كلمة حق وذب عن أخينا قاضي بني عمرو

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
إخواني هذا الموضوع تعقيباً على ما كتبه الأخ غرمان بن مسعود وعلق عليه الأخوة من بعده . والحقيقة إنني مستغرب من طرح وعرض هذا الموضوع في هذا المنبر الذي لم نر فيه إلا كل ما هو مفيد وبنّاء وكل ما يسمو بأهل المنطقة ويعبّر عن وعيهم وثقافتهم وشهامتهم والذي نعتز به جميعاً ونشكر القائمين عليه والذي يمثل قبيلتنا بني عمرو بن حجر التي عرفت بكل خير فلا تجعلوه مكان للإساءة لإخوانكم مهما كانوا وأينما كانوا , وكنت أتمنى من الأخوة المرقبين إلغاء هذا الموضوع والذي قد يؤثر سلباً لا إيجاباً .
أنا هنا لا أشارك بردي هذا دفاعاً عن القاضي أو كراهية لأحد من الأخوة وإنما من بــــــاب ( أنصر أخاك ) وكذلك من باب ( حسن الظن ) فإن من الواجب علينا أن نحجم عن الكتابة والخوض في مثل هذه المواضيع التي تمس أهل العلم علماء ومشايخ ودعاة وقضاة وطلبة علم فلحومهم مرة ولا يجوز لنا تجاههم إلا الدعاء لهم والاستفادة من علمهم والأخذ بأرائهم والنصح لهم ( قال الرسول صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولأِئمة المسلمين وعامتهم ) وأود أن أوضح هنا بعض الأمور ألا وهي :
أولاً : ليعلم من يتكلم عن تأخر القاضي عن الدوام بأن القاضي ليس موظفاً عادياً ولا مدير إدارة حتى يتواجد في مكتبه الساعة السابعة والنصف صباحاً وقد صرح بذلك معالي وزير العدل في جريدة الوطن قبل أيام قليلة ومعلوم أن وزارة العدل هي الجهة المسئولة عن القضاة , وليعلم أن القاضي لا يجلس في مجلس القضاء عندما يكون غضباناً أو مريضاً أو جائعاً لما يترتب على ذلك من عدم تركيزه وتشتيت فكره بعيداً عن ما يدور في القضية المنظورة لديه , ثم إن القاضي غالباً ما يقضي جل لياليه في دراسة المعاملات والقضايا التي سوف تطرح بين يديه لنظرها في اليوم الثاني حتى يكون ملماً مدركاً للقضية من جميع الجوانب ليُناقش أطرافها وهو على بينة ودراية كافية بها ليصدر فيها الحكم الشرعي العادل وأود التنبيه بأننا لاحظنا بقاء القاضي مرّات كثيرة في مكتبه حتى صلاة العصر وأعتقد أن الدوام الرسمي ينتهي الساعة الثانية والنصف وذلك لقضاء كثير من مصالح الناس من وكالات وضبط قضايا ووقوف على أراضي المواطنين الذي يطلبون حجج استحكام عليها وأنا شاهد على ذلك , وأكثرنا في ذلك الوقت صار نائم بفراشه .
ثانياً: ليعلم من يقول أن القاضي يتأخر في أداء الصلاة فأنا وأنتم ليس لدينا القدرة والعلم الكافي لنخوض في هذا الموضوع ثم إني أطرح هنا تساؤلاً ألا وهو( هل صلى القاضي بعد خروج وقت الصلاة أم أنه صلى في الوقت سواءً في أول الوقت أو أوسطه أو آخره ؟ ) فنبينا صلى الله عليه وسلم صلى في أول الوقت وفي آخره وقال: ( مابينهما صلاة ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم , فلا تتكلموا بما لا تعلموا ولا تخوضوا في أمور هو أعلم بها منا ثم إنه ليس لنا محاسبته أو غيره فهذا دينه وهذه صلاته وهي له وسوف يُسأل عنها أول ما يكون بين يدي الله عز وجل وأنا أجزم أنه لا احد من العلماء والمشايخ بالمنطقة أو غيرها يقول بأن صلاته غير صحيحة أو غير جائزة أو في غير وقتها والذي أعرفه أنه يقسم الوقت إلى ثلاثة أقسام أوله ووسطه وآخره ويصلي في أوله , ثم إن كلام من يقول بأنه يترك صلاة الجمعة ويذهب للبر للنزهة مصطحباً عائلته لا يعقل لأن رجلاً يصلي كل الصلوات لن يترك صلاة الجمعة وفضلها وأما مسألة السلاح الشخصي فكل الناس لديها سلاح شخصي ومن هيبة القاضي أن يكون لديه سلاح شخصي ومن حقه نظاماً , وأما كونه إرهابياً فالذي أعرفه غير ذلك .
