![]() |
فاكهة المجالس
فاكهة المجالس
إخواني في الله أتدرون ما هي (( فاكهة المجالس )) ؟ فاكهة المجالس (1) إنها الغيبة ، نعم إنها نهش أعراض المسلمين ! . اعلم أن ربنا تبارك وتعالى قد نهانا عن الغيبة ، وصور المغتاب بأقبح صورة في كتابه ، وشبهه بأقذر حيوان ، فقال سبحانه "" ولا يغتب بعضكم بعضا أن حب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن لله تواب رحيم "" الحجرات آية 12 . فقد شبه المغتاب بالكلب ، والكلب هو الحيوان الوحيد الذي يأكل لحم أخيه بد موته ، فالأسد لا يفعلها ، وكذلك الذئب ، حتى الثعلب يشمئز منها ولا يفعلها ، لا يفعلها إلا الكلب ، ولو كشف عنا الغطاء لرأينا معظم مجالس الناس اليوم _ إلا من رحم ربك _ بين أيديهم مسلما ينهشون في لحمه ، كل منهم يتناول قطعة ، ولا أحد يرد عن عرض أخيه ، أو يحمله من بين أيديهم فينحيه . واعلم أن ذكرك أخاك في غيبة بما يكره محرم عليك ، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : (( كل المسلم على المسلم حرام ؛ دمه ، ماله ، وعرضه )) ، وعرضه أي شرفه وكرامته وسيرته . واعلم أخي المسلم أنه لا يسلم لك إسلامك ، ولا يتحقق لك كمال إيمانك إلا إذا سلم المسلمون من شر لسانك ، فقد روى البخاري في صحيحه من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص _ رضي الله عنهما _ أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )) . واعلم رحمك الله أنك إذا أطلقت لسانك في أعراض المسلمين فإن ذلك دليل على أن الإيمان لم يستقر في قلبك ، ولم يتمكن من وجدانك ، لأنه لو وصل إلى أعماق قلبك لمنعك من اغتاب الناس ، فقد روى أبو داود بسنده جيد ( 4/27 ) من حديث أبي ذر الأسلمي – رضي الله عنه – قال : خطبنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى أسمع العواتق في بيوتهن ، قال : (( يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته ، فضحه في جوف بيته )) . وكما أن ذكر الله تعالى يقوي الإيمان ، فإن ذكر الناس يضعف الإيمان ، ويقرب العبد من الشيطان ، وقال الحسن البصري – رحمه الله – والله للغيبة أسرع في دين الرجل من الأكلة في الجسد ، وقال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – عليكم بذكر الله فإنه دواء ، وإياكم وذكر الناس فإنه داء . فمسكين هذا الرجل الذي يحافظ على الصلاة في جماعة ، ويحافظ على أذكار الصباح والمساء ، ولا يمر عليه يوم إلا وقد تلا جزءا من كتاب ربه عزوجل ، ولكنه رغم ذلك يبيت يوم يبيت ولا حسنة له ، أين ذهبت طاعاته ؟ ، أين حسناته ؟ ، إنه وزعها على الناس ، فرقها بلا حساب ، لأنه لا يجلس في مجلس إلا وتناول أ‘راض الناس حقا إنه لمفلس ، يجمع الحسنات ولا ينتفع بها ، ويتعب ولا يستفيد ، وصدق الحبيب – صلى الله عليه وسلم – يوم قال – كما ثبت في صحيح مسلم - : (( أتدرون من المفلس ، قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، قال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطي هذا من حسناته ، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرحت في النار )) . وهذا الحسن البصري – رحمه الله – قيل له : أ، فلانا قد اغتابك ، فبعث إليه الحسن رطبا على طبق ، وقال : قد بلغني أنك أهديت إلي من حسناتك ، فأردت أن أكافئك عليها ، فاعذرني فإنني لا أقدر أن أكافئك على التمام . واستمع إلى عقابك في القبر قبل يوم القيامة أيها المغتاب ؛ ففي الصحيحين من حديث ابن عباس – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – مر على قبرين فقال : (( أما أنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، بلى إنه كبير ، أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة )) . وفي رواية لابن أبي الدنيا بسند جيد من حديث جابر : (( وأما أحدهما فكان يغتاب الناس )) وفي رواية للطيالسي : (( أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس )) . فالمغتاب يعذب في في القبر بسبب الغيبة ، ولكن كيف يعذب في قبره ؟ ، يخمش وجهه بأظافره حتى يسيل الدم من وجهه وفمه وعينه ومنخره ، كما كان يغتاب الناس في الدنيا ، جزاءا وفاقا . فقد روى الإمام أحمد وأبو داود بسند صحيح من حديث أنس – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : (( لما عرج بي ربي عزوجل مررت على أقوام يخمشون وجوههم بأظافيرهم ، فقلت : يا جبريل من هؤلاء ؟ ، قال : هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم )) . [list][/list] |
هلا وغلا فيك ابو رغد ...
جزاك الله خير على هذا التذكير .... مع العلم انني عرفت الموضوع من عنوانه والله المستعان فأصبحت فاكهه المجالس اليوم الغيبه وصارت المجالس حشxحش . |
جزاك الله كل خير اخي ابو رغد
ونسأل الله العفو والعافيه تقبل تحياتي المليحي |
هلا وغلا ابو رغد
مشكور حبيبي وجزاك الله خير الله لايبلانا جميعا اخوك المسكت |
فاكهة المجالس ( 2)
فاكهة المجالس ( 2)
معنى الغيبة : واعلم رحمك الله أن الغيبة ذكرك أخاك بما يكره لو بلغه ذلك ، حتى وإن كانت هذه الصفات فيه . فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ((أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قيل أرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ ، قال – صلى الله عليه وسلم – إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته )) . فإن كنت تريد النصيحة فعلا فعليك أن تستر أخاك ولا تفضحه في المجالس ، وتتصل به سرا وتخبره بعيوبه لكي يصلحها . واعلم أن الغيبة لا تتوقف على اللسان ، بل قد تكون بالجوارح والأعضاء ، مثل من يمشي خلف الأعرج يمثل مشيته ، ومثل من ذكر عنده إنسان فيخرج لسانه استهزاءا ، أو يقطب جبينه اشمئزازا . قال الله تعالى ""ويل لكل همزة لمزة "" والهمزة : هو الطعن في الناس بالقول . واللمزة : هو انتقاص الناس بالفعل . وقال سبحانه : "" ولا تطع كل حلاف مهين (10) هماز مشاء بنميم "" . والهماز : هو المغتاب . والمشاء بالنميم : هو الذي يمشي بين الناس بالنميمة ، ففي هذه الآية جمع بين الغيبة والنميمة . |
الساعة الآن 04:33 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By
Almuhajir