أم وائل
11-27-2013, 08:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقلها الدكتور عثمان قدري مكانسي من كتابه ( الشعر العربي في الفتوحات العثمانية )
قد يخص الشاعر محمود سامي البارودي الحكمة بقصيدة كاملة [1] :
بادر الفرصة واحذر فوتها. ***** فبلوغ العزِّ في نيل الفرصْ
واغتنم عمرك إبَّان الصبا. **** فهو إن زاد مع الشيب نقصْ [2]
إنما الدنيا خيال عارض ***** قلما يبقى وأخبار تُقصّْ
تارة تدجو وطوراً تنجلي ***** عادة الظل سجا ثمَّ قلصْ [3]
فابتدر مسعاك واعلم أن من **** بادر الصيد مع الفجر قنصْ
لن ينال المرء بالعجز المنى ***** إنما الفوز لمن همَّ فنصّْ [4]
يكدح العاقل في مأمنه ***** فإذا ضاق به الأمر شخص [5]
وليكن سعيك مجداً كله ***** إن مرعى الشر مكروه أحصّْ [6]
واترك الحرص تعش في راحة ***** قلما نال مناه من حرص
قد يضرُّ الشيء ترجو نفعه ***** رب ظمآن بصفو الماء غصّْ
ميِّز الأشياء تعرفْ قدرها **** ليست الغرَّة من جنس البرص[7]
واجتنبْ كل غبي مائقٍ ***** فهو كالعَير إذا جد قمص [8]
إنما الجاهل في العين قذى ***** حيثما كان وفي الصدر غصص
وفي قصائد الرصافي كثير من الحكم ينثرها كما تنثر الدرر ، منها [9] :
إن لم تموتوا كراماً في مواطنكم متُّم أذلاء فيها ميتة الجبنا
لاعذر للمسلمين اليوم إن وهنوا في هوشة ذلٍّ فيها كل من وهنا[10]
ولا حياة لهم من بعدُ إن جبُنوا كلا ، وأي حياة للذي جبُنا؟
أما شوقي فهو بحق شاعر الشعراء وأميرهم ، والحكم التي يزجيها أميرة ما يقوله الشعراء من حكم ، فما من قصيدة إلا والحكمة زينها ويتيمة عقدها ، فهو يبدأ قصيدته (صدى الحرب ) بعدة حكم منها [11] :
بسيفك يعلو الحق ، والحق أغلب ***** وينصر دين الله أيان تضربُ
وما السيف إلا آية الملك في الورى ***** ولا الأمر إلا للَّذي يتغلَّب
تنام خطوب الملك إن بات ساهراً ***** وإن هو نام استيقظت تتألَّب
ولم يتكلَّف قومك الأسدُ أهبة **** ولكنَّ خلقاً في السباع التأهُّبُ
[1]=ديوانه ص / 296 .
[2]=المعنى مأخوذ من الحديث النبوي : اغتنم خمساً قبل خمس : .... شبابك قبل هرمك ...
[3]=تدجو : تُظلِم والمراد : تسوء=،=تنجلي : تنكشف وتتضح ، سجا : امتدَّ وسكن ودام ، قلص : تقلص ونقص وانزوى .
[4] نصَّ : أنفذ ما أراده وحرَّكه
[5]=شخص : ارتحل وهاجر ، والمراد : يعمل الإنسان في بلده فإذا ضاق به العيش ارتحل إلى مكان آخر يعمل فيه .
[6]=الأحص : المشؤوم الوبيل الذي لا خير فيه ، حص الشعر : تساقط وتناثر .
[7]=الغرة : بياض مستحسن في جبهة الفرس ، والبرص بياض يظهر في ظاهر البدن لفساد مزاج ، وهو من الأدواء البشعة والمعنى : إن على الإنسان أن يقدِّر الأمور ويمحصها ليصل إلى الصواب .
[8]=الغبي : سيئ الخلق ، المائق : الأحمق ، العير : الحمار ، وقَمص العيرُ : اضطرب في سيره واستنَّ : وهو أن يرفع يديه ويطرحهما معاً ، ويعجن برجليه .
[9]=ديوانه ص / 489 . من قصيدة ( الوطن والجهاد ) .
[10]=الهوشة : الفتنة و الهياج والاضطراب ، أراد الشاعر أن يحارب المسلمون حرباً عامة .
