محبكم في الله
12-19-2014, 07:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
" وقفة "
الشيخ خالد الراشد
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ..
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ..
من يهده الله فلا مضل له ..
ومن يضلل فلا هادي له ..
وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ } ..
{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً } ..
{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيِمَاً }..
أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ..
وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..
وشرَّ الأمور محدثاتها ..
وكل محدثة بدعة ..
وكل بدعة ضلالة ..
وكل ضلالة في النار ..
عباد الله :
الشيء الذي لا بدَّ أن لا ننساه ..
أننا في هذه الدنيا ..
ضيوف ..
وأننا نعيش في هذه الحياة من أجل ..
الاستعداد للحياة الباقية ..
لا بدَّ أن نعرف ونعي ..
أنَّ العمر ..
مهما طال فهو ..
قصير ..
وأنَّ هذه الحياة ..
مهما عظمت فهي ..
حقيرة عند الله ..
ولا تساوي عند الله جناح بعوضة ..
لا بدَّ أن نعرف - عباد الله - ..
أنَّ بعد هذه الحياة ..
موت ..
كما قال الله جلَّ في علاه : { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } ..
لا بدَّ أن نعرف - عباد الله - ..
أنَّ بعد الموت ..
قبر ..
كما قال الله جلَّ في علاه : { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ } ..
لا بدَّ أن نعرف أنَّ ..
بعد القبر ..
بعث ..
وهو إحياء الموتى يوم القيامة ..
لحسابهم ..
والقضاء بينهم ..
قال سبحانه : { زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } ..
حين علمنا هذا كله ..
فما المطلوب من الجميع ..
فما المطلوب من الجميع ..
المطلوب ما قال الله جلَّ في علاه : { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ، يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ } ..
فاستعدوا عباد الله ..
استعدوا عباد الله ..
واحرصوا على الخواتيم ..
لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(يُبعث كل عبد على ما مات عليه ) ..
عن أبي رزين العقيلي قال : قلت يا رسول الله : كيف يعيد الله الخلق ؟! ، و ما آية ذلك في خلقه ؟!.
قال :
( أما مررت بوادي قومك جدباً ..
ثم مررت به يهتز خضراً ! ) ..
قلت : نعم ..
قال :
( فتلك آية الله في خلقه ) حديث صحيح لأنه موافق لنص التنزيل ..
قال سبحانه :{ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ } ..
عباد الله ..
لقد أرى الله عباده إحياء الموتى في هذه الدنيا ..
وفي سورة البقرة وحدها ..
خمسة أمثلة على ذلك ..
المثال الأول :
قوم موسى عليه الصلاة والسلام حين قالوا :
{ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ، ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ..
فأحياهم الله بعد أن أخذتهم الصاعقة ..
المثال الثاني :
في قصة القتيل الذي اختصم فيه بنو إسرائيل زمن موسى عليه الصلاة والسلام ..
فأمرهم أن يذبحوا بقرة فيضربوه ببعضها ليخبرهم بمن قتله ..
ففعلوا ..
فأحياه الله وأخبرهم بمن قتله ..
قال جل في علاه : { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ، فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}..
المثال الثالث :
في قصة القوم { الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ -يَشْكُرُونَ } ..
قال وكيع في تفسيره :
حدثنا سفيان عن ميسرة بن حبيب النهدي قال :
عن المنهال بن عمرو الأسدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - ترجمان القرآن - ، قال في قوله تبارك وتعالى :
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ } ..
قال : كانوا أربعة آلاف خرجوا فراراً من الطاعون ..
قالوا : نأتي أرضاً ليس بها موت ..
حتى إذا كانوا بموضع كذا وكذا قال الله لهم : { مُوتُواْ } ..
فماتوا ..
فلما كان بعد دهر ..
مرَّ عليهم نبي من الأنبياء فدعا ربه أن يحييهم ..
فأمره الله تعالى أن يقول :
أيتها العظام البالية ..
إنَّ الله يأمرك أن تكتسي لحماً ، وعصباً ، وجلداً ..