ثالثاً: ليعلم من يقول بان القاضي يتكلم على مراجعيه ويستهتر بهم بأن هذا الكلام غير منطقي وغير صحيح والواقع خلافه وقد سمعته وهو يوجه الموظفين لديه بإكرام كبار السن وتسهيل إجراءاتهم , والفكرة التي عنده هي أن أهل الجنوب لا زالوا على شهامتهم ويمتعون بالصفات العربية الأصيلة من الكرم والشجاعة وغير ذلك. وأما معنى بعض الأسماء في المنطقة فإن النبي صلى الله عليه وسلم غيّر بعض أسماء الصحابة رضي الله عنهم والاسم الشاذ قليل عندنا كما هو الحال في المناطق الأخرى و ولا يعتبر هذا من الاستهتار وقد عرف عن هذا القاضي سعة صدره ولطفه مع مراجعيه وقد عرفت ذلك من مراجعتي له مرات كثيرة ولاحظت أنه يحب اللطف مع المراجعين وقد يستفز بعضهم ممن لهم دعاوى منظورة لديه لعله يحصل ما يخدم القضية ويوضح له بعض الحقائق التي لا أعيها أنا وأنتم وهذه من السياسة الشرعية وأهالي منطقتنا لم يتعودوا على ذلك فيقعون في سوء الفهم وقد بدر من بعضهم أخطاء على القاضي في مكتبه أمامي وما كان منه إلا العفو والصفح ولم ينتقم لنفسه وأتحدى أحداً من مراجعيه بأن يقول أنه تم إيقافه من قبل القاضي في شيء من ذلك مع أنه من حقه .
رابعاً: ليعلم من يقول أن القاضي يسأل النساء ويدقق في ذلك أن ذلك من حقه فله أن يكلمهن ويسألهن ويتحقق منهن ويبين لهن بعض الأمور التي تخصهن أما أن يكون قصده من ذلك ما أشرتم إليه فحاشا لله , واتقوا الله لقد قلتم أمراً عظيماً فنيته لا يعلمها إلا الله , وأورد لكم قصة حول هذا الموضوع وقعت بالمحكمة قبل سنوات فقد قام أحد أهالي بني عمرو بإحضار إحدى النساء من قريته على إنها أخته ومعه شاهدين من جماعته على أن هذه المرأة هي أخته لتتنازل له عن حصتها من أرث والدها حيلة منه للاستيلاء على حصة أخته حيث أنها رافضة للتنازل عن حصتها ولكن فطنة القاضي ومسألته لتلك المرأة والتدقيق في أمرها جعل الموضوع ينكشف على حقيقته وفي ذلك حفظ لحقوق النساء المهضومة في منطقتنا .
خامساً: ليعلم الجميع أن القاضي بشر ومن حقه أن يرفه عن نفسه وعن عائلته في منتزهات المنطقة الجميلة خاصة وانه لا يختلط بالناس حفاظاً على نزاهته وعدالته ومكانته الشرعية أم أنكم تريدون أن يُقفل على نفسه باب داره ولا يخرج منها .
سادساً: ليعلم الجميع أن لهذا القاضي مساعي طيّبة خيّرة في هذه المنطقة فقد قام بتبنّي وتنفيذ فكرة المستودع الخيري والذي ساهم في مساعدة الفقراء و المحتاجين بالمنطقة مساهمة كبيرة حيث أن هذا المستودع كانت ترد المساعدات له عن طريق القاضي حيث كتب للتجار وأهل الخير في الرياض والقصيم لدعم هذا المستودع فاستجابوا لذلك , ولكن هذا المستودع لم يدم طويلاً لعدم تفاعل تُجّارنا لدعمه والمساهمة في بقاءه بالمال وتوفير الموقع المناسب له .
سابعاً: ليعلم الجميع أن لهذا القاضي دور في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة جزاه الله خيراً وهو ما يجب على كل منا فقد حد من تجمعات الشباب بالشارع العام ورفع صوت الأغاني الماجنة والتراقص عليها وهذا دخيل علينا و لا يليق بنا وبشبابنا الموحد وبمنطقتنا ذات العادات والتقاليد الحميدة وقام جزاه الله خيراً بمعاقبتهم فكانوا عبره لمن تسوّل له نفسه فعل ذلك من الشباب واسألوا الشباب عن ذلك.
أخـــــــيراً:
لنعلم جميعاً أن من الواجب علينا ألا نكون ببغاوات نردد ما نسمع ونتحدث به ونزيد, فالله عز وجل يقول في محكم التنزيل يأيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنباءٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كفى بالمرء كذباً أن يُحدث بكل ما يسمع ) رواه مسلم. ثم إن كلامكم هذا هداكم الله من الغيبة والله عز وجل يقول في ذلك ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه.... الآية) . وقد سُئل المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الغيبة فقال ( ذكرك أخاك بما يكره فقيل له : فإن كان فيه ما نقول؟ قال صلى الله عليه وسلم : إن كان فيه ما قلت فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته ) , وفي نهاية هذا الموضوع أسأل الحي الذي لا يموت بأن يعين قاضينا لما فيه مصلحة منطقتنا وأن ينصر به الحق وأهله وأن يذل به والباطل وأهله وان يرزقه حسن القول والعمل وأن يكون خيراً مما نضن به وأن يغفر لنا وله الذنوب والزلل ختاماً أذكّر نفسي وإياكم ( رُب كلمة قالت لصاحبها دعني ) , ولنجعل هذا المنتدى حجة لنا لا حجة علينا , هذا ما أحببت توضيحه فإن أصبت فتوفيقاً من الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .

أستغفر الله... أستغفر الله... أستغفر الله
أستغفر الله وأتوب إليه