[11]=ديوانه ص 42 .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقلها الدكتور عثمان قدري مكانسي من كتابه ( الشعر العربي في الفتوحات العثمانية )
قد يخص الشاعر محمود سامي البارودي الحكمة بقصيدة كاملة [1] :
بادر الفرصة واحذر فوتها. ***** فبلوغ العزِّ في نيل الفرصْ
واغتنم عمرك إبَّان الصبا. **** فهو إن زاد مع الشيب نقصْ [2]
إنما الدنيا خيال عارض ***** قلما يبقى وأخبار تُقصّْ
تارة تدجو وطوراً تنجلي ***** عادة الظل سجا ثمَّ قلصْ [3]
فابتدر مسعاك واعلم أن من **** بادر الصيد مع الفجر قنصْ
لن ينال المرء بالعجز المنى ***** إنما الفوز لمن همَّ فنصّْ [4]
يكدح العاقل في مأمنه ***** فإذا ضاق به الأمر شخص [5]
وليكن سعيك مجداً كله ***** إن مرعى الشر مكروه أحصّْ [6]
واترك الحرص تعش في راحة ***** قلما نال مناه من حرص
قد يضرُّ الشيء ترجو نفعه ***** رب ظمآن بصفو الماء غصّْ
ميِّز الأشياء تعرفْ قدرها **** ليست الغرَّة من جنس البرص[7]
واجتنبْ كل غبي مائقٍ ***** فهو كالعَير إذا جد قمص [8]
إنما الجاهل في العين قذى ***** حيثما كان وفي الصدر غصص
وفي قصائد الرصافي كثير من الحكم ينثرها كما تنثر الدرر ، منها [9] :
إن لم تموتوا كراماً في مواطنكم متُّم أذلاء فيها ميتة الجبنا
لاعذر للمسلمين اليوم إن وهنوا في هوشة ذلٍّ فيها كل من وهنا[10]
ولا حياة لهم من بعدُ إن جبُنوا كلا ، وأي حياة للذي جبُنا؟
أما شوقي فهو بحق شاعر الشعراء وأميرهم ، والحكم التي يزجيها أميرة ما يقوله الشعراء من حكم ، فما من قصيدة إلا والحكمة زينها ويتيمة عقدها ، فهو يبدأ قصيدته (صدى الحرب ) بعدة حكم منها [11] :
بسيفك يعلو الحق ، والحق أغلب ***** وينصر دين الله أيان تضربُ
وما السيف إلا آية الملك في الورى ***** ولا الأمر إلا للَّذي يتغلَّب
تنام خطوب الملك إن بات ساهراً ***** وإن هو نام استيقظت تتألَّب
ولم يتكلَّف قومك الأسدُ أهبة **** ولكنَّ خلقاً في السباع التأهُّبُ
[1]=ديوانه ص / 296 .
[2]=المعنى مأخوذ من الحديث النبوي : اغتنم خمساً قبل خمس : .... شبابك قبل هرمك ...
[3]=تدجو : تُظلِم والمراد : تسوء=،=تنجلي : تنكشف وتتضح ، سجا : امتدَّ وسكن ودام ، قلص : تقلص ونقص وانزوى .
[4] نصَّ : أنفذ ما أراده وحرَّكه
[5]=شخص : ارتحل وهاجر ، والمراد : يعمل الإنسان في بلده فإذا ضاق به العيش ارتحل إلى مكان آخر يعمل فيه .
[6]=الأحص : المشؤوم الوبيل الذي لا خير فيه ، حص الشعر : تساقط وتناثر .
[7]=الغرة : بياض مستحسن في جبهة الفرس ، والبرص بياض يظهر في ظاهر البدن لفساد مزاج ، وهو من الأدواء البشعة والمعنى : إن على الإنسان أن يقدِّر الأمور ويمحصها ليصل إلى الصواب .
[8]=الغبي : سيئ الخلق ، المائق : الأحمق ، العير : الحمار ، وقَمص العيرُ : اضطرب في سيره واستنَّ : وهو أن يرفع يديه ويطرحهما معاً ، ويعجن برجليه .
[9]=ديوانه ص / 489 . من قصيدة ( الوطن والجهاد ) .
[10]=الهوشة : الفتنة و الهياج والاضطراب ، أراد الشاعر أن يحارب المسلمون حرباً عامة .
[11]=ديوانه ص 42 .