تسألني لماذا اكتب !!!؟

الكتابة ربما تكون هدف أو وسيلة لحياة أفضل وأفكار بناءه راقية وعقول أكثر قدرة على التكيف واستيعاب الآخر وهذا لا يكون إلا عندما نؤمن بتوجهات الأطراف الأخرى حتى لو كانت مختلفة وحتى لو سلكت طرق جديدة ..

نكتب لأننا نستشعر الألم ، و كثيرا ما تكون الكتابة هي حديث الروح تخبر فيها عن شعورها بالغربة الإنسانية ..
كثيرا ما نحتاج إلى بعض التنفيس والبوح الصادق ، حينها قد نسطر مشاعرنا وأوجاعنا لا للشكوى لغير الله ، ولكن لان الأمر أشبه ما يكون بذرف الدمع من حرف الكلم ..
أحيانا تمس جملة حنايا القلب فيرهف ويرق ، وكثيرا ما يعمل العقل فكرا وراء سطرا منسوجا بحكمة ، فتكون الكتابة نزفا والقراءة سموا ، ولا ننسى أول ما نزل من قرأننا الكريم "اقرأ" ثم يليه الإيضاح للقارئ "بأسم ربك الذى خلق" ..
فما دامت الكتابة تلتزم بهذا الحد الذى يطلق العنان للحرف ليسمو لا ليتدنى فما يعيبها إذن حتى و ان كانت رؤية ذاتية ؟ .. لذا كثيرا ما نرى الكاتب حينها يكتب دون أن يسأل نفسه لم يكتب ، بل هو أمر قد فطر عليه ولا يملك حياله شيئا ،،،

غرض الكتابة والكلمة دائماً نظيف حتى ولو كانت مقذعة جارحة ، فالعصا آلة نظيفة في يد المربي .. يزجر فيها من هو راحم .. فبعض الناس يستأهلون أن تشوي أذانهم بكلمة لعل قلوبهم تصحو من لؤم يركبون به الناس !

نخوض حيناً عندما نكتب فيما يخوض فيه لاغ من هؤلاء اللاغين ، أو نخوض معا في حديث وحديث .. إذا ما اجتلينا أو خولنا .. نلمس جوانب الفكر والنفس والحال والأمل والسأم .. نتعلم في الكتابة ومنها الإجابة والتعامل فيها مع السؤال والموضوع في حوار نظيف فلا يعجزنا من يعترضنا وينتقدنا لنكتب ، ولا يلهو بنا من يتلهى عن وضع الحرف في سطور بيضاء سؤددها في سوادها .

الكلمة بوازعها من كاتبها ، فإذا وجدتني أميل لما تكتب لا بد أن اجدك صاحب وضع وقلم وأهلية لهذا الحب .. لكن الضريبة عليّ ألا أرضى لك أن تعيش وتعيشني معك في غفلة زمان خدع الناس فصدقوه ..
حبي وميلي لك يجعلني أمسك بالكلمة المقذعة كعصا المربي أرجو منها الصنو للحب فلا يذهب هدرا كموضوع فشل .. إن غوالي الوجدان يحرص على صنوها الأمناء لكتاباتهم وأحبابهم ..

أتوقع إنه بهذا الحشد من الكرامة نستطيع أن ننتصر على المخذلين والناكرين ..
تلك كلمة ..
كتبتها وأعترف بأن كل حرف فيها له ظله الواضح على مقاس إنسانه الذي لم يتضح بعد .

تحياتي

تحياتي