إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها
السؤال
إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم.
أيها الأخوة الكرام سؤالي يتمحور حول هذا الحديث الشريف، هل المقصود أن كل ما يطرأ أو يعرض أو يتحدث به العبد مع نفسه سواء ما قد يوسوس به الشيطان للعبد من تخيل الذات الإلهية أو تصور بعض صفات الله جل في علاه وتكييفها بالخيال، أو ما قد يطرأ في لحظات الضعف البشري في موقف من المواقف أو لحظات ضعف الإيمان، فيحدث الشخص نفسه والعياذ بالله بما يرعب الحجر تجاه ربه. هل هذه الأشياء جميعها وغيرها مشمولة في هذا الحديث؟ أم أن الإنسان محاسب على أشياء ويأثم عليها ومعرض للعقوبة في حال حدثت بها نفسه؟ وبالنسبة لصفة العمل المنوه عنها في الحديث هل يدخل فيها ما ينتج عن شديد الامتعاض من جراء ما قد يتخيله الشخص أو تحدث به نفسه من المشين، فقد تطرأ منه حركات تدل على الامتعاض مثل تغير ملامح الوجه أو وضع اليد على الفم أو قول كلمة أف في حال تغلبت عليه تلك التخيلات والأحاديث النفسية المشينة تجاه الذات الإلهية. فهل بهذه الأعمال يصبح آثما ويستوجب العقوبة؟ وخصوصا إذا غلبه الشيطان رغم تكرار الاستعاذة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالوسوسة وحديث النفس شيء يهجم على القلب بغير اختيار الإنسان، ومن فضل الله تعالى ورحمته أن تجاوز عن ذلك ما لم يعمل به أو يتكلم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. رواه البخاري ومسلم.
|