما (والحمشة الخشونة) ولما راهق جمحت نفسه إلى النساء وإلى اللهو والطرب ومعاقرة الخمور، فأنف أبوه من هذه الحياة الشاذة التي لا يعرفها قومه فأقصاه إلى ديار طيئ بنجد، ولما لم تكن حياته بها أقل من حياته في مدات فقد أبعده إلى حضرموت بين أهله وعشيرته بمدينة دمون موطن أبيه وقاعدة مملكة أبائه في أيام الملك مرتع بن ثور وهو في حدود سن العشرين . ودمون هذه هي التي يعنيها بقوله : تطاول الليل علينا دمون***دمون إنا معشر يمانون وإننا لأهلنا محبون فسكنها فيما على أموال أبيه ومتولياً حكم دمون السياسي والمدني وكان في أثنائها يتردد إلى نجد وفي إحدى المرات تزوج بطيئ . وفي ربوع دمون ومنتزهاتها وجبالها وأوديتها كان مبعث شعره ومثار عواطفه وهو أول من رقق المباني وأجاد التشبيه والاستعارة وأبدع في الشعر البدائع والروائع وقدمه كثير من العلماء على جميع الشعراء . وقد عاش عيشة أولاد الملوك والزعماء المترفين ولم يكن بدوياً ولكنه حضري يكره البداوة . ولم تتغير حياته من اللهو والمرح حتى أبلغه أحد بني عجل(49) القادمين من نجد أن أباه قتله جنود ودان من بني أسد، فأقسم أن لا يأكل لحماً ولا يشرب خمراً ولا يدهن ولا يصيب امرأة حتى يثأر من بني أسد وشرع يستنجد بكندة وحِمْيَر وغيرها من القبائل القحطانية في حضرموت . ثم قال : ( ضيعني صغيراً، وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم، ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر) (50). ثم ارتحل امرؤ القيس ونزل ببكر وتغلب من ربيعة فسألهم أن ينصروه على بني أسد، فأجابوه، وعندئذ أرسل عيونه إلى بني أسد، فنظروا بالعيون، ولجأوا إلى بني كنانة، وأدركوا أن عيون امرئ القيس تتعقبهم، فرحلوا عن منازل بني كنانة ليلاً دون أن يبلغوهم بذلك الرحيل، وكان امرؤ القيس قد أبلغ عن طريق عيونه بوجود بني أسد بين بني كنانة، فأقبل بمن معه من بكر وتغلب حتى انتهى إلى كنانة وهو يظنهم بني أسد، وفاجأهم بالهجوم وهو يصيح (يا لثارات الملك!!) (يا لثارات الهمام ) فقيل له : أبيت اللعن لسنا لك بثأر، نحن بنو كنانة، فدونك ثأرك فاطلبهم، فإن القوم قد ساروا بالأمس(51)، فمضى يتعقب بني أسد، فأدركهم ظهر اليوم التالي وقد أنهك السير خيوله، وأمض العطش رجاله، وبنو أسد نازلون على الماء، فقاتلهم حتى قتل منهم أعداداً كبيرة، وتمكن بنو أسد من الفرار، فلما أصبحت بكر وتغلب امتنعوا عن متابعة امرئ القيس، بحجة أنه أصاب ثأره، وكرهوا المضي في مطاردة بني أسد، وانصرفوا عنه. فلما يأس من نصرتهم له، رحل إلى اليمن وحل بأرض شنوءة واستنصرهم، فأبوا أن ينصروه، ثم نزل بقيل من أقيال حمير يدعى مرئد الخير بن ذي جدن الحميري، وكانت بينهما قرابة، فاستنصره على أسد، فأمده بخمسمائة رجل من حمير، ولكن مرئد توفي قبل أن يرحل امرؤ القيس، وخلفه رجل من حمير يقال له قرمل، فزود امرىء القيس بكل ما يلزمه من عدد، وسير معه ذلك الجيش، وانضم إلى امرئ القيس جماعة من صنائع العرب، واستأجر غيرهم من قبائل اليمن فسار بهم إلى بني أسد ونال أربه، وقيل أنه قتل الأشقر بن عمرو سيد بني أسد، وشرب في قحف رأسه (52). ويبدو أن بني أسد كانوا قد احتموا بالمنذر بن ماء السماء، فلما ظفر بهم امرئ القيس أراد المنذر أن يثأر منه، ومازال المنذر يلح في طلب امرئ القيس، فسير إليه الجيوش، من إياد وبهراء وتنوخ، وأمده أنوشروان بجيش من الأساورة، فسرحهم في طلبه، وبلغه أن المنذر ملك الحيرة أهدر دمه، فأراد الرجوع إلى اليمن فخاف حضرموت، وطلبته بنو أسد وقبائل معد، وتفرق عنه من كان معه من حمير وغيرهم، فنزل هو وجماعة من أهله بالحارث بن شهاب اليربوعي من بني تميم، ومع امرئ القيس أدراع خمسة : الفضفاضة والضيافة والمحصنة والخريق وأم الذبول، كن لبني آكل المرار يتوارثونها ملكاً بعد ملك (53)، وعلم المنذر بنزول امرئ القيس عند بني يربوع بن حنظلة فأرسل إلى الحارث بن شهاب يتوعده إن لم يسلمهم إليه، فسلمهم، ونجا امرئ القيس ومن معه يزيد بن معاوية بن الحارث وابنته هند ابنة امرىء القيس وأدراعه وسلاحه وماله، ونزل على سعد بن الضباب الإيادي سيدقومه(54)، وكان عاملاً لكسرى على بعض كور العراق، فاستتر عنده حيناً حتى مات سعد بن الضباب (55)، فخرج إلى منازل طيئ، فنزل على المعلي بن تيم الطائي ، فأقام عنده، واتخذ إبلاً هناك (56)، وأخذ ينتقل في طيئ مرة وفي جديلة مرة وفي نبهان مرة حتى نزل بعامر بن جوين أحد الخلعاء الفتاك (57)، قبقي عنده بعض الوقت، ثم أحس منه بما شككه في نياته نحوه، فرحل عنه إلى رجل من بني ثعل يقال له حارثة بن مر، فاستجاره فأجاره، فوقعت بين عامر بن جوين والثعلبي حرب، فلما رأى امرؤ القيس أن قيام هذه الحروب بين طيئ كان بسببه، رحل من ديارهم، ونزل عند رجل من بني فزارة من غطفان اسمه عمرو بن جابر بن مازن، فأشار عليه بالذهاب إلى السموأل بن عادياء بتيماء ، فمضى امرؤ القيس في صحبة رجل من فزارة إلى السموأل، فنزل عنده، فأكرمه وأنزله، وأقام امرؤ القيس عنده ما شاء الله، ثم طلب منه أن يكتب إلى الحارث بن أبي شمر الغساني يوصيه بأن يوصله إلى قيصر (جستنيان)، ثم عزم على الرحيل، فأودع أهله وأدرعه عند السموأل، وسار إلى الحارث. ويذكر الإخباريون أن عمرو بن قميئة الشاعر رافق امرئ القيس في رحلته إلى القسطنطينية، وأنه مات وهو في طريقه إلى قيصر، وعرف عند العرب بعمرو الضائع لموته وفي غربة غير أرب ولا مطلب (58). فلما وصل إلى قيصر أكرمه (59)، وأصبحت له عنده منزلة (60)، وذكروا أن ابنه قيصر نظرت إليه فعشقته، فكان يأتيها وتأتيه (61)، فبلغ بني أسد،فأرسلوا رجلاً منهم يقال له الطماح كان امرئ القيس قد قتل أخاه، فوصل الطماح وقد سير قيصر مع امرئ القيس جيشاً كثيفاً فيهم جماعة من أبناء الملوك، وقيل وجه معه تسعمائة من أبناء البطارقة (62)، فدخل الطماح بن قيس الأسدي على القيصر وأبلغه أن امرئ القيس غوي عاهر وأنه كان يراسل ابنة قيصر ويواصلها وقال فيها أشعاراً أشهرها بها عند العرب، فغضب قيصر، وبعث إليه بحلة منسوجة بالذهب مسمومة، وكتب إليه، أنه أرسل إليه هذه الحلة الخاصة به تكرمة له وتقديراً لشخصه، وأمره بأن يلبسها، وأن يكتب إليـــــه بخبره من منزل إلى منزل. وسر امرئ القيس من مبالغة قيصر في إتحافه وإكرامه ولبس الحلة فأسرع فيه السم، وسقط جلده، ولذلك سمي بذي القروح (63). وفي ذلك يقول امرئ القيس : لقد طمح الطماح من بعد أرضه *** ليلبسني من دائـه ما تلبسا فلو أنها نفـس تمـوت جميعة *** ولكنها نفس تساقط أنفـسا فلما وصل إلى موضع من بلاد الروم يقال له أنقرة، احتضر بها، ودفن هناك (64)، ويذهب كوسان دي برسيفال إلى أن بروكوبيوس ونونوس المؤرخين أشاروا في سنة 531 إلى سفارة أرسلها جستنيان إلى ملك الحبشة الذي كان يحكم بلاد اليمن يطلب منه أن يعيد الأمير العربي قيس على زعامة معد، وأن يزوده بقوات يمنية لمقاتلة الفرس أو حلفائهم اللخميين، ويعتقد كوسان دي برسيفال أن قيس المذكور هو نفس امرئ القيس بن حجر، ولكن من المعتقد أن امرىء القيس الذي ذكره بروكوبيوس هو شخص آخر غير امرىء القيس بن حجر، ولما مات امرئ القيس سار الحارث بن أبي شمر الغساني إلى السموأل بن عادياء في حصنه الأبلق بتيماء، وطالبه بأدراع امرئ القيس، وكانت خمس ادرع، فأبى أن يعطيها له، فأخذ الحارث ابنا للسموأل، وهدد بقتله إذا لم يسلم إليه الأدرع، فأبى السموأل أن يسلمه شيئاً، فقتل الحارث ابنه، ويسجل شعر السموأل هذه الواقعة فيقول : وفيـت بأدرع الكندي إني *** اذا ما ذم أقـوام وفيت وأوصي عاديا يوما بان لا *** تهدم يا سموأل ما بنيت بنى لي عاديا حصنا حصينا *** وماء كلما شذت استقيت كذلك أشار إلى هذه الواقعة في شعره ، فقال : كن كالسموأل اذ طاف الهمام به *** في جحفل كسواد الليل جـــرار اذ سامه خطتي خسف فقـال له *** قل ما تشاء فاني سامع حـــار فقال عذر وثكل أنت بينــهما *** فاختر فما فيها حظ لمخــــتار فشك غير طــويل ثم قال له : *** اقتل اسيرك اني مانع جاري(65) وذكر ابن خلدون أن الذي غزا السموأل في الأبلق هو الحارث بن ظالم، وقيل ابن المنذر (66)، كذلك يذكر في نسب السموأل أنه السموأل ابن عريض بن عاديا بن حيا، وقيل أنه من ولد الكوهن بن نبي الله هارون (67)، وذكر ابن خلدون أيضاً أنه للسموأل ابن يدعى سريح أدرك الإسلام (68). فروع كندة :- تنقسم قبيلة كندة إلى فرعين رئيسين هما : 1- بنو معاوية ( معاوية الأكبر ) وتفرعوا إلى ( بدا – الرائش – وهب – الحارث الأصغر – عمرو بن معاوية – بنو ذهل ) ومن بني الحارث الأصغر ( بنو الطمح – الحوت – بنو هند أو بنو مالك – بنو الشيطان – بكر – بنو معاوية الأكرمين ) ومن بني عمرو بن معاوية ( بنو السمط – بنو آكل المرار – الحارث الولادة ) ومن بني معاوية الأكرمين ( العاتك – وهب بن ربيعة – جبلة بن عدي – حجر بن عدي ) ومن آكل المرار ( عمرو المقصور – الجون ) ومن حارث الولادة ( مقطع النجد – حجرالرد– بنو عبدالله ) 2- بنو أشرس الأكبر وتفرعوا إلى قسمين ( السكون – السكاسك ) وقد أشتهر بنوهم بهذين اللقبين ومن بني السكون ( بنو عقبة – بنو شبيب ) ومن بني السكاسك ( الخداش – الأخدرون – الأنشور – القصاقصة – الجساس ) ومن بني عقبة ( بنو ابن ماوية – بنو ثعلبة – بنو عياض ) ومن بني شبيب ( بنو عدي – بنو تجيب – بنو سعد ) وقد تفرعت من هذه الفروع بطون وأفخاذ وعشائر لا تحصى في حضرموت وعمان والعراق والشام ومصر والأندلس من مشاهير كندة :- حجر بن عمرو ( آكل المرار ) : وهو أول الملوك على نجد ، وسمي بآكل المرار بسبب أن أحد أمراء الغساسنة أغار على ديار آكل المرار في غيبته وأخذ أموالاً وسبايا منها زوجته ، فحذرت هذه المرأة الغساني بالمصير الذي ينتظره من زوجها حيث شبهته في حالة غضبه كرجل أدهم أسود وكأن مشافره مشافر بعير آكل المرار ، فما كان من آكل المرار إلا أن لحق بهم وأغار عليهم واستعاد أمواله وزوجته ، فلقب بذلك . من الدول الكندية التي قامت في حضرموت بعد ضعف الدولة العباسية وفي عهد الدولة العثمانية :- - دولة آل راشد من كندة ( من 400هـ إلى 700هـ تقريباً ) - دولة آل يماني من بني حرام من كندة - دولة أبي دجانة ( بادجانة ) من كندة . - وغيرها من الدويلات الصغيرة كإبن دغار الكندي ودولة بن محفوظ الكندي في الهجرين من عام ( 720هـ -970هـ ) . بعض عشائر كندة في حضرموت :- نذكر هنا بعض عشائر كندة ولعلي اكتفي بمن اشتهرت بشكل ظاهر في نواحي الجزيرة العربية لكثرة من ينتمي لكندة في حضرموت من بني معاوية : قبائل الصيعر ، آل بن عفيف ، آل باشراحيل ، آل باجسير ، آل بازيد ، آل بامعروف ، آل باغفار ، آل باجندوح ، آل باجمال ، آل باجبير ، آل الجرو ، آل باحميش ، آل باجرفيل ، آل بن جبل ، آل بن نوب ، آل باسلامة ، آل باشميل ، آل بابكير . من بني السكون : آل بن محفوظ ، آل بن لادن ، آل باقبص ، آل باكرمان ، آل باحشوان ، آل بادغيش ، آل باجنيد ، آل باطرفي ، آل بازهير ، آل باحداد ، آل بن زقر ، آل بن غزي ، آل باحاذق ، آل بايعشوت ، آل باحليوة ، آل بامطرف ، آل باعطية ، آل بابصيل ، آل بن سنكر ، آل بامزروع ، آل باذيب ، آل بالبيد . من بني السكاسك : آل باراسين ، آل باصالح ، آل باعبيد ، آل باسويد ، آل نعيم ، آل بن عون ، آل بالحمر ، آل بن منصور ، آل ظريح . ومن قبائل كندة أيضاً : آل باسودان ، بنو تجيب ، وابن مرتع ، وآل محفوظ ، وآل عفيف وآل الفخر ، وآل سعيد ، آل بامجبور . والصدف ، وآل مهدي ، ومنهم المشايخ آل باراس ، وآل بابقي ، وآل باسويدان ، وقبائل آل بن الدغار وآل مخاشن وآل باجمال وآل باكثير وآل باحفين . وآل بن حميد ، وآل باقيس ، وآل باكرمان وآل باسبيت ، وآل بابحير وآل بصعر ، وآل بايومين وآل الياس ، وغيرهم الكثير . وهذا حقيقة نسب رجال الحجر القنيـــــدي هيبة النشر و الديرة يمنون الحد الأقصى مع الداني (صبي أقنيد) |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأكبر سن هو شيخ القبيله | غرماندو | المنتدى الخاص لقبيلة بني عمرو | 15 | 12-17-2009 11:08 PM |
وصــار شيخ القبيله | الحسيكي _1 | وسع صدرك | 5 | 12-10-2009 12:44 AM |
مطاعم يا مال الشام العريقه | صالح آل سلمان | أسواق بني عمرو | 15 | 08-02-2007 04:22 AM |
قبائل زهران العريقه | حاشي رومنسي | ملتقى القبائل العربية | 14 | 02-26-2007 08:32 PM |
فارس القبيله يرحب بكم | saeed | وسع صدرك | 5 | 12-12-2002 09:52 PM |