سعد الفويه ( عندما قرأت لأحدهم ما أسماه شعرا بعنوان ( ما هكذا يكتب الشعر )

عندما قرأت لأحدهم ما أسماه شعرًا ( ما هكذا يُكتب الشعر ) العنوان مستعار من كتاب (العبَّادي ) رئيس نادي الطائف الأدبي سابقا
------------------------------------
ها أنا يا قوم شاعر
علمتني لغة الأيام أني صرت شاعر
علمتني أنني ذاك المغامر
علمتني أنني طير
مهاجر
علمتني أنني وحدي
مسافر
كنت والأطيار حولي من على
الأغصان تشدو
أسمع الشدو ولا أصغي إلى ألحان طائر
ها أنا قد جئت بالمرجان لما غصت
والأجيال تطفو
ها أنا قد فزت في المضمار والفرسان تعدو
قلت هذا من أعاجيب المحال
وغدا يأسرني لحظ الجمال
غير أني متُ في ليلى وتأبى
أن تراني !!
بت في أعتابها ليلا وليلا
ثم قضيت نهارا ونهارًا
ثم ليلى لا تبالي
فلماذا يدَّعون الوصل ـ يا ليلى ـ وأنت ِ
في وقار الصمت
والصمت يعاني
أتقرين لهم بالوصل ؟! أم ماذا ؟
وفي الصمت جواب قد يفوق النطق أحيانا
بفصح وبيانِ
خلعت ليلى ثياب الصمت
واهتزت
وقامت
وتجلت وأشارت
ثم قالت :
يا زمان الشؤم واللؤم ويا عصر
الضياع
ذهبت بالأسد آجال
وجاءت في مرابي الأسد
قطعان الضباع
حامت البومة والغربان في
أجوائنا يا ذا النعيق !
وبدا للضفدع الخامل في الأرض
نقيق
وانتهى صوت صهيل وأتى
صوت نهيق
وغدا خدن المعالي في زفير
وشهيق
سكتت ليلى فقلنا :
نحن يا ليلى أناس فصحاء
إن رضيت أم أبيتِ نحن قوم أذكياء
كلنا يا قوم صرنا علماء
كلنا يا قوم صرنا خطباء بلغاء شعراء
من يجادل
من يناظر
من يحاور
نحن نعم الخطباء
نحن نعم الشعراء
حين صرنا أثرياء
وأنا يا قوم شاعر !