الأزدية
06-03-2015, 09:39 AM
https://pbs.twimg.com/media/CGjZ0G0UIAEZnVT.jpg
وقفات مع "تحدي تشارلي":
???
"تشارلي تشارلي هل أنت هنا ؟"
سؤال يطرحه فتيات وشبان في بلاد التوحيد على "شيطان" "مكسيكي" النسب
ليفتتحوا جولة من الأسئلة المتتالية يجيب عنها "تشارلي" .
فما هي هذه الممارسة التي اكتسح الحديث عنها وسائل التواصل الاجتماعي ؟
وما هي حقيقتها ؟
وما الأحكام الشرعية المتعلقة بها ؟
بدأ "تحدي تشارلي" charlie challenge بالانتشار عبر وسائل التواصل
الاجتماعي - محلياً - قبل عدة أيام تقريباً ، مواكبة للانتشار العالمي للتحدي ذاته .
ولا توجد أصول ثقافية واضحة لهذه الممارسة بعينها سوى ما يتم تداوله عبر الشبكة
دون أي مصادر أو توثيق ، وهو أن لعبة "تشارلي" تقليد مكسيكي قديم يقوم على استحضار
روح - أو مجموعة أرواح - شيطانية يُطلق عليها اسم "تشارلي" .
وتتمثل صورة هذه "اللعبة" في وضع قلم رصاص فوق الآخر بشكل متقاطع ( + ) ،
وفي كل من الأربع زوايا المحيطة بالقلمين تكتب كلمة : "نعم" أو "لا" بالتعاقب .
بعدها يبدأ الممارس بنداء "الشيطان" واستئذانه ببدء اللعب ، فيقول : "تشارلي تشارلي
هل أنت هنا ؟ " أو "تشارلي تشارلي هل يمكننا اللعب ؟" ، فإذا تحرك القلم العلوي ليشير
إلى "نعم" كانت إشارة من "تشارلي" إلى إمكانية البدء بطرح الأسئلة .
يبدأ الممارس بعد ذلك بسؤال "الشيطان" عن كل ما يبدو له :
هل سأتزوج قريباً ؟
هل اختبار الغد صعب ؟
هل سأنجب أنثى ؟
هل فلان يُحبني ؟ ونحو ذلك ..
فإذا أراد إنهاء اللعبة كان لزاماً عليه انتظار إذن "تشارلي" بذلك ، فإن لم يأذن له
"الشيطان" بإنهاء اللعبة بقيت البوابة لعالم الشياطين مفتوحة ، وبدأت تؤثر في حياة
ذلك الإنسان بزعمهم . ثم يتداولون أمثلة مخيفة لإيذاء الشياطين لكل من خالف أمر "تشارلي" .
ولي مع هذه الممارسة عدة وقفات ، أكتبها في عجالة ، لكثرة الأسئلة حول هذا الموضوع
وسرعة انتشاره بين الناس .
أولاً :
أصل "اللعبة" .
يُذكر أن ثمة لعبة مشابهة يلعبها الصبيان في المكسيك والدول المتحدثة بالأسبانية
لعدة أجيال تدعى Juego de la lapicera ، وتشبه إلى حدٍ كبير ما عرف الآن
بـ "تحدي تشارلي".
غير أن نسبة هذه الممارسة للطقوس والتقاليد المكسيكية القديمة فيه نظر ، فإن الصورة
المنتشرة لا تبدو عليها أي آثار لتلك الثقافات ، لا في أدواتها ، ولا في صورتها ، ولا في
اللغة المستخدمة ، ولا حتى في اسم "الشيطان" . بل كلها تشير إلى أصول غربية معاصرة
ألبست ثوب الثقافات القديمة كعنصر جذب وإثارة .
ثانياً :
حقيقة "تحدي تشارلي" .
