الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
عطر الكلمات (خاص بالمنقول) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
الحلقة الاولى من خطوات
[خـطوات مؤلمة ::#
الألم ..هو مصطلح منطقي لـتعريف الحياة ..فمنذ وقت ليس ببعيد أدركت أن هذه الحروف مكانها الحقيقي بجانب كلمة الحياة .. فالأحلام الجميلة ..تفسدها الكوابيس والطموح العالي تفسده الظروف والحب العذري..يضع نهايته القدر بكل قسوة وظلم ..! الأطفال دائمين البكاء والشجار الأمهات ..دائمات ..الزعيق والوعيل ..والتذمر من الواجبات المنزلية الآباء..منهكون من عظم حجم المسؤولية الأبناء في غفلة ..سن مراهقة ..شغب صبياني ..ومن ثم ّ ..عواقب وخيمة وهذا ..كله فوق رؤوس الأهالي ..، الشمس تحتــرق لـتضيء الكون القمر يبقى ساهرا ً لا ينام ...ليهبنا بصيص من النور الأشجار تضحي وتستنشق ثاني أكسيد الكربون ..لتعطينا بكل حنان ورضا الأكسجين الأرض تحتمل وطأة أقدامنا ..ولا تصرخ ..تحتملنا ..وتحتملنا ..ونحن لا نكف عن البسوق عليها التراب ..يبعثر جزيئاته ..ويباعد بين تراكيبه ..ليكون حبيبات وذرات ..نصنع بها ما نشآء الكرة الأرضية بأكملها ..لا تكف عن الدوران ..لتراقصنا ..وتداعبنا ..ونحن لا نكف عن قذفها بالكرة ..وهي أعظم من ذلك بكثير .. البحر ..مصدر حياتنا يجعلنا نغوص به .. لتبلل بقطراته ..وننعته بصفة الغدر ..وهو لا يزال كاظم ..ويلاطم أمواجه ..كي لا ينفجر قهرا ً وغيضا ً ..من سلوكياتنا النجوم ..قد تستفرغ اشمئزازا ً ..من سذاجة الشعراء ..فهم لا يكفون ..عن الغزل بلمعانها .. وكأن الله لم يخلقها إلا لأجل ذلك ..!! إذن ..-عزيزي الإنسان- لست وحدك من يتألم ..فالأشياء المادية التي من حولنا تتألم حين نتألم من هزة زلازل ..وثورة بركان ..هو قبلها قد تألم منّا ..أو تألم لسبب آخر ..لا أعلم ..تماما ً ولا يهمني أن أعلم ..لكن ما أعلمه ..أنه تألم ...وأن كل العالم تتألم ..وأن الحياة معناها الخفي الألم ..وأن ثقب الأوزون سببه أنين البشر من الألم ..! وأن الله يهددنا بالألم ..فالنار ليست مرعبه ..إلا لأنها تحمل كمية ألم لا تطاق فأحمد ربك أننا نعيش في بوتقة الحياة بألم يطاق فهناك حيث اليوم الموعود ..لمن لم يحالفه الحظ ..ولم تشمله رحمة الله ..حينها سيتجرع الألم الذي لا يطاق .. فحمدا ً لك يا إلهي ..أني أعاني من ألم يطاق ..ولتحمني من الألم الذي لا يطاق . فالنبدا رحلتنا مع الألم بقصة استثناها خيالي اتجاه إفرازات الواقــع ..!! القصة تتمحور كلها عن الألم ..وكيف هو موجود ..في مهد الأطفال ..وخدر العذراء ..وعلى أسرة الملوك فهو لا يفرق بين جنس أو لون ..وحتى ُعرف ..وليس لديه طريق سوى قلوبنا لينصب به خيمته ..إنه الألم إنه الألم ( قبو وبضعة عناكب ) في ذلك القبو الذي حبست به..كانت أختها الصغيرة تهرع إليها كل ليله ..خلسة ً ..لتحضر لها رقائق الخبز .. كادت أنفاسها أن تتوقف ..حين سمعت الباب يحدث صريرا ً ...هي تكره صوته ..تعلم أنه أتى ليوسعها ضربا ً واهانة..وذلا ً ..ما هي إلا لحظات وقد تنفست الصعداء ..حين رأت أختها الصغيرة ..وشرائطها الحمراء الطويلة .تسبق دخولها "القبو" ذلك القبو الذي وضعها فيه رجل ..ممن يصنفون من ضعفاء النفوس ..وأن النسآء هم ملكي لأتاجر بهم وأقبض ثمن البيعة هو رجل من أولائك اللذين يمارسون الاضطهاد بسبب وبدون سبب ..