نملة وحيدة في مملكة الحزن!!

((بماذا تحس
وأنت بلا مأوى
كحجر متدحرج ، وحيد
دونما هدف. . .
ولا أحد يعرفك . . .
بماذا تحس؟))

وتحس بثقل فولاذي على صدرك .. بينما تبدأ نهارك بهذه الأغنية الكئيبة ينشدها بوب ديلان..

وصباح جدة الرمادي هاجم عليك بنواح مئات من طيور الصعو..

وهدير محركات السيارات في غابات من الشوارع الأسمنتية..

تسارع لإسكات المذياع .. لكنك تجد نفسك تردد كلمات أغنية بوب تلك كما لو كانت أغنية قلبك...

وعبثا تتخلص من مرارة الكلمات من فمك((بماذا تحس..وأنت بلا مأوى كحجر متدحرج..

وحيداً ودونما هدف .. ولاأحد يعرفك..بماذا تحس؟؟!!)).


تحس بأنك نملة وحيدة في مملكة الحزن!!..

تحس بأنك نملة وحيدة في مملكة الحزن!!..

تحس بأنك نملة وحيدة في مملكة الحزن!!..


وحتى إسكات المذياع لا يجدي مادمت عاجز عن إسكات صوتك الداخلي..

فتعود إلى ((سوا ـ راديو)) وتضغط زره.. تحمد الزمن لأن أغنية بوب ديلان انتهت!!

فتنطلق منك ضحكات هستيرية ضلت قابعة في داخلك بصمت تراقب الفصل الأخير

من مسرحية لعالم مجنون هذا هو عالمنا العالم المجنون..

الحزين حد الجنون..

والمضحك حتى الجنون!!..


أحياناً .. يراود عقلي سؤال هل هؤلاء الذين أراهم حول بشر من نسيج حي أم هم يا ترى

نسج من أشباح لأحفورات منقرضة تطاردها لعنة لساحرة من العالم الأخر..تعاقبهم بإعادتهم

لهذه الحياة حتى يتجرعوا سكرات من الموت البطيء .. مرات تلو مرات!!

الوطن في خطر العالم كله في خطر وهم يتلهون بالعبث..الساذج البليد!!


عفوا..لم اقصد أن أسمعكم هذا الصوت الكئيبة في أول مشاركة لي بعد غيبتي عنكم

أرجوكم أصدقائي..

لا تتوقفوا أمام هذه الطلاسم كثيراً ..!! فقط واصلوا السير مثل كل مرة!!

أخيراً ..

حذار من العيش في جدة وحيدا إذا كان قلبك نفس فصيلة قلبي ((عاشق حد الثمالة))!!

كل هذا الزحام لا يجدي ..

كل أولئك الذين يتدفقون أمام عينك كالشلال ينطفئون كالزبد..

مئات من المتاحف والشواطئ والملاهي لا تجدي..

ليست أكثر من سكين في القلب تزيد في وحدة أحزانك..

جدة مدينة تمنحك كل شيء إلا الأنس والرفقة الإنسانية..!!