نـسـاء بـنـي عـمـرو قـديـمـاً .. تقرير حصري لمنتديات بني عمرو !

الا ليت الزمن يرجع !

ما اجمل حياة الماضي .. بل ما اجمل ماضي حياتنا .. قلوبٌ بيضاء كبياضِ الثلج .. نفوسٌ صافية كصفاء السماء .. ارواحٌ نقية كنقاء زمزم ..
انها حياةُ آبائنا .. و اجدادنا .. و امهاتنا .. و جداتنا .. انها حياة العمل .. و الدين .. انها حياة البراءة و الجمال ..
خلال كتابتي لهذا التقرير .. كم تاقت نفسي لان اعيش في زمن امي و جدتي .. و ان اعمل عملٍ قامو به .. خلال حديثي مع امي و جدتي .. كم غبطتهما.. بل كدت احسدهما .. على زمنٍ عاشتا فيه .. و بيوتٍ سكنتا بها .. و بساطةٍ ضمّت اقصاهم مع ادناهم ..
نساء بني عمرو قديما .. تقرير فكرت بعمله منذ امد .. و اخيرا قررت تنفيذه .. حفاظا على تراثٍ كم افخر به ..و اعشقه .. و تقديرا لجهودِ و ماضي أُمٍ كم احبها .. و احب تراب ارضٍ سارت بها ..
تحدثت مع امي و جدتي كثيرا .. و سئلتهما و بقيت اسئلهما حتى فاضت عيناهما بالدمع .. و قالت لي امي : ( الله يسامحك .. رجعتيني لايامٍ صرت اذكرها مثل الحلم ) .
و احببت ان ادوّن هذا التقرير في منتديات قبيلتي العزيزه .. بني عمرو .. فهو خاصٌ لها .. و بها .
و اهدي ما كتبته هنا .. لاغلا امرأتين في حياتي ( امي و جدتي ) مصدري و بنك معلوماتي في هذا التقرير ..و اوكسير نجاحي في دنياي و آخرتي .
و كل امهات و جدات و نساء بني عمرو .. اطال الله باعمارهن و مدّ لهن في صحتهن و عافيتهن .. و لا حرمني و لا حرمكم من النظر اليهن ..


و اتمنى ان ينال ما دوّنته هنا غالي رضاكم و كل اعجابكم ..




طفولة عمرية :/
كانت طفولتها ممتعه .. بريئه .. نقيّه .. لا احد يخاف على ابنته من احد .. فالجميع اخوه .. و الكل سند و عزوه ..

الالعاب :/
كانو يستخدمون عظام الغنم عرائس , فيكسون اعلى العظمة بالصوف او الخيوط التي تدل على الشعر و قطعة قماشٍ تدلّ على ملابس اللعبه .
و لعبة الذيب و الغنم كانت للاولاد و البنات فيمثل احدهم دور الذئب .. و يمثل البقية دور الغنم فيلاحقهم .. و يا ويل اللي يمسكه الذيب .


الفتاة العمريه :/

اعمالها :/
تقوم الفجر تصلي ثم تصنع الفطور و تساعد امها ثم تقوم بتنظيف البيت فتأخذ المحوقه ( و هي عباره عن حزمة من العرعر او اليبر ) و تكنس ( العرصه ) و ( مراوح الغنم و البقر ) . و بعدها تحلب الغنم و البقر , ثم تسرح بالغنم في الجبال و تبقى ترعاها من الصباح و حتى وقت الغروب , و كان هناك اهزوجه او ( رمله ) تقال عند الرعي و صعود الجبال فتقول الفتيات :

يا بنات شله بشله ..
و الحقو راعي المظله ..
في يده قرصٍ و دله ..

و تحتطب و تحمل حزمة الحطب الكبيره جدا على ظهرها , و تذهب بها الى البيت مع عودة الغنم عند الغروب . اما الفتاة التي ليس لديها غنم , فكانت تنزل الوادي و تستقي ( أي تجلب الماء من البير ) فتدلي بالدلو و تملأ القربة بالماء و تحملها على ظهرها و تذهب بها الى البيت , ثم تعود الى الوادي بالمحفره ( و هي عبارة عن حاملة مصنوعة من القصب ) و تضع فيها الخلاء ( و هو العشب ) ثم تعود به الى البيت لتعلف البقر فتعطيهم الخلاء الذي جمعته . ثم تصنع الغداء , ثم تطحن الطحين على الرحاء , و عند الغروب تُدخِل البقر في ( السفل ) وتحلب الهيشه , ثم تصنع العشاء , و يصلون صلاة العشاء , و ينامون , و قبل وقت الفجر , تقوم الفتاة و تطحن الطحين من جديد .

الزراعة :/
كانت الفتاة تحرث الارض مع ابيها , بواسطة الثوارين , و اذا انبت الزرع , تنقسم الفتيات الى مجموعتين , الاولى تسوق الابار ( أي تستخرج الماء من البير بواسطة الثوارين و الغرب .. و هو عباره عن جلد البقر ) و الاخرى تسقي الزرع بالماء الذي تخرجه المجموعة الاولى ..

و كانو يقولون اذا عاد الثور الى البير :
قرِّب
و اذا وصل للنهاية قالو :
حوِّل .

فاذا اتى وقت الظهر قالو : نقيّل . و ذهبو للغداء في البيت , و ادو صلاة الظهر , و يعودون قبل العصر الى عملهم و يسمى ( الروحه ) .


