الإهداءات


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-12-2011, 11:24 PM
مستشار إلمدير العام
سد الوادي غير متصل
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Darkgreen
 رقم العضوية : 1506
 تاريخ التسجيل : Feb 2005
 فترة الأقامة : 7245 يوم
 أخر زيارة : 05-14-2021 (02:21 AM)
 الإقامة : ديار الامجاد
 المشاركات : 53,343 [ + ]
 التقييم : 66
 معدل التقييم : سد الوادي will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
Mnn أشهر ( لا ) في تاريخ أمريكا



أشهر ( لا ) في تاريخ أمريكا


في أحد أمسيات شهر ديسمبر عام 1955 الباردة جمعت


(روزا باركس) ذات البشرة السمراء



والتي تعمل خياطة حاجياتها وتجهزت للعودة إلى بيتها بعد يوم من العمل الشاق المضني ،



مشت روزا في الشارع تحتضن حقيبتها مستمدة منها بعض الدفء اللذيذ .


التفتت يمنة ويسرة ثم عبرت الطريق ووقفت تنتظر الحافلة كي تقلها إلى وجهتها ،



وأثناء وقوفها الذي استمر لدقائق عشر كانت (روزا) تشاهد في ألم منظر مألوف في أمريكا آنذاك ، وهو قيام الرجل الأسود من كرسيه ليجلس مكانه رجل أبيض ! .


لم يكن هذا السلوك وقتها نابعا من روح أخوية ، أو لمسة حضارية ،



بل لأن القانون الأمريكي آنذاك كان يمنع منعا باتا جلوس الرجل الأسود وسيده الأبيض واقف .




حتى وإن كانت الجالسة امرأة سوداء عجوز وكان الواقف شاب أبيض في عنفوان شبابه ،



فتلك مخالفة تُغرم عليها المرأة العجوز !! .

وكان مشهورا وقتها أن تجد لوحة معلقة على باب أحد المحال التجارية أو المطاعم مكتوب عليها




( ممنوع دخول القطط والكلاب والرجل الأسود) !!! .

كل تلك الممارسات العنصرية كانت تصيب (روزا) بحالة من الحزن والألم .. والغضب .

فإلى متى يعاملوا على أنهم هم الدون والأقل مكانة ...

لماذا يُحقرون ويُزدرون ويكونوا دائما في آخر الصفوف ، ويصنفوا سواء بسواء مع الحيوانات .

وعندما وقفت الحافلة استقلتها (روزا) وقد أبرمت في صدرها أمرا .



قلبت بصرها يمنة ويسرة فما أن وجدت مقعدا خاليا إلا وارتمت عليه وقد ضمت حقيبتها إلى صدرها




وجلست تراقب الطريق الذي تأكله الحافلة في هدوء .

إلى أن جاءت المحطة التالية ، وصعد الركاب وإذ بالحافلة ممتلئة ،



وبهدوء اتجه رجل ابيض إلى حيث تجلس (روزا) منتظرا أن تفسح له المجال ، لكنها ويا للعجب !!



نظرت له في لامبالاة وعادت لتطالع الطريق مرة أخرى !!!.

ثارت ثائرة الرجل الأبيض ،




واخذ الركاب البيض في سب (روزا) والتوعد لها إن لم تقم من فورها وتجلس الرجل الأبيض الواقف .



لكنها أبت وأصرت على موقفها ،



فما كان من سائق الحافلة أمام هذا الخرق الواضح للقانون إلا أن يتجه مباشرة إلى الشرطة



كي تحقق مع تلك المرأة السوداء التي أزعجت السادة البيض !!! .



وبالفعل تم التحقيق معها وتغريمها 15 دولار ، نظير تعديها على حقوق الغير !! .

وهنا انطلقت الشرارة في سماء أمريكا ، ثارت ثائرة السود بجميع الولايات ، وقرروا مقاطعة وسائل المواصلات ، والمطالبة بحقوقهم كبشر لهم حق الحياة والمعاملة الكريمة .

