تنومة ما هذا الجمال وذا السحر
أسرتِ فؤاداً لا يناسبه الأسر
أرى الحسن سراً في رباك جماله
وكل جمالً في رباك له سرٌ
ومنعاً تناجيني بعزٍ ومنعةٍ
وفيها غصون البان ميادة خضر
تنومة أنت بنت أندلس إذا
حكى القوم عن لنان أو هتفت مصر
سقى الله يوماً كنت في جنباتها
أكملها نثراً فيستبق الشعر
أرى الشمس في حضن الغدير يلفها
وبينهما سرٌ وهمسهما ذكر
تقبله حباً فيلقى قصيدة
وبالقرب من شطآنه يضحك الزهر
ويرقبها عند الغروب مودعاً
وفي الليل تهفو نحوه الأنجم الزهر
ومن ورده الفواح ثار أريجه
وسال الندى عذباً وقبله العطر
وروضٌ سقاه الطل حتى كأنه
بساطٌ من الديباج أو سندسُ خضر
يغطي سهولاً كلما نظرت لها
عيونٌ وغابت عاودت ما لها صبر
وفي أرضها سربُ القطي وحمائم
مدللة ما راع أسرابها صقر
رأيت الظبي والريم فيها غوادياً
وترجع أسراباً إذا أدبر الظهر
ألم ترني إن تاه قلبي وقد بدت
سوارحها بيض تخالطها حمر
ويذهب من عقلي اليهن شطره
وشطرٌ من الباقي ويبقى معي شطر
أبا خالد قلبي سبته تنومة
بأعينها اللائي على طرفها حظر
عيون لها في السحر طرف تمده
وأسهم تحتاج القلوب وذا جبر
توسط لنا عند العيون لعلها
عيد فؤاد شب مهجته جمر
تنومةُ يا أرضا بها الحسن آية
سلامٌ من الأعماق ما طلع الفجر
بلادٌ بها للناظرين مسرةُ
ولا عجب إن قلت ينسى بها العمر
ألا ليت لي في أرضها بعض خيمة
تموج فلا سقف متين ولا جد ار |