![]() |
التأديب وتربية الابناء في الزمن الصعب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته التأديب يشمل عنصرين هما: تربية و إصلاح... فالمهمة الرئيسية للوالدين: تربية أبنائهما تربية سليمة و وفق أسس علمية، و متابعة نتائج التربية بالرعاية و الإصلاح: تثبيت أصول الخير و نوازعه وإبعاد الشر و عواقبه. · ضرورة التأديب: ورد في كتاب (أدب الدين والدنيا) للماوردي في التأديب قول حكيم و شامل لمفهوم التأديب و ماهيته نسوقه لبناء تصور كامل حول موضوع التأديب باعتباره حاجة نفسية لدى الطفل: "اعلم أن النفس مجبولة على شيم مهملة، و أخلاق مرسلة، لا يستغني محمودها عن التأديب، و لا يكتفي بالمرضي منها عن التعذيب، لأن لمحمودها أضداداً مقابلة، يسعدها هوى مطاع، و شهوة غالبة، فإن أغفل تأديبها تفوضاً إلى العقل، أو توكلاً على أن تنقاد إلى الأحسن بالطبع، أعدمه التفويض درك المجتهدين، و أعقبه التوكل ندم الخائبين، فصار من الأدب عاطلاً، و في صورة الجهل داخلاً، لأن الأدب مكتسب بالتجربة، أو مستحسن بالعادة، و لكل قوم مواضعة، و كل ذلك لا ينال بتوقيف العقل، و لا بالانقياد للطبع، حتى يكتسب بالتجربة و المعاناة، و يستفاد بالدربة و المعاطاة، ثم يكون العقل عليه قيماً، و لو كان العقل مستغنياً عن الأدب، لكان أنبياء الله تعالى عن أدبه مستغنين و بعقولهم مكتفين". و قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". و التأديب يلزم من وجهين: أحدهما: ما لزم الوالد لولده في صغره. و الثاني: ما لزم الإنسان في نفسه عند نشأته و كبره. فأما التأديب اللازم للأب، فهو أن يأخذ ولده بمبادىء الآداب ليأنس بها، و ينشأ عليها، فيسهل عليه قبولها عند الكبر، لاستئناسه بمبادئها عند الصغر، لأن نشأة الصغير على الشيء تجعله متطبعاً به، و من أُغفِلَ في الصغر كان تأديبه في الكبر عسيراً. و قد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:"ما نحل والد ولده نحلة أفضل من أدب حسن يفيده إياه، أو جهل قبيح يكفه عنه، و يمنعه منه". و قال بعض الحكماء:"بادروا بتأديب الأطفال قبل تراكم الأشغال، وتفرق البال". تعريف التأديب: -كما رأينا- يعني التدريب و الترغيب و التشجيع و التقويم و التعليم و التربية.. فهو شامل لكل ما يفعله المربون. · أهداف التأديب: سؤال مهم ينبغي أن يكون حاضراً لدى الآباء و الأمهات حول هدفهم من تأديب الطفل.. و حضور الهدف السامي المنشود لدى المربين يبعدهم عن الدوافع الانتقامية النفسية و عن استعمال التأديب لإفراز توترهم في الحياة أو التأثير باضطهاد طفولي و تجارب ذاتية من ماضيهم.. و هي كلها دوافع سلبية يعاني منها الأطفال و أثبتتها الدراسات العلمية الحديثة.. و الأبحاث التي تدرس الأساليب التربوية غير السليمة و قسوة الآباء و اضطهاد الأطفال.. · ست عشرة خطوة لممارسة عملية التأديب: 1) استعمل التوجيه الإيجابي المرتبط بما تريد من الطفل أكثر من استعمال التحذيرات السلبية.. فالفعل الإيجابي يحدث أثراً إيجابياً أكثر من الفعل السلبي.. 2) أشبع حاجات الطفل للمدح و القبول و المحبة و الطمأنينة فهي أفضل وسائل التأديب. 3) هيىء نفسك للتوقعات و كن مستعداً للتعامل مع المشاكل المحتملة و السلوكيات التي قد تظهر.. و حاول إحاطة ابنك بسياج و حصانة و حماية منها قبل نشوبها و استفحالها. 4) كن مبتسماً مشجعاً ملاحظاً للإيجابيات و ابتعد عن الاستياء التذمر و النقد المثمر الدائم. 5) لا تعط تفسيرات سطحية جاهزة للسلوكيات التي تراها عند ابنك، و حاول التعمق في فهمها من خلال فهم دوافعها و طبيعتها و الرسالة الخفية من ورائها.. 6) كن حازماً بدون عنف و لطيفاً بدون تساهل.. 7) لا تصرخ و لا تسخر و لا تتهكم على ابنك فتلك من أسوأ الأساليب التربوية المدمرة لشخصية الطفل.. 8) لا تكن آلة لإصدار الأوامر و استعمل لغة الإقناع و اشرح ما تريد من ابنك. 9) توقع الاستجابة الفعلية و الطاعة من ابنك بعد فترة ليست بالقصيرة.. لأن الاستجابة السلوكية تحتاج لوقت وبرمجة متكررة حتى تصبح سلوكاً و عادة لدى الطفل خاصة و الإنسان عامة. 10) لا تتخذ قرارات سريعة، بل تمعن و ادرس و كن هادئاً و أنت تفكر في الحلول و الأساليب التربوية.. 11) لا تمارس الأساليب نفسها مع كل الأبناء، فلكل طفل خصوصياته و ظروفه.. إذ الطفل الأول يختلف عن الأوسط وكلاهما يختلفان عن خصوصيات الأصغر.. و لذلك مراعاة الفروق الفردية ضرو رة تربوية لتعامل أفضل مع الأبناء. 12) ضع قوانين و نظاماً و حدوداً لكل التصرفات، و كن أنت أول المحافظين عليها. 13) تذكر أنه بإمكانك تعديل الكثير من السلوكيات المزعجة و التصرفات الطائشة بالتدخل الهادىء و الحوار البناء والملاحظات التذكيرية المثمرة بدل العقاب و اللجوء للعنف و القسوة و الحرمان. 14) لا تؤدب أمام الجماعة و أمام الآخرين فإن الآثار السلبية لذلك على شخصية الطفل كثيرة، و يمكن أن ينتج عن ذلك ردود أفعال أكثر سلبية. 15) لا تؤدب أبداً و أنت متوتر و في حالة غضب و انفعال، تدخل فقط و أنت هادىء، فالتدخل العصبي و القرارات الآنية أثناء التوتر غالباً ما تعقبها حالة ندم و ردود أفعال غير مرغوبة. 16) لا تؤدب بإرغام الولد على فعل أشياء إيجابية كإرغامه على قراءة القرآن أو حفظ الأحاديث لئلا نربطه سلبياً بالأشياء المحبوبة و يتخذ منها موقفاً سلبياً كذلك. |
جزاك الله خير اختنا الفاضله موضوع
يستحق المتابعه مروري المتواضع ولشخصكم الكريم احلى الاماني |
الله يصلح لنا ولكم ويهدي شباب المسلمين ويعين الاباء على التربية فالطفل الآن اصبح يعرف اكثر من الاب والام واصبحت تربيتهم تحتاج كثير من الحذر والحرص مدعمة بالدعاء .
شكرا لك . |
جزاك الله خير ام وائل ..
|
جزاك الله خير ونسأل الله العون والصبر |
موضوع قيم ونصائح ذهبية هامة ... تقديري أم وائل ... |
كلآم وأهـدآف قيمه جـداً فتـأديب في هذآ آلزمن لابد لـه من مـربي حكـيم... أم وآئـل شكـراً لك يـارآئعه.؛ |
الموضوع محاضرة مكتملة الفصول ..
شكراً لك ولك تقديري .. |
الساعة الآن 11:07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By
Almuhajir