هو رجل من أولائك الرجال لحظة ..أقصد أشباه رجال ..فالشهامة تقطن بعيد ا ً عنه ..شاء الزمن بأن تكون هي الضحية الخامسة عشر من الفتيات اللواتي رفضن الانصياع لأوامره المستفزة ..والمهينه ..وآثرت حياة الكرامة ..حيث يعتريها الجوع والضيم والعطش ..على العيش بذل وبطنها شبع ..ويغطي جسمها ريش النعام فكان مصيرها ..قبو شاركها السكنى به بضع عناكب بعينين لامعتان ..تسألها أختها الصغيرة .. -كيف حالك ِ اليوم ..؟ تـرد والأسى يتساقط مع حروفها -من الله بألف خير لا كن من عباده فلا ..! -أصبري ..أصبري ..فلابد ولهذا الأسر أن تتفكك أغلاله ..وتهنئين بالحرية .. -الحرية:لست أن أخرج من القبو ..هي أن أعيش بكرامة خارج حدود القبو ..،الحرية ليست العري من الأخلاق والتعري من التقاليد والأعراف ..الحرية هي ممارسة جزء من فكر الحرية ..هي ان أقول (نعم) ولا أقابل بالرفض ..وأن أقول (لا) ولا أقابل بالعقوبة . -يتوجب علي الذهاب قبل أن يشعر أحد .. امسكت بيد أختها الصغيرة ونظرت إلى عينيها وكأنها ستودعها للأبد .! سحبت أختها يدها ..وكأنها تقول ..لا ..لا تودعينني ..فسنبقى مع بعض سنبقى مع بعض خرجت مسرعه من القبو ..لم تصعد على الدرج ..بقت خلف الباب ..وقد جلست وضمت ركبتيها إلى صدرها ..وباتت تخنق عبرتها .. هي ..علمت بوجودها ..فقد انطبق الباب على شريطة من شرائطها الساتان الطويلة . اقتربت أكثر من الباب ..وهمست وهي توجه موجات صوتها نحوها .. أخيتي الصغيرة ..لا تحزني ..إني أرى شبح الموت ..كل يوم يزوروني ..ويسألني هل تريدين الموت ..فألوح له ليمضي ..لكنني لا أضمن نفسي بأن ألوح له غدا ً ..لربما أبقيته داخل القبو ..ومددت أذرعي ..نحوه انفجرت بكاء ً أختها الصغيرة ..وبدأت دموعها تنهمر بغزارة ..وحرقة وألم ..قابضة بيديها الصغيرتان فستانها ..الذي لم تعد ترغب ارتداءه ..فهي أدركت أن أختها تحتضر ..دفعت الباب بكل قهر ..رمت بنفسها على جسد أختها ..لتبعد العناكب عنها ..لكنها ماتت ..ماتت ... تنفض جسدها بعنف ..تهمس بأذنها ..سأقول له أن يخرجك من القبو ..لكن عودي للحياة .... صدقيني سأضغط عليه ليخرجك من القبو ..حتى وإن لزم الأمر بأن أعظه بأسناني ..سأضربه وأضربه كما كان يضربك .. سنضع السم في طعامه ليموت ..هو لايستحق الحياة أنت من يستحقها ..أرجوك ِ أرجوك ِ ..لوحي لشبح الموت بأن يمضي .. دعيه يترك روحك ..فأنا أعشقها .. دعيه يترك جسدك فأنا أحتاج وجودك في حياتي ..أنت ِ أختي ..أنت ِ الإنسانة الوحيدة التي أرى ببريق عيناها الحياة جميلة .. لما لا تجيبين ..؟لما لا تجيبين ؟ هيّا أرجوك ..أرمشي بعينك ...هيّا أرجوك ..فالتحرك أصابعك .. أتعلمين ...؟ سأهديك شريطة من شرائطي الحمراء ..لتربطي بها شعرك الطويل ..حتى لايستطيع ذلك المعتوه ..أن يشد خصلات شعرك ..لكن عودي ..أرجوك حدثيني ... فمن لي من بعدك ..؟!! تلك الفتاة الصغيرة لم تكن لتعلم ..أنها الضحية التالية ..بعد وفاة أختها ..ولكن إن كبرت قليلا ً وبرزت نهديها ..فعلى الفور ستكون لعبة ذلك الرجل ..لطالما كان الناس يذهلون من جمال ملامحها . قضت الأربع سنوات قبيل مراهقتها ..وهي تزور كل يوم القبو الذي ماتت به أختها ..تنزل إلى ذلك القبو كل ليله بنفس الموعد وهي تحمل رقائق الخبز ..تحدث العناكب ..تقول لهم: هل اشتقتم لأختي ..كما اشتقت إليها ؟ فجئه شعرت بظل ينعكس على الجدار ..