عند تأمل الصورة التي توضع فيها الأقلام المتراكبة نجد أنها وضعية في غاية الحساسية ،
وليست وضعية ثابتة غير قابلة للتحريك . بل إن أدنى حركة في السطح أو نفخة هواء
من نفَس السائل يمكنها تحريك القلم عن مكانه بإحدى الاتجاهات - بل إن إبقاء الأقلام
ثابتة هو التحدي الحقيقي . وقد انتشرت عشرات المقاطع المصورة - في الغرب - تبين أن
حركة الأقلام أمر طبيعي لا علاقة له بأي قوى خارقة .
ولو كانت هذه الطريقة معتبرة ، وغير متأثرة بالعوامل الطبيعية ، لما اشتُرط استخدام الأجسام
غير الثابتة ، ولأمكن استخدام أي جسم مستطيل قابل للتحريك الإرادي ، وهذا غير مطبق
في الواقع .
ولذلك يغلب على الظن أن هذه "اللعبة" هي مزيج من الأوهام والخدع والمؤثرات الطبيعية
التي تخفى على كثير من الناس سهلي الانخداع .
ومما يُغلّب هذا الاحتمال - في نظري - انتشار الأمر بشكل ملحوظ ، واستجابة "الشياطين"
المزعومة للنداء بشكل متكرر ، وهذا لا يُتصور في حق الجان ، إذ أن خدمتهم للإنس بالعادة
مشروطة ، وتكلف الساحر دينه وكثير من دنياه ، بينما يجيب "تشارلي" عن كل ما يطلبه
السائلون دون أي مقابل يذكر .
لكن يبقى الاحتمال الغيبي وارد في بعض الحالات الفردية ، وأن تكون هذه التهيئة والنداء
المتكرر لكيان مجهول الحقيقة سبب في استحضار الجن وتسلطهم حقيقة ، فإن ترجيح
احتمال التحايل والانخداع لا يعني استبعاد الخطر الشيطاني الحقيقي عمن يخوض هذه
التجربة مطلقاً.
ومن ثمة يبقى تفسير الأحداث الغريبة التي تلي التحاور مع "تشارلي" - لا سيما إذا
أنهيت اللعبة دون أن يأذن "هو" بذلك - متعلقاً بالمقدمات السابقة .
فإما أن يكون العقل والنفس متهيئان لتفسير الأحداث العادية وفقاً للمخاوف المثارة ، فتؤدي
الأوهام دوراً بارزاً في تثبيت تلك المخاوف وحشد الدلائل المتعسفة لتوثيقها . وهذا أمر
معروف ومشتهر في علم النفس .
أو أن يكون الممارس عرّض نفسه - حقيقة - للمس الشيطاني ، وظهرت آثار ذلك في
نفسه وما حوله .
وكالسابق ، الاحتمال الأول - عندي - أقرب ، والاحتمال الثاني وارد كذلك .
ثالثاً :
"تحدي تشارلي" من منظور شرعي .
لا يشك مسلم لديه أدنى علم بأصول العقيدة أن هذا العمل محرم مخالف لتلك الأصول .
ولعلي أوجز أوجه المخالفة في النقاط التالية :
١- أن الممارس لهذا الفعل يظن أنه يخاطب الجن ، ويستعين بهم في بعض حاجاته
مستفيداً من "علمهم" ، وهذا الفعل محرم ، ووسيلة إلى الشرك .
وفي فتوى اللجنة الدائمة : "لا تجوز الاستعانة بالجن مطلقا ؛ لأنهم عالم غائب عنا ،
وقد قال تعالى : { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } ،
وهذا على سبيل الإنكار للاستعانة بعموم الجن ، ولأجل سد ذريعة الشرك بالله عز وجل" .
وسئل الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عن الاستعانة بالجن فقال : "إنه طَلَبٌ من الجن ،
فيدخل في سؤال الغائبين الذي يشبه سؤال الأموات ، وفيه رائحة من روائح الشرك".
٢- أن فيه تعظيم للجن والشياطين في نفوس الناشئة ، وتعريض قلوبهم للخشية والخوف
من هذه الكائنات الخفية ، فاستئذانهم لـ "تشارلي" في البدء والانتهاء ، وتعظيم شأنه
والتخويف من أذاه ذريعة إلى الوقوع في خوف السر ، ووسيلة قد تؤدي إلى التقرب إليه
بما يكف أذاه ، والذي يعد من الشرك الأكبر .
قال تعالى : { إِنَّمَا ذالِكُمُ الشَّيْطَـانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } .
علماً أن هذا باعتبار ما يقع في قلب العبد، وإن لم يكن لهذا "الشيطان" حقيقة في الواقع .
٣- أن الأسئلة التي تُطرح على "تشارلي" هي أسئلة غيبية ، لا يعلم إجابتها السائل في الغالب ،
ومن ثم تكون هذه "اللعبة" ضرب من ضروب الكهانة الحديثة ، كمن يستقسم بالأزلام أو يخط
في الأرض . وحكم الكهانة وسؤال الكهان مبسوط في كتب العقيدة .
٤- أن في اللعبة استهانة بالتواصل مع الجان وسؤالهم . فهي - وإن كانت تُعد "لعبة"
عند بعضهم ولا يعتقدون حقيقتها - تظل متضمنة لجملة من المخالفات العقدية ، وهي سبب
في جعل هذا الفعل معتاداً مقبولًا عند الناس ، وهذا يفتح بابا خطيراً ويمهد لقبول
ممارسات أكثر خطورة وانحرافاً مما هو موجود في الساحة اليوم ومما قد يظهر مستقبلاً .
وفي الختام ، أنصح إخوتي وأخواتي باجتناب هذه الممارسة الخطيرة ، والإنكار
على من يطبقها أو ينشرها ولو على سبيل الفكاهة والتندر ، فإن العقائد ليست محلاً للمزاح
واللعب . كما أؤكد على ضرورة اعتزازنا - جميعاً - بهويتنا الدينية وعقيدتنا الإسلامية
الصافية ، وألا نكون كالإمعة نتبع كل ناعق ..
هذا ، والله تعالى أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبته :
هيفاء بنت ناصر الرشيد
١٠ / ٨ / ١٤٣٦ هـ
وقفات مع "تحدي تشارلي":
???
"تشارلي تشارلي هل أنت هنا ؟"
سؤال يطرحه فتيات وشبان في بلاد التوحيد على "شيطان" "مكسيكي" النسب
ليفتتحوا جولة من الأسئلة المتتالية يجيب عنها "تشارلي" .
فما هي هذه الممارسة التي اكتسح الحديث عنها وسائل التواصل الاجتماعي ؟
وما هي حقيقتها ؟
وما الأحكام الشرعية المتعلقة بها ؟
بدأ "تحدي تشارلي" charlie challenge بالانتشار عبر وسائل التواصل
الاجتماعي - محلياً - قبل عدة أيام تقريباً ، مواكبة للانتشار العالمي للتحدي ذاته .
ولا توجد أصول ثقافية واضحة لهذه الممارسة بعينها سوى ما يتم تداوله عبر الشبكة
دون أي مصادر أو توثيق ، وهو أن لعبة "تشارلي" تقليد مكسيكي قديم يقوم على استحضار
روح - أو مجموعة أرواح - شيطانية يُطلق عليها اسم "تشارلي" .
وتتمثل صورة هذه "اللعبة" في وضع قلم رصاص فوق الآخر بشكل متقاطع ( + ) ،
وفي كل من الأربع زوايا المحيطة بالقلمين تكتب كلمة : "نعم" أو "لا" بالتعاقب .
بعدها يبدأ الممارس بنداء "الشيطان" واستئذانه ببدء اللعب ، فيقول : "تشارلي تشارلي
هل أنت هنا ؟ " أو "تشارلي تشارلي هل يمكننا اللعب ؟" ، فإذا تحرك القلم العلوي ليشير
إلى "نعم" كانت إشارة من "تشارلي" إلى إمكانية البدء بطرح الأسئلة .
