ابو سيف العمري
12-20-2014, 05:08 PM
تعرف على نفسك
https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/1907338_922999617718629_5175122374568748574_n.jpg? oh=aefb520dc93e7ce45620bbe3e7e7da4c&oe=554527B7&__gda__=1426850814_3d25419d6425d5fbb24252171bd75d4 4
عند تعريف الحياة بشكل علمي فإننا سنواجه حتماً السؤال التالي؛ ما الذي يميز الكائنات الحية عن غيرها من الأجسام والجمادات؟
الجواب الذي لا يكاد يختلف عليه أحد هو "الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين" أو المسمى اختصاراً DNA. هذا النوع من الحمض النووي يتركب بشكل مميز على شكل حزم معلوماتية تسمى 'جينات' والتي تتجمع بشكل معقد وهائل معطيةً لكل كائن حي 'جينوم' خاصاً [وهو مجموع الجينات في الخلية] ليعمل كمخطط فريد من نوعه للنمو والتكاثر.
هنا يقفز سؤال آخر: إذا كان كل كائن حي يملك جينات تميزه عن الأشياء غير الحية، هل يعني هذا أن الجينات هي التي تخلق أو تكوّن الحياة؟
في الحقيقة الجينات ليست خالقة للحياة (Creator) بل هي حافزة لها (Catalyst)، حيث أنها لا تخلق شيئاً من لا شيء بل تستخدم المادة الموجودة في البيئة المحيطة بها أي مما تأكله الأم وتشربه وتتنفسه. الجينات تعطي توجه النمو ونمط التكون لكل كائن، فالكائنات تتكون من ذرات كوكب الأرض وتتوارث تعليمات البناء والنمو في الارشيف المسمى بالجينوم. عندما ينمو الجنين في بطن أمه فإنه يمتص ما يجد في جسدها في ذلك الوقت من ذرات الأرض القديمة التي تمر طوال الوقت في أجسادنا في تفاعلنا مع البيئة. هذه الذرات لا تملك خصوصية أو تفرد، لكن الخصوصية والتفرد كليهما في الجينوم الخاص بالجنين والذي وصله نتيجة امتزاج المعلومات الجينية في الأم والأب مناصفة. يمكننا تشبيه تنوع أشكال الكائنات بتنوع أشكال 'ندف الثلج' أو 'Snowflakes' والتي تتنوع تنوعاً مثيراً حتى لا تكاد ترى ندفتين متطابقيتن. ندف الثلج تتكون من جزيئات غبار أو حبوب لقاح مجهرية تبدأ كنواة يتجمع ويتجمد عليها الماء بشكل فريد له علاقة مباشرة بحجم وأبعاد النواة، مما ينتج مظهراً خاصاً. هذا المظهر الفريد ليس بفضل الماء المتجمد حول النواة -وإن كان هو المسؤول عن تشكيل معظم جسم الندفة إلا أنه صادف أن كان قريباً من النواة- ولكن الفضل يعود لخصائص النواة المجهرية. بالتأكيد الكائنات الحية أعقد بكثير من ندف الثلج وهو الذي أعطاها هذا التنوع المذهل جداً، لكن المبدأ مشابه. الجينات المجهرية التي لا ترى هي نواة الكائن التي تعطيه مظهره الفريد من نوعه، وليست جزيئات الجسم الأخرى التي تشكل 99،9999٪ من مادته، فهي قد صادف أن كانت في الجوار حين تكون الكائن في البداية. بمعنى آخر، يمكنك الاستيعاض عن كل جزيئات جسمك بأخرى مشابهة وستبدو تقريباً كما أنت، لكن أي تغير طفيف في جيناتك المسؤولة عن تركيبك الجسدي قد يغيرك بالكلية.
https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/1907338_922999617718629_5175122374568748574_n.jpg? oh=aefb520dc93e7ce45620bbe3e7e7da4c&oe=554527B7&__gda__=1426850814_3d25419d6425d5fbb24252171bd75d4 4
عند تعريف الحياة بشكل علمي فإننا سنواجه حتماً السؤال التالي؛ ما الذي يميز الكائنات الحية عن غيرها من الأجسام والجمادات؟
الجواب الذي لا يكاد يختلف عليه أحد هو "الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين" أو المسمى اختصاراً DNA. هذا النوع من الحمض النووي يتركب بشكل مميز على شكل حزم معلوماتية تسمى 'جينات' والتي تتجمع بشكل معقد وهائل معطيةً لكل كائن حي 'جينوم' خاصاً [وهو مجموع الجينات في الخلية] ليعمل كمخطط فريد من نوعه للنمو والتكاثر.
هنا يقفز سؤال آخر: إذا كان كل كائن حي يملك جينات تميزه عن الأشياء غير الحية، هل يعني هذا أن الجينات هي التي تخلق أو تكوّن الحياة؟
في الحقيقة الجينات ليست خالقة للحياة (Creator) بل هي حافزة لها (Catalyst)، حيث أنها لا تخلق شيئاً من لا شيء بل تستخدم المادة الموجودة في البيئة المحيطة بها أي مما تأكله الأم وتشربه وتتنفسه. الجينات تعطي توجه النمو ونمط التكون لكل كائن، فالكائنات تتكون من ذرات كوكب الأرض وتتوارث تعليمات البناء والنمو في الارشيف المسمى بالجينوم. عندما ينمو الجنين في بطن أمه فإنه يمتص ما يجد في جسدها في ذلك الوقت من ذرات الأرض القديمة التي تمر طوال الوقت في أجسادنا في تفاعلنا مع البيئة. هذه الذرات لا تملك خصوصية أو تفرد، لكن الخصوصية والتفرد كليهما في الجينوم الخاص بالجنين والذي وصله نتيجة امتزاج المعلومات الجينية في الأم والأب مناصفة. يمكننا تشبيه تنوع أشكال الكائنات بتنوع أشكال 'ندف الثلج' أو 'Snowflakes' والتي تتنوع تنوعاً مثيراً حتى لا تكاد ترى ندفتين متطابقيتن. ندف الثلج تتكون من جزيئات غبار أو حبوب لقاح مجهرية تبدأ كنواة يتجمع ويتجمد عليها الماء بشكل فريد له علاقة مباشرة بحجم وأبعاد النواة، مما ينتج مظهراً خاصاً. هذا المظهر الفريد ليس بفضل الماء المتجمد حول النواة -وإن كان هو المسؤول عن تشكيل معظم جسم الندفة إلا أنه صادف أن كان قريباً من النواة- ولكن الفضل يعود لخصائص النواة المجهرية. بالتأكيد الكائنات الحية أعقد بكثير من ندف الثلج وهو الذي أعطاها هذا التنوع المذهل جداً، لكن المبدأ مشابه. الجينات المجهرية التي لا ترى هي نواة الكائن التي تعطيه مظهره الفريد من نوعه، وليست جزيئات الجسم الأخرى التي تشكل 99،9999٪ من مادته، فهي قد صادف أن كانت في الجوار حين تكون الكائن في البداية. بمعنى آخر، يمكنك الاستيعاض عن كل جزيئات جسمك بأخرى مشابهة وستبدو تقريباً كما أنت، لكن أي تغير طفيف في جيناتك المسؤولة عن تركيبك الجسدي قد يغيرك بالكلية.