الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
]( أدب الكـــلام ،، وفـــن الحـــوار ... ) مهم جداً
( أدب الكـــلام ،، وفـــن الحـــوار ... )
بسـم الله الرحمـن الرحيم لا تمـلك إلا أن تحـب ، أو على الأقـل تحترم محـدثك ، إذا رايته مـاهراً في فـن الحـديث ، وإدارة الحـوار ، وانتقـاء الكلمـات ، وطـرح القـضايا واخـتيار الأفكـار ، فلا هـو يثقل عليـك بحشو الطـروح ، وسخـف الكـلام ، ولا هـو يطـيل عليـك بثرثرة عديمـة النفـع ، ولغو الحيـاة ، ولغط النـاس .. فـإذا أطال ، فإنـما يطيل لضـرورة يراهـا ، وفي محـاور ذات نفـع ، وأجـرها مذخور .. ثم هـو لا يتعـالم عليك ليشعـرك أنك دون مـنزلته ، وأنه في الـثريا وأنك في الوحـل ! ولا هـو يحدثك بقفـاه !! ولكن وجـهه لا يكـاد يفارق وجـهك ، فهـو منصرف إلـيك وحـدك ، منشغـل بك عن غـيرك .. ثم هـو لا يجعـل صوته أعلـى مما تحـتاجه ، لأنه يعـلم أن أنكـر الأصـوات لصـوت الحـمير !! وهـو لا يود أن يكـون كذلك ! تلك عجـالة في فـن الحـديث ، وحـين يكون الإنسـان متحـلياً بمـثل هذه السجـايا ، فتـلك نعمـة عظيمة يمـن بها الله علـى هـذا الإنسان ، وعـليه أن يعـرف كيف يشكـر الله عـليها . إن فـن الحـديث لا يعـني أن يكـون الإنسـان مذياعـاً مخـروقاً لا يسـكت ، ثرثاراً لا ينقـطع ، إلا بانقطـاع أنفاسـه ..!! إنما فـن الحـديث أن تجعل أحـاديثك شجـية ، فيهـا إثارتها ، ولـها رونقـها ، وإن قـل أو طـال الوقـت الذي تقضـيه مع الطـرف الآخر ، ذلك يجعـل لأحـاديثك نكهـتها الخاصة المـميزة ، التي يترقـبها المحيـطون بك حيثمـا حـللت ، أو رحلـت أو نزلـت ، ولعـل هذا يجعـلك منـدرجاً في التشـبه بعيسـى عليه السـلام حـيث حكـى القـرآن أنه قـال : ( وجعـلني مباركـاً حيث كـنت ) .. فاحـرص أن تكـون مـباركاً حيـثما كنـت..! إن مـن فـن الحـديث أيضـاً : أن تحـسن اخـتيار المفـردات والألفـاظ والجمل ، كمـا تحرص علـى حسـن اخـتيار المعـاني والأفكـار ، فتغـدو أحـاديثك أشبه بالمـطر تشـتاقه الأرض بعد جـفاف طـويل ، فينـبت الله به ألـواناً من الخـيرات والبركـات والمـباهج ، ويفجـر به عـيوناً عذبة بعد عيـون ! فيخـرج الله به حـدائق ذات بهجـة !! إن الله تعـالى ما خـلق للإنسان لـساناً في فمـه ليديره باستـمرار في لغـو الحيـاة ، وهـزل القول ، وأباطـيل الكـلام . كـلا ، إن اللسـان نعمة عظـيمة من أعظـم نعم الله تعـالى على الإنسـان ، وعلـى العـاقل _ ذكـراً كان أم أنثـى _ أن يفكـر كثيرا وطـويلاً ، كيف ينبغـي له أن يؤدي شكـر هذه النعمـة الجـليلة ، حتى لا تكوـن نقمة عليـه ، وحـسرة وندامـة يوم لا ينفـع مال ولا بـنون إلا مـن أتى الله بقـلب سليـم ، ولقـد ورد في الحـديث أن أكـثر من يدخـل الناس النـار هو هـذا اللسـان ! إن شكـر النعـمة ليس مجـرد كلمـات تقـال ، ولا كـف يُقبّل ظاهـرها وباطنـها ، ولكـن الشكـر في حقيقتـه وجوهرـه : عمل فـي الصمـيم ..! كـما قـرر ذلك الله سبحـانه حـيث قال : ( اعملـوا آل داود شكـرا ، وقـليل من عـبادي الشكور ) ومـن ثم فـإن شكر نعمـة اللسـان هو أن تحـرص غاية الحـرص ، أن تجعـله لا يدور إلا فـي مرضـاة الله سبحانه ، ومـا يزيدك قرـبا منه ، فلا تسمـح له أن يتعـدى دوائر مرضـاة الله تعـالى بحال ، قـال تعالى : ( لا خـير في كثـير من نجواهـم إلا من أمر بصـدقة أو معروف ...) فـإذا أصبح لسـان الإنسـان مستـقيما على أحـد من السـيف ، فإن عـداد حسـنات هـذا الإنسـان ستبقـى تدور بلا توقـف ، والمـلائكة الكـرام تدوّن باستمـرار في سجـلاتها أنوارا سمـاوية ، تدخـرها له ليـوم عصيب يبحـث فيه كـثير من الناس عـن حسنةلعـلها وعسـاها ..! وفـي الحديث : رب كلـمة يقولـها المرء من رضـا الله ، لا يلقـي لهـا بالاً ، يرفعـه الله بها في الجـنة درجات ..! ورب كلـمة من سخـط الله ، يقولها المـرء وهو لا يلقـي لها بالاً ، يهـوي بها فـي النار سبعـين خريفا .. أو كـما قال صلى الله عليه وسلم .. وروي أن عـيسى عليه السـلام قال لمن سـألوه : دلنا على عـمل يدخلـنا الجنـة . فقـال : لا تنطـقوا أبداً !! قالـوا : لا نستـطيع . قال : فلا تنطـقوا إلا بخـير ..!!! رابط فـي هـذه الدائرة والزمـها ، واحـرص عليها ، وتمـسك بمن تراه يحـوم حـولها ، ويشـدك إليها ، ويدربك عـليها ، فلابد أن تنصـب على قلبك أنوار هـذا المسلك ، بل إنك إذا لازمـت هذا الطـريق ، ستنصب عليـك الخيرات حـيثما كنت ، من حـيث تحتسب ولا تحـتسب ..! لأن الله سـيضع لك القبـول في قلوب الخـلق .. ونعـود فنقـول : إن مـن أدب الحـديث أيضاً .. أن لا ترفـع صـوتك فوق ما يحـتاجه السامـع ، فإن رفع الـصوت رعـونة وإيذاء ، وقد تضـيع كثير من المـعاني وسـط الضجـيج ، ومع عـدم رفع الصـوت لا تنسى أن تُقبـل بكلـية وجهك على مـحدثك ، ولا تنصـرف عنه حـين يحدثك أو تحـدثه بل أشعـره باهـتمامك به ، وحـسن إصغائك لـه ، فإذا كنـت وسط جمـاعة من الناس يصـغون إليك ، فحـاول أن تعـط كل واحـد منهم حقـه من إقـبالك عليه ، فإن لكـل واحد منـهم نصـيبا منك ، فلا تجعـل إقبالك كـله على شخـص بعينه واهـمال الآخرـين فإن هذا يؤذيهـم ! وخـلال هذا الفـيض الذي يكـرمك الله به ، ويفتـح به على قلـبك ، لا تغفل أن تكـون باشاً هـاشاً فياض الأسـارير ، مهـتاج القلب بالمعـاني ، اللهـم إلا إذا كـانت طبيعة الموضـوع لا تستـدعي الابتسـام ، فلـقد كـان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم الابتـسام ، مشـرق الوجه ، غيـر أنه إذا خطـبَ أحياناً يحمـر وجهه كأنه منـذر حرب ! فلكـل مقام مقـال ..! ومـن فن الحـديث أيـضاً : أن تحـرص على أن تخـاطب الآخـرين على قدر عقـولهم ، وتلك معاـناة تحـتاج إلى فراسـة ودراية بنفـسيات النـاس ، كـما تحـتاج إلى حكمـة ودقـة في اخـتيار الموضوعـات وطريقـة عرضـها ، ولـيس شـيء من ذلك تستطـيعه إلا بتوفيـق الله ومـدده ، فاستـعن به وحـده ولا تعجـز ..وانتفـع بتجارب الآخـرين .. ومن فـن الحـديث أيضاً .. أن لا تطـيل حيث ينبغـي الاختصـار ، ولا تبتر الحـديث حيث ينبغـي الإسـهاب ، تلتقـي بأناس فـي وليمة فيتحـدث أحـدهم فيطـيل حتى المـلل ، وأعيـن النـاس تتردد على الـباب ، متـى سيحـضر الطعـام ، لعل هـذا يصمت !! وقـد تتردد عيـونهم على سـاعات معـاصمهم ، وصـاحبنا لا يزال يتدفـق في حـديثه غـير مبال ولا مكـترث !! فتـأتي النتائج علـى غير ما يحـب !! وبعد .. إن الحـديث عن أدب اللسـان ، وفـن الكـلام ، طويل ذو شجـون ، لا يمـلك مقـال مثل هـذا أن يحـيط بأطـرافه ، والخـلاصة الموجـزة : أن صاحـب اللسـان الطيب الـعذب ، العفـيف أقرب إلـى الله تعالى ، وأحـب إلى قلـوب الناس كـذلك ، وهـو بهذا المـسلك ( مـن خلال التحـكم في هـذه العضـلة الصغيـرة في فمـه ) يدلل علـى عظمـة الإيمان فـي قلبه ، ويبرهـن على تقـواه ، ففـي الحديث الشـريف يقـول رسـول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يستقـيم إيمـان عبـد حتى يستقيـم قـلبه ، ولا يستقـيم قلبه ، حتـى يستقيـم لـسانه " .. فـهل ترانا نتواصـى ولا نكـل من هـذا التواصـي بمثل هـذه المعاني ، لعل نفـحة سمـاوية ربانية تهـب على قـلوبنا المكـدودة فتنعـشها وترطـبها !.؟ إننا مطـالبون دائمـاً بذلك لنسـعد السعـادة الحـقيقة في دنيـانا ، ثم نفـرح الفـرحة الكبرى فـي الآخرة ، ويبقـى أن نذكر أنفسـنا أن أهل الـجنة لا يقولـون لغوا ، ولا يتحـدثون إلا بخيـر ، وتبقـى مجالسـهم سمـاوية نقية صافـية ، فلمـاذا لا نحـاول أن نتشبـه بهم منـذ الآن ، لعلـنا نهيـئ أنفسـنا ليلحـقنا الله بهـم فـي تلك الأجـواء الربانـية !! قال الشـاعر : إن الكـلامَ من الفـؤادِ وإنما ** جُعـلَ اللسـانُ على الفـؤاد دليلا وقال الآخـر : احفـظ لسـانك واستعـذ من شـره ** إن اللسـان هـو العدو الكـاشح وزن الكـلام إذا نطـقتَ بمجـلسٍ ** فـإذا اسـتوى فهـناك حلمـك راجح وقـال ثالث : لسـانك لا تذكـر به عـورة امـرئ ** فـكلك عـورات وللنـاس ألـسنُ !! ــــــــــ التوقيع ـــــــــــــ لاتنسونا من صالح دعاكم محبكم سعد بن حسين ال عوض الشهري التنومي سابقاً |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصيدة بصوت شيخ يوم شاف الشيب بوجهه جداً جداً جميلة | آل غيهب | الصوتيات والمرئيات والفنون الشعبية | 4 | 12-04-2009 05:36 PM |
مهم جداً جداً شاعر المليون عمــــــــــــــــــــري ويجب دعمه | الهوى عمري | مواضيع الحوار والنقاش | 18 | 12-30-2008 02:25 PM |
أحكام التعزية مهم جداً جداً لأبناء المنطقة ارجو التثبيت | ظافر الجعيدي | رياض الصالحين | 0 | 02-04-2006 11:54 PM |
عنــاقـيـــــد الكـــلام | نديم الليل | مواضيع الحوار والنقاش | 1 | 09-27-2005 03:27 PM |
عاجل جداً جداً لجميع الناس و على الأخص لأهل جدة | الحسيكي | المواضيع العامة والإخبارية | 3 | 01-20-2003 12:56 AM |