ما قبل وداع الــرحــيــل الــمــر..يوم باعني أبوها بيع بـَخـْس ٍ

***

يوم ذكرى الرحيل

قبل خمس سنين ويوم... كتبت إلى من كانت أملي ثم صارت ألمي وداع الرحيل المر،
بعد أن حيكت ضدي مسرحية لم تكتشف خيوطها الواهنة والواهية إلا بعد أن قضي الأمر،
وحيل من قبل بيني وبينها باسم النصيب، وضـُر ِبَ بيني وبينها بسياج من حديد،
أوهموها أني إلى غيرها قد صبوت، وعنها قد ملت، وما عـَلـِمـَتْ أن الأمر غير ما كانت تظن، فأباها قد سحره لمعان الذهب وملك لبه منظر الورق... وبعد فوات الأوان، أرسلت إليَّ رسالة... حروفها الألم، وحبرها الدمع، تطلب الصفح، وتندب الحظ!!
وماذا ينفع الصفح؟ وماذا يُجنى من ندب الحظ؟
رديت عليها بـكلمات من دمي:
( أألآن تعودين!! وفي الصيف ضيعت اللبن؟؟!! )
تذكرتها يوم ذكرى الرحيل،وقد كتبت دون ذكرٍ للتفاصيل:..

------------------------------------------------------

الجزء الأول (ما قبل)

ما قبل وداع الرحيل المر..يوم باعني أبوها بيع بـَخـْس ٍ

شاكستني من أحب فقالت:

لن أبوح لك بسر ٍ إلا بعد تخطيك الإمتحان..

قلت:

بـُوحي بسرك ِ فقد يكون في بوحه الجواب..

قالت:

لا.. إني سائلتك:

ما الصبابة .. وما الوصب..؟

ما السهد .. وما الأرق..؟

ما الشجن .. وما الوله ..؟

ما الحب.. وما الهوى.. ؟

متى يحل..؟

ومتى يرحل..؟

وبتنهيدة كررت:

ومتى يـ ــ ــ رررح ح حل..؟!

قلت:

الحب يأتي بغتة ً..

وينحسر دونما إنذار ..

يأتي حين تنفتح الروح على الشذى ...

وينحسر حين تذبل الورود والأزاهير..

الحب لا يقبل أنصاف الحلول..

ولايقبل اختلال الموازين ...

كالسراب هو الحب ..

يريدك أن تكون طفلا..

و يجبرك أن تظل طفلا ..

تركض كالفراشة لا تخشى اللهيب...

وتحجم عن النيران فتكون الناضج اللبيب..

متأرجحا بين العقل والجنون..

والعمق بفهم الأمور..

فتفهم ان الحب بوابة الحياة ..

وتدرك أنه طوق النجاة..

مده نعيم..

وجزره جحيم..

تموت وتحيى بين الصد والقبول..

وبين الهجر والوصول..


قالت:

فكيف حبك معي..؟

قلت:

حبك ِ لروحي كالماء للحياة ..

والهواء للسحاب..

وكالشمس للنهار..

وكالرياح لـِلـِقاح الزهر..

أراه في انتعاش الربيع ..

مرآة ً تعكس كل حبك..

وأنت ِ مرآة تعكس ماخفي من حبي..

إذا لقيتك ِ أنـْفـَتـِحُ على الكون..

أصير طفلا ً ..

ثم أشعر بنضجي ..

وأتحول إلى برق وسحاب..

إلى مطر وجداول أنهار...


قالت:

حـَسـْبـُك...قل لي:

ما الصبابة .. وما الوصب..؟

ما السهد .. وما الأرق..؟

ما الشجن .. وما الوله ..؟

ما الحب.. وما الهوى.. ؟

قلت:

أنا صـبّ ٌ أشكو من هواك ِ الوصب..

بك ِ ولـِـه ٌ أضناني العشق و الشجن ..

حبك ِ يصيبني منه لَمَم..

وفي ذروته خَبَل..

إذا أنَّ بيَ الحنين..

ينتابني لوعة حارقة..

وإذا لهفتُ عليك ِ..

تراودني حمى ً قاهرة..

وإذا لاعج قلبي همساتُ القـُبـَل..

زاد بي الشجن..

واشتد بي الوصب..

أضيع بين الأرق والسهد..

وأغرق في الغمرات والوهل..

واذا هب نسيم الصبابة والشغف..

تعاظم مابي من وجد وكلف..

واذا بلغ بي الشجو مبلغه..

واتقدت بي تباريح الجوى..

تزاحمت عليَّ خِلابة الحب وبلابله...

قالت: حسبك..

قلت:

فما السر الذي ستبوحين به ِ..؟

قالت:

السر لن أبوح لك به...

ففي السر ِ سـِرٌ خطير !!..

نظرت إلى عينيها..

وقد أرسلتا لآليء َ على خديها قائلة ً:

ما تظن هذا السر؟!!

قلت وقد بادلتها دمعة:

فرق الله من يفرِّق بيني وبينك..!!

-------------------------------------------------------------

وإلى ما بعد وداع الرحيل المر..يوم باعني أبوها بيع بخس ٍ