تمكن أمراء عسير في القرن الثالث عشر الهجري من توسيع نفوذهم إلى أماكن واسعة من جنوب الجزيرة العربية، يدعمهم في ذلك قوة قبائلهم وخشيتهم من التدخل الأجنبي في شؤونهم وشؤون البلاد المجاورة لهم.
ومن المعارك الكبيرة التي خاضها الأمير عايض بن مرعي اليزيدي معركة (ميلمة). وقد كانت على أثر نقض قبائل همدان لمعاهدتهم مع الأمير عايض. وقد وقعت هذه المعركة في عام 1262هـ بين قوات الأمير عايض بن مرعي المكونة من قبائل جنوبية متعددة وبين الكثير من قبائل همدان (قبائل سحار وبنو جماعة وبادية يام وغيرهم).
وقصة هذه المعركة أن الأمير عايض بن مرعي واثناء صراعة مع الأتراك والمصريين، الذين كانوا يحاولون الاستيلاء على المنطقة، حاولت الكثير من القبائل الانتقاض على حكمة في تلك الفترة. فعمل على اعادة الكثير من تلك القبائل إلى سلطته.
فبعد أن عاهد رؤساء قبائل همدان ووادعة وقبائل باقم وصعدة والواعظات الأمير عايض على السمع والطاعة واقامة شرائع الإسلام، نكث بعضهم البيعة، فجهز لهم جيش كبير قاده بنفسه.
وأثناء تقدم تلك القوات مرت على بعض قبائل قحطان، فخشيوا من بطش الأمير، ربما بسبب عدم تجهيز بعضهم قوة للمشاركة في تلك المعارك، فقال شاعر من قحطان مخاطباً الأمير عايض على اثر مرور قواته ببلاد سنحان:
يا المقدم ليس هو حق عليك**تصفا أهل الوقـوع البينـة
ترى قحطان سيفك في يديك**مثل شومـان مـال عينـة
(شومان: سيوف من سيوف الأمير عايض بن مرعي)
ووقعت بين الطرفين معارك عديدة ومنها معركة (ميلمة) حيث قتل عدد كبير من تلك القبائل، واعادهم للطاعة والجهاد ودفع الزكاة والانقياد للشريعة واقامة مدارس للتوحيد اسوة بقبائل قحطان، واخذ منهم ما يقارب اربعين رهينة.
يقول الشاعر معني الناجحي المغيدي في هذه المعركة:
درك من همدان تسع مية مخـدم**واسلم ابن مقيت واعطانا الرهاين
منقول للكاتب نصر=د/عبد الرحمن عبدالله حامد