المعلمون وصالات الاسهم

كتب عبدالرحمن السماري يقول :

** قرأت خبراً يقول عنوانه: إن هناك عقوبات رادعة بحق المعلمين المنشغلين بالأسهم.. ويؤكد الخبر.. أن بعض المعلمين يترك عمله الصباحي ويذهب لصالات التداول.. وقال الخبر: إن التعميم الصادر في هذا الشأن.. يؤكد أن قيام بعض المعلمين بهذا العمل.. يُعد مخالفةً (شرعيةً) و(نظاميةً) و(ابتعاداً عن أخلاقيات المهنة) و(استحلالاً غير صحيح لِما يُؤخذ من الراتب نظير عمل التدريس).
** ويُذكِّرني هروب المدرسين هذه الأيام من المدرسة صباحاً لصالات الأسهم، بحثاً عن (قرشين) كما يُقال.. بمدرسي أيام زمان.. وبالذات من لديه (تاكسي)، إذ يسرق نفسه ويأخذ مشوارين، أو ثلاثة، ثم يعود بسرعة لعمله.. بعد أن منَّ الله عليه بخمسة، أو عشرة ريالات، أو أقل في السهم الواحد..
** ثم إن هذا التعميم الصادر من قسم البنين، أو شؤون البنين.. نسي المعلمات، أو أكثرهن على الأصح.. (غايصات حتى شوشهن) في سوق الأسهم.. ويتابعن عن قُرب.. سوف الأسهم ويضاربن بالهاتف ال**** صباحاً.. ويتابعن من خلال الهاتف سير عملية التداول.. وخُذْ شراءً وبيعاً.. ويُقال.. إن أكثر أو بعض المعلمات.. قد حطَّمن أرقاماً قياسية في البيع والشراء والثراء أيضاً.. بل إن بعض النساء.. صِِِرن يتعلَّمن هذه الأيام عملية الدخول إلى سوق الأسهم من خلال دورات، أو من خلال بعض الزميلات المتمكِّنات من سوق الأسهم.. ومما يؤكِّد إقبال النساء الكبير على سوق الأسهم.. تأكيد المسؤولين عن الاكتتاب في شركة (ينساب) على أن المساهمة النسائية والحضور النسائي.. زاد عن المساهمات في الشركات السابقة المطروحة للاكتتاب.. ولا شك أن سوق الأسهم والمضاربات.. لم تشغل المدرسين وحدهم.. ولم يكونوا هم الشاذون والمتورطون لوحدهم.. بل شغلت حتى الأطباء والعاملين في الحقل الطبي.. وشغلت الأكاديميين وأساتذة الجامعات.. وشغلت المديرين والمسؤولين.. وشغلت حتى سائقي (التكاسي) وخط البلدة والمزارعين.
** فبعض الأطباء.. أخذت الأسهم الحيز الأكبر من اهتماماتهم.. وهكذا بعض الأكاديميين الذين أعطوها الحيز الأكبر من اهتماماتهم اليومية.. وهناك من استقال من الموظفين والمدرسين من وظائفهم بسبب سوق الأسهم والمضاربات اليومية في السوق وما تحققه من فوائد كبيرة.
** سوق الأسهم يوالي صعوده يوماً بعد آخر.. ويتذبذب أحياناً.. طُلوعاً وصُعوداً.. لكنه في المحصلة النهائية.. يسجل ارتفاعاً.. والناس ما بين متحدثٍ عن صعود كبير ونسب عالية.. ومبشرٍ بمستقبل واعد وثروة لمن يتعاطى في السوق.. وبين مثبطٍ ينذر بهبوط حاد، أو انهيار.. أو على الأقل تراجع ضار.
** ولكن الشيء المؤكد.. أن سوق الأسهم قد أخذ من اهتمامات الناس كل الناس.. وصار حديث كل المجالس.. وصار اهتمام كل فرد.. وأضرَّ بالعقار وبمشاريع أخرى.. وجعل كل الناس.. هاجسها سوق الأسهم. ..................... ثم يعقب الكاتب على ما قرأة بمايلي:/


** السؤال.. لماذا الأعين (ما تشوف) إلا المدرسين فقط؟
** لماذا تُغمض الأعين.. وتصير (حمصاً.. صُوراً.. عوراً) عن أخطاء ومخالفات الآخرين.. وتفتح (كِبْرِ الفرانسي) على المدرسين؟!
** صالات الأسهم.. مليئة بالموظفين والعسكريين.. وحتى الأطباء وأساتذة الجامعات.. فلماذا المدرسون وحدهم.. هم المخالفون للأنظمة واللوائح.. وهم دائماً (الجدار القصيِّر)..
** نحن لا ندافع عن المدرسين.. ولا نؤيد خروجهم من مدارسهم أثناء الدوام.. لكننا نقول.. لماذا المدرسون فقط.. هم المستهدفون دائماً؟! لماذا لا يُطبق النظام على الجميع؟!.
** يا وزارة التربية.. لماذا أنتِ وحدك (اللِّي تِنِطِّين) وتستأسدين على المساكين وكأنهم الموظفون الوحيدون الذين يهربون من الدوام، مع أنهم لا يمكن أن يتركوا طلابهم ويذهبوا لصالات الأسهم..