«زهدوا» في سرقة الكيابل فاقتلعوا «عيون القطط»

«زهدوا» في سرقة الكيابل فاقتلعوا «عيون القطط»

عكاظ (جدة) خالد نامس (جازان)
«عيون القطط» العاكسة للإضاءة والتي تنير للسائقين مساراتهم ليلاً اصبحت خياراً مفضلاً للصوص بعد ان تعرض عدد منهم للموت صعقاً اثناء محاولاتهم سرقة كيابل كهربائية واسلاك نحاسية.. كما ان كثرة المشتغلين بهذه السرقات جعلتها اقل جاذبية من حيث العائد. هذا التحول في توجهات اللصوص ليس اعتباطياً كما يتصور البعض فهؤلاء السارقون ينطلقون وفق دراية مسبقة بمتطلبات السوق.. وقانون العرض والطلب.. بل ويتحركون بسرعة تفوق خفة أياديهم في اوقات "الندرة" لانتهاز فرصة خلو الأسواق من سلعة معينة للحصول عليها مهما تكلف الأمر حتى بالمجازفة بحياتهم وعليه يخطئ من يظن ان اللصوص يتحركون عشوائياً لسرقة ما يصادفهم لأنهم يتجاهلون سرقة كثير من الاغراض السائبة ليس لأمانتهم وانما لعدم جدواها التسويقية.
انتهازية اللصوص
ويرى كثير من المهتمين والمتابعين لوقائع السرقات ان اللصوص اصحاب رؤية اقتصادية انتهازية لأبعد الحدود مستدلين على ذلك بأنه حيث ما كانت الندرة او تزايد الطلب على سلعة ما تظهر عصابات السرقة والتهريب.
اكتشف اللصوص مؤخراً ان "عيون القطط" اصبحت تدر ذهباً من خلال رصدهم لتصاعد اسعار الحديد عالمياً ومن ثم لجأوا لاقتلاعها من مسارات الطرق النائية حيث فوجئ مستخدمو الطريق العام الذي يربط السهى بالمقالي وطريق المقالي ديحمه باختفائها.
يقول: احمد عسر وهو احد مستخدمي الطريق اثناء مروري ليلاً شاهدت عيون القطط وهي ترسل اشعتها المعكوسة لكنني فوجئت باختفائها مساء اليوم التالي حيث بدا الطريق مظلماً.
اختفاء العيون
ويضيف: ظننت حينها ان الشركة المنفذة للمشروع تعتزم تحسين الطريق ولهذا قامت بخلعها تمهيداً لاستبدالها بأخرى جديدة غير ان تلك العواكس بدأت بالتلاشي تدريجياً حتى شملت الطريق بأكمله عندها عرفت اثناء حديث جرى في احد المجالس ان اللصوص سرقوها لثقل وزنها وقيمتها النقدية.
فيما يشير كل من علي مساوي وعلي هلمان الى ان اللصوص ظلوا يواصلون سرقة عيون القطط على امتداد الطريق حتى نظفوه تماماً من العواكس.
شكاوى السفلتة
من جانبه قال مقاول مشروع سفلتة طرق السهى الذي كان متواجداً اثناء تركيب مجموعات من "عيون القطط" على طريق ديحمه- الصوارمه انهم يعانون من سرقات عيون القطط مشيراً الى ان القطع العاكسة التي تم تركيبها على الطرقات قبل اسابيع اختفت تماماً.
واضاف: ان الشركة اعدت تقريراً شاملاً عن الحادثة وسلمته للادارة تمهيداً لإحالته الى ادارة النقل والطرق.