الحــــــرية اللـــــتي يـطــلـبـها البــــــعـض !!!
الحــــــرية اللـــــتي يـطــلـبـها البــــــعـض !!!
تذكرون قصة ذلك العصفور الحكيم الذي فرّ من قفصه الذهبي ثم أنشد
حريتي أغلى من الذهب!
وصدق ذلك العصفور …
لكن…!
لو كان الذي فتح باب القفص هو قط سمين فأيهما سيعشق العصفور الحرية أو الحياة؟!
ولو كان الذي فتح باب القفص مجموعة من الصبية يريدون أن يعبثوا به وينتفوا ريشه ويطلوا جسمه الرشيق بألوان الطيف فأيهما سيعشق العصفور الحرية أو الكرامة؟!
ولو فرضنا جدلاً أن لهذا العصفور أفراخاً صغاراً زغب الحواصل فأيهما سيختار العصفور الحرية أو الأمومة!
هذا المثال الذي يبدو في ظاهره أنه ساذج وبسيط يعكس شيئاً من واقع الأسرة إذا تعاملت مع قضية الخروج من المنزل بمنطق الحرية الشخصية فقط.!
إن الحرية المطلقة لوحدها ليست سر الخلاص ومفتاح السعادة بل هي واحدة من مكوناتهما الأساسية إذا أحسن فهمها ثم أحسن استخدامها ثم أحسن مزجها مع المبادئ الأخرى التي بمجموعها تبني المجتمعات ولا تهدمها!
إن الغلو في تمجيد الحرية الشخصية داخل المجموعات سيؤدي حتماً إلى استعباد الآخرين أو في مصادرة حريتهم على أقل تقدير.
ومهما اختلفت العقول حول تحديد هذه المبادئ التي لابد أن تحكم الحرية إلا أن الفطرة السوية لن تختلف بين الأسوياء… وإذا كان الذي فطر الناس هو الله سبحانه تعالى فالذي يجب أن يشرع لهم هو الله وإذا أختلف المشرع عن الفاطر فثمّ التمزق ،،،،،،،،،،
|