فكان ذلك يحدث ، وهو يشاهد ..
ثم أمره فنادى :
أيتها الأرواح ..
إنَّ الله يأمرك أن ترجع كل روح إلى الجسد الذي كانت تغمره ..
فقاموا أحياء ينظرون ..
قد أحياهم بعد رقدتهم الطويلة ..
أحياهم وهم يقولون : لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا ظالمين ..
فكان في إحيائهم عبرة ودليل قاطع ..
على وقوع المعاد الجسماني يوم القيامة ..
لهذا قال الله سبحانه : { إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } ..
في قصة القوم { الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ -يَشْكُرُونَ } ..
قال وكيع في تفسيره :
حدثنا سفيان عن ميسرة بن حبيب النهدي قال :
عن المنهال بن عمرو الأسدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - ترجمان القرآن - ، قال في قوله تبارك وتعالى :
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ } ..
قال : كانوا أربعة آلاف خرجوا فراراً من الطاعون ..
قالوا : نأتي أرضاً ليس بها موت ..
حتى إذا كانوا بموضع كذا وكذا قال الله لهم : { مُوتُواْ } ..
فماتوا ..
فلما كان بعد دهر ..
مرَّ عليهم نبي من الأنبياء فدعا ربه أن يحييهم ..
فأمره الله تعالى أن يقول :
أيتها العظام البالية ..
إنَّ الله يأمرك أن تكتسي لحماً ، وعصباً ، وجلداً ..
فكان ذلك يحدث ، وهو يشاهد ..
ثم أمره فنادى :
أيتها الأرواح ..
إنَّ الله يأمرك أن ترجع كل روح إلى الجسد الذي كانت تغمره ..
فقاموا أحياء ينظرون ..
قد أحياهم بعد رقدتهم الطويلة ..
أحياهم وهم يقولون : لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا ظالمين ..
فكان في إحيائهم عبرة ودليل قاطع ..
على وقوع المعاد الجسماني يوم القيامة ..
لهذا قال الله سبحانه : { إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } ..
{ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ } : فيما يريهم من ..
الآيات الباهرة ..
والحجج القاطعة ..
والدلالات الدامغة ..
{ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } : أي لا يقومون بشكر ما أنعم الله به عليهم في دينهم ودنياهم ..
وفي هذه القصة عبرة ودليل على أنه ..
لن يغني حذر من قدر ..
وأنه لا ملجأ من الله إلا إليه ..
فإنَّ هؤلاء القوم خرجوا فراراً من الوباء ..
طلباً لطول الحياة ..
فعوملوا بنقيض قصدهم ..
وجاءهم الموت سريعاً في آن واحد ..
المثال الرابع لإحياء الموتى :
في قصة الذي مرَّ على قرية ميتة ..
فاستبعد أن يحييها الله ..
فأماته الله مئة عام ..
ثم بعثه ..
قال جلَّ في علاه : { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ..
{ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ..
اختلف المفسرون في هذا الذي مرَّ ..
فقال علي : هو عزير – وهذا هو المشهور - ..
وقالوا : هو الخضر ..
وقالوا : رجل من أهل الشام اسمه حزقيل بن بوار ..
قال مجاهد : هو رجل من بني إسرائيل ..
أما القرية فالمشهور أنها ببيت المقدس ..
مرَّ عليها بعد تخريب بختنصر لها وقتل أهلها ..
أما المثال الخامس :
في قصة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين سأل الله أن يريه كيف يحي الموتى ..
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ..
فهذه صور خمسة في كتاب الله في سورة البقرة ..
أخبرنا فيها أنَّ المولى عز وجل كيف يحيي الموتى ..
وكذلك سيحييهم للحشر بعد البعث ..
فإذا علمنا - عباد الله -..
أنَّ هناك بعث ..
فاعلم رعاك الله ..
أنَّ هناك حشر : وهو جمع الخلائق يوم القيامة لحسابهم والقضاء بينهم ..
سمى الله ذلك اليوم بيوم الجمع ..
قال جلَّ شأنه : { يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ } ..
وقال سبحانه : { ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ } ..
وقال جلَّ وعلا : { قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ }..
فلا إله إلا الله ..
فلا إله إلا الله على يوم مثل هذا ..
تأمل في قدرة الله التي تحيط بالعباد ..
فالله لا يعجزه شيء ..
وحيثما هلك العباد ..
فإنَّ الله قادر على الإتيان بهم ..
إن هلكوا في أجواء الفضاء ..
أو غاروا في أعماق الأرض ..
أو أكلتهم الطيور الجارحة ..
أو افترستهم الحيوانات المفترسة ..
أو ابتلعتهم الحيتان في البحار ..
أو غيبوا في قبورهم في الأرض ..
قال سبحانه : { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ..
وكما أنَّ قدرة الله محيطة بعباده يأتي بهم حيثما كانوا ..
فكذلك علمه محيط بهم ..
فلا يتخلف منهم أحد ..
ولا يضل منهم أحد ..
ولا يشذ منهم أحد ..
لقد أحصاهم خالقهم تبارك وتعالى ..
وعدهم عدَّا..
لقد أحصاهم خالقهم تبارك وتعالى ..
وعدهم عدَّا..
قال جل في علاه : { إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً ، لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً ، وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً } ..
وقال سبحانه : { وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } ..
أما القصد من الجمع - عباد الله - ..
فهو للعرض والحساب ..
قال جلَّ وعلا : { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى } ..
قال جلَّ في علاه : { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ } ..
وقال جلَّ في علاه : { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ } ..
فلو أننا إذا متنا تركنا
ولكننا إذا متنا بُعثنا
لكان الموت راحة كل حيّ
ونُسأل بعدها عن كل شيء
نعم - عباد الله -..
إنه العرض والحساب ..
{ لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } ..
عباد الله ..
أخبرنا ربنا جلَّ وعلا عن مشهد الحساب والجزاء في يوم الحساب فقال :
{ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ } ...
حسبك - عبد الله - أن تعلم أنَّ
القاضي ، والمحاسب في ذلك اليوم هو ..
" وقفة "
الشيخ خالد الراشد
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ..
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ..
من يهده الله فلا مضل له ..
ومن يضلل فلا هادي له ..
وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ } ..
{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً } ..
{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيِمَاً }..
أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ..
وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..
وشرَّ الأمور محدثاتها ..
وكل محدثة بدعة ..
وكل بدعة ضلالة ..
وكل ضلالة في النار ..
عباد الله :
الشيء الذي لا بدَّ أن لا ننساه ..
أننا في هذه الدنيا ..
ضيوف ..
وأننا نعيش في هذه الحياة من أجل ..
الاستعداد للحياة الباقية ..
لا بدَّ أن نعرف ونعي ..
أنَّ العمر ..
مهما طال فهو ..
قصير ..
وأنَّ هذه الحياة ..
مهما عظمت فهي ..
حقيرة عند الله ..
ولا تساوي عند الله جناح بعوضة ..
لا بدَّ أن نعرف - عباد الله - ..
أنَّ بعد هذه الحياة ..
موت ..
كما قال الله جلَّ في علاه : { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } ..
لا بدَّ أن نعرف - عباد الله - ..
أنَّ بعد الموت ..
قبر ..
كما قال الله جلَّ في علاه : { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ } ..
لا بدَّ أن نعرف أنَّ ..
بعد القبر ..
بعث ..
وهو إحياء الموتى يوم القيامة ..
لحسابهم ..
والقضاء بينهم ..
قال سبحانه : { زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } ..
حين علمنا هذا كله ..
فما المطلوب من الجميع ..
فما المطلوب من الجميع ..
المطلوب ما قال الله جلَّ في علاه : { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ، يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ } ..
فاستعدوا عباد الله ..
استعدوا عباد الله ..
واحرصوا على الخواتيم ..
لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(يُبعث كل عبد على ما مات عليه ) ..
عن أبي رزين العقيلي قال : قلت يا رسول الله : كيف يعيد الله الخلق ؟! ، و ما آية ذلك في خلقه ؟!.
قال :
( أما مررت بوادي قومك جدباً ..
ثم مررت به يهتز خضراً ! ) ..
قلت : نعم ..
قال :
( فتلك آية الله في خلقه ) حديث صحيح لأنه موافق لنص التنزيل ..
قال سبحانه :{ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ } ..
عباد الله ..
لقد أرى الله عباده إحياء الموتى في هذه الدنيا ..
وفي سورة البقرة وحدها ..
خمسة أمثلة على ذلك ..
المثال الأول :
قوم موسى عليه الصلاة والسلام حين قالوا :
{ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ، ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ..
فأحياهم الله بعد أن أخذتهم الصاعقة ..
المثال الثاني :
في قصة القتيل الذي اختصم فيه بنو إسرائيل زمن موسى عليه الصلاة والسلام ..
فأمرهم أن يذبحوا بقرة فيضربوه ببعضها ليخبرهم بمن قتله ..
ففعلوا ..
فأحياه الله وأخبرهم بمن قتله ..
قال جل في علاه : { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ، فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}..
المثال الثالث :
في قصة القوم { الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ -يَشْكُرُونَ } ..
قال وكيع في تفسيره :
حدثنا سفيان عن ميسرة بن حبيب النهدي قال :
عن المنهال بن عمرو الأسدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - ترجمان القرآن - ، قال في قوله تبارك وتعالى :
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ } ..
قال : كانوا أربعة آلاف خرجوا فراراً من الطاعون ..
قالوا : نأتي أرضاً ليس بها موت ..
حتى إذا كانوا بموضع كذا وكذا قال الله لهم : { مُوتُواْ } ..
فماتوا ..
فلما كان بعد دهر ..
مرَّ عليهم نبي من الأنبياء فدعا ربه أن يحييهم ..
فأمره الله تعالى أن يقول :
أيتها العظام البالية ..
إنَّ الله يأمرك أن تكتسي لحماً ، وعصباً ، وجلداً ..
فكان ذلك يحدث ، وهو يشاهد ..
ثم أمره فنادى :
أيتها الأرواح ..
إنَّ الله يأمرك أن ترجع كل روح إلى الجسد الذي كانت تغمره ..
فقاموا أحياء ينظرون ..
قد أحياهم بعد رقدتهم الطويلة ..
أحياهم وهم يقولون : لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا ظالمين ..
فكان في إحيائهم عبرة ودليل قاطع ..
على وقوع المعاد الجسماني يوم القيامة ..
لهذا قال الله سبحانه : { إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } ..
في قصة القوم { الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ -يَشْكُرُونَ } ..
قال وكيع في تفسيره :
حدثنا سفيان عن ميسرة بن حبيب النهدي قال :
عن المنهال بن عمرو الأسدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - ترجمان القرآن - ، قال في قوله تبارك وتعالى :
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ } ..
قال : كانوا أربعة آلاف خرجوا فراراً من الطاعون ..
قالوا : نأتي أرضاً ليس بها موت ..
حتى إذا كانوا بموضع كذا وكذا قال الله لهم : { مُوتُواْ } ..
فماتوا ..
فلما كان بعد دهر ..
مرَّ عليهم نبي من الأنبياء فدعا ربه أن يحييهم ..
فأمره الله تعالى أن يقول :
أيتها العظام البالية ..
إنَّ الله يأمرك أن تكتسي لحماً ، وعصباً ، وجلداً ..
فكان ذلك يحدث ، وهو يشاهد ..
ثم أمره فنادى :
أيتها الأرواح ..
إنَّ الله يأمرك أن ترجع كل روح إلى الجسد الذي كانت تغمره ..
فقاموا أحياء ينظرون ..
قد أحياهم بعد رقدتهم الطويلة ..
أحياهم وهم يقولون : لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا ظالمين ..
فكان في إحيائهم عبرة ودليل قاطع ..
على وقوع المعاد الجسماني يوم القيامة ..
لهذا قال الله سبحانه : { إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } ..
{ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ } : فيما يريهم من ..
الآيات الباهرة ..
والحجج القاطعة ..
والدلالات الدامغة ..
{ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } : أي لا يقومون بشكر ما أنعم الله به عليهم في دينهم ودنياهم ..
وفي هذه القصة عبرة ودليل على أنه ..
لن يغني حذر من قدر ..
وأنه لا ملجأ من الله إلا إليه ..
فإنَّ هؤلاء القوم خرجوا فراراً من الوباء ..
طلباً لطول الحياة ..
فعوملوا بنقيض قصدهم ..
وجاءهم الموت سريعاً في آن واحد ..
المثال الرابع لإحياء الموتى :
في قصة الذي مرَّ على قرية ميتة ..
فاستبعد أن يحييها الله ..
فأماته الله مئة عام ..
ثم بعثه ..
قال جلَّ في علاه : { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ..
{ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ..
اختلف المفسرون في هذا الذي مرَّ ..
فقال علي : هو عزير – وهذا هو المشهور - ..
وقالوا : هو الخضر ..
وقالوا : رجل من أهل الشام اسمه حزقيل بن بوار ..
قال مجاهد : هو رجل من بني إسرائيل ..
أما القرية فالمشهور أنها ببيت المقدس ..
مرَّ عليها بعد تخريب بختنصر لها وقتل أهلها ..
أما المثال الخامس :
في قصة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين سأل الله أن يريه كيف يحي الموتى ..
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ..
فهذه صور خمسة في كتاب الله في سورة البقرة ..
أخبرنا فيها أنَّ المولى عز وجل كيف يحيي الموتى ..
وكذلك سيحييهم للحشر بعد البعث ..
فإذا علمنا - عباد الله -..
أنَّ هناك بعث ..
فاعلم رعاك الله ..
أنَّ هناك حشر : وهو جمع الخلائق يوم القيامة لحسابهم والقضاء بينهم ..
سمى الله ذلك اليوم بيوم الجمع ..
قال جلَّ شأنه : { يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ } ..
وقال سبحانه : { ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ } ..
وقال جلَّ وعلا : { قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ }..
فلا إله إلا الله ..
فلا إله إلا الله على يوم مثل هذا ..
تأمل في قدرة الله التي تحيط بالعباد ..
فالله لا يعجزه شيء ..
وحيثما هلك العباد ..
فإنَّ الله قادر على الإتيان بهم ..
إن هلكوا في أجواء الفضاء ..
أو غاروا في أعماق الأرض ..
أو أكلتهم الطيور الجارحة ..
أو افترستهم الحيوانات المفترسة ..
أو ابتلعتهم الحيتان في البحار ..
أو غيبوا في قبورهم في الأرض ..
قال سبحانه : { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ..
وكما أنَّ قدرة الله محيطة بعباده يأتي بهم حيثما كانوا ..
فكذلك علمه محيط بهم ..
فلا يتخلف منهم أحد ..
ولا يضل منهم أحد ..
ولا يشذ منهم أحد ..
لقد أحصاهم خالقهم تبارك وتعالى ..
وعدهم عدَّا..
لقد أحصاهم خالقهم تبارك وتعالى ..
وعدهم عدَّا..
قال جل في علاه : { إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً ، لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً ، وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً } ..
وقال سبحانه : { وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } ..
أما القصد من الجمع - عباد الله - ..
فهو للعرض والحساب ..
قال جلَّ وعلا : { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى } ..
قال جلَّ في علاه : { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ } ..
وقال جلَّ في علاه : { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ } ..
فلو أننا إذا متنا تركنا
ولكننا إذا متنا بُعثنا
لكان الموت راحة كل حيّ
ونُسأل بعدها عن كل شيء
نعم - عباد الله -..
إنه العرض والحساب ..
{ لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } ..
عباد الله ..
أخبرنا ربنا جلَّ وعلا عن مشهد الحساب والجزاء في يوم الحساب فقال :
{ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ } ...
حسبك - عبد الله - أن تعلم أنَّ
القاضي ، والمحاسب في ذلك اليوم هو ..