استمرت حالة الغليان مدة كبيرة ، امتدت لـ 381 يوما ، وأصابت أمريكا بصداع مزمن .

وفي النهاية خرجت المحكمة بحكمها الذي نصر روزاباركس في محنتها. وتم إلغاء ذلك العرف الجائر وكثير من الأعراف والقوانين العنصرية .



وفي 27 أكتوبر من عام 2001، بعد مرور 46 سنة على هذا الحادث ،



تم إحياء ذكرى الحادثة في التاريخ الأمريكي، حيث أعلن السيد ستيف هامب،



مدير متحف هنري فورد في مدينة ديربورن في ميتشيغن عن شراء الحافلة القديمة المهترئة



من موديل الأربعينات التي وقعت فيها حادثة السيدة روزا باركس



التي قدحت الزناد الذي دفع حركة الحقوق المدنية في أمريكا للاستيقاظ، بحيث تعدَّل وضع السود.



وقد تم شراء الحافلة بمبلغ 492 ألف دولار أمريكي.

و بعد أن بلغت روزاباركس الثمانين من العمر،


تذكر في كتاب صدر لها لاحقاً بعنوان القوة الهادئة عام 1994 بعضا مما اعتمل في مشاعرها آنذاك


فتقول : «في ذلك اليوم تذكرت أجدادي وآبائي، والتجأت إلى الله ، فأعطاني القوة التي يمنحها للمستضعفين


و في 24 أكتوبر عام 2005 احتشد الآلاف من المشيعين



الذين تجمعوا للمشاركة في جنازة روزاباركس رائدة الحقوق المدنية الأمريكية التي توفيت عن عمر يناهز 92 عاما.

يوم بكى فيه الآلاف وحضره رؤساء دول ونكس فيه علم أمريكا، وتم تكريمها بأن رقد جثمانها

بأحد مباني الكونجرس منذ وفاتها حتى دفنها وهو إجراء تكريمي لا يحظى به سوى الرؤساء والوجوه البارزة.

ولم يحظ بهذا الإجراء سوى 30 شخصا منذ عام 1852، ولم يكن منهم امرأة واحدة.

ماتت وعلى صدرها أعلى الأوسمة ، فقد حصلت على الوسام الرئاسي للحرية عام 1996، والوسام الذهبي للكونجرس عام 1999، وهو أعلى تكريم مدني في البلاد .

وفوق هذا وسام الحرية الذي أهدته لكل بني جنسها عبر كلمة (لا ) ..
أشهر (لا) في تاريخ أمريكا ..

كل حدث تاريخي جلل .. وكل موقف كبير مشرف ،


كان وراءه شخصية مبادرة تؤمن بقدرتها على قهر ما اصطلح الناس على تسميته بـ ( المستحيل ) ! .





روزا لويس باركس - (عاشت بين 4 فبراير 1913- 24 أكتوبر 2005)



فكيف يصبح المرء منا شخصية مبادرة ؟
كيف يمكن أن نصنع بأيدنا العالم الذي نحيا فيه ؟





 توقيع : سد الوادي


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة عجيبة لمعاق من أشهر المعاقين في تاريخ المسلمين.. تراتيــــل التربية الخاصة 3 12-07-2012 08:51 PM
أشهر الخيول والفرسان في تاريخ العرب.... فارس بني عمرو المواضيع العامة والإخبارية 6 08-22-2008 04:31 PM
تاريخ لاعب يفوق تاريخ النادي المنافس عذب السجايا الساحة الرياضيّة 29 09-27-2007 02:31 PM
أسماء أشهر اللاعبين كاملة & مع تاريخ ميلادهم... ظافر العمري الساحة الرياضيّة 2 02-20-2007 12:23 AM
أشهر قصائد مزهر الثرباني راعي الشقحى الشعر الجنوبي للطرح الذاتي 11 08-31-2003 07:19 PM


الساعة الآن 10:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir