الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
حسن الظن خلق نبيل نفتقر إليه
السلام عليكم و رحمة اللـــــــــــــــــــه و بركاته ,,
" عمل شيخ مصري مدرسا بالأزهر , و كان لا يعرف من الدنيا إلا الجامع الأزهر الذي يدرس فيه و البيت القريب الذي يسكنه و الطريق بينهما , فلما طالت عليه المدة , و علت به السن , و اعتلت منه الصحة , احتاج إلى الراحة , فألزمه الطبيب بها , و أشار عليه أن يبتعد عن جو العمل و عن مكانه , و أن ينشد الهدوء في البساتين و الرياض و على شط النيل. فخرج فاستوقف عربة , و لم تك يومئذ السيارات , و قال له : خذني يا ولدي إلى مكان جميل أتفرج فيه و أستريح . و كان صاحب العربة (العربجي) خبيثا فأخذه إلى طرف الأزبكية , حيث كانت بيوت المومسات, و قال : يا ولدي لقد قرب المغرب فأين أصلي ؟ خذني أولا إلى المسجد . قال : هذا هو المسجد. و كان الباب مفتوحا, و صاحبة الدار قاعدة على الحال التي يكون عليها مثلها. فلما رآها غض بصره عنها, و رأى كرسيا فقعد عليه ينتظر الأذان و هي تنظر إلي, لا تدري ما أدخله عليها , و ليس من رواد منزلها و لا تجرؤ أن تسأله, منعتها بقية حياء قد يوجد أمام أهل الصلاح حتى عند المومسات , و هو يسبح و ينظر في ساعته , حتى سمع آذان المغرب من بعيد فقال لها : أين المؤذن ؟ لماذا لا يؤذن و قد دخل الوقت؟ هل أنت بنته؟ فسكتت. فانتظر قليلا ثم قال: يا بنتي المغرب غريب لا يجوز تأخيره, و ما أرى هنا أحدا, فإن كنت متوضئة فصلي ورائي , تكن جماعة . و أذن , و أراد أن يقيم و هو لا يلتفت إليها, فلم يحس منها حركة . قال : مالك؟ ألست على وضوء؟ فاستيقظ إيمانه دفعة واحدة , و نسيت ما هي فيه, و عادت إلى أيامها الخوالي, أيام كانت فتاة عفيفة طاهرة , بعيدة عن الإثم. و راحت تبكي و تنشج, ثم ألقت بنفسها على قدميه .... فدهش و لم يدر كيف يواسيها و هو لا يريد أن ينظر إليها أو أن يمسها.. و قصت عليه قصتها , و رأى من ندمها و صحة توبتها ما أيقن معه صدقها فيها , فقــــال : اسمعي يا بنتي ما يقوله رب العالمين.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله , إن الله يغفر الذنوب جميعا ) جميعا يا ابنتي جميعا , إن باب النوبة مفتوح لكل عاص, و هو واسع يدخلون منه فيتسع لهم, مهما ثقل حملهم من الآثام, حتى الكفر فمن كفر بعد إيمانه ثم تاب قبل أن تأتيه ساعة الاحتضار , و كان صادقا في توبته, و جدد إسلامه فإن الله يقبله. الله يا بنتي أكرم الأكرمين , فهل سمعت بكريم يغلق بابه في وجه من يقصده و يلجأ إليه معتمدا عليه ؟ قومي اغتسلي و ابسي الثوب الساتر , اغسلي جلدك بالماء و قلبك بالتوبة و الندم , و أقبلي على الله و أنا منتظرك هنا , لا تبطئي لئلا تفوتنا صلاة المغرب . ففعلت ما قال و خرجت إليه بثوب جديد و قلب جديد , و وقفت خلفه و صلت صلاة ذاقت حلاوتها و نقت الصلاة قلبها. قلما انقضت الصلاة قال لها : هلمي اذهبي معي و حاولي أن تقطعي كل رابطة تربطك بهذا المكان و من فيه , و أن تمحي من ذاكرتك كل أثر لهذه المدة التي قضيتها فيه, و داومي على استغفار الله , و الإكثار من الصالحات, فليس الزنا بأكبر من الكفر , و هند التي كانت كافرة , و كانت عدوا لرسول الله , و