و عند وقت الحصاد :/

الذره :/
تقوم مجموعة بتكسير ( زغاديب ) او سنابل الذره , و يضعونها في المحافر , و يحملونها على ظهورهم , الى البيت , و يضعونها في ( اليرين ) , و بعد يوم او يومين , ياخذون المخابيط ( و هي عباره عن خشب كبير ) و يخبطون بها الزغاديب .

و كان يقال وقت هذا العمل رملة معينه , و هي :
ياالله .. حيبوه
ياالله .. حيبوه

او :

تكفى يالمخيّل .. فإن الظير ساعه


و هكذا حتى ينتهون , و كان هذا العمل مشتركا بين الرجال و النساء .

البر :/

اما حصاد البر فكانت تتخصص فيه النساء , و يسمى ( الصرام ) فتاخذ المحش ( و يسمى الشريم و هو مصنوع من الحديد الحاد ) , و تصرم البر , و هذه الرمله كانت تقال عند الصرام :

عشني يا ذيب عش .. عشني و الا تعش

و اذا حارت احداهن ( أي تعبت ) , فيضحكون بها , و يقولون :

تالي تالي تلتنا به .. خذنا يلده و اقفينا به

يلده : جلده

و بعد حصاده يقومون بلمّه في حزم , و يحملونه الى البيت , و يبقى على السطوح او في اليرين اياما حتى يجف او ( ييبس ) , ثم يديسونه بالبقر , و هذه الرمله تقال عند الدويس :

يا ليتني يوم الدويس غايبي .. نرعى الغنم في غمض الشعايبي

و بعد الدويس يقومون بتذرية البر ( او يذرونه ) , فيقومون بتصفية الحب من الرفه . و كانت هذه الرمله تقال عند الذراه :

هبي يا ريح .. او نستريح .. من الذرّاء .. و من المريح

و المريح هو انه اذا اصبح الحب مصفى و بقي فيه بعض الشوائب فتحركه بيديها او تمرحه .

و عندما تاخذ منه لتنظفه من الشوائب و تطحنه كانت تقول هذه الرمله :

عاونيني يا يديّه .. عاونيني و القطي الحب الكُباري



الزواج و العروس العمريه :/

كان سن الزواج قديما غالبا من 13 او 15 عاما الى 18 , فيتقدم العريس الى اهل العروس , و يحضر معه ابوه او عمه , فاذا قبلت به العروس , احضر المملك , و كتب عليها , و احضر الهدايا و هي عباره عن ثياب عسيريه و مناديل صفراء ( و من العادات قديماا ان البنت ما تلبس الشيله حتى تتزوج ) , و يحضر ايضا قلايد من الفظه او ( الظفار ) , و اعطى ابوها المهر , و كان المهر 6 ريال ( فرانسي ) او 400 ريال ورق .. و كانت تستعد العروس ليوم الزواج فتحني كفيها و قدميها , و تلبس و تتزين .


يوم الزواج :/

كان يبدأ من الصباح الباكر , فتقوم نساء القرية بعمل المشاغيث و خبز المله , و يقوم الرجال بذبح الشياة . و تخرج العروس وقت الظهر و تُزفّ الى بيت زوجها , فتمشي خلف الرجال متوجهين الى عش الزوجيه او قرية الزوج ان كان من قرية اخرى .
و يستقبلنها النساء مرحبات بها , و تبدأ من ذلك اليوم بمارسة عملها المعتاد الذي كانت تمارسه قبل الزواج ( و هي الاعمال الآنف ذكرها ) .

الولادة و الامومة :/

كانت الزوجه تمارس عملها المعتاد حتى في فترة الحمل و ما بعد الولاده , فاذا جاء وقت الولاده وضعت مولودها , بمساعدة امرأة اخرى , و تقوم الام بقطع الحبل السري لطفلها , و بعد ولادتها فورا تعود الى عملها , و كانت تملأ عينيّ طفلها بالكحل , حتى تعرف اذا عادت لاحقا هل بكى طفلها كثيرا ام لا .

الملابس و المقتنيات الشخصيه :/

كانت ملابسها ثياب عسيريه , مصنوعة من الستن , و كانت الشيله ( او المحظي ) , و المنديل الاصفر ( و يسمى بالمعصب ) , و تستخدم السدر في الاستحمام .

الاكلات :/

العيش :/
و هو لبن و طحين ذره , يوضع على الحطب و يساط بالمسوط حتى ينضج , ثم يحوّل في صحفه و يقدم مع السمن و العسل .

خبز المله ( الخبزه ) :/
فكانت تصنع من طحين القمح , و تخبز في المله , و هي عباره عن حجر يشب عليه حتى يجمر , ثم توضع عليه العجينه , و تغطى , و يرد الجمر على الغطى , حتى تنضج ثم تقدم في مقدم مع السمن و العسل .

المعصوبه :/
و هي ماء يوضع في توره ( مصنوعه من الفخار ) و يملّح , و توضع التوره على الحطب حتى يغلي الماء , ثم تعمل عجينه من طحين القمح , و تقطع العجينه و توضع في التوره , و تترك حتى تنضج , ثم يزال الماء المتبقي , و تساط المعصوبه بالمسوط و ترص في التوره , ثم تقلب في صحفه و تقدم مع السمن و العسل .

السمن :/
تحلب المرأة البقر او الغنم و يروّب الحليب , ثم يوضع في شكوه , و تقوم بخض الشكوه حتى تتجمع الزبده فترفعها في توره و تحفظها , و يوضع الحليب المتبقى بعد الخض في تورة اخرى .

***********

هذا و الله اعلم .. و اسئل الله ان يطيل بعمر امي و جدتي و كل امهاتكم و من تحبون .

ان اصبت فمن الله و ان اخطئت فمن الشيطان و نفسي .

لكم احترامي و سلامي .