ظل تكره رسمة حدوده ..تكره صاحب الظل ..أطبق الباب بصوت ٍ تتزحلق من جنباته معاني النشاز ..هتف بها - ما رأيك يا عزيزتي لو تذهبين وتقدمين شراب التوت لضيوفنا ؟ قالت وأنفاسها تكاد أن تنقطع .. -ضيوف في منتصف الليل ؟؟؟؟؟ يا حبذا لو تولي هذه المهمة لغيري -ولما لا تكونين أنت ِ ..؟! -لأني اشعر بنعاس وأستأذنك أن أذهب وأنام . -تنامين !! لا لن تصعدي إلى غرفتك سنبدأ من جديد نفس قصة أختك ..يبدو لي أنك عنيده مثلها وستتعبينني كثيرا ً . ستنامين هنا الليلة حتى إذا جئت إليك المرة القادمة وقلت لكي أن ثمة ضيوف يطير النوم من مقلتك ..يسافر بعيدا ً ..ليعود بعد ما ينتهوا الضيوف من لذتهم . بنبرة شجاعة لم تعهدها على نفسها قالت: -ماذا ستسجنني بالقبو أفعل ما تشاء ..فلن يكون حالي أفضل من حال أختي التي ماتت ..وتلك العناكب أعتز بالعيش معها أكثر من كنفك القذر وضيوفك المستقذرين .. أغلق الباب بسلاسل من حديد ..لا يهمني ..فأنا لم أشعر بالحرية خارج القبو ..حتى أحزن على فقدانها ..أو أتحسر عليها ..أو أتوق إلى أحضانها ..فلا حرية في هذا البيت ..ولا حرية حيث أنظر إلى وجهك القبيح . -لكنني زوج أمك ..بمثابة وا......؟ قاطعته .. -لا تكمل ..أبي أشرف من أن تكون بمثابته ..أبي لا يبيع لحمنا أبي مات قبل أن تبصره عيناي ..قبل أن أنطق باسمه .لكني أعلم مقامه جيدا ً -تروقني فلسفتك ..تما ما ً كالحمقاء أختك ..نفس العناد ..نفس الأفكار الغبيه .. حسنا ً سأذهب وأغلق الباب ..لكن سأهمس جسدك الغالي على قلبك ..والتي أنت فرحه به ..سيأتي يوم ويأكله الدود .! أنت تضحين من أجله لا كنه لا يضحي من أجلك قط ..! سيخرج روائح تحبذها الديدان ..وأول من سيأكلك تلك العناكب التي تحدثينها ..بكل حب وشغف ..سوف تخطي بأرجلها الرفيعة ..فوق نهديك ..وعلى رقبتك ..سوف تتمشى بين خصل شعرك ..لن تتذكر تلك الليالي التي كنت تتحدثين إليها ستتنكر لك ..لأنها تريد أن تعيش وما ذنبها إن اخترتي الموت ..!هي اختارت الحياة . وقد رايتي العناكب من قبل كيف قفزت على جسد أختك وكنت تدفعينها لتلتصق بالحائط .. ثم راح يكمل حديثه بتهكم .. أمنياتي لك بقضاء وقت ممتع في القبو الليلة ..لاكن سامحيني يا صغيرتي ..سأغلق الباب بسلاسل من حديد فلتهنئي بالنوم . :: :: هكذا مأساة الألم تتكرر ..مع كل فتاة تعيش نفس الأوضاع ..حتى هو ذلك اللعين يتألم لو أنه لم يئن من شوقه للمال لم َ باع مبادئه وأخلاقياته ..هو قذر أي نعم لكنه ليس حائط هو احساس ..لكنه باع احساسه ليشتري مخدر لألمه .! فكل الناس ..كل ..كل الناس ..تأن ألما ً السجان والمسجون ..القاتل والمقتول ..جميعهم يشعرون بالألم .. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شعراء الحلقة الاولى مرحله الـ 24 ..! | خالد البقمي | الشعر الجنوبي | 1 | 01-27-2010 06:02 PM |
تغطية الحلقة الاولى من شاعر المليون الجزء الرابع.. | خالد البقمي | الشعر الجنوبي | 2 | 01-06-2010 11:43 AM |
المسلسل البدوي الجديد بطولة لمعة الماسة والهاشم.. (( الحلقة الاولى )) | جــــــــود | وسع صدرك | 31 | 04-28-2004 01:38 AM |
بعد العاصفــــــة....(الحلقة الاولي) | الوفــــاء | منتدى القصص والروايات | 4 | 11-14-2003 08:14 PM |
مركاز ليالي رمضان(الحلقة الاولى) فوائد ومواقف وطرائف | سعيد بن عبدالله | وسع صدرك | 10 | 10-29-2003 02:15 PM |