الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة |
الطب والعـلوم صحة_دراسات_تقنية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
{ سلسلة الحيل النفسية } 4 - التسويغ ( التبرير ) .
4 - التسويغ ( التبرير ) . { هو الإتيان بأعذار منطقية ( غير الأسباب الحقيقة ) تبرر الفشل أو الخطأ أو العيب أو الغياب أو التقصير } . من أقوال علماء النفس : قال تعالى ( بل الإنسان على نفسه بصيرة * و لو ألقى معاذيره ) ، ما أكثر ما يعتذر الإنسان بأعذار تبدو منطقية و سليمة و مقبولة لدى الآخرين ، و يأتي بمسوغات يبرر بها فشله أو خطأه أو تقصيره أو غيابه ، و هذه المسوغات ليست هي الأسباب الحقيقة لذلك الفشل و الإخفاق و التقصير و الغياب ، و إنما هي أسباب مجتبلة متكلفة جيء بها كغطاء مقبول لئلا تنكشف الأسباب الحقيقة الفاضحة ، فالنفس هنا تخادع ذاتها و الواقع من حولها هرباً مما يشعرها بالدونية و الصغار و احتقار الذات و يعري عيوبها و يهتك أستارها . أمثلة متكررة في المجتمع : شخص بخيل شحيح النفس يقتر على زوجته و أولاده حتى في الحاجات المهمة لهم ، و عندما يلومه أحد على ذلك يورد بعض الأعذار المنطقية كقوله ( إني أريد تعويدهم على الشدائد و تربيتهم على عدم الإسراف ) ، بينما دافعه البخل و الشح و هذا متأصل في طبعه - شخص أناني محتال عذب اللسان تعرض له فرصة استثمار كبيرة و ينقصه رأس المال ، و ليس من عادته أن ينفع غيره و لكنه لما صار بحاجة إلى المال ، جاء إلى زميل له ثري و عرض عليه المشاركة بحجة منطقية و هي أنه يريد نفع زميله و خدمته لما بينهما من المحبة و الصداقة - طالب يخفق في دراسته بسبب إهماله و ضعف قدراته ، و لكنه لا يعترف بذلك لأن هذا يؤلم النفس فيأتي بالأعذار التسويغية لتبرير إخفاقه مثل ( كنت مشغولاً بعدة ارتباطات إجتماعية و بمسؤليات أسرية أعاقتني عن تحقيق النجاح الذي أريد ) - شخص يكثر الغيبة و الوقوع في أعراض المسلمين و يتفكه بذلك لحاجة في نفسه ، فإذا اُنتقد في ذلك جاء بالعذر المعروف ( هذا من باب النصيحة و التحذير ) و ما هذا إلا تبرير و عذر للتمويه على الآخرين . و هكذا الأعذار لا حصر لها و لا يعجز ابن آدم عن عذر يخادع به نفسه و غيره ، و يختلف التسويغ هنا عن الكذب المحض ، فالتسويغ حيلة نفسية تلقائية لا يعيها الشخص في الغالب أو أنه يعيها لكن يخادع بها نفسه كما يخدع غيره ، أما الكذب فليس فيه خداع للنفس فالكاذب يعلم تمام العلم أنه يكذب و يعلم لماذا يكذب . كلما كانت التسويغات ذات طابع ديني أو إجتماعي صارت أقرب إلى القبول و الرواج عند الناس ، و هذا ما يجعل كثيراً من المحتالين المخادعين يرتكزون على قاعدة التسويغات المقبولة اجتماعياً و دينياً ، و كلما كان الشخص أكثر ذكاء و لباقة و جرأة استطاع الاتيان بتسويغات قوية و تبريرات منطقية يمررها على الآخرين دون أن يدركوها . قال الشاعر : ( وثب الثعلب يوماً وثبة * شغفاً منه بعنقود العنب - لم ينله قال هذا حصرم * حامض ليس لنا فيه إرب ) . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
{ سلسلة الحيل النفسية } 3 - ( الإنكار التلقائي ) . | ابو سعد العمري | الطب والعـلوم | 6 | 11-02-2013 11:08 PM |
{ سلسلة الحيل النفسية } 2 - ( الاستدماج النفسي ) . | ابو سعد العمري | الطب والعـلوم | 5 | 06-06-2013 05:43 PM |
{ سلسلة الحيل النفسية } 1 - ( الإسقاط النفسي ) . | ابو سعد العمري | الطب والعـلوم | 5 | 05-04-2013 11:14 PM |
{ سلسلة الحيل النفسية } ( المقدمة ) | ابو سعد العمري | الطب والعـلوم | 2 | 05-04-2013 11:10 PM |