يبدأ الممارس بعد ذلك بسؤال "الشيطان" عن كل ما يبدو له :
هل سأتزوج قريباً ؟
هل اختبار الغد صعب ؟
هل سأنجب أنثى ؟
هل فلان يُحبني ؟ ونحو ذلك ..
فإذا أراد إنهاء اللعبة كان لزاماً عليه انتظار إذن "تشارلي" بذلك ، فإن لم يأذن له
"الشيطان" بإنهاء اللعبة بقيت البوابة لعالم الشياطين مفتوحة ، وبدأت تؤثر في حياة
ذلك الإنسان بزعمهم . ثم يتداولون أمثلة مخيفة لإيذاء الشياطين لكل من خالف أمر "تشارلي" .
ولي مع هذه الممارسة عدة وقفات ، أكتبها في عجالة ، لكثرة الأسئلة حول هذا الموضوع
وسرعة انتشاره بين الناس .
أولاً :
أصل "اللعبة" .
يُذكر أن ثمة لعبة مشابهة يلعبها الصبيان في المكسيك والدول المتحدثة بالأسبانية
لعدة أجيال تدعى Juego de la lapicera ، وتشبه إلى حدٍ كبير ما عرف الآن
بـ "تحدي تشارلي".
غير أن نسبة هذه الممارسة للطقوس والتقاليد المكسيكية القديمة فيه نظر ، فإن الصورة
المنتشرة لا تبدو عليها أي آثار لتلك الثقافات ، لا في أدواتها ، ولا في صورتها ، ولا في
اللغة المستخدمة ، ولا حتى في اسم "الشيطان" . بل كلها تشير إلى أصول غربية معاصرة
ألبست ثوب الثقافات القديمة كعنصر جذب وإثارة .
ثانياً :
حقيقة "تحدي تشارلي" .
عند تأمل الصورة التي توضع فيها الأقلام المتراكبة نجد أنها وضعية في غاية الحساسية ،
وليست وضعية ثابتة غير قابلة للتحريك . بل إن أدنى حركة في السطح أو نفخة هواء
من نفَس السائل يمكنها تحريك القلم عن مكانه بإحدى الاتجاهات - بل إن إبقاء الأقلام
ثابتة هو التحدي الحقيقي . وقد انتشرت عشرات المقاطع المصورة - في الغرب - تبين أن
حركة الأقلام أمر طبيعي لا علاقة له بأي قوى خارقة .
ولو كانت هذه الطريقة معتبرة ، وغير متأثرة بالعوامل الطبيعية ، لما اشتُرط استخدام الأجسام
غير الثابتة ، ولأمكن استخدام أي جسم مستطيل قابل للتحريك الإرادي ، وهذا غير مطبق
في الواقع .
ولذلك يغلب على الظن أن هذه "اللعبة" هي مزيج من الأوهام والخدع والمؤثرات الطبيعية
التي تخفى على كثير من الناس سهلي الانخداع .
ومما يُغلّب هذا الاحتمال - في نظري - انتشار الأمر بشكل ملحوظ ، واستجابة "الشياطين"
المزعومة للنداء بشكل متكرر ، وهذا لا يُتصور في حق الجان ، إذ أن خدمتهم للإنس بالعادة
مشروطة ، وتكلف الساحر دينه وكثير من دنياه ، بينما يجيب "تشارلي" عن كل ما يطلبه
السائلون دون أي مقابل يذكر .
لكن يبقى الاحتمال الغيبي وارد في بعض الحالات الفردية ، وأن تكون هذه التهيئة والنداء
المتكرر لكيان مجهول الحقيقة سبب في استحضار الجن وتسلطهم حقيقة ، فإن ترجيح
احتمال التحايل والانخداع لا يعني استبعاد الخطر الشيطاني الحقيقي عمن يخوض هذه
التجربة مطلقاً.
ومن ثمة يبقى تفسير الأحداث الغريبة التي تلي التحاور مع "تشارلي" - لا سيما إذا
أنهيت اللعبة دون أن يأذن "هو" بذلك - متعلقاً بالمقدمات السابقة .
