ممكن ترد باللي عندك لاني عجزت أرد على ( سب للشيخ العريفي )

للاسف واحد من الشباب ارسل لي هذا الموضوع
يطالب بالرد المقنع
وانا عجزت فاعينوني
______________________________________

قبل فترة وجيزة قام احدهم بتوزيع شريط بعنوان (القرار الشجاع) للشيخ محمد العريفي ...

اخذت اقلب الشريط بين يدي طار بي الخيال بعيدا ماذا عساه ان يحتوي هذا الشريط ...العنوان جذاب جدا ...لعله يتحدث عن ضرورة اتخاذ القرار الشجاع في حسن الخلق مع الناس او المحافظة على الصلاة او الامانة او غيرها من الامور التي هي من دعائم الدين الاساسية والتي تحتاج لقدر هائل من الشجاعة والتغلب على ضعف النفس فإذا به يتحدث عن القرار الشجاع في اطالة اللحية وتقصير الثوب وهجر الموسيقى

يقول في احد مقاطع الشريط (هناك شباب يحبون الله ورسوله ويصلون ...ولكنهم ...)

ولكنهم ماذا ياشيخ ؟؟؟!!

ولكنهم لم يتخذوا القرار الشجاع ...وهو اطالة اللحى وتقصير الثياب وترك الموسيقى ....)

وهناك ياشيخ الكثير ممن اتخذ قرارك الشجاع فأطال لحيته وقصر ثوبه لكنه يخون الامانة ويهجر الصلاة ويغتاب المسلمين ويزدريهم ويكره كل مخالف له ..

فمن هو الشجاع حقا ؟؟

تندمت على اضاعة بعض الوقت للاستماع لهكذا خطاب ...وتحسرت على الاموال التي انفقت والجهود التي بذلت لاخراج هكذا شريط ...

مازال هذا الخطاب حاضرا بكثرة ...بل هو البوابة الذهبية لنيل الشهرة والنجومية في اوساط العامة ....

لكم ان تتصوروا مدى الفائدة العظيمة لو تم توجيه الخطاب الوعظي في ترسيخ قيم الحب والتسامح والتعاون والعمل بدلا من التركيز الكبير على المظاهر والاستعداء والتمايز عن بقية خلق الله بغية اختلاق شخصية منفرزة متمايزة خاصة في مظهرها مع ضخ قدر هائل من الاعتداد بالنفس والثقة المطلقة في امتلاك الحقيقة....للاسف كان كل ذلك هو قوام معظم خطابنا الوعظي ولم يزل وهذا ساهم في ضمور الاهتمام بالجوهر مع تضخم الاهتمام بالمظهر كمقياس شبه وحيد لتقييم الشخص داخل المجتمع .

اضافة الى السعي الحثيث لتحويل المسائل الخلافية إلى قطعيات والتشنيع الشديد على المخالف بل السعي للطعن في نواياه وفرض الرؤية الصحوية كأنها الخيار الانقى والاصح للاسلام ورفض الاجتهادات الاسلامية المخالفة كلها ...

كم انفقت من اموال وجهود واضيعت من اوقات في اجترار امور فرعية تم اشغال الاجيال بها وكأن الاسلام هو اطالة اللحية وتقصير الثوب وتحريم الموسيقى وغيرها من متلازمة الاسلام الصحوي السروري ..

وفوق ذلك تم إيغال الصدور ضد الكل ...وتمت المفاصلة الاقصائية لأسباب تعود في معظمها الى الاختلاف المشروع مع فكر الصحوة ليتم تحويل ذلك الى اختلاف وعداء للاسلام ذاته ..

وشاع من خلال الطرح الوعظي استسهال الطعن في المخالف واستباحة عرضه وانتقاصه بأقذع الاوصاف ...

وهذا ليس محض افتراء او هو تضخيم للسلبيات كما يرى ذلك الكثيرون من المدافعين عن الخطاب الوعظي ودليلنا على صحة مانقول هو الكم الهائل من الخطب والمواعظ والمطويات والتي كلها تصب في اتجاه الاهتمام بالمظهر والتمايز بين المسلمين والتشنيع على المخالف كانت هذه القضايا هي الحاضر الابرز على خارطة خطابنا الوعظي .

__________________