منتديات بني عمرو

منتديات بني عمرو (https://forum.baniamro.co/index.php)
-   رياض الصالحين (https://forum.baniamro.co/forumdisplay.php?f=6)
-   -   فاكهة المجالس (https://forum.baniamro.co/showthread.php?t=1582)

ابورغد 12-29-2002 10:40 PM

فاكهة المجالس
 
فاكهة المجالس


إخواني في الله أتدرون ما هي (( فاكهة المجالس )) ؟



فاكهة المجالس (1)
إنها الغيبة ، نعم إنها نهش أعراض المسلمين ! . اعلم أن ربنا تبارك وتعالى قد نهانا عن الغيبة ، وصور المغتاب بأقبح صورة في كتابه ، وشبهه بأقذر حيوان ، فقال سبحانه "" ولا يغتب بعضكم بعضا أن حب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن لله تواب رحيم "" الحجرات آية 12 .
فقد شبه المغتاب بالكلب ، والكلب هو الحيوان الوحيد الذي يأكل لحم أخيه بد موته ، فالأسد لا يفعلها ، وكذلك الذئب ، حتى الثعلب يشمئز منها ولا يفعلها ، لا يفعلها إلا الكلب ، ولو كشف عنا الغطاء لرأينا معظم مجالس الناس اليوم _ إلا من رحم ربك _ بين أيديهم مسلما ينهشون في لحمه ، كل منهم يتناول قطعة ، ولا أحد يرد عن عرض أخيه ، أو يحمله من بين أيديهم فينحيه .
واعلم أن ذكرك أخاك في غيبة بما يكره محرم عليك ، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : (( كل المسلم على المسلم حرام ؛ دمه ، ماله ، وعرضه )) ، وعرضه أي شرفه وكرامته وسيرته .
واعلم أخي المسلم أنه لا يسلم لك إسلامك ، ولا يتحقق لك كمال إيمانك إلا إذا سلم المسلمون من شر لسانك ، فقد روى البخاري في صحيحه من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص _ رضي الله عنهما _ أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )) .
واعلم رحمك الله أنك إذا أطلقت لسانك في أعراض المسلمين فإن ذلك دليل على أن الإيمان لم يستقر في قلبك ، ولم يتمكن من وجدانك ، لأنه لو وصل إلى أعماق قلبك لمنعك من اغتاب الناس ، فقد روى أبو داود بسنده جيد ( 4/27 ) من حديث أبي ذر الأسلمي – رضي الله عنه – قال : خطبنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى أسمع العواتق في بيوتهن ، قال : (( يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته ، فضحه في جوف بيته )) .
وكما أن ذكر الله تعالى يقوي الإيمان ، فإن ذكر الناس يضعف الإيمان ، ويقرب العبد من الشيطان ، وقال الحسن البصري – رحمه الله – والله للغيبة أسرع في دين الرجل من الأكلة في الجسد ، وقال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – عليكم بذكر الله فإنه دواء ، وإياكم وذكر الناس فإنه داء .
فمسكين هذا الرجل الذي يحافظ على الصلاة في جماعة ، ويحافظ على أذكار الصباح والمساء ، ولا يمر عليه يوم إلا وقد تلا جزءا من كتاب ربه عزوجل ، ولكنه رغم ذلك يبيت يوم يبيت ولا حسنة له ، أين ذهبت طاعاته ؟ ، أين حسناته ؟ ، إنه وزعها على الناس ، فرقها بلا حساب ، لأنه لا يجلس في مجلس إلا وتناول أ‘راض الناس حقا إنه لمفلس ، يجمع الحسنات ولا ينتفع بها ، ويتعب ولا يستفيد ، وصدق الحبيب – صلى الله عليه وسلم – يوم قال – كما ثبت في صحيح مسلم - : (( أتدرون من المفلس ، قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، قال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطي هذا من حسناته ، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرحت في النار )) .
وهذا الحسن البصري – رحمه الله – قيل له : أ، فلانا قد اغتابك ، فبعث إليه الحسن رطبا على طبق ، وقال : قد بلغني أنك أهديت إلي من حسناتك ، فأردت أن أكافئك عليها ، فاعذرني فإنني لا أقدر أن أكافئك على التمام .
واستمع إلى عقابك في القبر قبل يوم القيامة أيها المغتاب ؛ ففي الصحيحين من حديث ابن عباس – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – مر على قبرين فقال : (( أما أنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، بلى إنه كبير ، أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة )) . وفي رواية لابن أبي الدنيا بسند جيد من حديث جابر : (( وأما أحدهما فكان يغتاب الناس )) وفي رواية للطيالسي : (( أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس )) .
فالمغتاب يعذب في في القبر بسبب الغيبة ، ولكن كيف يعذب في قبره ؟ ، يخمش وجهه بأظافره حتى يسيل الدم من وجهه وفمه وعينه ومنخره ، كما كان يغتاب الناس في الدنيا ، جزاءا وفاقا .
فقد روى الإمام أحمد وأبو داود بسند صحيح من حديث أنس – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : (( لما عرج بي ربي عزوجل مررت على أقوام يخمشون وجوههم بأظافيرهم ، فقلت : يا جبريل من هؤلاء ؟ ، قال : هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم )) . [list][/list]

أبوفارس 12-29-2002 11:02 PM

هلا وغلا فيك ابو رغد ...

جزاك الله خير على هذا التذكير ....

مع العلم انني عرفت الموضوع من عنوانه والله المستعان

فأصبحت فاكهه المجالس اليوم الغيبه وصارت المجالس حشxحش .

المليحي 12-30-2002 05:45 PM

جزاك الله كل خير اخي ابو رغد

ونسأل الله العفو والعافيه

تقبل تحياتي

المليحي

المسكت 12-30-2002 06:58 PM

هلا وغلا ابو رغد
مشكور حبيبي وجزاك الله خير
الله لايبلانا جميعا

اخوك
المسكت

ابورغد 12-30-2002 10:40 PM

فاكهة المجالس ( 2)
 
فاكهة المجالس ( 2)


معنى الغيبة : واعلم رحمك الله أن الغيبة ذكرك أخاك بما يكره لو بلغه ذلك ، حتى وإن كانت هذه الصفات فيه .
فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ((أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قيل أرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ ، قال – صلى الله عليه وسلم – إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته )) .
فإن كنت تريد النصيحة فعلا فعليك أن تستر أخاك ولا تفضحه في المجالس ، وتتصل به سرا وتخبره بعيوبه لكي يصلحها .
واعلم أن الغيبة لا تتوقف على اللسان ، بل قد تكون بالجوارح والأعضاء ، مثل من يمشي خلف الأعرج يمثل مشيته ، ومثل من ذكر عنده إنسان فيخرج لسانه استهزاءا ، أو يقطب جبينه اشمئزازا . قال الله تعالى ""ويل لكل همزة لمزة ""
والهمزة : هو الطعن في الناس بالقول . واللمزة : هو انتقاص الناس بالفعل .
وقال سبحانه : "" ولا تطع كل حلاف مهين (10) هماز مشاء بنميم "" .
والهماز : هو المغتاب . والمشاء بالنميم : هو الذي يمشي بين الناس بالنميمة ، ففي هذه الآية جمع بين الغيبة والنميمة .


الساعة الآن 04:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir