الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
قراءة حول ضحايا الرادكالية..!!
إن المتتبع لمستوى التطرف والرجعية في مجتمعنا المعاصر قد تتجلى له أسباب واستناجات عدّة.. يعزى إلى أهمها الحال الذي آل اليه شباب المجتمع وتخلّف مسيرته الحضارية .. وتقهقره الفكري .. حتى صار المجتمع بين قوسي التطرف .. أو الأنفراط والسلوك المنحرف ..
أهم ما يمكن قراءته حول ذلك مايلي .. 1- القابلية للتغيير الفكري لدينا سهلة، سواء أكان التغيير نحو التزمت الديني أو مايعرف علميا بالرداكالية أو الانغلاق الفكري والرجعيّة...وهو مانطلق عليه في السعودية "الطواعة" أو نحو الاعتدال الذي يمكن تسميته -تقريباً وليس قطعاً- بالليبرالية وهو تغيير -في الغالب- يكون بعد تجربة مؤلمة وهناك من يصل إلى ذلك دون المرور بهذه المرحلة. ومن نافلة القول أن أشير إلى أنه ربما يكون من المحتمل أن الليبراليين ذوي العوارض كانوا ذات يوم من أهل اللحى، ولكن لأسباب نفسية واجتماعية بحته لم يشأوا حلق اللحية نهائياً، في حين أن البعض لم تعد تعنيه هذه المجاملات الاجتماعية في مظهره الشخصي ففعل مايرتاح له هو. وقد تكون هناك عوامل تساهم في التسريع بهذا التغيير كالمرحلة العمرية، فالشباب والمراهقون أسرع وأعنف بسبب طبيعة المرحلة وهذا ما يجعلهم عرضة لتبني أي فكر مدعوم وله أنصار أقوياء وبارزون. وكذلك العوامل النفسية والاجتماعية التي يمر بها الشخص تلعب دوراً مهما في مدى تقبل الشخص للأفكار الجديدة ولاسيما مايمكن لي تسميته الصدمة الحضارية في الانتقال من مجتمع صغير كالقرية إلى مجتمع كبير ومنوع في المدينة والتجمعات الحضرية مما يترك أثرا على العقل الغظ الذي ينبهر بالجديد وسرعان ما يتبناه وينسجم معه تحت تأثير نفسي مؤقت 2- كثير من الشباب الرديكاليين (المطاوعة) هم ضحايا، وربما ليس لهم إرادة فيما هم فيه من حال. بعضهم يكون نشأ في بيئة منغلقة فأبوه وإخوته وأقاربه كذلك وبالتالي نشأ مثلهم وتأثر بحياتهم؛ وبعضهم يكون مدفوعاً لذلك بسبب محاكاته لشخص معجب به من معلم أو قريب يكون رايدكاليا والبعض يكون قد تمحور فكره تحت تأثير ظروف صعبة كالتي مر بها كثيرون أثناء حرب الخليج، وقد تكون ظروفا شخصية. هؤلاء يعتقدون أنهم على منهج صحيح وكل معلوماتهم تشير إلى صحة تصرفاتهم بحسب تربية معينة؛ هؤلاء هم ضحايا ومساكين ويجب علينا العطف عليهم والرأفة بحالهم ومساعدتهم لإنقاذهم من هذه الهوة التي هم فيها. هناك فئة أخرى هي التي تلام وتستحق العتب وهم المنظرون والحركيون الذين يقودون هؤلاء الشباب، وهم المطلعين على خطأ بعض التصرفات ولكنهم يزينونها عن قصد ولأهداف غير نبيلة في الغالب. 3- الشكل الخارجي للشخص مهم وليس مجرد قشر كما يعتقد البعض، فبمجرد تغير شكل الابن أو الأخ أو القريب ليس فقط من حيث تقصير الثوب وإطالة اللحية، بل في الانقباض والانطواء على ذاته شكلياً، فهو يصر يديه بشكل معين ويطرق برأسه ويبرم شماغه على رقبته بطريقة تظهره خانعاً مسلوباً. ثم إن لغته غير واضحة وتكثر فيها الهمهمة والتردد، ويقل ضحكه ومزحه حيث يتجه للصرامة والجد طوال وقته. هذه سمات شكلية تعني أن هذا الشخص بدأ يتقوقع على ذاته ويعتزل العالم وهي خطوة في طريق تزهيدي لكي لايرى الناس بعين واضحة. بل إنه لايرى الطبيعة جميلة كما خلقها الله، ولايرى جمال من حوله من الناس أو من المنجزات؛ إنه منشغل في ذاته التي انغلقت على نفسها بشكل معين فلا يقرأ ولايتابع ولايشاهد إلا للمساحة التي هو فيها ولايتحرك إلا في هذا النطاق المحدود. 4- حجب العقل عن التفكير هي الطريقة الرئيسية التي تمارس على الضحايا من أتباع الرديكاليين؛ فالأتباع فقط يصغون وينفذون، بل إن طريقة التعامل توضح كيف أن الأمور تعرض بطريقة قطعية وجازمة وقوية لاتقبل النقاش ولا التردد، ولايسع التابع سوى التنفيذ حتى في مسائل الأكل والشرب وغيرها من الأمور اليسيرة. الهدف هو حجب التفكير ليتحول الذهن إلى آلة تتم برمجتها وهي فقط تقوم بتنفيذ الأمر أو الطلب بحسب البرمجة دون أي خطأ محتمل. وحينما يبدأ الطالب أو التابع يسأل وينتقد أو يحاول الاعتراض فإنه سيكون عبئاً لابد من ترويضه للطاعة أو التخلص منه. 5- المراكز الصيفية والأنشطة بعد الدوام المدرسي والمخيمات الخارجية ومكتبات المساجد تتضمن خطة مصممة بحرفية لتجنيد الطلاب لأغراض معينة؛ وهدفها الأساسي الخفي هو إعداد جيل مطيع ينفذ ما يقال له. الشعار المعلن هو حفظ الشباب من الضياع في الشوارع، ومساعدتهم على حفظ القرآن الكريم؛ والأهل يعجبهم هذا الشعار ويستجيبون له؛ لاسيما وأن البديل في نظر الأهل هو ( الصياعة ) في الشوارع. ربما يكون الأهل مشغولون بكثرة الأطفال أو بالأعمال التي لاتسمح لهم بالجلوس مع أبنائهم؛ لهذا يفرحون بمن يرعاهم؛ ولهذا فهم يشعرون بأنهم مدينون للمراكز الصيفية والأنشطة بالكثير لأنهم قاموا برعاية أبنائهم بالنيابة عنهم وبدون مقابل هذا هو مايعتقده كثيرون ممن لايعرفون خبايا الأمور؛ ولكن الواقع هو أن حفظ القرآن مثلاً ليس إلا أمر ثانوي، لقد عملت في مكتبة وأعرف ذلك، هو لإشغال الطلاب وإرضاء أهاليهم، في حين أن الأمر المهم هو الدروس التي يعطون والتعليمات التي يجب عليهم تنفيذها. في الأنشطة خارج المدرسة لايلاحظ الزائر شيئاً مشبوهاً، سيجد أن الطلاب لديهم برنامج لعب كرة وبرنامج مزح ونكت ولكن هذه أشياء ليست إلا ثانوية في نظر المخططين، المهم هو اللقاء بالضيف؛ والطلاب أنفسهم لايعلمون عن ذلك. المهم هو تلك التعليمات التي تُعطى للطلاب أثناء ممارستهم لأي نشاط فيطيعوا المشرف دون سؤال. هناك خطة لتدريب عقول الطلاب للتحول من السؤال إلى التلقي ثم التنفيذ؛ وحينما تتحقق هذه الغاية التي يصبح فيها الشخص أداة يسهل تحريكها فإنه سيترقى وسينال حظوة لاينالها ذلك الشخص كثير الأسئلة وخير مثال توضيحي يمكن أن أسوقه هنا هو أن الذين اشتركوا في تفجيرات سبتمبر 11 من السعودية، اعترف أهلهم من خلال المقابلات أنهم لم يكونوا يعرفوا أين أولادهم، والبعض يعتقد أن ابنه في المدينة الفلانية يدرس أو يتعلم.. بعضهم كانت أسرته كبيرة وبعضهم تاجر مما يعني أنهم مشغولون عن هؤلاء الأبناء انشغالاً كلياً وبالتأكيد إنهم سيشكرون من سيرعى أبناءهم نيابة عنهم دون أن يعوا أن هذا الذي يرعاهم إنما هو يجندهم لتأدية غرض ربما يكون شبيهاً بما حصل في سبتمبر تحت شعارات حركية ألفتها الشخصية/الضحية. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ضحايا الزئبق الأحمر | بدر بن جاري | المواضيع العامة والإخبارية | 1 | 04-17-2009 12:17 PM |
ضحايا الوهم | الحيراان | مواضيع الحوار والنقاش | 2 | 08-08-2008 03:24 PM |
ضحايا الإنترنت | فارس2000 | منتدى القصص والروايات | 1 | 06-06-2007 05:38 PM |
ضحايا الإنترنت | حبيب ال طلحة | منتدى القصص والروايات | 0 | 04-03-2006 11:38 PM |