حاولت أن تأكل كبد عمه حمزة, لما صدقت التوبة صارت من صالحات المؤمنات و صرنا نقول : رضي الله عنها . و أخذها إلى دار فيها نسوة ديِنات , ثم زوجها ببعض من رضي الزواج بها من صالحي المسلمين , و أوصاه خيرا بها . " ,,,,,,,,,,, عندما قرأت هذه القصة الجميلة , أكبرت في هذا الشيخ حسن ظنه و نيته الطيبة , أحسست بتفاؤله , و حبه لفعل الخير , و علمت أننا كثيرا ما نعتقد بأننا محقون في نظرتنا لكثير من الأمور مع أننا لسنا كذلك ! تخيلوا بأنكم أنتم من كنتم مكان الشيخ و أن شخصا " حقيرا " رماكم إلى مثل هذا المكان المشبوه من دون علمكم , ثم ترون مثلما رأى هذا الشيخ ؟ كيف ستكون ردة فعلكم ؟ شخصيا : في البداية سأشتم الرجل و سأدعو عليه ( لاحظوا الشيخ لم يشغل باله بما حصل بل اهتم بما هو حاصل الآن !) , ثم سأرمي نظرة استحقار لهذه المرأة , و بعدها سأبحث عن شخص ليعيدني إلى حيث كنت ببساطة . و لن أصنع من الليمون شرابا حلوا , بل سأجعله أكثر حموضة و سأزيده من عندي مرارة !! ,,, نحن لم نتعلم كيف نكون مؤثرين , كل همنا هو النجاة بأنفسنا , و لا نشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا , و أننا كنا خير أمة , نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر , بل إننا نعيب على الناصح , و نعتبره يتعدى على حرياتنا الشخصية , و نعتقد اعتقادا راسخا بأن محاولتنا لثني أحدهم عن فعل سيء يفعله هو تدخل في حياته الخاصة , و ضد ( الإتيكيت ) ! ,,, نحن لم نتعلم كيف نحسن الظن في الناس , الشيخ رأى هذه المرأة بمنظرها الخالي من الحياء و مع ذلك دعاها للصلاة معه , و بإمكاني أن أقول أن ما جعل تلك المرأة تتوب إلى الله هو حسن ظن هذا الشيخ بها ! تخيلوا معي الآن لو أن الشيخ قام بسبها و نهرها , ترى هل كانت ستتوب ؟ لا يمكن لأحد الجزم بأي شيء ! حسن الظن خلق نبيل نفتقر إليه في كثييير من نواحي حياتنا , نحن لا نثق بآبائنا و لا معلمينا و لا حكامنا و لا علمائنا و لا حتى أطفالنا , نحن باختصار لا نثق بأحد , نعيش في برج عاجي و نعتبر الجميع على خطأ و نحن فقط على صواب , في يوم من الأيام سمعت أختي الصغيرة تحلف كذبا بالله فغضبت كثيرا و قررت أن أواجهها , و عندما كلمتها في الأمر أنكرت و حلفت بالله أنها لم تحلف كذبا و بدأت بالبكاء ! أحسست حينها بخطأ جسيم ارتكبته , فأنا باختصار لم أثق فيها ! ثم حاولت بعد ذلك تدارك خطأي و قلت لها بأنني ( متأكدة أنك مستحيل تحلفين كذب , بس أنا خفت لأني أحبك و ما أبيك تسويين كذا ) و تأسفت لها و جعلت الخطأ خطأي أنا , و منحتها الثقة الكاملة فما حلفت من بعد ذلك اليوم كذبا أبدا ! لنحسن الظن بالناس و سنرى كيف ستكون الأمور خاتما بأصابعنا ! ,,, ملاحظة : القصة منقولة من كتاب بتصرف بسيط . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
آخر ما توصلت إليه التقنية | الرافعيB | الإتصالات والفضائيات | 15 | 09-01-2009 04:33 PM |
رسآلتي إليكِ ..وبعضهآ إليه ..} | ♥ غلا روحي ♥ | رياض الصالحين | 6 | 08-28-2009 03:54 AM |
تعالي نبدأ الرحلـة | سعيد العمري | عطر الكلمات | 2 | 04-19-2003 12:47 AM |
من هنا نبدأ | Lovely Dream | كمبيوتر | 3 | 03-20-2003 03:19 AM |