فإما أن يكون العقل والنفس متهيئان لتفسير الأحداث العادية وفقاً للمخاوف المثارة ، فتؤدي
الأوهام دوراً بارزاً في تثبيت تلك المخاوف وحشد الدلائل المتعسفة لتوثيقها . وهذا أمر
معروف ومشتهر في علم النفس .
أو أن يكون الممارس عرّض نفسه - حقيقة - للمس الشيطاني ، وظهرت آثار ذلك في
نفسه وما حوله .
وكالسابق ، الاحتمال الأول - عندي - أقرب ، والاحتمال الثاني وارد كذلك .
ثالثاً :
"تحدي تشارلي" من منظور شرعي .
لا يشك مسلم لديه أدنى علم بأصول العقيدة أن هذا العمل محرم مخالف لتلك الأصول .
ولعلي أوجز أوجه المخالفة في النقاط التالية :
١- أن الممارس لهذا الفعل يظن أنه يخاطب الجن ، ويستعين بهم في بعض حاجاته
مستفيداً من "علمهم" ، وهذا الفعل محرم ، ووسيلة إلى الشرك .
وفي فتوى اللجنة الدائمة : "لا تجوز الاستعانة بالجن مطلقا ؛ لأنهم عالم غائب عنا ،
وقد قال تعالى : { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } ،
وهذا على سبيل الإنكار للاستعانة بعموم الجن ، ولأجل سد ذريعة الشرك بالله عز وجل" .
وسئل الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عن الاستعانة بالجن فقال : "إنه طَلَبٌ من الجن ،
فيدخل في سؤال الغائبين الذي يشبه سؤال الأموات ، وفيه رائحة من روائح الشرك".
٢- أن فيه تعظيم للجن والشياطين في نفوس الناشئة ، وتعريض قلوبهم للخشية والخوف
من هذه الكائنات الخفية ، فاستئذانهم لـ "تشارلي" في البدء والانتهاء ، وتعظيم شأنه
والتخويف من أذاه ذريعة إلى الوقوع في خوف السر ، ووسيلة قد تؤدي إلى التقرب إليه
بما يكف أذاه ، والذي يعد من الشرك الأكبر .
قال تعالى : { إِنَّمَا ذالِكُمُ الشَّيْطَـانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } .
علماً أن هذا باعتبار ما يقع في قلب العبد، وإن لم يكن لهذا "الشيطان" حقيقة في الواقع .
٣- أن الأسئلة التي تُطرح على "تشارلي" هي أسئلة غيبية ، لا يعلم إجابتها السائل في الغالب ،
ومن ثم تكون هذه "اللعبة" ضرب من ضروب الكهانة الحديثة ، كمن يستقسم بالأزلام أو يخط
في الأرض . وحكم الكهانة وسؤال الكهان مبسوط في كتب العقيدة .
٤- أن في اللعبة استهانة بالتواصل مع الجان وسؤالهم . فهي - وإن كانت تُعد "لعبة"
عند بعضهم ولا يعتقدون حقيقتها - تظل متضمنة لجملة من المخالفات العقدية ، وهي سبب
في جعل هذا الفعل معتاداً مقبولًا عند الناس ، وهذا يفتح بابا خطيراً ويمهد لقبول
ممارسات أكثر خطورة وانحرافاً مما هو موجود في الساحة اليوم ومما قد يظهر مستقبلاً .
وفي الختام ، أنصح إخوتي وأخواتي باجتناب هذه الممارسة الخطيرة ، والإنكار
على من يطبقها أو ينشرها ولو على سبيل الفكاهة والتندر ، فإن العقائد ليست محلاً للمزاح
واللعب . كما أؤكد على ضرورة اعتزازنا - جميعاً - بهويتنا الدينية وعقيدتنا الإسلامية
الصافية ، وألا نكون كالإمعة نتبع كل ناعق ..
هذا ، والله تعالى أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبته :
هيفاء بنت ناصر الرشيد
١٠ / ٨ / ١٤٣٦ هـ