تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عندما كانت الحياة اجمل


الريم الجفول
06-08-2015, 01:55 PM
عندما كانت الحياة أجمل ( لأدهم شرقاوي )

عندما كان فيها مستشفيات أقل وصحة أكثر!

محاكم أقل وعدلٌ أكثر!

وسائد أقل ونومٌ أكثر!

غزل أقل وحُبٌّ أكثر!

شعراء أقل وشِعرٌ أكثر!

دعاة أقل وإيمانٌ أكثر!

اتصالات أقل وتواصلٌ أكثر!

عندما كانت البنتُ إذا تزوّجتْ بكيناها في العرس كأننا في مأتمٍ لهول ما ينتظرنا من وجع الفقد، وكان الشّاب إذا تزوّج زففناه كأنما نُشيّعه، لأننا كنا ندري أننا لم نشبعْ من بعضٍ! كنا إخوةً وأخواتٍ ولم نكن كاليوم نعيشُ في بيتٍ واحدٍ وقلوبنا شتى، كل ما يجمعنا مفتاح لذات الباب!

عندما كانت الأحاديثُ دافئة وكنا نتحدّثُ وجهاً لوجهٍ، وقلباً لقلبٍ، فلم يكن هناك «واتسآب» نرسلُ فيه ابتسامةً وفي القلب غصّة، ونرسلُ فيه باقة وردٍ وفي اليد سكينٌ، ونرسل فيه وجهاً دامعاً من شدّة الضحك وفي القلب قنبلة!

عندما كنا نعيشُ لأنفسنا، فلم نكن نشتري ثياباً جديدة «للفيس بوك»، ولم نكن نطبخ «لانستغرام»!

عندما كان عندنا معارف أقل وأصدقاء أكثر! صار عندنا ألوف يعرفوننا عن بعد، مجرد كائناتٍ افتراضيّة إذا مرضنا لا يعودنا منهم أحد، وإذا تعثّرنا لا يمسك بأيدينا منهم أحد، وإذا حزنّا نكتشف أن الألوف لا يساوون يداً كانت تربت علينا أو كتفاً كنا نبكي عليها!

عندما كانت الحماة أماً ثانية، والعم أباً ثانياً، ولم يكن الأقاربُ عقارب!

عندما كان اليوم يمشي على مهل، وكان عندنا وقتٌ للالتفات للأشياء الصغيرة، صارت الحياة سباقاً مع الوقت، نركض فيها لننجز الأشياء الكبيرة، دون أن ندري أن الأشياء الصغيرة كسؤال ولد عن مدرسته، وبنت عن جامعتها، وزوجة عن يومها، هي الأشياء الكبيرة حقاً!

عندما كان الناس يتركون ألف سبب للخصام ويبحثون عن سبب واحد للوفق، صاروا يتركون ألف سبب للوفق ويبحثون عن سبب واحد للخصام!

عندما كان للناس خصوصية، وللبيوت أسرار! وكان الزوجان يختصمان فلا ينتبه الأولاد، اليوم صارا يختصمان في «الفيس بوك» ونصلح بينهما بـ «كومنت»، عندما كانت الزوجة إذا ذاقت المر في بيت زوجها توهم أهلها أنها تعيش في العسل، اليوم إذا قال لها طعامك مالح جمعت ثيابها وذهبت لبيت أهلها! وعندما كان الزوج يمسك يد زوجته ويعبر بها الشارع كأنها ابنته التي تعلّمت المشي حديثاً، صار يتركها تعبرُ الحياة وحدها!

عندما كان البشر يعيشون وفي طريقهم يجمعون شيئاً من المال لتصبح معيشتهم أسهل، صاروا يريدون حياةً أطول ليجمعواً مالاً أكثر وتصبح حياتهم أصعب! وعلى مشارف الموت يتذكرون أنهم نسوا أن يعيشوا!


مقال جميييييييل جدًا

نبـع الغـــلا
06-08-2015, 02:19 PM
-



فعلاً مقال جميل ؛ ومن أروع وأصدق وأبسط ما يكون ؛

كلمات مُعبرة لواقع مغاير ومعاكس ومختلف عما كان ؛


الله يعطيكِ العافية ؛
وشكراً على هذا الإختيار الجميل وهذ النقل الأجمل ؛

دمتِ بفِكر وذوق وفائدة "

تراتيــــل
06-08-2015, 02:41 PM
مقال جميل
شكرا لسموك على الجلب الراقي...

أبو ريان
06-08-2015, 04:37 PM
ما نقول إلاّ راحوا الطيبين ..

موضوع شيق ورائع وصادق ويحاكي واقعاً نادر..
تقديري ..

الشمالية
06-08-2015, 04:45 PM
انتقاء جميل ..
شكراً لك

بن ظافر
06-08-2015, 05:15 PM
اختيار موفق الله يسعدك ويعطيك العافية وكلها اقتباس والله ويكفي

عندما كان اليوم يمشي على مهل، وكان عندنا وقتٌ للالتفات للأشياء الصغيرة، صارت الحياة سباقاً مع الوقت، نركض فيها لننجز الأشياء

الكبيرة، دون أن ندري أن الأشياء الصغيرة كسؤال ولد عن مدرسته، وبنت عن جامعتها، وزوجة عن يومها، هي الأشياء الكبيرة حقاً!

عندما كان الناس يتركون ألف سبب للخصام ويبحثون عن سبب واحد للوفق، صاروا يتركون ألف سبب للوفق ويبحثون عن سبب واحد للخصام!

عندما كان للناس خصوصية، وللبيوت أسرار! وكان الزوجان يختصمان فلا ينتبه الأولاد، اليوم صارا يختصمان في «الفيس بوك» ونصلح

بينهما بـ «كومنت»، عندما كانت الزوجة إذا ذاقت المر في بيت زوجها توهم أهلها أنها تعيش في العسل، اليوم إذا قال لها طعامك مالح جمعت

ثيابها وذهبت لبيت أهلها! وعندما كان الزوج يمسك يد زوجته ويعبر بها الشارع كأنها ابنته التي تعلّمت المشي حديثاً، صار يتركها تعبرُ الحياة وحدها!

عندما كان البشر يعيشون وفي طريقهم يجمعون شيئاً من المال لتصبح معيشتهم أسهل، صاروا يريدون حياةً أطول ليجمعواً مالاً أكثر وتصبح

حياتهم أصعب! وعلى مشارف الموت يتذكرون أنهم نسوا أن يعيشوا!

صمت
06-08-2015, 06:22 PM
روعه جدا يسلمووو

ابوفهد العمري
06-12-2015, 12:49 AM
من اروع ما كُتِب لله دره .
شكرا لك .